الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
625 -
حدّثنا محمد بن أبي عمر، قال: ثنا هشام بن سليمان، عن ابن جريج، قال: قلت لعطاء: الغلام لم يبلغ يطاف به أيوضأ؟ قال: ما عليه إلا على من عقل إلا أن يبتغي أهله البركة في وضوءه.
وأهل مكة على هذا إلى اليوم يطوفون بصبيانهم إذا نفسوا
(1)
وإذا ختموا وإذا أرادوا أن يختنوا.
ذكر
إنشاد الشعر في الطواف وفي المسجد الحرام وتفسير ذلك
626 -
حدّثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: ثنا أبو سعيد، مولى بني هاشم،
(1)
أي إذا طهرت أمهاتهم من نفاسهن، ويقال للصبي: هو في النفاس ما لم يخرج من الأربعين يوما الأولى من حياته. ولا زال بعض أهل مكة يفعل هذا إلى اليوم. أما إذا ختموا القرآن أو أرادوا أن يختتنوا فلا يعرف اليوم.
قال: ثنا سعيد بن مسلم بن [بانك]
(1)
عن [عبد الله]
(2)
بن أبي أوفى، سمعه منه، قال: ان أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان يطوف بالبيت وهو يقول:
يا حبّذا مكّة من وادي
…
أرض بها أهلي وعوّادي
فمرّ به رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع يده على منكبه، فقال: الله أكبر الله أكبر، فقال أبو بكر-رضي الله عنه:الله أكبر الله أكبر.
627 -
حدّثني عبد الله بن شبيب الربعي، قال: حدّثني ذويب بن عمامة السهمي، قال: حدّثني عمرو بن عثمان التيمي، قال: حدّثني عبد الرحمن ابن عبد الله بن أبي صعصعة المازني، عن الحارث بن عبد الله بن عبد الرحمن ابن كعب بن مالك، عن أبيه، عن أم عمارة الأنصارية-رضي الله عنها قالت: شهدت عمرة القضيّة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت قد شهدت الحديبية، فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انتهى إلى البيت وهو على راحلته حتى دنا من الركن، فاستلم الركن بمحجنه مضطبعا، والمسلمون مضطبعون، وعبد الله بن رواحة-رضي الله عنه-بين يديه صلى الله عليه وسلم يقول:
خلّوا بنّي الكفّار عن سبيله
…
أنا الشّهيد إنّه رسوله
حقّا وكلّ الخير في سبيله
…
نحن قتلناكم على تأويله
كما قتلناكم على تنزيله
(1)
في الأصل (مالك) وهو تصحيف.
(2)
في الأصل (عثمان) وهو خطأ.
628 -
حدّثنا الزبير بن أبي بكر، قال: حدّثني محمد بن فضالة، عن صالح بن كيسان، وعن عبد الله بن أبي بكر [بن]
(1)
محمد بن عمرو بن حزم، قالا: قدم وفد من أهل العراق على عبد الله بن الزبير-رضي الله عنهما-فأتوه في المسجد الحرام، فسلموا عليه، فسألهم عن مصعب بن الزبير، وعن سيرته فيهم، فقالوا: أحسن الناس سيرة وأقضاهم لحق، وأعدلهم في حكم، وذلك في يوم جمعة، فلما صلّى عبد الله بن الزبير-رضي الله عنهما-بالناس الجمعة صعد المنبر، فحمد الله، وأثنى عليه، وصلّى على نبيه صلى الله عليه وسلم ثم تمثل:
قد جرّبوني ثم جرّبوني
…
من غلوتين ومن [المئين]
(2)
حتّى إذا شابوا وشيّبوني
…
خلّوا عناني ثم سيّبوني
ثم قال-رضي الله عنه:أيها الناس اني قد سألت هذا الوفد من أهل العراق عن عاملهم مصعب بن الزبير، فأحسنوا الثناء، وذكروا منه أن مصعبا أطبى القلوب حتى لا تعدل به، والأهواء حتى لا تحول عنه، واستمال الألسن بثنائها، والقلوب بصحتها
(3)
،والأنفس بمحبتها، فهو المحبوب في خاصته، المأمون في عامته ما
(4)
أطلق فيه/لسانه من الخير، وبسط يديه من
(1)
في الأصل (عن) وهو خطأ.
(2)
في الأصل (المكين) والتصويب من الأمالي.
(3)
كذا في الأصل، وفي الأمالي (بنصحها).
(4)
كذا في الأصل، وفي الأمالي (بما).
البذل ثم نزل. وقتل مصعب-رضي الله عنه-في سنة اثنتين وسبعين.
629 -
حدّثنا الفضل بن حسن البصري-ببغداد-قال: ثنا أبو الشعثاء، قال: ثنا أحمد بن [بشير]
(1)
،قال: ثنا مجالد، عن عامر، قال: لقي ابن الزبير-رضي الله عنهما-وهو يطوف بالكعبة ابنا لخالد بن جعفر الكلابي، فقال له: أنشدني ما قال أبوك لزهير
(2)
،أو ابن زهير، فقال: يا أمير المؤمنين، اني محرم. قال ابن الزبير: وأنا محرم، فانشده حتى بلغ هذا البيت:
فإمّا تأخذوني فاقتلوني
…
وإن أسلم فليس إلى خلودي
قال ابن الزبير-رضي الله عنهما:فإن مثلي ومثل بني أمية ما قال أبوك:
فإمّا تأخذوني فاقتلوني
…
وإن أسلم فليس إلى خلودي
630 -
حدّثنا محمد بن أبي عمر، وعبد الجبار بن العلاء، قالا: ثنا سفيان، عن محمد بن السائب بن بركة، عن أمه، قالت: طفت مع عائشة
(1)
في الأصل (بشر) وهو تصحيف.
(2)
زهير، هو: ابن جذيمة بن رواحة العبسي، والد قيس بن زهير-صاحب الفرسين داحس والغبراء اللذين بسببهما كانت الحرب المشهورة-وكان زهير هذا قد قتل له ولد، قتله رجل من (غنى) فطالب زهير غنى بدمه، فتدخل خالد بن جعفر بن كلاب العامري مصلحا بين أخواله الغنويين، وبين زهير، ثم كانت حروب بين الطرفين، وأيام، انتهت بقتل زهير بن جذيمة، ثم إستجارة خالد بالنعمان بن المنذر، ثم مقتل خالد
…
الخ. أنظر تفاصيل ذلك في الكامل لابن الأثير 336/ 1 - 343.
أم المؤمنين-رضي الله عنها-فذكروا حسان بن ثابت، فسبوه، فقالت عائشة رضي الله عنها:لا تفعلوا، أليس هو الذي يقول:
هجوت محمّدا فاجبت عنه
…
وعند الله في ذاك الجزاء
فإنّ أبي ووالده وعرضي
…
لعرض محمّد منّكم وقاء؟
قالوا: أليس هو الذي قال لك ما قال؟ ثم قرأوا {الَّذِي تَوَلّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ}
(1)
قالت عائشة-رضي الله عنها:أليس قد عمى؟ والبيت الأول ليس من حديثهما.
631 -
حدّثنا عبد الوهاب بن فليح، قال: ثنا مروان بن معاوية، عن إلياس السلمي، عن [ابن]
(2)
بريدة، قال: أعان جبريل-عليه السلام حسان بن ثابت-رضي الله عنه-على مدحه النبي صلى الله عليه وسلم بسبعين بيتا.
632 -
حدّثنا محمد بن أبي عمر، قال: ثنا عمر بن حبيب البصري، عن اسماعيل المكي، عن أم خداش، قالت: رأيت ابن عباس وأبا سعيد الخدري وجابر بن عبد الله-رضي الله عنهم-قال عمر بن حبيب: وأنا أشك في أحد هذين: ابن عمر وأبي هريرة-رضي الله عنهم-يتحدثون في الطواف ويتناشدون الأشعار.
(1)
سورة النور:11.
(2)
في الأصل (أبي) وهو خطأ، فهو: عبد الله بن بريدة بن الحصيب.
633 -
وحدّثنا حسين بن حسن، قال: ثنا يزيد بن زريع، قال: ثنا النهاس بن قهم، عن عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما-قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتناشدون الشعر، وهم يطوفون.
634 -
حدّثني أحمد بن محمد القرشي، قال: ثنا ابراهيم بن المنذر، قال:
حدّثني معن بن عيسى، قال: حدّثني محمد بن عبد الرحمن الاوقص، عن علي بن زيد بن جدعان، قال: أنشد كعب بن زهير-رضي الله عنه-النبيّ صلى الله عليه وسلم:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
في المسجد الحرام.
635 -
وحدّثني أبو سعيد عبد الله بن شبيب الربعي، قال: حدّثني يحيى ابن ابراهيم بن داود بن أبي قتيلة.
636 -
وحدّثنا الزبير بن أبي بكر، قال: حدّثني هارون بن أبي بكر، قال: حدّثني يحيى بن ابراهيم بن قتيلة، مولى لبني بهز بن سليم-يزيد أحدهما على صاحبه في اللفظ-عن سليمان بن محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير، عن أبيه، عن عمّه عبد الله بن عروة، قال: أقحمت السنة نابغة بني جعدة ونحن مع عبد الله بن الزبير بمكة، قال الزبير في حديثه: فدخل على ابن الزبير المسجد الحرام، ونحن معه، فقال:/
حكيت لنا الصّديق لمّا وليتنا
…
وعثمان والفاروق فارتاح معدم
وسويّت بين الناس في الحقّ فاستووا
…
فعاد ضياء حالك اللون مظلم
اتاك أبو ليلى يجوب به الدّجى
…
دجى الليل جوّاب الفلاة عثمثم
(1)
لترفع منّا جانبا ذعذعت به
…
صروف اللّيالي والزّمان المصمّم
(2)
(1)
العثمثم: هو الجمل الشديد الطويل.
(2)
(لترفع) وردت في الأصل (أترفع) بالاستفهام وهو خطأ، وصوّبناه من بعض المراجع، وجاء في بعضها (لجبر).ومعنى قوله (ذعذعت) أي فرّقت به، وزعزعته. أنظر لسان العرب 98/ 8.
قال: فقال له ابن الزبير: امسك عليك أبا ليلى، فإن الشعر أهون وسائلك عندنا، أما صفوة ما لنا فلآل الزبير، وأما عفوته
(1)
فإن بني أسد، وتيما تشغله عنك، ولكن لك في مال الله حقان: حق برؤيتك رسول الله صلى الله عليه وسلم وحق بشركتك أهل الإسلام في فيّهم، ثم نهض به إلى دار النّعم، فأعطاه قلائص سبعا، وجملا رحيلا
(2)
،وأوقر له الركاب برّا وتمرا وثيابا، فجعل أبو ليلى يعجل فيأكل الحب صرفا، وابن الزبير يقول: ويح أبي ليلى لقد بلغ به الجهد، فقال النابغة: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما وليت قريش فعدلت، واسترحمت فرحمت، وحدّثت فصدقت، ووعدت خيرا فأنجزت، فأنا والنبييون فرط القاصفين
(3)
.زاد ابن الزبير في حديثه:
والقاصفون الذين يرسلون الإبل مرة واحدة.
637 -
وحدّثني أحمد بن محمد، قال: ثنا ابراهيم بن المنذر، قال: ثنا معن بن عيسى قال: بينا سعيد بن جبير يطوف بالبيت، وبين يديه رجل اضلع يطوف بين يديه فقيل له: أتعرف هذا؟ فقال: لا، ومن هذا؟ قال: هذا الذي يقول له الشاعر:
حميد الّذي أمج داره
…
أخو الخمر ذو الشّيبة الأصلع
علاه المشيب على شربها
…
وعاش حميدا ولم ينزع
فقال سعيد بن جبير: بل: عاش شقيا ولم ينزع.
(1)
عفوته: أي ما يفضل عن النفقة. أنظر النهاية 265/ 3.
(2)
رحيلا: أي قويا على الرحلة معوّد عليها. كذا في هامش الكامل. أما القلائص: فهي جمع قلوص، وهي الناقة الشابة كما في النهاية 100/ 4.
(3)
القصف: الكسر والدفع الشديد لفرط الزحام، يريد أنهم يتقدمون الأمم إلى الجنة، وهم على أثرهم، بدارا متدافعين ومزدحمين. النهاية 73/ 4.
638 -
حدّثني أحمد، قال: قال ابراهيم: حدّثني مطرف بن عبد الله الهذلي، عن أبيه، قال: طفت مع أبي-يعني جده-بالبيت، فإذا أنا بعجوز يضرب أحد لحييها الأرض، فالتفت إليّ أبي، فقال: يا بنيّ تعرف هذه العجوز؟ قلت: لا والله يا أبه من هذه؟ قال: ما كان بمكة امرأة أجمل من هذه، ثم أنظر إلى ما صيرها الدهر، هذه الذي يقول فيها الشاعر:
سلام ليت لسانا تنطقين به
…
قبل الذي نالني من قيله قطعا
أدعو إلى هجرها قلبي فيتبعني
…
حتّى إذا قلت هذا صادق نزعا
يلومني فيك أقوام أجالسهم
…
فما أبالي أطار اللّوم أو وقعا
639 -
وحدّثنا أبو بشر قال: ثنا خالد بن الحارث، عن أشعث، عن محمد، عن كثير بن أفلح، قال: إن آخر مجلس جلسته من زيد بن ثابت عند باب الكعبة يناشدنا فيه الشعر.