الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحجّة على الباقين، لأن الله يقول:(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(1).
فقال عمر: صدقت.
ومثله ما أخرج البخاري من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان عمر رضي الله عنه يدخلني مع أشياخ بدر فكأن بعضهم وجد في نفسه وقال: لم يدخل هذا معنا وإن لنا أبناء مثله؟
فقال عمر: إنه من أعلمكم، فدعاهم ذات يوم فأدخلني معهم، فما رأيت أنه دعاني فيهم إلا ليريهم، فقال: ما تقولون في قوله تعالى:
(إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ
…
) (2)، فقال بعضهم وبعضهم الآخر لم يقل شيئا.
فقال لي: أكذلك تقول يا ابن عباس؟
فقلت: لا.
فقال: ما تقول؟
قلت: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم له، قال:(إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) فذلك علامة أجلك: (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً)(3).
فقال عمر رضي الله عنه: لا أعلم منها إلا ما تقول
…
(4).
د- أهل الكتاب من اليهود والنصارى:
(إن القرآن الكريم يتفق مع التوراة في بعض المسائل، وبالأخص في قصص الأنبياء، وما يتعلق بالأمم الغابرة، وكذلك يشتمل القرآن
(1) المائدة: 90.
(2)
النصر: 1.
(3)
النصر: 5.
(4)
فتح الباري: 8/ 519.
على مواضع وردت في الإنجيل، كقصة ميلاد عيسى ابن مريم، ومعجزاته عليه السلام.
غير أن القرآن الكريم اتخذ منهجا يخالف منهج التوراة والإنجيل، فلم يتعرّض لتفاصيل جزئيات المسائل، ولم يستوف القصة من جميع نواحيها، بل اقتصر من ذلك على موضع العبرة فقط.
ولما كانت العقول دائما تميل إلى الاستيفاء والاستقصاء، جعل بعض الصحابة رضي الله عنهم أجمعين يرجعون في استيفاء هذه القصص التي لم يتعرّض لها القرآن من جميع نواحيها إلى من دخل في دينهم من أهل الكتاب، كعبد الله بن سلام، وكعب الأحبار، وغيرهم من علماء اليهود والنصارى.
وهذا بالضرورة كان بالنسبة إلى ما ليس عندهم فيه شيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه لو ثبت شيء في ذلك ما كانوا يعدلون عنه إلى غيره مهما كان المأخوذ عنه).
***