الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الأول: تعريف علم مصطلح الحديث ونشأته
.
أولا: تعريف علم مصطلح الحديث:
ويسمى "أصول الحديث"، والكلام في تعريف هذا العلم يكون على وجهين: على الإفراد، وعلى الإضافة.
تعريفه من جهة الإفراد:
أ- العلم: إدراك الشيء بحقيقته. (1)
ب- والاصطلاح: عبارةٌ عن اتفاق قوم على تسمية الشيء باسمٍ مَّا، ينقل عن موضعه الأول. (2)
ج- والأصل: أسْفَلُ الشيءِ. (3)
د- والحديث:
1 -
في اللغة: الجديدُ، وكل ما يُتحدَّثُ به من كلامٍ وخَبَر. (4)
2 -
وفي الاصطلاح: هو ما يضاف إلى النبي صلى الله عليه وسلم، من قوله وفعله وإقراره، وقيل: أو وصف خلْقِيٍّ أو خُلُقِيٍّ، وقيل: أو أضيف إلى الصحابي أو التابعي. (5)
أما تعريفه من جهة الإضافة بقولهم "علم مصطلح الحديث" أو "علم أصول الحديث" أو "علم المصطلح".
قال ابن حجر: " أولى التعاريف لعلم الحديث: معرفة القواعد التي يتوصل بها إلى معرفة حال الراوي والمروي". (6)
(1) المعجم الوسيط، لمجمع اللغة العربية بالقاهرة، ص 655 مادة: علمه
(2)
معجم التعريفات، علي بن محمد بن علي الزين الشريف الجرجاني (ت 816 هـ)، تحقيق: محمد صديق المنشاوي، القاهرة، دار الفضيلة، ص 27
(3)
القاموس المحيط، لأبي طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادى (ت 817 هـ)، تحقيق: مركز الرسالة للدراسات وتحقيق التراث بإشراف: محمد نعيم العرقسوسي، دمشق-بيروت، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثالثة 1433 - 2012، ص 961 مادة: أصل
(4)
القاموس المحيط ص 167 والمعجم الوسيط ص 181، مادة: حدث.
(5)
انظر: مجموع الفتاوى، لأبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني (ت 728 هـ)، حققه: عامر الجزار - أنور الباز، المنصورة: دار الوفاء - بيروت: دار ابن حزم، الطبعة الرابعة 1432 - 2011 (18/ 7)، وفتح الباري بشرح صحيح البخاري، لأبي الفضل أحمد بن علي محمد، ابن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)، تحقيق: أبي قتيبة نظر الفاريابي، الرياض، دار طيبة، الطبعة الرابعة 1432 - 2011 (1/ 339)، منهج النقد في علوم الحديث ص 27.
(6)
النكت على كتاب ابن الصلاح، لأبي الفضل أحمد بن علي محمد، ابن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)، تحقيق: الدكتور ربيع بن هادي المدخلي، عجمان، مكتبة الفرقان، الطبعة الثالثة 1429 - 2008 (1/ 89)
ويقسم بعض العلماء علم الحديث إلى قسمين: علم رواية، وعلم دراية.
1 -
: علم الحديث الخاص بالرواية:
علم يشتمل على نقل أقوال النَّبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله، وروايتها، وضبطها، وتحرير ألفاظها.
2 -
علم الحديث الخاص بالدِّراية:
علمٌ يعرف منه حقيقة الرِّواية، وشُروطها، وأنواعها، وأحْكَامها، وحال الرُّواة، وشُروطهم وأصْنَاف المرويات، وما يتعلق بها. (1)
وموضوع هذا العلم: هو السند والمتن.
وثمرته: تمييز الثابت من الأخبار من الضعيف.
وفضله: امتثال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونيل بركة دعوته، إذ قال عليه الصلاة والسلام:"بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً". (2)
وقال: "نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا، فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ". (3)
نسبته إلى بقية العلوم: من علوم الآلة، ويحتاجه الطالب في كل علم من العلوم الشرعية.
أول من جمعه في مصنف: أول من أفرده بالتصنيف هو أبو محمد الحسن بن عبدالرحمن الرَّامَهُرْمُزِي. (4)
استمداد هذا العلم: مسائله مستمدةٌ من الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم.
اسم هذا العلم: له عدة أسماء، مثل: علم مصطلح الحديث، علم أصول الحديث، وعلم أصول الرواية، ومصطلح أهل الأثر.
حكم تعلم هذا العلم: فرض كفاية، إذ لا بد من معرفة ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من أخبار، فإن قام به مَن يكفي سقط الوجوب عن الباقي.
(1) انظر: تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد ابن سابق الدين الخضيري السيوطي الشافعي (ت 911 هـ)، تحقيق: نظر محمد الفاريابي، الرياض، دار طيبة، الطبعة الثامنة 1427 (1/ 25)
(2)
أخرجه البخاري في كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: ما ذكر عن بني إسرائيل، حديث:3461.
(3)
أخرجه أبو داود (3660) وصححه الألباني.
(4)
هو: الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزيّ الفارسيّ، أبو محمد، محدث العجم في زمانه، ومن أدباء القضاة، له:"المحدث الفاصل بين الراويّ والواعي" و"أدب الناطق" وغيرهما، توفي سنة 360 هـ. انظر: تذكرة الحفاظ 2/ 81، شذرات الذهب 3/ 135.
مسائله: هي المسائل المتعلقة بالسند والمتن من حيث القبول والرد، مثل: الاتصال والانقطاع والقلب والشذوذ ونحوها، وما يتعلق بحال الرُّواة: من العدالة والجرح، وشروطهم في التحمل وفي الأداء، إلى غير ذلك.