المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌النوع الثاني: الحسن - نظم علوم الحديث = أقصى الأمل والسول في علم حديث الرسول

[شهاب الدين الخويي]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الأول: التعريف بعلم المصطلح: وفيه أربعة فصول:

- ‌الفصل الأول: تعريف علم مصطلح الحديث ونشأته

- ‌أولا: تعريف علم مصطلح الحديث:

- ‌ثانياً: نشأة علم مصطلح الحديث:

- ‌الفصل الثانيأطوار التأليف في علم مصطلح الحديث

- ‌الفصل الثالث

- ‌المبحث الأول: التعريف بابن الصلاح

- ‌مولده ونَسَبه:

- ‌رحلاته وشيوخه:

- ‌الأعمال التي قام بها:

- ‌تلاميذه:

- ‌ثناء العلماء عليه:

- ‌وفاته:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المبحث الثاني: التعريف بمكانة وأهمية كتابه: "علوم الحديث

- ‌الفصل الرابع

- ‌المبحث الأول: التعريف بالمنظومات العلمية ونشأتها

- ‌أولاً: تعريف النظم:

- ‌ثانياً: المنظومات العلمية:

- ‌ثالثاً: نشأة المنظومات العلمية:

- ‌المبحث الثاني: التعريف بأهم المنظومات في مصطلح الحديث

- ‌الباب الثاني: وفيه فصلان:

- ‌الفصل الأول: التعريف بصاحب النظم

- ‌المبحث الأول: لقبه، وكنيته، واسمه، ونسبه، ومذهبه، ومكان ولادته:

- ‌المبحث الثاني: عقيدته وصفاته الخلقية والخُلقية:

- ‌المبحث الثالث: طلبه للعلم ومشايخه:

- ‌من شيوخه:

- ‌المبحث الرابع: أشهر تلاميذه:

- ‌المبحث الخامس: أعماله ومكانته العلمية وثناء العلماء عليه:

- ‌المبحث السادس: مؤلفاته

- ‌المبحث السابع وفاته:

- ‌الفصل الثاني: التعريف بالنَّظم

- ‌المبحث الأول: نسبة النظم إلى مؤلفه وتسميته له:

- ‌أولاً: نسبة النظم إلى مؤلفه:

- ‌ثانياً: تسمية النظم:

- ‌المبحث الثاني: عدد أبياتها وتاريخ نظمها:

- ‌المبحث الثالث: المقارنة بينها وبين غيرها من الألفيات:

- ‌أولاً: أوجه الاتفاق:

- ‌ثانياً: أوجه الاختلاف:

- ‌المبحث الرابع: عناية العلماء بها:

- ‌المبحث الخامس: طبعاتها السابقة ونسخها المخطوطة:

- ‌المبحث السادس: منهج التحقيق:

- ‌النَّوْعُ الأَوَّلُ: مَعْرِفَةُ الصَّحِيح

- ‌النَّوعُ الثَّانِي: الحَسَنُ

- ‌النَّوعُ الثَّالِثُ: الضَّعِيفُ

- ‌النَّوعُ الرَّابِعُ: المُسْنَدُ

- ‌النَّوعُ الخَامِسُ: المُتَّصِلُ

- ‌النَّوعُ السَّادِسُ: المَرْفُوعُ

- ‌النَّوعُ السَّابِعُ: المَوْقُوفُ

- ‌النَّوعُ الثَّامِنُ: المَقْطُوعُ

- ‌النَّوعُ التَّاسِعُ: المُرْسَلُ

- ‌النَّوعُ العَاشِرُ: المُنْقَطِعُ

- ‌النَّوعُ الحَادِيَ عَشَرَ: المُعْضَلُ

- ‌النَّوعُ الثَّانِيَ عَشَرَ: مَعْرِفَةُ المُدَلِّسِ

- ‌النَّوعُ الثَّالِثّ عَشَرَ: الشَّاذُ

- ‌النوَّعُ الرَّابِعَ عَشَرَ: مَعْرِفَةُ المُنْكَر

- ‌النَّوعُ الخَامِسَ عَشَرَ: مَعْرِفَةُ الاعْتِبَارِ والمُتَابَعَاتِ والشَّوَاهِد

- ‌النَّوعُ السَّادِسَ عَشَرَ: مَعْرِفَةُ زِيادَاتِ الثِّقَات

- ‌النَّوعُ السَّابِعَ عَشَرَ: الإِفْرَادُ

- ‌النَّوعُ الثَّامِنَ عَشَرَ: المُعَلَّلُ

- ‌النَّوعُ التَّاسِعَ عَشَرَ: المُضْطَّرِبُ

- ‌النَّوعُ العِشْرُوْنَ: المُدْرَجُ

- ‌النَّوعُ الحَادِي والعِشْرُوْنَ: المَوْضُوْعُ

- ‌النَّوعُ الثَّاني والعِشْرُونَ: المَقْلُوبُ

- ‌النوع الثالث والعشرون: معرفة من تُقبل روايته وما يتعلق به

- ‌النَّوعُ الرابِعُ والعُشْرُونَ: في مَعْرِفَةِ كَيْفِيَّةِ سَمَاعِ الحَدِيثِ وتَحَمُّلِهِ وَصِفَةِ ضَبْطِه

- ‌النَّوْعُ الخَامِسُ وَالعِشْرُوْنَ: كِتَابَةُ الحَدِيْث

- ‌النَّوعُ السَّابِعُ والعِشْرُونَ: مَعْرِفَةُ آدابِ المُحَدِّث

- ‌النَّوعُ التَّاسِعُ والعِشْرُونَ: مَعْرِفَةُ الإِسْنَادِ العَالِي وَالنَّازِلِ

- ‌النَّوعُ المُوَفِّي ثلاثين: مَعْرِفَةُ المَشْهُورِ مِنَ الحَدِيث

- ‌النَّوعُ الحَادِي والثَّلاثُونَ: مَعْرِفَةُ الغَرِيبِ مِنَ الحَدِيث

- ‌النَّوعُ الثَّالِثُ والثَّلاثُونَ: مَعْرِفَةُ المُسَلْسَلِ

- ‌النَّوعُ الرَّابِعُ والثَّلاثَونَ: مَعْرِفَةُ نَاسِخِ الحَدِيثِ ومَنْسُوخِه

- ‌النَّوْعُ الخَامِسُ وَالثَّلاثُونَ: مَعْرِفَةُ المُصَحَّفِ

- ‌النَّوعُ السَّادِسُ والثَّلاثُونَ: مُخْتَلِفُ الحَدِيثِ

- ‌النوع السَّابِعُ والثَّلاثُونَ: مَعْرِفَةُ المَزِيدِ في مُتَّصِلِ الأَسَانِيدِ

- ‌النَّوعُ الثَّامِنُ والثَّلاثُونَ: مَعْرِفَةُ المَرَاسِيلِ الخَفِيِّ إِرْسَالِها

- ‌النَّوعُ التَّاسِعُ والثَّلاثُونَ: مَعُرِفَةُ الصَّحَابَةِ

- ‌النَّوعُ المُوَفِّي أَرْبَعِينَ: مَعْرِفَةُ التَّابِعِينَ

- ‌النَّوعُ الحَادِي وَالأَرْبَعُونَ: مَعْرِفَةُ أَكَابِرِ الرُّوَاةِ مِنْ الأَصَاغِرِ

- ‌النَّوعُ الثَّالِثُ والأَرْبَعُونَ: مَعْرِفَةُ الإِخْوَةِ وَالأَخَوَاتِ

- ‌النَّوعُ الرَّابِعُ وَالأَرْبَعُونَ: مَعْرِفَةُ رِوَايَةِ الآبَاءِ عَنِ الأَبْنَاءِ

- ‌النَّوعُ الخَامِسُ وَالأَرْبَعُونَ: رِوَايَةُ الأَبْنَاءِ عَنِ الآبَاء

- ‌النَّوعُ السَّادِسُ وَالأَرْبَعُونَ: فِيمَنْ رَوَى عَنْهُ رَاوِيَانِ مُتَقَدِّمٌ وَمُتَأَخِّرٌ وَبَيْنَهُمَا زَمَانٌ طَوِيِلٌ

- ‌النَّوعُ السَّابِعُ وَالأَرْبَعُونَ: مَعْرِفَةُ مَنْ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ إِلَّا رَاوٍ وَاحِدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَغَيْرِهِمْ

- ‌النَّوعُ الثَّامِنُ وَالأَرْبَعُونَ: مَعْرِفَةُ مَنْ ذُكِرَ بِأَسْمَاءٍ مُخْتَلِفَةٍ وَنُعُوُتٍ مُتَعَدِّدَةٍ

- ‌النَّوعُ التَّاسِعُ وَالأَرْبَعُونَ: فِي الأَسْمَاءِ المُفْرَدَةِ

- ‌النَّوعُ الخَمْسُونَ: مَعْرِفَةُ الكُنَى

- ‌النَّوعُ الحَادِي وَالخَمْسُونَ: مَعْرِفَةُ كُنَى المَعْرُوفِينَ بِالأَسْمَاءِ

- ‌النَّوعُ الثَّانِي وَالخَمْسُونَ: فِي الأَلْقَابِ

- ‌النَّوعُ الثَّالثُ والخَمْسُونَ: في المُخْتَلِفِ وَالمُؤْتَلِفِ

- ‌فِي ضَبْطِ مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ وَالمُوَطَّأِ مِن ذَلكَ

- ‌النَّوعُ الرَّابِعُ وَالخَمْسُونَ: المُتَّفِقُ وَالمُفْتَرِقُ

- ‌النَّوعُ الخَامِسُ وَالخَمْسُونَ: المُتَّفِقُونَ فِي الأَسْمَاءِ المُخْتَلِفُونَ وَالمُؤْتَلِفُونَ فِي الآبَاءِ وَبِالعَكْسِ

- ‌النَّوْعُ السَّابِعُ وَالخَمْسُونَ: مَعْرِفَةُ المَنْسُوبِيْنَ إِلَى غَيْرِ آبَائِهِمْ

- ‌النَّوعُ الثَّامِنُ وَالخَمْسُونَ: النِّسَبُ الَّتِي عَلَى خِلافِ ظَاهِرِهَا

- ‌النَّوعُ التَّاسِعُ وَالخَمْسُونَ: مَعْرِفَةُ المُبْهَمَاتِ

- ‌النَّوعُ السِّتُّونَ: التَّوَارِيخُ وَالوَفَيَاتُ

- ‌النَّوعُ الحَادِي وَالسِّتُونَ: مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ وَالضُّعَفَاء

- ‌النَّوعُ الثَّانِي وَالسِّتُونَ: مَعْرِفَةُ مَنْ خَلَّطَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ

- ‌النَّوعُ الثَّالِثُ وَالسِّتُّونَ: طَبَقَاتِ العُلَمَاءِ

- ‌النَّوعُ الرَّابِعُ وَالسِّتُّونَ: مَعْرِفَةُ المَوَالِي مِنَ الرُّوَاةِ وَالعُلَمَاءِ

- ‌النَّوعُ الخَامِسُ وَالسِّتُّونَ: مَعْرِفَةُ أَوْطَانِ الرُّوَاةِ وَبُلْدَانِهِمْ

- ‌الخاتمة

- ‌فهرس المصادر والمراجع

الفصل: ‌النوع الثاني: الحسن

122 -

ثُمَّ صِحَاحُ الكُتْبِ مَا لَم تَكُنِ

قَدْ قُوبِلَتْ قَبْلُ بِأَصْلٍ مُتقَن

123 -

فَلا يَجُوزُ الأَخْذُ مِنْها وَالعَمَلْ

بِمَا حَوَتْ فَاعْرِفْهُ بُلِّغْتَ الأَمَلْ (1)

‌النَّوعُ الثَّانِي: الحَسَنُ

(2)

124 -

وإنْ تُرِدْ مَعرِفةَ المتنَ الحَسَنْ

مُمَيِّزاً ما جاءَ منه في السُّنَنْ

125 -

فقِيلَ (3): "مَا مَخْرَجُهُ قَد عُرِفا

وَمَنْ رَوَوْهُ لَم يَكُنْ فِيهم خَفَا" (4)

(1) أي: من أراد العمل أو الاحتجاج من كتاب فلا بد أن يقابله على أصل واحد معتمَد -على الأقل-، ويستحب بأصول متعددة. انظر:"تدريب الراوي 1/ 163"

(2)

قال الذهبي: "لا تَطمَعْ بأنَّ للحسَنِ قاعدةً تندرجُ كلُّ الأحاديثِ الحِسانِ فيها، فأَنَا على إِياسٍ من ذلك! فَكَمْ مِن حديثٍ تردَّدَ فيه الحُفَّاظُ: هل هو حسَن؟ أو ضعيف؟ أو صحيحٌ؟ بل الحافظُ الواحدُ يتغيَّرُ اجتهادُه في الحديث الواحد: فيوماً يَصِفُه بالصحة، ويوماً يَصِفُه بالحُسْن، وَلَرُبَّما استَضْعَفَه! ". "الموقظة، لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748 هـ)، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، حلب، مكتب المطبوعات الإسلامية ص 28"

وقال ابن كثير: " وهذا النوع لما كان وسطاً بين الصحيح والضعيف في نظر الناظر، لا في نفس الأمر، عسر التعبير عنه وضبطه على كثير من أهل هذه الصناعة، وذلك لأنه أمر نسبي، شيء ينقدح عنه الحافظ، ربما تقصر عبارته عنه". "الباعث الحثيث ص 43"

(3)

هذا تعريف الخطَّابي، قال:" والحسن منه: ما عرف مخرجه واشتهر رجاله وعليه مدار أكثر الحديث وهو الذي يقبله أكثر العلماء ويستعمله عامة الفقهاء". " معالم السنن، لأبي سليمان حَمْد بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت 388 هـ)، اعتنى به: محمد صبحي بن حسن حلَّاق، الرياض، مكتبة دار المعارف (1/ 30) "

(4)

لم يذكر الناظم تعريف الترمذي ولا تعريف ابن الجوزي كم في الأصل. انظر: "علوم الحديث ص 30"

أما تعريف الترمذي فقال: " وَمَا ذكرنَا فِي هَذَا الْكتاب حَدِيث حسن فَإِنَّمَا أردنَا بِهِ حسن إِسْنَاده عندنَا كل حَدِيث يرْوى لَا يكون فِي إِسْنَاده من يتهم بِالْكَذِبِ وَلَا يكون الحَدِيث شاذا ويروى من غير وَجه نَحْو ذَاك فَهُوَ عندنَا حَدِيث حسن". "انظر: العلل في آخر جامعه: سنن الترمذي، لأبي عيسى محمد بن عيسى بن سَوْرة الترمذي (ت 279 هـ)، تحقيق: مجموعة من المحققين، دمشق-بيروت، مؤسسة الرسالة ص 1295".

وتعريف ابن الجوزي، قال:" مَا فِيهِ ضعف قريب مُحْتَمل وَهَذَا هُوَ الْحسن وَيصْلح الْبناء عَلَيْهِ وَالْعَمَل بِهِ". " الموضوعات، لأبي الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي (ت 597 هـ)، اعتنى به: توفيق حمدان، بيروت، دار الكتب العلمية (1/ 13) "

ص: 79

126 -

وَهْوَ عَلى قِسْمَينِ: قِسْمٌ: مَا (1) ظَهَرْ

في السَّنَدِ الآتي بِهِ ذَاكَ الخَبَرْ

127 -

مَن عَابَهُ الوَصْفُ بفسْقٍ أو خَطا

ولم يَكنْ مُغَفَّلاً مُغَلَّطَا

128 -

وَبعضُ مَنْ بالحَالَةِ المَوْصُوفَةْ

لَيْسَتْ لَهُ أَهْلِيَّةٌ مَعْرُوفَةْ

129 -

والمتنُ مَعْ ذلك مَعروفٌ وَرَدْ

مِن جهةٍ مَرْضِيَّةٍ أوِ اعْتَضَدْ

130 -

بشاهِدٍ قد صَحَّ أو مُتابِعِ

فحُسْنُ هذا ما له مِن دَافِعِ (2)

131 -

وقِسْمُهُ الثَّاني: الذي رِجَالُهُ

كُلُّ امرءٍ منهمْ يَبينُ (3) حَالُهُ

132 -

مُشْتَهِراً بالصِّدْقِ وَالأَمَانَةْ

لَكِنَّهمْ قَد عَدِمُوا إِتْقانَهْ

133 -

وهْوَ على ذلك مِمَنْ يُعتَمَدْ

على أَحادِيثَ لَهُ بها انْفَرَدْ (4)

134 -

وصَالحٌ للاحْتِجَاجِ الحَسَنُ

وإنْ يَكُنْ دُونَ الصَّحِيحِ فافْطُنُوا

135 -

وقولُهم (5): هذا صحيحٌ حَسَنُ

الجَمْعُ ما بَيْنَهُمَا يُبَيَّنُ

136 -

وذاكَ أَنْ يُرْوى بإسْنَادَيْنِ

هَذا صَحِيحٌ سَالِمٌ مِن مَيْن

137 -

وذاكَ مَا فيه سِوى شَرْطُ الحَسَنْ

فالجَمْعُ ما بينهما صَحَّ إذَنْ (6)

(1)"ما" هنا نافية.

(2)

قال ابن الصلاح: " وكلام الترمذي يتنزل على هذا القسم". "علوم الحديث 31".

(3)

في (ش)(م): تبين

(4)

قال ابن الصلاح: " وعلى القسم الثاني يتنزل كلام الخطابي". "علوم الحديث ص 32"

(5)

وهو المشهور عن الترمذي، قال ابن الصلاح:" في قولِ الترمذيِّ وغيرِهِ: (هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ) إشكالٌ؛ لأنَّ الْحَسَنَ قاصِرٌ عَنِ الصحيحِ كما سبقَ إيضاحُهُ". "علوم الحديث ص 39"

(6)

قال ابن دقيق: " يرد عَلَيْهِ الْأَحَادِيث الَّتِي قيل فِيهَا حسن صَحِيح مَعَ أَنه لَيْسَ لَهَا إِلَّا مخرج وَاحِد". "الاقتراح في بيان الاصطلاح، لأبي الفتح محمد بن علي، الشهير: بابن دقيق العيد (ت 702 هـ)، طبعة شركة دار المشاريع ص 11".

ثم حاول ابن دقيق الجواب عن هذا الإشكال فقال -بما معناه-: أن الحسن لا يشترط فيه القصور عن الصحة إلا حيث انفرد الحسن، أما إذا ارتفع إلى درجة الصحة فالحسن حاصل لا محالة تبعا للصحة؛ لأن وجود الدرجة العليا وهي الحفظ والإتقان لا ينافي وجود الدنيا كالصدق، فيصح أن يقال حسن باعتبار الصفة الدنيا صحيح باعتبار العليا، ويلزم على هذا أن كل صحيح حسن. انظر:"الاقتراح ص 12""تدريب الراوي 1/ 178".

وأجاب ابن كثير بجواب آخر فقال: " الذي يظهر لي: أنه يُشَرِّبُ الحكم بالصحة على الحديث كما يشرب الحسن بالصحة، فعلى هذا يكون ما يقول فيه "حسن صحيح" أعلى رتبة عنده من الحسن، ودون الصحيح". "الباعث الحثيث ص 56"

وأجاب ابن حجر أيضاً جواباً يجمع بينهما فقال: " فَإِنْ جُمِعَا [أي: كقول الترمذي حديث حسن صحيح] فَلِلتَّرَدُّدِ فِي النَّاقِلِ حَيْثُ التَّفَرُّدُ، وَإِلَّا فَبِاعْتِبَارِ إِسْنَادَيْنِ". انظر: نزهة النظر ص 33"

ص: 80

138 -

وقَد يُقالُ للصَّحِيحِ: الحَسَنُ

أيْ: أنَّهُ النَّفْسُ إليهِ تَسْكُنُ

139 -

فَلا تَنَافي عند (1) ذَا إذْ الصَّحِيحْ

إِلَيهِ أَنْفُسُ البَرَايا تَسْتَرِيحْ

140 -

والحُسْنُ يأتي صفةً للسَّنَدِ

وتارةً للمَتْنِ يأتي فاهْتَدِي (2)

(1) في (ش)(م): فلا ينافي عنده، و (ذا) ليست فيهما.

(2)

قال ابن الصلاح: " على أنَّهُ غيرُ مُسْتَنكَرٍ أنْ يكونَ بعضُ مَنْ قالَ ذلكَ، أرادَ بالحسنِ معناهُ اللغويَّ، وهو ما تَمِيلُ إليهِ النَّفْسُ ولا يأباهُ القلبُ، دونَ المعنى الاصطلاحيِّ الذي نحنُ بصَدَدِهِ". "علوم الحديث ص 39".

قال ابن دقيق: " فَيلْزم عَلَيْهِ أَن يُطلق على الحَدِيث الْمَوْضُوع إِذا كَانَ حسن اللَّفْظ أَنه حسن وَذَلِكَ لَا يَقُوله أحد من أهل الحَدِيث إِذا جروا على اصطلاحهم". "الاقتراح ص 12"

وورد ذلك عن ابن عبدالبر حَيْثُ رَوَى فِي كِتَابِه "جامع بيان الْعِلْمِ وفضله" حَدِيثَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ مَرْفُوعًا: «تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ فَإِنَّ تَعَلُّمَهُ لِلَّهِ خَشْيَةٌ وَطَلَبَهُ عِبَادَةٌ» الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَقَالَ "وهو حَدِيثٌ حَسَنٌ جِدًّا، وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُ إِسْنَادٌ قَوِيٌّ". انظر: "جامع بيان العلم وفضله، لأبي عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر القرطبي (ت 463 هـ)، تحقيق: أبي الأشبال الزهيري، الدمام، دار ابن الجوزي 1/ 223"

وقد رواه من طريق موسى بن عطاء القرشي.

وموسى بن عطاء كذّبه أبو زرعة الرازي؛ قال البرذعي "قال لي أبو زرعة: "أتينا رجلاً بالشام فحدث عن الهيثم بن حميد، وفلان، وفلان، وكان يكذب. قلت:"أي شيء اسمه؟ قال: كان يقال له أبو طاهر المقدسي فذكر أشياء رآها منه، وينسبه إلى الكذب".

انظر: " سؤالات البرذعي لأبي زرعة، وهو كتاب"الضعفاء والكذابين والمتروكين"، لأبي عثمان سعيد بن عَمْرو بن عمّار البرذعي (ت 292 هـ)، تحقيق: أبو عمر محمد بن علي الأزهري، القاهرة، الفاروق الحديثة للطباعة والنشر، ص 212"

وقال عنه الدارقطي: "موسى هذا متروك الحديث، مقدسي يعرف بأبي طاهر المقدسي".

" العلل الواردة في الأحاديث النبوية، لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني (ت 385 هـ)، تحقيق: الدكتور محفوظ الرحمن زين الله السلفي - أبي المنذر خالد بن إبراهيم المصري، الرياض، دار طيبة (1/ 211) "" الضعفاء والمتروكون، لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني (ت 385 هـ)، تحقيق: موفق بن عبد الله بن عبد القادر، الرياض، مكتبة المعارف ص 524"

وانظر: " ميزان الاعتدال، لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748 هـ)، تحقيق مجموعة من الحققين، دمشق، دار الرسالة العالمية (4/ 410) "

وقال الألباني عن الحديث: موضوع. "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة، لأبي عبد الرحمن محمد ناصر الدين الألباني (المتوفى: 1420 هـ)، الرياض، دار المعارف، حديث 5293"

ص: 81

141 -

ورُتْبَةُ الأوَّلِ أَدْنَى وَأَحَطْ

إذْ رُبَّ مَتْنٍ صَحَّ إِسْنَاداً سَقَطْ (1)

142 -

وَحَيْثُمَا يُطْلَقُ لَفْظُ الحَسَنِ

مِن حافظٍ يُتقنُ عِلْمَ السُّنَن

143 -

فالظَّاهِرُ المَفْهُومُ حُسْنُ المَتْنِ

لا وَصْفُهُ إِسْنَادَه بالحُسْنِ (2)

144 -

وفي المَصابِيحِ (3) بِلَفْظِ الحَسَنِ

غَيْرُ أحاديثِ الصَّحِيحَينِ عُني

145 -

وليسَ بالجَيِّدِ إذْ (4) في السُّنَنِ

غَيرُ الصَّحِيحَينِ وَغَيرُ الحَسَن

(1) قال ابن الصلاح: " قولُهُم: (هذا حديثٌ صحيحُ الإسنادِ أو حسنُ الإسنادِ) دونَ قولِهِم: (هذا حديثٌ صحيحٌ أو حديثٌ حسَنٌ)؛ لأنَّهُ قَدْ يُقالُ: (هذا حديثٌ صحيحُ الإسنادِ) ولا يصحُّ؛ لكونِهِ شاذّاً أو معلَّلاً". "علوم الحديث ص 38"

(2)

قال ابن الصلاح: " غيرَ أنَّ المصنِّفَ المعتمدَ منهم إذا اقتصَرَ على قولهِ: إنَّهُ صحيحُ الإسنادِ ولَمْ يَذكرْ لهُ عِلَّةً، ولَمْ يَقدحْ فيهِ فالظاهِرُ منهُ الحكمُ لهُ بأنَّهُ صحيحٌ في نفسِهِ؛ لأنَّ عَدَمَ العلَّةِ والقادِحِ هوَ الأصلُ والظاهرُ، واللهُ أعلم". "علوم الحديث ص 38"

(3)

قال الكتَّاني: " "مصباح السنة" لأبي محمد البغوي، قسمها إلى صحاح وحسان مريدا بالصحاح: ما أخرجه الشيخان أو أحدهما وبالحسان: ما أخرجه أرباب السنن الأربعة مع الدارمي أو بعضهم وهو اصطلاح له. "الرسالة المستطرفة ص 177"

(4)

في (ش): أو

ص: 82

146 -

والترمذيْ كِتابُهُ في الحَسَنِ

أَصْلٌ عليهِ عِلْمُ ذا النَّوعِ بُني (1)

147 -

والحُسْنُ والصِّحَةُ فيهِ يختلفْ (2)

في نُسَخٍ مِنْهُ فَصَحِّحْ مَا أَصِفْ

148 -

ثُمَّ أبو داودَ في كِتَابِهِ

يُبِينُ ذا الضَّعْفِ وَذَا أَوْلى بِهِ (3)

149 -

فكل (4) ما أطْلَقَهُ فَهْوَ حَسَنْ

لَدَيْهِ إلا أَنْ يَصِحَّ فَافْهَمَنْ (5)

150 -

وَليسَ يُحتَجُّ بِمَا قَد أُطْلِقَا

في مُسْنَدِ ابنِ حَنْبَلٍ فحَقِّقَا

151 -

ونَحْوِهِ مِن (6) المسانيدِ (7)، سِوَى

ما التَزَمَ القُوَّةَ فيهِ مَن رَوَى (8)

(1) قال ابن الصلاح: " ومِنْ مظَانِّهِ: سننُ أبي داودَ السِّجستانيِّ - رَحِمَهُ اللهُ تعالى-". "علوم الحديث ص 36".

(2)

في بقية النسخ: تختلف

(3)

قال أبو داود: "ما كانَ في كتابي مِنْ حديثٍ فيهِ وَهْنٌ شديدٌ فقدْ بيَّنْتُهُ، وما لَمْ أذكرْ فيهِ شيئاً فهوَ صالِحٌ، وبعضها أصحُّ مِنْ بعضٍ". " رسالة الإمام أبي داود السجستاني إلى أهل مكة في وصف سننه، لأبي داود سليمان بن الأشعث السِّجِسْتاني (ت 275 هـ)، تحقيق وتعليق: عبد الفتاح أبي غدة، بيروت، دار البشائر الإسلامية ص 37"

قال الذهبي: عن قول أبي داود: "ما كانَ في كتابي مِنْ حديثٍ فيهِ وَهْنٌ شديدٌ فقدْ بيَّنْتُهُ"، قال: وقد يسكت عنه بحسب شهرته ونكارته. انظر: "سير أعلام النبلاء 13/ 215"

أما قول أبي داود: "وما لَمْ أذكرْ فيهِ شيئاً فهوَ صالِحٌ" فهل يقصد أنه صالح للاحتاج أم للاعتبار؟ الحجة في ذلك على القرينة التي تدل على أحدهما. "حاشية أبي غدة على الرسالة ص 38".

قال النووي رحمه الله: الحق أن ما وجدناه مما لم يبينه، ولم ينص على صحته أو حسنه أحد ممن يعتمد - فهو حسن، وإن نص على ضعفه من يعتمد، أو رأى العارف في سنده ما يقتضي الضعف، ولا جابر له - حكم بضعفه، ولم يلتفت إلى سكوته.

فقال ابن حجر: "هذا هو التحقيق".

انظر: "النكت لابن حجر 1/ 279""فتح المغيث 1/ 142"

(4)

في (هـ) وكل

(5)

قال ابن الصلاح: " فعلى هذا ما وجدناهُ في كتابِهِ مذكوراً مطلقاً وليسَ في واحدٍ مِنَ الصحيحينِ، ولا نصَّ على صِحَّتِهِ أحدٌ ممَّنْ يُمَيِّزُ بينَ الصحيحِ والحسَنِ، عرَّفناهُ بأنَّهُ مِنَ الحسَنِ عندَ أبي داودَ". "علوم الحديث 36"

(6)

في (هـ): في

(7)

كُتُبُ المسانِيدِ غيرُ مُلْتَحِقةٍ بالكتبِ الخمسةِ وما جَرَى مَجْرَاها في الاحتجاجِ بها والرُّكُونِ إلى ما يورَدُ فيها مُطلقاً، فهذهِ عادتُهُم فيها أنْ يُخَرِّجُوا في مُسندِ كُلِّ صحابيٍّ ما رَوَوهُ مِنْ حديثِهِ غَيْرَ مُتَقيِّدينَ بأنْ يكونَ حديثاً محتَجّاً بهِ؛ فلهذا تأخَّرَتْ مرتبَتُها - وإنْ جَلَّتْ لِجلالةِ مؤلِّفيها - عنْ مرتبةِ الكُتُبِ الخمسةِ وما التحقَ بها مِنَ الكُتُبِ المصنَّفَةِ على الأبوابِ. انظر:"علوم الحديث ص 37"

(8)

استثناء بعض المسانيد من زيادات الناظم على الأصل، وكأنه يشير إلى مسند أحمد وإسحاق بن راهويه؛ قال أحمد بن حنبل:"هَذَا الكِتَابُ جَمَعتُهُ وَانتَقَيتُهُ مِنْ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِ مائَةِ أَلْفٍ وَخَمْسِيْنَ أَلْفاً، فَمَا اختَلَفَ المُسْلِمُوْنَ فِيْهِ مِنْ حَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَارْجِعُوا إِلَيْهِ، فَإِنْ وَجَدتُمُوهُ فِيْهِ، وَإِلَاّ فَلَيْسَ بِحُجَّةٍ."

انظر: "خصائص مسند الإمام أحمد، لأبي موسى محمد بن عمر المديني الأصبهاني (ت 581 هـ)، تحقيق: محمد بن ناصر العجمي، بيروت، دار البشائر الإسلامية ص 31""سير أعلام النبلاء 11/ 329".

قال العراقي: " ليس صريحا في أن جميع ما فيه حجة، بل فيه أن ما ليس في كتابة ليس بحجة على أن ثم أحاديث صحيحة مخرجة في الصحيح وليست في مسند أحمد منها حديث عائشة في قصة أم زرع". "التقييد والإيضاح ص 42".

وقال ابن القيم: "الْإِمَام أَحْمد لم يشْتَرط فِي مُسْنده الصَّحِيح وَلَا الْتَزمهُ وَفِي مُسْنده عدَّة أَحَادِيث سُئِلَ هُوَ عَنْهَا فضعفها بِعَينهَا وأنكرها". "الفروسية 188".

وكمسند إسحاق بن راهويه، فقد ذكر أبو زرعة الرازي أنه يخرج أمثل ما ورد عن ذلك الصحابي. "تدريب الراوي 1/ 189"

قال العراقي: فيه الضعيف ولا يلزم من كونه يخرج أمثل ما يجد عن الصحابي أن يكون جميع ما خرجه صحيحاً، بل هو أمثل بالنسبة لما تركه. انظر:"التقييد والإيضاح ص 43"

ص: 83

152 -

وإنْ أَتَى الحَدِيثُ عَمَّنْ يَصْدُقُ

لكنَّمَا بِحِفْظِهِ لا يُوثَقُ

153 -

ثُمَّ أتَى مِن غَيرِ وَجْهٍ يَرْتَقِي

إلى الصَّحِيحِ (1) فَاعْتَبِرْ تُوَفَّق

154 -

وإنْ أَتَى من أوْجُهٍ مَا ضُعِّفا

فالحُكْمُ في الأقْسَامِ مِنْهُ اخْتَلَفَا

ث

155 -

فالضَّعْفِ إنْ كانَ لِسُوءِ الذُّكْرِ

وَعَدَمِ الإتْقَانِ وَالتَّحَرِّي

156 -

فإنَّهُ يَصِيرُ مِنْ نَوْعِ الحَسَنْ

بِكَثْرَةِ الوُجُوهِ فِيهِ فَافْهَمَنْ

(1) أي: يكون صحيحاً لغيره، قال ابن الصلاح:" إذا كانَ راوي الحديثِ متأخِّراً عَنْ درجةِ أهلِ الحفظِ والإتقانِ غيرَ أنَّهُ مِنَ المشهورينَ بالصِّدْقِ والسِّتْرِ ورُوِيَ معَ ذلكَ حديثُهُ مِنْ غيرِ وجهٍ فقدِ اجتمعتْ لهُ القوَّةُ مِنَ الجهتينِ، وذلكَ يُرقِّي حديثَهُ مِنْ درجةِ الحسَنِ إلى درجةِ الصحيحِ.""علوم الحديث ص 34"

ص: 84