الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حمد الله الزوج على سلامة زوجته ومولودها واستبشر وتهلل وجهه واطمأن، فعمل القهوة له ولضيفه ولزوجته حيث له عدة أيام لم يرتشف القهوة، ولم يأكل حتى لم ينم لظروفه الصعبة التي مرت به وبزوجته.
فسأل الله أن لا تمر هذه المحنة على مسلم ومسلمة.
وبعد تناول قهوتهم ناموا فلما أصبح راشد ذهب لجمله ليتفقده وإذا بجمليه الضائعين جوار جمله منوخان وكأنهما معقولان، وهما يتجررَّان فصار يتفحصهما، هل هما جملاه أم لا؟ وأخيرا تأكد له أنهما هما جملاه، حمد الله على عقلانهما له، كما أن مضيفه قد أخبره أن هذين الجملين لهما عدة أيام يرعيان في هذه المنطقة بدون راع.
وعندما هم بالرجوع لأهله نادت المرأة زوجها وقالت له: أعط الضيف الناقة الفلانية، وهي أطيب ما يملكانه، وأعطه عكة السمن، انظرها معلقة بالمكان الفلاني وجزاه الله خيرًا على ما عمله معنا، فأخذ راشد الغضية الهدية بعد تردد وإلزام المضيف بأخذها، وعاد وهو فرح مستبشر بإنقاذه بعد الله نفسًا كادت تموت هي ووليدها والعثور على جمليه (1).
الغَفِيص:
بفتح الغين وكسر الفاء بعدها ياء ساكنة وآخره صاد.
الغفيص في اللغة العامية التمر الذي يستبعد نواه ثم يخلط باليد بعد أن يوضع عليه الزبد أو السمن.
والغفيص: أسرة من أهل المريدسية ومنهم أناس من سكان بريدة والشماس.
(1) سواليف المجالس، ج 10، ص 11 - 14.
والغفيص لقب غلب عليهم، وكان اسمهم قبل ذلك (آل ابن ناصر) نسبة إلى جدهم ناصر بن دليلي وقد جاءوا إلى المريدسية من القويع الأسفل.
ويقولون إنهم أبناء عم لعدد من الأسر أهل المريدسية والخبوب وأنهم جميعًا يقال لهم المعامرة.
منهم جار الله العبد الله الغفيص تولى إمارة المريدسية لمدة خمس سنوات وتوفي عام 1373 هـ.
ذكره الشيخ صالح بن محمد السعوي في أمراء بلدة المريدسية وأثنى عليه بما هو مستحق له من الثناء الحسن، فقال:
وممن تولى من الأهالي منصب الإمارة في هذه البلدة: الرجل الشجاع، الهمام المقدام، الذكي الفطن التقي الزكي المشهور بقول الحق جار الله بن عبد الله بن ناصر الغفيص رحمه الله تعالى.
فإنه أخذ بمزاولة أعمال الإمارة لعدة أعوام مضت في أثناء أيام عمره، وخدم فيها خدمة طيبة جليلة عرفت عنه، وذكرت له، وأثنى عليه بها خيرًا، وشكر له عليها من قبل الأهالي عمومًا ومن قبل ولاة الأمور خصوصا من العلماء والأمراء، والقضاة والدعاة، ورجال الحسبة من الأمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وأئمة المساجد ومؤذنيها، والأكابر والأعيان، لاهتمامه البالغ وسعيه المتواصل لما يحقق الهداية للجميع والصلاح والاستقامة على طاعة الله، وما يكسب المسلم رضا مولاه وعفوه ومغفرته وهو يعد من المؤمنين الذين أعطوا قوة الإيمان، والثبات على الحق، والنصرة لدين الله، وشد أزر من قام بنصرة دين الله، لا يخاف في الله لومة لائم، ولا عذل حاقد وحاسد، فلا يبلّغ عن ظهور منكر إلَّا وتحقق من وجوده وسارع في الإنكار والتقويم، ولا يذكر له مجامع سوء إلَّا وقف عليها وأنكر