المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكرإنشاد الشعر في الطواف وفي المسجد الحرام وتفسير ذلك - أخبار مكة - الفاكهي - ط ٤ - جـ ١

[أبو عبد الله الفاكهي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الطبعة الرابعة

- ‌المبحث الأولحياة الفاكهي

- ‌أولا: اسمه ونسبه:

- ‌ثانيا: ولادته، ونشأته:

- ‌ثالثا: طلبه للعلم، ورحلاته:

- ‌رابعا: مكانته الاجتماعية:

- ‌خامسا: مشايخه:

- ‌حرف الهمزة

- ‌حرف الباء

- ‌حرف التاء

- ‌حرف الجيم والحاء

- ‌حرف الراء والزاي

- ‌حرف السين والشين

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف العين

- ‌حرف الفاء والقاف والكاف

- ‌حرف الميم

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الياء

- ‌الكنى والألقاب من شيوخه

- ‌سادسا: تلاميذه:

- ‌سابعا: وفاته:

- ‌المبحث الثانيأهميّة كتاب الفاكهي

- ‌أولا: النصوص التي احتفظ لنا بها الفاكهي، لأصول مفقودة:

- ‌ثانيا: الكتب التي أخذت عن الفاكهي:

- ‌ثالثا: عرض موجز لأهم الفصول والأبحاثالتي تضمنها هذا المجلد من كتاب الفاكهي:

- ‌المبحث الثالثمنهج الفاكهي في كتابه

- ‌أولا: منهجه الحديثي:

- ‌ثانيا: منهجه العام في كتابه «أخبار مكة» مقارنا بكتاب الأزرقي:

- ‌تقييم الجزء الأول-الجزء الضائع-من كتاب الفاكهي

- ‌المبحث الرابعموارده في هذا الكتاب

- ‌حول اسم الكتاب:

- ‌وصف النسخة المعتمدة في التحقيق:

- ‌عملنا في هذا الكتاب:

- ‌ذكرفضل الركن الأسود وما جاء فيه وأنه من حجارة الجنة

- ‌ذكرما يقال عند استلام الركن الأسود واستلامهومن لم يستلمه ورفع الأيدي عنه والرمل بالبيت

- ‌ذكرالسجود على الركن والتزامه وتقبيله

- ‌ذكر/استلام الركنين الأسود واليماني وفضل ذلك

- ‌ذكراستلام النساء الركن

- ‌ذكرمن أي جانب يستلم الحجر الأسود

- ‌ذكرالاستلام عند دخول المسجد وعند الخروج منه

- ‌ذكرالزحام على الركن الأسود واليماني، من فعل ذلك ومن كرههوذكر استلامهما

- ‌ذكرأول من استلم الركن من الأئمة بعد الصلاة

- ‌ذكرما أصاب الركن من الحريق وذرع ما يدور الحجرالأسود من الفضة وتفسيره

- ‌ذكرذرع ما بين الحجر الأسود إلى الأرض

- ‌ذكراستلام الركن اليماني وفضله وما جاء فيه

- ‌ذكراستلام الركنين: الحجر واليماني في كل وتر

- ‌ذكرما يقال بين الركنين الأسود واليماني

- ‌ذكرمن كان يطوف بالبيت ولا يستلم

- ‌ذكراستلام الركنين الغربيين [اللذين](4)يليان الحجر

- ‌ ذكراستلام الأركان كلها وتقبيلها ومسحها ومن لميمسحها وتفسير ذلك

- ‌ذكرتقبيل الأركان وتقبيل الأيدي إذا مسحت بها والتصويتبالقبلة وما جاء في ذلك

- ‌ذكرالملتزم والتزامه والدعاء فيه وفضل ذلك وماجاء فيه

- ‌ذكرالتزام دبر الكعبة ومن كان يفعله

- ‌ذكرمن كان يلتزم البيت ومن كان لا يلتزمه

- ‌ذكرالدعاء بين الركن والمقام

- ‌ذكرالصلاة في وجه الكعبة

- ‌ذكرحد قبلة الكعبة

- ‌ذكرالطواف بالكعبة والصلاة وما يؤمر بهفيه من الصمت

- ‌ ذكركثرة الطواف والثواب عليه

- ‌ذكركراهية الكلام بالفارسية في الطوافوالاضطباع فيه

- ‌ذكرما ينزل على الطوّاف وأهل مكة من الرحمةفي كل يوم وتفسيره

- ‌ذكراحصاء الطواف فيه وما يؤمر به من الصمتوالسكوت فيه والتواضعوالخشوع

- ‌ذكرمن رخّص في الكلام في الطواف بالخير والدعاء

- ‌ذكرالتؤدة والسرعة في الطواف

- ‌ذكرالإقران في الطواف ومن رخص فيه وفعله، ومنلم يفعله، وتفسير ذلك

- ‌ذكرمن رخص في الإقران في الطواف

- ‌ذكرالقراءة في الطواف وذكر اللهعز وجل

- ‌ذكرما يقال في الطواف وتفسير ذلك

- ‌ذكرالقيام في الطواف وحدّ الطواف

- ‌ذكرالقيام على باب الكعبة

- ‌ذكرطواف النساء بالبيت متنقبات

- ‌ذكرمن نذر أن يطوف بالبيت على أربع قوائم،أو مقرونا كيف يصنع

- ‌ذكرالصلاة والطواف للغرباء أيهما أفضل

- ‌ذكرالطواف بالبيت على الدواب راكبا ومن فعلهورخص فيه

- ‌ذكرالطواف في المطر وفضله

- ‌ذكرالطواف بالبيت سباحة في السيل العظيم ومنفعله

- ‌ذكرأول من فرق بين الرجال والنساء في الطواف

- ‌ذكرفضل الطواف عند طلوع الشمس وعندغروبها

- ‌ذكرالصلاة بمكة في كل وقت

- ‌ذكرمن رخّص في الصلاة بعد العصر، ومن كان يصليويأمر بالصلاة حينئذ

- ‌ذكرمن لم ير الصلاة بعد العصر وبعد الصبح بمكة

- ‌ذكرمن قال تجزيء المكتوبة من ركعتي الطواف

- ‌ذكرالانصراف من الطواف على وتر

- ‌ذكرالانصراف من الطواف لحاجة تبدو

- ‌ ذكرمن كان يصلي خلف كل سبع أربع ركعات، وابتلالالكعبة من جوانبها في المطر

- ‌ذكرتغميض العينين في الطواف والطواف في القلانس

- ‌ذكرالتوقيت في الصلاة والصلاة بالليل والنهار

- ‌ذكرالمريض والكبير يطاف به بالبيت على أيدي الرجال

- ‌ذكرما يستحب من الذكر لله-تبارك وتعالى-في الطواف

- ‌ذكرالرجل يقرأ السجدة وهو يطوف بالبيت

- ‌ذكرالطواف في الخفاف والنعال وتفسير ذلك

- ‌ذكرالمقيد يطوف بالبيت

- ‌ذكرالشرب في الطواف

- ‌ذكرالاستراحة في الطواف

- ‌ذكرأين تصلّى ركعتا الطواف من المسجد

- ‌ذكرالرجل يطوف عن الحي والميت ومن فعله

- ‌ذكرالتحفّظ في الطواف والتشديد في الطوافعلى غير وضوء

- ‌ذكرمن يقطع عليه الطواف بصلاة مكتوبة أو غيرها

- ‌ذكرالطواف في الثياب الموردة وكراهية أن تمس الكعبةعلى غير وضوء

- ‌ذكركراهية أن يقال للطواف شوط أو دور

- ‌ذكرالاقلف يطوف بالكعبة

- ‌ذكرالطواف بالصبيان إذا ولدوا، وإذا اختتنوا،وإذا ختموا

- ‌ذكرإنشاد الشعر في الطواف وفي المسجد الحرام وتفسير ذلك

- ‌ذكرطواف النساء الغرباء بالبيت في المواسم في الإسلام والجاهليةوالطواف بالجواري الأحرار والإماء بمكة إذا بلغن وتفسير ذلك

- ‌ ذكرطواف الحية وغيرها من الدواب بالكعبةودخولهن المسجد الحرام

- ‌ذكرمن حدث من أهل العلم المتقدمين وهو يطوفبالبيت وتفسير ما حدثوا به

- ‌ذكرفرش الطواف بأي شيء هو

- ‌ذكرالجلوس في ظل الكعبة وفضل ذلك

- ‌ذكرالمستحاضة تدخل الكعبة وما جاء فيه

- ‌ذكرالمكتوبة تصلى في الكعبة ومن لا يدخل الكعبةمن النساء وتفسيره

- ‌ذكرمن كره ان يكون حول الكعبة بناء يشرف عليها

- ‌ذكرما يقال عند وداع الكعبة وكيف يفعل من أرادالوداع

- ‌ذكرطيب الكعبة يصيب الثوب والانتفاع به

- ‌ذكرمن حلف بالمشي إلى الكعبة كيف يصنع

- ‌ذكرجمار الكعبة ومن كان يجمرها فيما مضىمن حجبة البيت ومن فعل ذلك

- ‌ذكرالحلف بالكعبة وحدها حتى يقول ورب الكعبة ومنفعل ذلك

- ‌ذكرمن لم ير بأسا أن يحلف برب الكعبة فيقول وربّ الكعبةومن فعل ذلك وحلف به

- ‌ذكرصفة الحبشي الذي يهدم الكعبة وذكر ما يأتي مكةمن الجيوش فيخسف بهم قبل وصولهم إليها

- ‌ذكرقوله صلى الله عليه وسلم لا تغزى مكة بعد الفتحوتفسيره

- ‌ذكرفرض حج البيت الحرام على الناس

- ‌ذكرقول الله عز وجل {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ}(3)وتفسير ذلك

- ‌ذكرما يقوم من الأعمال مقام الحج

- ‌ذكرالسبيل إلى الحج وما يوجبه

- ‌ذكرالتشديد في التخلف عن الحج والواجب من غير علة

- ‌ذكرالحج بالصبيان الصغار وما جاء فيه

- ‌ذكرفضل الموت في الحج والعمرة وما جاء فيه

- ‌ذكرالرجل يحج عن أبويه وقرابته وفضل ذلك

- ‌ذكرالمشي في الحج وفضله

- ‌ذكرالأذان في الحج من السماء

- ‌ذكرالتشديد في التخلف عن الحج

- ‌ذكرالراكب في الحج وما كان الناس يركبون

- ‌ذكرمن قال يحج على أي الدواب كان

- ‌ذكرالمتابعة بين الحج والعمرة وفضل ذلك

- ‌ذكرتلبية الحاج إذا لبى وما يجيبه وانهم وفد اللهتعالى واجابة دعوته، وخلف النفقةفي الحج والثواب عليه وتفسير ذلك

- ‌ذكرالمغفرة للحجاج ولمن استغفر له الحاج

- ‌ذكرائتناف العمل بعد الحج وفضل ذلك وتفسيره

- ‌ذكرفضل حاج الكعبة يوم القيامة على الناس والترغيبفي موافاة الحج وتفسيره

- ‌ذكرسرعة السير لحجّ البيت ومن فعله

- ‌ذكرالمقام وفضله

- ‌ذكرقيام ابراهيم عليه الصلاة والسلام على المقامواذانه عليه بالحجّ وفضل المقام

- ‌ذكرالأثر الذي في المقام وموضع قدم إبراهيمعليه الصلاة والسلام فيه وتفسيره

- ‌ ذكرالجلوس خلف المقام ومن جلس خلفه

- ‌ذكرموضع المقام من أول مرّة وردّه إلى موضعهوذكر السيل الذي أصابه في الجاهلية والإسلام

- ‌ذكرمسح المقام وتقبيله وتعظيمه

- ‌ذكرالصلاة خلف المقام وأين تستحب الصلاة فيهوالدعاء خلف المقام

- ‌ذكرالصلاة بين الركن والمقام وفضل ذلك

- ‌ذكرالبيعة التي تكون بين الركن والمقام وجامعذكر المقام

- ‌ذكرما تجوز فيه اليمين بين الركن والمقام وتعظيم ذلكوالتشديد في اليمين بينهما

- ‌ذكرذرع المقام وصفته وما كان عليه إلى اليوموتفسير ذلك

الفصل: ‌ذكرإنشاد الشعر في الطواف وفي المسجد الحرام وتفسير ذلك

625 -

حدّثنا محمد بن أبي عمر، قال: ثنا هشام بن سليمان، عن ابن جريج، قال: قلت لعطاء: الغلام لم يبلغ يطاف به أيوضأ؟ قال: ما عليه إلا على من عقل إلا أن يبتغي أهله البركة في وضوءه.

وأهل مكة على هذا إلى اليوم يطوفون بصبيانهم إذا نفسوا

(1)

وإذا ختموا وإذا أرادوا أن يختنوا.

‌ذكر

إنشاد الشعر في الطواف وفي المسجد الحرام وتفسير ذلك

626 -

حدّثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: ثنا أبو سعيد، مولى بني هاشم،

(1)

أي إذا طهرت أمهاتهم من نفاسهن، ويقال للصبي: هو في النفاس ما لم يخرج من الأربعين يوما الأولى من حياته. ولا زال بعض أهل مكة يفعل هذا إلى اليوم. أما إذا ختموا القرآن أو أرادوا أن يختتنوا فلا يعرف اليوم.

ص: 302

قال: ثنا سعيد بن مسلم بن [بانك]

(1)

عن [عبد الله]

(2)

بن أبي أوفى، سمعه منه، قال: ان أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان يطوف بالبيت وهو يقول:

يا حبّذا مكّة من وادي

أرض بها أهلي وعوّادي

فمرّ به رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع يده على منكبه، فقال: الله أكبر الله أكبر، فقال أبو بكر-رضي الله عنه:الله أكبر الله أكبر.

627 -

حدّثني عبد الله بن شبيب الربعي، قال: حدّثني ذويب بن عمامة السهمي، قال: حدّثني عمرو بن عثمان التيمي، قال: حدّثني عبد الرحمن ابن عبد الله بن أبي صعصعة المازني، عن الحارث بن عبد الله بن عبد الرحمن ابن كعب بن مالك، عن أبيه، عن أم عمارة الأنصارية-رضي الله عنها قالت: شهدت عمرة القضيّة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت قد شهدت الحديبية، فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انتهى إلى البيت وهو على راحلته حتى دنا من الركن، فاستلم الركن بمحجنه مضطبعا، والمسلمون مضطبعون، وعبد الله بن رواحة-رضي الله عنه-بين يديه صلى الله عليه وسلم يقول:

خلّوا بنّي الكفّار عن سبيله

أنا الشّهيد إنّه رسوله

حقّا وكلّ الخير في سبيله

نحن قتلناكم على تأويله

كما قتلناكم على تنزيله

(1)

في الأصل (مالك) وهو تصحيف.

(2)

في الأصل (عثمان) وهو خطأ.

ص: 303

628 -

حدّثنا الزبير بن أبي بكر، قال: حدّثني محمد بن فضالة، عن صالح بن كيسان، وعن عبد الله بن أبي بكر [بن]

(1)

محمد بن عمرو بن حزم، قالا: قدم وفد من أهل العراق على عبد الله بن الزبير-رضي الله عنهما-فأتوه في المسجد الحرام، فسلموا عليه، فسألهم عن مصعب بن الزبير، وعن سيرته فيهم، فقالوا: أحسن الناس سيرة وأقضاهم لحق، وأعدلهم في حكم، وذلك في يوم جمعة، فلما صلّى عبد الله بن الزبير-رضي الله عنهما-بالناس الجمعة صعد المنبر، فحمد الله، وأثنى عليه، وصلّى على نبيه صلى الله عليه وسلم ثم تمثل:

قد جرّبوني ثم جرّبوني

من غلوتين ومن [المئين]

(2)

حتّى إذا شابوا وشيّبوني

خلّوا عناني ثم سيّبوني

ثم قال-رضي الله عنه:أيها الناس اني قد سألت هذا الوفد من أهل العراق عن عاملهم مصعب بن الزبير، فأحسنوا الثناء، وذكروا منه أن مصعبا أطبى القلوب حتى لا تعدل به، والأهواء حتى لا تحول عنه، واستمال الألسن بثنائها، والقلوب بصحتها

(3)

،والأنفس بمحبتها، فهو المحبوب في خاصته، المأمون في عامته ما

(4)

أطلق فيه/لسانه من الخير، وبسط يديه من

(1)

في الأصل (عن) وهو خطأ.

(2)

في الأصل (المكين) والتصويب من الأمالي.

(3)

كذا في الأصل، وفي الأمالي (بنصحها).

(4)

كذا في الأصل، وفي الأمالي (بما).

ص: 304

البذل ثم نزل. وقتل مصعب-رضي الله عنه-في سنة اثنتين وسبعين.

629 -

حدّثنا الفضل بن حسن البصري-ببغداد-قال: ثنا أبو الشعثاء، قال: ثنا أحمد بن [بشير]

(1)

،قال: ثنا مجالد، عن عامر، قال: لقي ابن الزبير-رضي الله عنهما-وهو يطوف بالكعبة ابنا لخالد بن جعفر الكلابي، فقال له: أنشدني ما قال أبوك لزهير

(2)

،أو ابن زهير، فقال: يا أمير المؤمنين، اني محرم. قال ابن الزبير: وأنا محرم، فانشده حتى بلغ هذا البيت:

فإمّا تأخذوني فاقتلوني

وإن أسلم فليس إلى خلودي

قال ابن الزبير-رضي الله عنهما:فإن مثلي ومثل بني أمية ما قال أبوك:

فإمّا تأخذوني فاقتلوني

وإن أسلم فليس إلى خلودي

630 -

حدّثنا محمد بن أبي عمر، وعبد الجبار بن العلاء، قالا: ثنا سفيان، عن محمد بن السائب بن بركة، عن أمه، قالت: طفت مع عائشة

(1)

في الأصل (بشر) وهو تصحيف.

(2)

زهير، هو: ابن جذيمة بن رواحة العبسي، والد قيس بن زهير-صاحب الفرسين داحس والغبراء اللذين بسببهما كانت الحرب المشهورة-وكان زهير هذا قد قتل له ولد، قتله رجل من (غنى) فطالب زهير غنى بدمه، فتدخل خالد بن جعفر بن كلاب العامري مصلحا بين أخواله الغنويين، وبين زهير، ثم كانت حروب بين الطرفين، وأيام، انتهت بقتل زهير بن جذيمة، ثم إستجارة خالد بالنعمان بن المنذر، ثم مقتل خالد

الخ. أنظر تفاصيل ذلك في الكامل لابن الأثير 336/ 1 - 343.

ص: 305

أم المؤمنين-رضي الله عنها-فذكروا حسان بن ثابت، فسبوه، فقالت عائشة رضي الله عنها:لا تفعلوا، أليس هو الذي يقول:

هجوت محمّدا فاجبت عنه

وعند الله في ذاك الجزاء

فإنّ أبي ووالده وعرضي

لعرض محمّد منّكم وقاء؟

قالوا: أليس هو الذي قال لك ما قال؟ ثم قرأوا {الَّذِي تَوَلّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ}

(1)

قالت عائشة-رضي الله عنها:أليس قد عمى؟ والبيت الأول ليس من حديثهما.

631 -

حدّثنا عبد الوهاب بن فليح، قال: ثنا مروان بن معاوية، عن إلياس السلمي، عن [ابن]

(2)

بريدة، قال: أعان جبريل-عليه السلام حسان بن ثابت-رضي الله عنه-على مدحه النبي صلى الله عليه وسلم بسبعين بيتا.

632 -

حدّثنا محمد بن أبي عمر، قال: ثنا عمر بن حبيب البصري، عن اسماعيل المكي، عن أم خداش، قالت: رأيت ابن عباس وأبا سعيد الخدري وجابر بن عبد الله-رضي الله عنهم-قال عمر بن حبيب: وأنا أشك في أحد هذين: ابن عمر وأبي هريرة-رضي الله عنهم-يتحدثون في الطواف ويتناشدون الأشعار.

(1)

سورة النور:11.

(2)

في الأصل (أبي) وهو خطأ، فهو: عبد الله بن بريدة بن الحصيب.

ص: 306

633 -

وحدّثنا حسين بن حسن، قال: ثنا يزيد بن زريع، قال: ثنا النهاس بن قهم، عن عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما-قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتناشدون الشعر، وهم يطوفون.

634 -

حدّثني أحمد بن محمد القرشي، قال: ثنا ابراهيم بن المنذر، قال:

حدّثني معن بن عيسى، قال: حدّثني محمد بن عبد الرحمن الاوقص، عن علي بن زيد بن جدعان، قال: أنشد كعب بن زهير-رضي الله عنه-النبيّ صلى الله عليه وسلم:

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول

في المسجد الحرام.

635 -

وحدّثني أبو سعيد عبد الله بن شبيب الربعي، قال: حدّثني يحيى ابن ابراهيم بن داود بن أبي قتيلة.

ص: 307

636 -

وحدّثنا الزبير بن أبي بكر، قال: حدّثني هارون بن أبي بكر، قال: حدّثني يحيى بن ابراهيم بن قتيلة، مولى لبني بهز بن سليم-يزيد أحدهما على صاحبه في اللفظ-عن سليمان بن محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير، عن أبيه، عن عمّه عبد الله بن عروة، قال: أقحمت السنة نابغة بني جعدة ونحن مع عبد الله بن الزبير بمكة، قال الزبير في حديثه: فدخل على ابن الزبير المسجد الحرام، ونحن معه، فقال:/

حكيت لنا الصّديق لمّا وليتنا

وعثمان والفاروق فارتاح معدم

وسويّت بين الناس في الحقّ فاستووا

فعاد ضياء حالك اللون مظلم

اتاك أبو ليلى يجوب به الدّجى

دجى الليل جوّاب الفلاة عثمثم

(1)

لترفع منّا جانبا ذعذعت به

صروف اللّيالي والزّمان المصمّم

(2)

(1)

العثمثم: هو الجمل الشديد الطويل.

(2)

(لترفع) وردت في الأصل (أترفع) بالاستفهام وهو خطأ، وصوّبناه من بعض المراجع، وجاء في بعضها (لجبر).ومعنى قوله (ذعذعت) أي فرّقت به، وزعزعته. أنظر لسان العرب 98/ 8.

ص: 308

قال: فقال له ابن الزبير: امسك عليك أبا ليلى، فإن الشعر أهون وسائلك عندنا، أما صفوة ما لنا فلآل الزبير، وأما عفوته

(1)

فإن بني أسد، وتيما تشغله عنك، ولكن لك في مال الله حقان: حق برؤيتك رسول الله صلى الله عليه وسلم وحق بشركتك أهل الإسلام في فيّهم، ثم نهض به إلى دار النّعم، فأعطاه قلائص سبعا، وجملا رحيلا

(2)

،وأوقر له الركاب برّا وتمرا وثيابا، فجعل أبو ليلى يعجل فيأكل الحب صرفا، وابن الزبير يقول: ويح أبي ليلى لقد بلغ به الجهد، فقال النابغة: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما وليت قريش فعدلت، واسترحمت فرحمت، وحدّثت فصدقت، ووعدت خيرا فأنجزت، فأنا والنبييون فرط القاصفين

(3)

.زاد ابن الزبير في حديثه:

والقاصفون الذين يرسلون الإبل مرة واحدة.

637 -

وحدّثني أحمد بن محمد، قال: ثنا ابراهيم بن المنذر، قال: ثنا معن بن عيسى قال: بينا سعيد بن جبير يطوف بالبيت، وبين يديه رجل اضلع يطوف بين يديه فقيل له: أتعرف هذا؟ فقال: لا، ومن هذا؟ قال: هذا الذي يقول له الشاعر:

حميد الّذي أمج داره

أخو الخمر ذو الشّيبة الأصلع

علاه المشيب على شربها

وعاش حميدا ولم ينزع

فقال سعيد بن جبير: بل: عاش شقيا ولم ينزع.

(1)

عفوته: أي ما يفضل عن النفقة. أنظر النهاية 265/ 3.

(2)

رحيلا: أي قويا على الرحلة معوّد عليها. كذا في هامش الكامل. أما القلائص: فهي جمع قلوص، وهي الناقة الشابة كما في النهاية 100/ 4.

(3)

القصف: الكسر والدفع الشديد لفرط الزحام، يريد أنهم يتقدمون الأمم إلى الجنة، وهم على أثرهم، بدارا متدافعين ومزدحمين. النهاية 73/ 4.

ص: 309

638 -

حدّثني أحمد، قال: قال ابراهيم: حدّثني مطرف بن عبد الله الهذلي، عن أبيه، قال: طفت مع أبي-يعني جده-بالبيت، فإذا أنا بعجوز يضرب أحد لحييها الأرض، فالتفت إليّ أبي، فقال: يا بنيّ تعرف هذه العجوز؟ قلت: لا والله يا أبه من هذه؟ قال: ما كان بمكة امرأة أجمل من هذه، ثم أنظر إلى ما صيرها الدهر، هذه الذي يقول فيها الشاعر:

سلام ليت لسانا تنطقين به

قبل الذي نالني من قيله قطعا

أدعو إلى هجرها قلبي فيتبعني

حتّى إذا قلت هذا صادق نزعا

يلومني فيك أقوام أجالسهم

فما أبالي أطار اللّوم أو وقعا

639 -

وحدّثنا أبو بشر قال: ثنا خالد بن الحارث، عن أشعث، عن محمد، عن كثير بن أفلح، قال: إن آخر مجلس جلسته من زيد بن ثابت عند باب الكعبة يناشدنا فيه الشعر.

ص: 310