الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْبَاب الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ
فِي الاحتساب فِي بَاب الْعلم
والمعلم لَا يناظر فِي الْمَسْأَلَة الكلامية إِذا لم يعرفهَا على وَجههَا من الْمُلْتَقط الناصري وَمِنْه كره جمَاعَة الِاشْتِغَال بِعلم الْكَلَام قَالَ السَّيِّد نَاصِر الدّين وتأويله عندنَا كَثْرَة المناظرة والمجادلة فِيهِ بِحَيْثُ تُؤدِّي إِلَى إثارة الْبدع والفتن وتشويش العقائد أَو يكون المناظر فِيهِ قَلِيل الْفَهم أَو طَالبا للغلبة لَا للحق فَأَما معرفَة الله تَعَالَى وتوحيده وَمَعْرِفَة النُّبُوَّة وَالَّذِي تنطوي عَلَيْهِ عقائدنا فَلَا يمْنَع مِنْهُ
وَفِي الْخَانِية الفقيهان إِذا تكلما فِي مَسْأَلَة إِن كَانَ الْبَذْل على أَحدهمَا جَازَ وَإِن كَانَ الْبَذْل من الْجَانِبَيْنِ لَا يجوز
وَفِي الظَّهِيرِيَّة قَالَ الشَّيْخ الإِمَام صدر الْإِسْلَام ابو الْيُسْر نظرت فِي الْكتب الَّتِي صنفها المتقدمون فِي علم التَّوْحِيد فَوجدت بَعْضهَا للفلاسفة مثل
إِسْحَاق الْكِنْدِيّ والاسفراييني وأمثالهما وَذَلِكَ كُله خَارج عَن الدّين الْمُسْتَقيم وزيع عَن الطَّرِيق القويم لَا يجوز المطالعة وَالنَّظَر فِي تِلْكَ الْكتب وَلَا يجوز إِِمْسَاكهَا فَإِنَّهَا مشحونة بالشرك والضلال قَالَ وَوجدت أَيْضا تصانيف كَثِيرَة فِي هَذَا الْفَنّ للمعتزلة مثل عبد الْجَبَّار الرَّازِيّ والجبائي والكعبي النظام وَغَيرهم لَا يجوز إمْسَاك تِلْكَ الْكتب وَالنَّظَر فِيهَا كَيْلا تحدث الشكوك وَلَا يتَمَكَّن
الْخلَل فِي العقائد وَكَذَلِكَ المجسمة صنفوا كتبا فِي هَذَا الْفَنّ مثل مُحَمَّد الهيصم وَأَمْثَاله لَا يحل النّظر فِي تِلْكَ الْكتب وَلَا إِِمْسَاكهَا فَإِنَّهُم شَرّ أهل الْبدع وَقد صنف الْأَشْعَرِيّ كتبا كَثِيرَة لتصحيح مَذْهَب الْمُعْتَزلَة ثمَّ إِن الله تَعَالَى لما تفضل عَلَيْهِ بِالْهدى صنف كتابا ناقضا لما صنف لتصحيح مَذْهَب الْمُعْتَزلَة إِلَّا أَن أَصْحَابنَا من أهل السّنة خطأه فِي بعض الْمسَائِل فَمن وقف على الْمسَائِل الَّتِي أَخطَأ فِيهَا أَبُو الْحسن وَعرف خطأه فَلَا بَأْس بِالنّظرِ فِي كتبه وإمساكها قَالَ العَبْد وَلما اطَّلَعت على هَذِه الرِّوَايَة بِأَن كتب الْمُعْتَزلَة الْمُشْتَملَة على اعْتِقَادهم وَبَيَان مَذْهَبهم الْخَبيث لَا يجوز إِِمْسَاكهَا وَكَانَ عِنْدِي الْكَشَّاف للزمخشري
وَفِيه مَذْهَب الاعتزال فِي كل صفحة وورقة فَأَخْرَجته من بَيْتِي وَمَا بِعته بِثمن مَخَافَة أَن يحرم ثمنه أَن يحرم كَحُرْمَةِ ثمن الْخمر وَالْميتَة وَالْخِنْزِير
معلم صبيان قَالَ الْيَهُود خير من الْمُسلمين بِكَثِير فَإِنَّهُم يقضون حُقُوق معلم صبيانهم يكفر من الذَّخِيرَة فِي كَلِمَات الْكفْر
وَمِمَّا يحْتَسب على الْعَالم أَنه إِذا سُئِلَ من أعلم النَّاس فَيَقُول أَنا أعلم لِأَن الْأَدَب أَن يرد الْعلم إِلَى الله تَعَالَى وَالدَّلِيل على ذَلِك مَا رُوِيَ أَن أبي بن كَعْب رضي الله عنه عَن النَّبِي عليه السلام قَالَ قَامَ مُوسَى عليه السلام خَطِيبًا فِي بني إِسْرَائِيل فَسئلَ أَي النَّاس أعلم فَقَالَ أَنا أعلم النَّاس فعتب الله عَلَيْهِ إِذْ لم يرد الْعلم إِلَى الله تَعَالَى فَأوحى الله تَعَالَى إِلَيْهِ أَن عبد من عبَادي فِي مجمع الْبَحْرين هُوَ أعلم مِنْك قَالَ يَا رب وَكَيف ألحق بِهِ فَقيل لَهُ أحمل حوتا فِي مكتل فَإِذا فقدته فَهُوَ ثمَّة من صَحِيح البُخَارِيّ