الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والدليل على أن القراءات تعتبر مرجعا مهما من مراجع تفسير القرآن بالقرآن:
ما روي عن مجاهد رحمه الله أنه قال: لو كنت قرأت قراءة ابن مسعود قبل أن أسأل ابن عباس ما احتجت أن أسأله عن كثير مما سألته عنه.
ب- النبي صلى الله عليه وسلم:
كان الصحابة الكرام إذا أشكل عليهم آية من كتاب الله، فلم يفهموا المراد منها، رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك لأن الله تعالى حدّد وظائف الرسول، ومنها بيان ما في القرآن من أحكام ونحو ذلك، قال تعالى:
(وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)(1).
وأخرج أبو داود في سننه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ومن الأمثلة التي تدلّ على مدى اعتماد الصحابة على أقوال النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن ما يلي:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبيّ بن كعب: «ألا أعلّمك سورة ما أنزلت في التوراة ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها؟» .
فقلت: بلى.
قال: «إني لأرجو ألا تخرج من ذلك الباب حتى تعلمها» .
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقمت معه، فجعل يحدثني ويدي في يده أتباطأ
(1) النحل: 44.
(2)
للتوسّع يراجع: الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي: 1/ 37.
كراهية أن يخرج قبل أن يخبرني بها، فلما دنوت من الباب، قلت:
يا رسول الله! السورة التي وعدتني.
قال: «كيف تقرأ إذا قمت إلى الصلاة؟» .
فقرأت فاتحة الكتاب.
فقال: «هي، هي، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيت» (1).
مثال آخر: عند ما أنزل الله تعالى قوله- في سياق قصة نبي الله موسى عليه السلام مع قومه-: (وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قالُوا أَتَتَّخِذُنا هُزُواً قالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ)(2).
فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: «إن بني إسرائيل لو أخذوا أدنى بقرة لأجزأتهم، أو لأجزأت عنهم» (3).
مثال آخر:
في قوله تعالى: (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ)(4).
روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: إن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن معنى هذه الآية.
فقال صلوات الله عليه: «كل حرف من القرآن يذكر فيه القنوت فهو الطاعة» (5).
مثال آخر:
(1) المستدرك على الصحيحين، للحاكم النيسابوري: 2/ 258.
(2)
البقرة: 67.
(3)
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي: 6/ 314.
(4)
البقرة: 238.
(5)
مجمع الزوائد: 6/ 320.