الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تقييم الجزء الأول-الجزء الضائع-من كتاب الفاكهي
إن عنوان كتاب الفاكهي هو: «أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه» كما ورد في آخر الجزء الثاني منه، وهذا العنوان قد يلقي ضوءا على بعض ما تضمنه الجزء الأول المفقود من هذا الكتاب.
وإن الجزء الثاني الموجود الآن: تناول بإسهاب، الحجر الأسود والمسجد الحرام، وزمزم، والطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، والإحرام، والوقوف بعرفة، وبجمع، والمبيت بمنى، ورمي الجمار، وطواف الوداع، وحكم الصيد في الحرم، وحدود الحرم، وقد أخذ الكلام عن هذه الأمور وأحكامها الشرعية واختلافات العلماء فيها ما يقارب ثلث الجزء الباقي من هذا الكتاب.
أما الثلثان الباقيان، فتكلم فيهما عن خطط مكة، منذ أن قسّمها قصي بن كلاب بين أبنائه، وشوارع مكة، وجبالها وآبارها. ومساجدها وعادات أهل مكة وتقاليدهم، في المواسم والأفراح، وحكّامها وعلمائها وقضاتها وخطبائها، وزهّادها، وما إلى ذلك.
وتناول جوانب تاريخية هامّة حدثت في مكة، ولكن بعد عهد النبي صلى الله عليه وسلم بل بعد عصر الخلفاء الراشدين على الأحرى، فتناول جانبا من حكم بني أمية، مثل محنة أهل مكة زمن ابن الزبير، وحصار جيش الشام له، وقتله، والغلاء الذي حلّ بأهل مكة وهذا هو الحدث التاريخي السياسي الوحيد الذي فصّل الفاكهي فيه القول.
وبقيت هناك أمور كثيرة جدا لم يتعرض لها الفاكهي في الجزء الثاني من كتابه، هذه الأمور على صلة بمكة وأهل مكة، والبيت الحرام، ممّا يرجح لنا أنها قد فصّل فيها القول في النصف الأول المفقود من هذا الكتاب.
اننا نستطيع أن نفترض أن الجزء المفقود من الكتاب يتكوّن من 275 ورقة، لأن الجزء الثاني يبدأ بالورقة 276.
ويمكننا كذلك أن نفترض أن تاريخ مكة القديم حتى هجرة النبي صلى الله عليه وسلم كلّه قد بحث في المجلد الأول، ذلك لأننا لم نر في الجزء الثاني فصولا خاصة بذلك، اللهمّ إلا المباحث التي أوردها في بيعة النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار عند العقبة، عند ما ذكر (منى ومسجدها والعقبة وما جرى عندها) وقد أورد في بيعة العقبة نصوصا طويلة تتماشى ومنهجه الموسوعي في هذا الكتاب.
وعلى هذا فمن تتبّع ما نقل عن الفاكهي، والإشارات التي وردت في بعض المصادر التي نقلت عن الفاكهي في الجزء المفقود، نستطيع أن نرسم صورة ما حواه الجزء المفقود، أو نقرب إطار هذه الصورة، وهذه أبرز فصولها:
1 -
مكة المكرمة، قبل مجيء ابراهيم-عليه السلام-إليها، وماذا حدث لها أثناء طوفان نوح-عليه السلام.
2 -
مجيء ابراهيم-عليه السلام-إلى مكة، ومعه زوجه هاجر وولده اسماعيل-عليهم السلام.
3 -
بناء البيت، وكيف كان، وقصة ذبح اسماعيل-عليه السلام-والفداء.
4 -
جرهم، وزواج اسماعيل-عليه السلام-منهم، وقصة إبراهيم-عليه السلام مع زوجات ابنه اسماعيل.
5 -
ذكر ولاية نزار بن معد بن عدنان للكعبة، وأخبار مضر، ومن ولي الكعبة منهم.
6 -
أخبار خزاعة، وحكمهم لمكة، وأخبار ملوكهم.
7 -
ذكر أخبار قريش، وتولّيهم الكعبة، وشيء من فضلهم وما وصفوا به.
8 -
ذكر الأحلاف التي قامت بمكة، حلف الفضول وغيره.
9 -
ذكر إنساء الشهور، ومن الذي كان يتولاه من العرب، وصفة الإنساء.
10 -
ذكر خبر قصي بن كلاب، وذكر الحجابة والرّفادة والسقاية واللواء والقيادة.
11 -
ذكر حرب الفجار، والأحابيش.
12 -
ذكر أجواد قريش في الجاهلية.
13 -
ذكر الأصنام التي كانت بمكة وعددها، وأول من أدخلها أرض العرب.
14 -
عام الفيل، وأمر أبرهة، وقصة الطير الأبابيل.
15 -
شيء من أخبار عبد المطلب، وأبنائه.
16 -
زواج عبد الله بن عبد المطلب بآمنة بنت وهب.
17 -
ولادة النبي صلى الله عليه وسلم.
18 -
إراضعه، وكفالته.
19 -
سفره إلى الشام، وقصة بحيرا الراهب.
20 -
بناء البيت، ومشاركة النبي صلى الله عليه وسلم فيه.
21 -
زواجه بخديجة.
22 -
تحنّثه، وابتعاثه، وأول من أسلم، وأخبارهم، ثم سيرته عليه الصلاة والسلام حتى هجرته إلى المدينة المنوّرة، وقصة الهجرة وكيف كانت.
23 -
صلح الحديبية وعمرة القضاء.
24 -
فتح مكة، وكيف تمّ، وقتال من قاتل من أهل مكة، وكيف دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة، وتأمينه أهلها، وخطبته فيهم، إلى غير ذلك.
25 -
بناء الكعبة، وكسوتها، وبابها، وصفة قفلها.
هذا جوهر ما تضمنه الجزء الضائع من أخبار مكة، وضياعه يشكّل خسارة كبيرة لدارسي هذه الفترة من أحوال مكة وتاريخها.
ولا يظنّن ظانّ أن كل هذا الذي سطّرناه وافترضناه موجودا في الجزء الضائع من قبيل الخيال، والاحتمالات، بل كل هذا الذي ذكرناه يجد له إشارات ونقولا في الكتب التي اعتمدت على الفاكهي في مادتها التاريخية والعلمية، ويكفيه أن يقرأ كتاب «شفاء الغرام» و «العقد الثمين» للفاسي ليقف على مصداق ما نقول.
وقد قمنا بمحاولة لجمع هذا الجزء الضائع من المصادر التي ذكرته، ووقفنا على قدر لا بأس به، وسوف يصدر ملحق لهذا الكتاب-إن شاء الله-.
فمن المراجع التي جردناها:
1 -
«معجم ما استعجم» للبكري.
2 -
«معجم البلدان» لياقوت الحموي.
3 -
«العقد الثمين» .
4 -
«شفاء الغرام» ،وكلاهما للفاسي.
5 -
«فتح الباري في شرح صحيح البخاري» .
7 -
«تغليق التعليق» ،وثلاثتها لابن حجر.
8 -
«عمدة القارئ» ،للعيني.
9 -
«إتحاف الورى في أخبار أم القرى» ،للنجم عمر بن فهد.
10 -
«الدرّ المنثور» ،
11 -
و «تاريخ الخلفاء» ،وكلاهما للسيوطي.
12 -
«سبل الهدى والرشاد» ،للصالحي.
13 -
«الإعلام بأعلام بيت الله الحرام» ،للنهروالي.
14 -
«إعلام العلماء الأعلام» ،لعبد الكريم القطبي.
15 -
«سمط النجوم العوالي» ،لعبد الملك العصامي.
16 -
«منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم» للسنجاري.
وقد جردنا كتبا أخرى مثل:
- «القرى لقاصد أم القرى» ،للطبري (محبّ الدين).
- «الاستيعاب» ،لابن عبد البر.
ولم نجد فيها ما يضيف شيئا للجزء المفقود.