الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر
فضل الركن الأسود وما جاء فيه وأنه من حجارة الجنة
1 -
حدّثنا الحسن بن علي الحلواني، قال: ثنا غوث بن غيلان بن منبّه الصنعاني، قال: أنا عبد الله بن صفوان، عن
(1)
إدريس بن بنت وهب بن منبّه، قال: حدّثني وهب بن منبّه، عن طاوس الجندي
(2)
،عن عبد الله ابن عباس-رضي الله عنهما-قال: إنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: لولا ما طبع الله الركن من أنجاس الجاهلية وأرجاسها، وأيدي الظلمة والأثمة، لاستشفي به
(1)
في الأصل (ابن ادريس) والصواب حذف (ابن) كما في المراجع.
من كل عاهة، ولألفي اليوم كهيئته يوم خلقه الله-تعالى-وإنّما غيّره الله عز وجل-بالسواد لئلا ينظر أهل الدنيا إلى زينة الجنة، وليصيرنّ إليها، وإنها لياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة، وضعه الله-عز وجل-حين أنزله لآدم في موضع الكعبة، قبل أن تكون الكعبة، والأرض يومئذ طاهرة لم يعمل فيها بشيء من المعاصي، وليس لها أهل ينجسونها، فوضع له صفّا من الملائكة على أطراف الحرم يحرسونه من سكان الأرض، وسكانها يومئذ الجن، وليس ينبغي لهم أن ينظروا إليه، لأنه شيء من الجنة، ومن نظر إلى الجنة دخلها، فليس ينبغي أن ينظر إليها إلا من وجبت له الجنة، والملائكة يذودونهم عنه لا يجيز منهم شيء.
2 -
حدّثنا أبو بشر بكر بن خلف، قال: ثنا محمد بن أبي الضيف، قال: ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما-عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يأتي هذا الحجر يوم القيامة، وله عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد لمن استلمه بحق.
3 -
وحدّثنا حسين، قال: ثنا علي بن عاصم، عن ابن خثيم، عن
سعيد بن جبير، عن ابن عباس-رضي الله عنهما-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يأتي هذا الحجر، ثم ذكر نحو حديث أبي بشر.
4 -
وحدّثني أحمد بن صالح بن [سعد]
(1)
قال: حدّثني محمد بن جعفر، عن أبيه-جعفر بن محمد-عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب-رضي الله عنه-قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي هريرة-رضي الله عنه:يا أبا هريرة، إنّ على الركن الأسود لسبعين ملكا، يستغفرون للمسلمين وللمؤمنين بأيديهم، والراكعين والساجدين والطائفين.
5 -
حدّثني عبد الله بن أبي سلمة، قال: حدّثني ابن أبي أويس، عن ابن أبي فديك، عن اسماعيل بن ابراهيم بن عقبة، عن عمه، عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبيّ بن كعب-رضي الله عنهم-عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أنزل الحجر ملك من الجنّة.
(2)
صهيب الواسطي، صدوق يخطئ، ورمي بالتشيّع، كما في التقريب 39/ 2.
رواه أحمد في المسند 247/ 1،والأزرقي 323/ 1،كلاهما من طريق: علي بن عاصم به.
(1)
في الأصل (سعيد) وهو خطأ، وسيذكره المصنّف على الصحة برقم (338).
6 -
حدّثني يحيى بن جعفر بن أبي طالب، قال: ثنا عبد الله بن محمد [العبسي]
(1)
قال: ثنا حمّاد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس-رضي الله عنهما-عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الحجر الأسود من الجنة، وكان أشدّ بياضا من الثلج حتى سوّدته خطايا أهل الشرك.
7 -
وحدّثنا أبو اسماعيل الترمذي، قال: ثنا شاذ بن الفياض، قال: ثنا عمر بن ابراهيم العبدي البزار، عن قتادة، عن أنس بن مالك-رضي الله عنه-قال: قال/رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحجر الأسود من حجارة الجنة.
8 -
حدّثنا هارون بن موسى، قال: ثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، قال: إنّ قتادة حدّثه، أنّ أنس بن مالك-رضي الله عنه-حدّثه مثله.
(1)
في الأصل (العبيسي) والصواب ما أثبتناه، وهو: أبو بكر بن أبي شيبة العبسي.
9 -
وحدّثنا أبو بشر، قال: ثنا محمد بن أبي الضّيف، قال: ثنا عبد الله ابن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس-رضي الله عنهما قال: الحجر والمقام من جوهر الجنة.
10 -
وحدّثنا الزبير بن أبي بكر، قال: حدّثني حمزة بن عتبة الّلهبي، قال: حدّثني محمد بن عمران، عن جعفر بن محمد، قال: كنت مع أبي، محمد بن علي بمكة، فقال له رجل: يا أبا جعفر، ما بدء خلق هذا الركن؟ قال: إن الله-تبارك وتعالى-لمّا خلق الجنة قال لبني آدم {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟ قالُوا: بَلى}
(1)
فأجرى نهرا أحلى من العسل، وألين من الزبد، ثم أمر القلم فاستمد من ذلك النهر، فكتب إقرارهم، وما هو كائن إلى يوم القيامة، ثم ألقم ذلك الكتاب هذا الحجر، فهذا الاستلام الذي ترى، إنما هو يشهد على إقرارهم بالذي كانوا أقروا به.
قال جعفر: وكان أبي إذا استلم الركن قال: اللهم أمانتي أدّيتها، وميثاقي وفيت به، ليشهد لي عندك بالوفاء.
(1)
سورة الأعراف:172.
11 -
فحدّثنا عبد الله بن اسحاق الجوهري، قال: ثنا أبو عاصم، عن ابن عون، عن محمد، قال: ما ينكر قوم أن الله علم شيئا فكتبه.
12 -
حدّثنا أبو بكر هارون بن موسى بن طريف، قال: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس بن بكير، عن ابن شهاب، انه سمع سعيد بن المسيّب يقول: الركن حجر من حجارة الجنة.
13 -
وحدّثني عبد الله بن أبي سلمة، قال: ثنا ابن أبي أويس، قال:
حدّثني أبي، عن حميد بن قيس المكي، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس-رضي الله عنهما-قال: وجدت قريش في أول جاهليتها حجرين على ظهر أبي قبيس لم يروا أصفى منهما ولا أحسن، أحدهما أصفر والآخر أبيض، فقالوا: والله ما هذا من حجارة بلادنا، ولا مما يعرف من حجارة بلاد غيرنا، ولا نراهما إلا نزلا من السماء، فكانا عندها، ثم [فقدوا]
(1)
الأصفر وكانوا يدعونه الصغير، وأمسكوا الأبيض واحتفظوا به حتى بنوا الكعبة، فجعلوه فيها، فهو هذا الركن الأسود.
(1)
في الأصل (فقدا).
وكان ابن عباس-رضي الله عنهما-وغيره يقولون: ما سوّد الركن إلا مسّ المشركين، وأهل الجنابة والحيّض، فذلك سوّده، والله أعلم.
14 -
وحدّثني محمد بن صالح، قال: ثنا سعيد بن سليمان، قال: ثنا عبد الله بن المؤمّل، عن عطاء، عن ابن عبّاس-رضي الله عنهما-قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يبعث الركن يوم القيامة له لسان ينطق به، وعينان يبصر بهما، وهو يمين الله-تعالى-التي يصافح بها عباده.
15 -
وحدّثني أحمد بن حميد الأنصاري، عن محمد بن [مبارك]
(1)
الصوري، عن اسماعيل بن عياش، قال: حدّثني حميد بن أبي سويد،
(1)
في الأصل (منازل) والصواب ما أثبتناه، أنظر ترجمته في التقريب 204/ 2.
قال: سمعت ابن هشام يسأل عطاء، وهو في الطواف، فقال: يا أبا محمد، ما بلغك في هذا الركن الأسود؟ فقال: حدّثني أبو هريرة-رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من فاوضه فإنما يفاوض يد الرحمن-عز وجل.
16 -
وحدّثنا اسحاق بن ابراهيم الطبري، قال: ثنا ابراهيم بن الحكم.
17 -
وحدّثنا ابن أبي بزّة/قال: ثنا حفص بن عمر،-جميعا-عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس-رضي الله عنهما-قال:
الحجر يمين الله في الأرض، فمن لم يدرك بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استلم الحجر، فقد بايع الله ورسوله.
18 -
وحدّثنا عبد السلام بن عاصم، قال: ثنا جرير بن عبد الحميد، عن رجل من أهل مكة، عن عطاء، عن ابن عباس-رضي الله عنهما-
نحوه. ثم قرأ {إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}
(1)
.أو قريب من هذا، أو نحو هذا.
19 -
حدّثنا محمد بن أبي عمر، قال: ثنا سفيان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبد الله بن عمرو بن العاص-رضي الله عنهما-قال: لقد نزل الحجر، وإنه أشدّ بياضا من الفضة، ولولا ما مسّه من أرجاس الجاهلية وأنجاسها، ما مسه ذو عاهة بعاهة إلا برأ.
20 -
حدّثنا محمد بن يحيى، والحسين بن حريث أبو عمار، قالا: ثنا يحيى بن سليم، قال: سمعت ابن جريج، يقول: سمعت محمد بن عبّاد بن جعفر، يقول: سمعت ابن عباس-رضي الله عنهما-يقول: هذا الركن يمين الله في الأرض يصافح به عباده مصافحة الرجل أخاه.
21 -
وحدّثني عمر بن حفص الشيباني، قال: ثنا عمر بن علي، عن
(1)
سورة الفتح:10.
عبد الله بن مسلم، عن محمد بن عباد بن جعفر، عن ابن عباس-رضي الله عنهما-نحوه.
22 -
حدّثنا حسين، قال: ثنا سعيد بن سالم القدّاح، قال: أنا اسرائيل، عن أبي يحيى القتّات، عن مجاهد، قال: هبط آدم-عليه الصلاة والسلام-بالركن من الجنة، ياقوتة بيضاء يمسح بها دموعه.
23 -
وحدّثني أبو العباس، قال: ثنا عبد الله، عن [عمرو]
(1)
،عن أسباط، عن السدّي، قال: هبط آدم-عليه السلام-بالهند، وأنزل معه الحجر الأسود، وأنزل معه قبضة من ورق الجنة، فنثرها بالهند، فنبت شجر الطيب، فأصل ما يؤتى به من الطيب من الهند من الورق، وإنما قبض آدم عليه الصلاة والسلام-القبضة أسفا على الجنة حيث أخرج منها.
24 -
وحدّثنا حسين بن حسن، قال: أنا القاسم بن جميل، قال: ثنا الهذيل بن بلال، عن عمر بن سيف، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن
(1)
في الأصل (عمر) والصواب ما أثبتناه، وهو: عمرو بن حماد ابن طلحه القنّاد، وهو أحد رواة التفسير عن أسباط بن نصر.-
أبيه، عن جدّه، قال: رأيت الحجر الأسود أبيض، وكان أهل الجاهلية إذا نحروا لطخوه بالفرث.
25 -
حدّثنا حسين بن حسن، قال: أنا مروان بن معاوية، عن العلاء ابن المسيّب، عن عمرو بن مرة، عن يوسف بن ماهك، عن عبد الله بن عمرو-رضي الله عنهما-قال: نزل جبريل-عليه السلام-بالحجر من الجنة، فوضعه حيث رأيتم، وإنكم لن تزالوا بخير ما بقي بين ظهرانيكم، فاستمتعوا منه ما استطعتم، فإنه يوشك أن يجيء فيرجع به من حيث جاء.
26 -
حدّثني عبد الله بن شبيب، قال: حدّثني عبد الجبار بن سعيد، قال: حدّثني سليمان بن محمد العامري، قال: حدّثني عمّي موسى بن سعد، عن القاسم بن محمد، عن ابن عمر-رضي الله عنهما-قال: قال عمر بن
(1)
-وشيخ المصنف حسين بن حسن، هو: ابن حرب بن هانئ المروزي السلمي.
وعامر بن واثلة، هو: ابن عبد الله بن عمرو بن جحش الليثي، صحابي هو وأبوه وجده.
والأثر ذكره ابن حجر في الإصابة 341/ 2،590/ 3،وعزاه لأبي عليّ بن السكن في كتاب الصحابة، وللبغوي في معجم الصحابة، ثم قال البغوي عقبه: هذا حديث عجيب.
الخطاب-رضي الله عنه:يبعث الله تعالى الركن [يوم]
(1)
القيامة وله عينان ولسان، يشهد لمن وافى بالموافاة.
27 -
حدّثنا عبد الله بن عمرو بن أبي سعد، قال: حدّثني اسماعيل بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن مهران، قال: ثنا عتّاب بن بشير، عن خصيف،/عن مجاهد، قال: نظرت إلى الركن حين نقض ابن الزبير رضي الله عنهما-البيت فإذا كل شيء منه داخل البيت أبيض.
قال عتاب: ثم وصفه لي خصيف مثل الحوت.
قال مجاهد: إنما اسودّ ما ظهر منه لأن المشركين كانوا يلطخونه بالدم في الجاهلية، وأنه سيردّ إلى الجنة، وإنه سيجعل له لسان حتى يشهد لمن استلمه لله-عز وجل.
28 -
وحدّثنا ميمون بن الحكم، قال: ثنا محمد بن جعشم قال: أنا ابن جريج، قال: قلت لعطاء: تقبيل الركن؟ قال: حسن.
قال ابن جريج: وأخبرني عطاء عن عبد الله بن عمرو، وكعب الأحبار، أنهما قالا: لولا ما يمسح به من الأرجاس في الجاهلية، ما مسّه ذو عاهة إلا شفي، وما من الجنة من شيء في الأرض إلا هو
(2)
.
(1)
في الأصل (بين).
(2)
رواه الأزرقي 323/ 1 من طريق: سعيد بن سالم القدّاح، عن عثمان بن ساج، عن ابن جريج، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وكعب الأحبار. وهو سند منقطع.
قال ابن جريج: وحدّثت عن سلمان الفارسي-رضي الله عنه-أنه كان قاعدا بين زمزم والمقام، والناس يزدحمون على الركن، فقال لجلسائه: أتدرون ما هذا؟ قالوا: نعم، هذا الحجر. قال: قد أرى، ولكنه من حجارة الجنة، والذي نفسي بيده ليحشرن له عينان، ولسان وشفتان يشهد لمن استلمه بحق
(1)
.
قال ابن جريج: حدثت عن علي بن عبد الله بن عباس-رضي الله عنهما-أنه قال: الركن هو يمين الله يصافح بها عباده
(2)
.
قال ابن جريج: وقال مجاهد: الركن والمقام يأتيان يوم القيامة أعظم من أبي قبيس، لكل واحد منهما عينان ولسان وشفتان، يشهدان لمن وافاهما بالوفاء
(3)
.
قال ابن جريج: وأخبرني منصور بن عبد الرحمن
(4)
،أن أمه أخبرته، أن الركن كان لونه قبل الحريق كلون المقام.
29 -
وحدّثنا أبو العبّاس، قال: ثنا محمد بن يحيى البصري، عن ابن
(1)
رواه عبد الرزاق في المصنف 30/ 5 عن ابن جريج به. والأزرقي 325/ 1 بإسناده إلى ابن جريج به. وهو منقطع أيضا.
(2)
ورد هذا الأثر في كتاب الأزرقي 326/ 1 عن ابن أبي حسين، عن ابن عباس.
(3)
رواه عبد الرزاق في المصنّف 32/ 5.والأزرقي 326/ 1 من طريق: ابن جريج به.
(4)
منصور بن عبد الرحمن، هو: ابن طلحة الحجبي المكي، وأمه: صفيّة بنت شيبة.
إدريس بن سنان بن وهب بن منبّه، عن أبيه، قال: ذكر وهب بن منبّه أن ابن عباس-رضي الله عنهما-أخبره، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها-وهي تطوف معه بالكعبة حين استلم الركن: يا عائشة لولا ما طبع هذا من أرجاس الجاهلية وأنجاسها، إذا لأستشفي به من كل عاهة، وإذا لألفي كهيئته يوم أنزله الله، وليعيدّنه الله-عز وجل-على ما خلقه عليه أول مرة، وإنّه لياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة، ولكن غيّر حسنه بمعصية العاصين، وسترت زينته عن الأئمة الظلمة، إنه لا ينبغي [لهم]
(1)
أن ينظروا إلى الركن يمين الله في الأرض، استلامه اليوم بيعة لمن لم يدرك بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وذكر وهب: أنّ الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة، نزلا فوضعا على الصفا فأضاء نورهما لأهل الأرض ما بين المشرق والمغرب كما يضيء المصباح في الليل المظلم يؤنس الروعة ويستأنس إليه، وليبعثن الركن والمقام وهما في العظم مثل أبي قبيس يشهدان لمن وافاهما بالوفاء، فرفع الله-تعالى-النور عنهما، وغيّر حسنهما فوضعهما حيث هما.
قال وهب في حديثه هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما:/إن حرمة البيت لإلى العرش في السموات، وإلى الأرضين السفلى.
30 -
وحدّثنا حسين بن حسن المروزي، قال: أنا مروان بن معاوية، عن العلاء بن المسيّب، عن خيثمة، قال: نزل الحجر في الجنة أشدّ بياضا من الثلج، ولولا ما مسّه من خطايا بني آدم ما مسّه أعمى ولا أبرص ولا مجذوم إلا برأ.
(1)
في الأصل (لها).
31 -
وحدّثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر، قال: ثنا عبد الرحمن بن الحسن بن القاسم الأزرقي القاصّ، عن أبيه، عن عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر، قال: قدمنا مكة مع جدتي أم عبد الله، فنزلت على صفيّة بنت شيبة، وكانت أختا لها، قال: فلما أردنا أن نخرج قالت صفية: والله ما أدري ما أكافئ به هذه المرأة، هي امرأة عظيمة الدنيا، وقد أحسنت إلينا، وما أقدر أن أكافئها، قال: وكان عندها حصاة من الركن ممّا بقي منه حين أصابه الحريق، فكانت في حقّ، وكان الناس يأتونها فتغسل تلك الحصاة لهم، فقالت صفية: ما أجد شيئا أكافئ به هذه المرأة إلا هذه الحصاة، قال:
فأتتها بها في الحقّ، فقالت: يا أخته، والله ما أقدر أن أكافئك، وما عندي ما أكافئك، هذه حصاة من الركن كنت أغسلها للمرضى خذيها تنتفعين بها وتغسلينها للمرضى، قال: فأخذتها أم عبد الله. قال عبد الأعلى: فلما خرجنا من الحرم صرع أصحابنا، فقالت أم عبد الله: ويحكم ما لكم؟ لعلكم أحدثتم في الحرم حدثا؟ فقالوا: لا نعلمنا أحدثنا في الحرم حدثا، قال:
فقالت: أنا صاحبة الذنب، فقامت فتوضأت وصلّت ثم قالت: انظروا إلى أمثلكم حياة وحركة، فلم يكن في القوم أمثل مني حياة وحركة، فقالت:
شدوا له على بعير، ثم قالت: اركب هذا البعير، فخذ هذا الحقّ فاذهب به إلى صفية بنت شيبة، فقل لها: تقول أم عبد الله: إنّ الله-تبارك وتعالى وضع في حرمه شيئا لا ينبغي لأحد أن يخرجه من حرمه، وإنه أصابتنا في هذه بلية، فخذيها واتقي الله ربك، ولا تخرجيها من الحرم.
قال عبد الأعلى: فما أنا إلا أن دخلت الحرم، فأذهب الله-عز وجل عنّي ما كنت أجد حتى جئت بالحقّ إلى صفية فأعطيتها إيّاه، ثم رجعت إلى أصحابي، فقالوا: ما هو إلا ظننا أنك دخلت الحرم فجعلنا نبتعث رجلا رجلا.
32 -
وحدّثنا أبو عمار الحسين بن حريث، وحسين بن حسن، قالا: أنا يحيى بن سليم المكي، قال: سمعت أبا الخليل، قال: سمعت الحكم بن أبان [العدني]
(1)
قال: سمعت عكرمة مولى ابن عباس، يقول: قال عبد الله بن عباس-رضي الله عنهما:إذا توضّأ الرجل فأحسن وضوءه، ثم خرج إلى المسجد، فاستلم الركن، فكبّر وتشهد، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، واستغفر للمؤمنين والمؤمنات، وذكر الله-تعالى-ولم يذكر من أمر الدنيا شيئا، كتب الله-تعالى-له بكل خطوة يخطوها سبعين ألف حسنة، وحط عنه سبعين ألف سيئة، ورفع له سبعين ألف درجة، فإذا انتهى إلى ما بين الركنين الركن اليماني والركن الأسود، كان في خراف من خراف الجنة، وشفّع في أهل بيته، أو في سبعين من أهل بيته،-الشك من يحيى/بن سليم-فإذا ركع ركعتين، فأحسن ركوعه وسجوده، كتب الله-تعالى-له عدل ستين رقبة كلهم من ولد اسماعيل-عليه السلام.
33 -
حدّثني محمد بن موسى بن أبي موسى، عن سفيان بن وكيع،
(1)
في الأصل (العبدي) والصواب ما أثبتناه، وهو صدوق له أوهام، كما في التقريب 190/ 1.