الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثاني ما هي أهم مصادر تفسير الصحابة
؟
اعتمد الصحابة الكرام في تفسيرهم للقرآن الكريم على أربعة مصادر هي (1):
أ- القرآن الكريم:
أجمع العلماء على أن أهم ما يفسّر القرآن هو القرآن نفسه، من ذلك قول ابن تيمية رحمه الله: (فإن قال قائل: فما أحسن طريق للتفسير؟
والجواب: أن أصحّ الطرق في ذلك أن يفسّر القرآن بالقرآن، فما أجمل في مكان فإنه قد فسّر في موضع آخر، وما اختصر في مكان فقد بسط في موضع آخر) (2).
ومن ذلك قول الحافظ السيوطي رحمه الله: (قال العلماء: من أراد تفسير الكتاب العزيز طلبه أولا من القرآن، فما أجمل منه في مكان فقد فسّر في موضع آخر، وما اختصر في مكان فقط بسط في موضع آخر منه)(3).
مثال ذلك ما ورد في القرآن من قصص، فقصة موسى عليه السلام
(1) التفسير والمفسرون للدكتور محمد حسين الذهبي: 1/ 40 - 46.
(2)
مقدمة في أصول التفسير: 93.
(3)
الإتقان: 2/ 225.
جاءت مجملة في سورة، وجاءت مبسوطة في سورة أخرى، وهكذا.
ومن تفسير القرآن بالقرآن: أن يحمل المجمل على المبين ليفسّر به، مثال ذلك قوله تعالى:(وَإِنْ يَكُ صادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ)(1) وتفسيرها في أواخر السورة، وذلك بأنه العذاب الأدنى المعجّل في الدنيا، قال تعالى:(فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ)(2).
ومن تفسير القرآن بالقرآن: حمل المطلق على المقيّد، والعام على الخاص، مثالها: نفي الخلّة والشفاعة على جهة العموم، قال تعالى:
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفاعَةٌ وَالْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ)(3).
فقد استثنى الله المتقين من نفي الخلّة، وذلك في قوله تعالى:
(الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ)(4).
واستثنى ما أذن فيه من الشفاعة، وذلك في قوله تعالى:(وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشاءُ وَيَرْضى)(5).
ومن تفسير القرآن بالقرآن: حمل بعض القراءات على غيرها، فبعض القراءات تختلف مع غيرها في اللفظ وتتفق في المعنى، فقراءة ابن مسعود رضي الله عنه:(أو يكون لك بيت من ذهب) تفسّر لفظ الزخرف في القراءة المشهورة: (أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ)(6).
(1) غافر: 28.
(2)
غافر: 77.
(3)
البقرة: 254.
(4)
الزخرف: 67.
(5)
النجم: 26.
(6)
الإسراء: 93.