الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحاشا أن يتم ذلك مع نبي معصوم.
13 - قصة أيوب عليه السلام:
تحدث المفسرون عن المرض الذي أصابه، وبالغوا في ذلك، حتى ذكروا أمورا لا دليل عليها، وبالتالي تنافي مهام النبي وعصمته ومقامه المحمود، من ذلك ما رواه الإمام السيوطي عن قتادة في قوله تعالى:(وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ)(1).
قال: ذهاب الأهل والمال، والضر الذي أصاب في جسده، قال:
ابتلى سبع سنين وأشهرا، فألقي على كناسة بني إسرائيل، تختلف الدواب في جسده، ففرج الله عنه، وأعظم له الأجر، وأحسن!! (2)
هل تقبل هذه الرواية المتعلقة بنبي معصوم، حتى لو رواها قتادة أو أبوه أو ما إلى هنالك؟!
إننا لا نقبلها لعالم أو صالح، فكيف نقول إن نبيا معصوما له مهمة تبليغ الناس رسالة الله، كيف يقال: إنه ألقي على القمامة سنوات، وأن الدود والدواب كانت تأكل من جسده، وأن الناس ابتعدوا عنه؟! فكيف يبلغ رسالة الله للناس وهو على ذلكم الحال الذي لا يطاق ولا يتصوّر؟!
وهكذا الحال في كثير من القصص التي رواها المفسرون، ومن أراد التوسّع فليرجع إلى ما كتبوا حول:
قصة إرم ذات العماد، أو بما يتعلّق بعمر الدنيا وبدء الخلق، وخلق الشمس والقمر، وبعض الظواهر الكونية كالرعد والبرق والصواعق، والحديث عن جبل ق المحيط بالكون كله وما إلى هنالك!!
(1) ص: 41.
(2)
للتوسع: الدر المنثور: 7/ 263.
إذا:
إذا كانت غالبية كتب التفاسير مليئة بالإسرائيليات والموضوعات والخرافات والقصص الخيالية، أليس الأجدر بنا أن نعود إلى المفسّر الأول للقرآن الكريم وهو خاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام؟
نعم، فالعودة إلى الأصول من الأصول، وليس أخبر بكتاب الله بعد الله غير رسول الله صلى الله عليه وسلم.
من هنا كانت فكرة إظهار التفسير النبوي الصحيح، حيث الاعتماد محصور بما ورد من أحاديث صحيحة، بعيدا عن الحشو والتضخيم.
ولعل من المفيد أن نتّبع التسلسل القرآني، موردين ذلك شرحا وحفظا، معترفين أن هذا العمل لا يناسب الكثيرين، لكن ما دام العمل مبنيا على النحو الذي قال نبي الله شعيب عليه السلام وهو يخاطب قومه الذين رفضوا مقولاته:(إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)(1).
معتذرا من ساداتنا العلماء المفسرين، والذين تعبوا كثيرا من أجل جمع هذه المعلومات حول ما يتعلق بكتاب الله، سائلا من الله أن يسامحني إن أخطأت، وأن يجعل الرحمات تتبع كل العلماء العاملين المخلصين.
…
(1) هود: 88.