المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكرالصلاة خلف المقام وأين تستحب الصلاة فيهوالدعاء خلف المقام - أخبار مكة - الفاكهي - ط ٤ - جـ ١

[أبو عبد الله الفاكهي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الطبعة الرابعة

- ‌المبحث الأولحياة الفاكهي

- ‌أولا: اسمه ونسبه:

- ‌ثانيا: ولادته، ونشأته:

- ‌ثالثا: طلبه للعلم، ورحلاته:

- ‌رابعا: مكانته الاجتماعية:

- ‌خامسا: مشايخه:

- ‌حرف الهمزة

- ‌حرف الباء

- ‌حرف التاء

- ‌حرف الجيم والحاء

- ‌حرف الراء والزاي

- ‌حرف السين والشين

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف العين

- ‌حرف الفاء والقاف والكاف

- ‌حرف الميم

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الياء

- ‌الكنى والألقاب من شيوخه

- ‌سادسا: تلاميذه:

- ‌سابعا: وفاته:

- ‌المبحث الثانيأهميّة كتاب الفاكهي

- ‌أولا: النصوص التي احتفظ لنا بها الفاكهي، لأصول مفقودة:

- ‌ثانيا: الكتب التي أخذت عن الفاكهي:

- ‌ثالثا: عرض موجز لأهم الفصول والأبحاثالتي تضمنها هذا المجلد من كتاب الفاكهي:

- ‌المبحث الثالثمنهج الفاكهي في كتابه

- ‌أولا: منهجه الحديثي:

- ‌ثانيا: منهجه العام في كتابه «أخبار مكة» مقارنا بكتاب الأزرقي:

- ‌تقييم الجزء الأول-الجزء الضائع-من كتاب الفاكهي

- ‌المبحث الرابعموارده في هذا الكتاب

- ‌حول اسم الكتاب:

- ‌وصف النسخة المعتمدة في التحقيق:

- ‌عملنا في هذا الكتاب:

- ‌ذكرفضل الركن الأسود وما جاء فيه وأنه من حجارة الجنة

- ‌ذكرما يقال عند استلام الركن الأسود واستلامهومن لم يستلمه ورفع الأيدي عنه والرمل بالبيت

- ‌ذكرالسجود على الركن والتزامه وتقبيله

- ‌ذكر/استلام الركنين الأسود واليماني وفضل ذلك

- ‌ذكراستلام النساء الركن

- ‌ذكرمن أي جانب يستلم الحجر الأسود

- ‌ذكرالاستلام عند دخول المسجد وعند الخروج منه

- ‌ذكرالزحام على الركن الأسود واليماني، من فعل ذلك ومن كرههوذكر استلامهما

- ‌ذكرأول من استلم الركن من الأئمة بعد الصلاة

- ‌ذكرما أصاب الركن من الحريق وذرع ما يدور الحجرالأسود من الفضة وتفسيره

- ‌ذكرذرع ما بين الحجر الأسود إلى الأرض

- ‌ذكراستلام الركن اليماني وفضله وما جاء فيه

- ‌ذكراستلام الركنين: الحجر واليماني في كل وتر

- ‌ذكرما يقال بين الركنين الأسود واليماني

- ‌ذكرمن كان يطوف بالبيت ولا يستلم

- ‌ذكراستلام الركنين الغربيين [اللذين](4)يليان الحجر

- ‌ ذكراستلام الأركان كلها وتقبيلها ومسحها ومن لميمسحها وتفسير ذلك

- ‌ذكرتقبيل الأركان وتقبيل الأيدي إذا مسحت بها والتصويتبالقبلة وما جاء في ذلك

- ‌ذكرالملتزم والتزامه والدعاء فيه وفضل ذلك وماجاء فيه

- ‌ذكرالتزام دبر الكعبة ومن كان يفعله

- ‌ذكرمن كان يلتزم البيت ومن كان لا يلتزمه

- ‌ذكرالدعاء بين الركن والمقام

- ‌ذكرالصلاة في وجه الكعبة

- ‌ذكرحد قبلة الكعبة

- ‌ذكرالطواف بالكعبة والصلاة وما يؤمر بهفيه من الصمت

- ‌ ذكركثرة الطواف والثواب عليه

- ‌ذكركراهية الكلام بالفارسية في الطوافوالاضطباع فيه

- ‌ذكرما ينزل على الطوّاف وأهل مكة من الرحمةفي كل يوم وتفسيره

- ‌ذكراحصاء الطواف فيه وما يؤمر به من الصمتوالسكوت فيه والتواضعوالخشوع

- ‌ذكرمن رخّص في الكلام في الطواف بالخير والدعاء

- ‌ذكرالتؤدة والسرعة في الطواف

- ‌ذكرالإقران في الطواف ومن رخص فيه وفعله، ومنلم يفعله، وتفسير ذلك

- ‌ذكرمن رخص في الإقران في الطواف

- ‌ذكرالقراءة في الطواف وذكر اللهعز وجل

- ‌ذكرما يقال في الطواف وتفسير ذلك

- ‌ذكرالقيام في الطواف وحدّ الطواف

- ‌ذكرالقيام على باب الكعبة

- ‌ذكرطواف النساء بالبيت متنقبات

- ‌ذكرمن نذر أن يطوف بالبيت على أربع قوائم،أو مقرونا كيف يصنع

- ‌ذكرالصلاة والطواف للغرباء أيهما أفضل

- ‌ذكرالطواف بالبيت على الدواب راكبا ومن فعلهورخص فيه

- ‌ذكرالطواف في المطر وفضله

- ‌ذكرالطواف بالبيت سباحة في السيل العظيم ومنفعله

- ‌ذكرأول من فرق بين الرجال والنساء في الطواف

- ‌ذكرفضل الطواف عند طلوع الشمس وعندغروبها

- ‌ذكرالصلاة بمكة في كل وقت

- ‌ذكرمن رخّص في الصلاة بعد العصر، ومن كان يصليويأمر بالصلاة حينئذ

- ‌ذكرمن لم ير الصلاة بعد العصر وبعد الصبح بمكة

- ‌ذكرمن قال تجزيء المكتوبة من ركعتي الطواف

- ‌ذكرالانصراف من الطواف على وتر

- ‌ذكرالانصراف من الطواف لحاجة تبدو

- ‌ ذكرمن كان يصلي خلف كل سبع أربع ركعات، وابتلالالكعبة من جوانبها في المطر

- ‌ذكرتغميض العينين في الطواف والطواف في القلانس

- ‌ذكرالتوقيت في الصلاة والصلاة بالليل والنهار

- ‌ذكرالمريض والكبير يطاف به بالبيت على أيدي الرجال

- ‌ذكرما يستحب من الذكر لله-تبارك وتعالى-في الطواف

- ‌ذكرالرجل يقرأ السجدة وهو يطوف بالبيت

- ‌ذكرالطواف في الخفاف والنعال وتفسير ذلك

- ‌ذكرالمقيد يطوف بالبيت

- ‌ذكرالشرب في الطواف

- ‌ذكرالاستراحة في الطواف

- ‌ذكرأين تصلّى ركعتا الطواف من المسجد

- ‌ذكرالرجل يطوف عن الحي والميت ومن فعله

- ‌ذكرالتحفّظ في الطواف والتشديد في الطوافعلى غير وضوء

- ‌ذكرمن يقطع عليه الطواف بصلاة مكتوبة أو غيرها

- ‌ذكرالطواف في الثياب الموردة وكراهية أن تمس الكعبةعلى غير وضوء

- ‌ذكركراهية أن يقال للطواف شوط أو دور

- ‌ذكرالاقلف يطوف بالكعبة

- ‌ذكرالطواف بالصبيان إذا ولدوا، وإذا اختتنوا،وإذا ختموا

- ‌ذكرإنشاد الشعر في الطواف وفي المسجد الحرام وتفسير ذلك

- ‌ذكرطواف النساء الغرباء بالبيت في المواسم في الإسلام والجاهليةوالطواف بالجواري الأحرار والإماء بمكة إذا بلغن وتفسير ذلك

- ‌ ذكرطواف الحية وغيرها من الدواب بالكعبةودخولهن المسجد الحرام

- ‌ذكرمن حدث من أهل العلم المتقدمين وهو يطوفبالبيت وتفسير ما حدثوا به

- ‌ذكرفرش الطواف بأي شيء هو

- ‌ذكرالجلوس في ظل الكعبة وفضل ذلك

- ‌ذكرالمستحاضة تدخل الكعبة وما جاء فيه

- ‌ذكرالمكتوبة تصلى في الكعبة ومن لا يدخل الكعبةمن النساء وتفسيره

- ‌ذكرمن كره ان يكون حول الكعبة بناء يشرف عليها

- ‌ذكرما يقال عند وداع الكعبة وكيف يفعل من أرادالوداع

- ‌ذكرطيب الكعبة يصيب الثوب والانتفاع به

- ‌ذكرمن حلف بالمشي إلى الكعبة كيف يصنع

- ‌ذكرجمار الكعبة ومن كان يجمرها فيما مضىمن حجبة البيت ومن فعل ذلك

- ‌ذكرالحلف بالكعبة وحدها حتى يقول ورب الكعبة ومنفعل ذلك

- ‌ذكرمن لم ير بأسا أن يحلف برب الكعبة فيقول وربّ الكعبةومن فعل ذلك وحلف به

- ‌ذكرصفة الحبشي الذي يهدم الكعبة وذكر ما يأتي مكةمن الجيوش فيخسف بهم قبل وصولهم إليها

- ‌ذكرقوله صلى الله عليه وسلم لا تغزى مكة بعد الفتحوتفسيره

- ‌ذكرفرض حج البيت الحرام على الناس

- ‌ذكرقول الله عز وجل {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ}(3)وتفسير ذلك

- ‌ذكرما يقوم من الأعمال مقام الحج

- ‌ذكرالسبيل إلى الحج وما يوجبه

- ‌ذكرالتشديد في التخلف عن الحج والواجب من غير علة

- ‌ذكرالحج بالصبيان الصغار وما جاء فيه

- ‌ذكرفضل الموت في الحج والعمرة وما جاء فيه

- ‌ذكرالرجل يحج عن أبويه وقرابته وفضل ذلك

- ‌ذكرالمشي في الحج وفضله

- ‌ذكرالأذان في الحج من السماء

- ‌ذكرالتشديد في التخلف عن الحج

- ‌ذكرالراكب في الحج وما كان الناس يركبون

- ‌ذكرمن قال يحج على أي الدواب كان

- ‌ذكرالمتابعة بين الحج والعمرة وفضل ذلك

- ‌ذكرتلبية الحاج إذا لبى وما يجيبه وانهم وفد اللهتعالى واجابة دعوته، وخلف النفقةفي الحج والثواب عليه وتفسير ذلك

- ‌ذكرالمغفرة للحجاج ولمن استغفر له الحاج

- ‌ذكرائتناف العمل بعد الحج وفضل ذلك وتفسيره

- ‌ذكرفضل حاج الكعبة يوم القيامة على الناس والترغيبفي موافاة الحج وتفسيره

- ‌ذكرسرعة السير لحجّ البيت ومن فعله

- ‌ذكرالمقام وفضله

- ‌ذكرقيام ابراهيم عليه الصلاة والسلام على المقامواذانه عليه بالحجّ وفضل المقام

- ‌ذكرالأثر الذي في المقام وموضع قدم إبراهيمعليه الصلاة والسلام فيه وتفسيره

- ‌ ذكرالجلوس خلف المقام ومن جلس خلفه

- ‌ذكرموضع المقام من أول مرّة وردّه إلى موضعهوذكر السيل الذي أصابه في الجاهلية والإسلام

- ‌ذكرمسح المقام وتقبيله وتعظيمه

- ‌ذكرالصلاة خلف المقام وأين تستحب الصلاة فيهوالدعاء خلف المقام

- ‌ذكرالصلاة بين الركن والمقام وفضل ذلك

- ‌ذكرالبيعة التي تكون بين الركن والمقام وجامعذكر المقام

- ‌ذكرما تجوز فيه اليمين بين الركن والمقام وتعظيم ذلكوالتشديد في اليمين بينهما

- ‌ذكرذرع المقام وصفته وما كان عليه إلى اليوموتفسير ذلك

الفصل: ‌ذكرالصلاة خلف المقام وأين تستحب الصلاة فيهوالدعاء خلف المقام

‌ذكر

الصلاة خلف المقام وأين تستحب الصلاة فيه

والدعاء خلف المقام

1008 -

/ حدّثنا محمّد بن أبي عمر، قال: ثنا سفيان، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله-رضي الله عنهما-قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم مكة فطاف بالبيت سبعا فقرأ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى}

(1)

فصلّى خلف المقام، ثم أتى الحجر فاستلمه.

1009 -

حدّثنا عبد السلام بن عاصم، قال: ثنا جرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك بن عمير عن رجل من بني الحارث بن كعب يقال له [أبو الأوبر]

(2)

قال: كنت قاعدا عند أبي هريرة-رضي الله عنه-فقال: وربّ هذه الكعبة لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى وعليه نعلاه عند المقام، فانصرف وهما عليه.

(1)

سورة البقرة:125.

(2)

في الأصل (الأوبر) وهو خطأ.

ص: 459

1010 -

حدّثني أبو الحسن علي بن ماهان، قال: ثنا ليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عبد الرحمن بن هرمز، قال: بينما أبو هريرة-رضي الله عنه-عند المقام يصلي حتى أتاه رجل، فقال له: يا أبا هريرة أنت قلت للناس: لا يصلّوا في نعالهم؟ فقال: معاذ الله، غير اني وربّ هذه الحرمة صلّيت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المكان، ونعلاه في رجليه فانصرف وهما عليه.

1011 -

وحدّثنا محمد بن اسحاق بن يزيد، قال: ثنا محمد بن عبيد، قال: ثنا صالح بن حيّان، عن [ابن]

(1)

بريدة، عن أبيه، قال: إنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في اثنين وأربعين من أصحابه-رضي الله عنهم-والنبي صلى الله عليه وسلم يصلّي إلى المقام، وهم خلفه جلوس، فلما قضى صلاته أهوى فيما بينه وبين الكعبة كأنه يريد أن يأخذ شيئا، ثم انصرف إلى أصحابه فثاروا فأشار صلى الله عليه وسلم إليهم بيده: اجلسوا، فجلسوا، فقال صلى الله عليه وسلم: رأيتموني حين فرغت من صلاتي أهويت بيدي فيما بيني وبين الكعبة كأني أريد أن آخذ شيئا؟ قالوا: نعم يا رسول الله. قال صلى الله عليه وسلم: إنّ الجنة عرضت عليّ فلم أر مثل ما فيها من الخير والحسن والأعاجيب، وإنّه مرّت بي خصلة من عنب فأعجبتني فأهويت لآخذها فسبقتني، ولو أخذتها لغرستها بين أظهركم حتى تأكلوا من فاكهة

(1)

في الأصل (أبي) وهو خطأ، انما هو: عبد الله بن بريدة بن الحصيب، أبو سهل المروزي.

ص: 460

الجنّة، واعلموا أن هذه الحبّة السوداء التي تكون في الملح دواء من كل داء إلا من الموت.

1012 -

وحدّثنا تميم بن المنتصر، قال: ثنا اسحاق الأزرق، عن شريك، عن اسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن أبي أوفى-رضي الله عنه قال: إنّ النبي صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت سبعا، ثم صلّى خلف المقام ركعتين-يعني في عمرته-.

1013 -

حدّثني محمد بن إدريس، قال: حدّثنا الحميدي قال: ثنا سفيان، قال: ثنا الأعمش، أو أخبرت عنه، قال: رأيت أنس بن مالك رضي الله عنه-خلف المقام إذا رفع رأسه أقام صلبه هكذا فرأيت غضون بطنه-ومدّ الحميدي صدره حتى استوى-.

1014 -

حدّثنا الحسين بن منصور، قال: ثنا سعيد بن هبيرة، قال: ثنا

ص: 461

حمّاد بن زيد، قال: حدّثنا ثابت، قال: مررت بعبد الله بن الزبير-رضي الله عنهما-وهو يصلي خلف المقام كأنه خشبة.

1015 -

وحدّثنا محمد بن اسحاق بن يزيد، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أنا شعبة، عن أبي اسحاق، عن عامر بن عبدة، قال: قمت ذات ليلة خلف المقام، فإذا رجل شديد بياض الثياب طيّب الريح ورجل يفتح عليه/ إذا أخطأ، فإذا هو عثمان بن عفّان-رضي الله عنه.

1016 -

حدّثنا عبد الله بن هاشم، قال: ثنا يحيى بن سعيد، عن سعيد، قال: حدّثني أبو اسحاق، عن عامر بن ربيعة، عن عثمان بن عفّان-رضي الله عنه-بنحوه.

1017 -

حدّثنا ميمون بن الحكم، قال: ثنا عبد الله بن ابراهيم بن عمر بن كيسان، عن يوسف بن محمد الأبرقوهي، عن أبيه، عن طاوس، قال: بينما أنا في المسجد الحرام بالسحر إذا أنا برجل ساجد خلف المقام، وهو يقول في سجوده:{اللهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}

(1)

إن كنت كتبتني في الكتاب شقيّا محروما مقدرا علي في رزقي، فامح عني اسم الشقاء وأثبتني عندك سعيدا موسعا عليّ في

(1)

سورة الزمر:46.

ص: 462

رزقي، فإنك تقول في كتابك:{يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ}

(1)

وأعتقني والعبّاس بن عبد المطلب، وفلانة أمّه قد سمّاها-إلا أنه قد نسي عبد الله اسمها-من النار. فإذا هو عبد الله بن عبّاس-رضي الله عنهما.

قال: ثم خرجت ليلة فإذا أنا برجل ساجد تحت الميزاب، وهو يقول في سجوده هذا الكلام أيضا وزاد فيه: واعتقني والزبير بن العوام واسماء بنت أبي بكر من النار. قال: فإذا هو عبد الله بن الزبير-رضي الله عنهم.

1018 -

حدّثنا محمد بن أبي عمر، قال: ثنا سفيان، قال: ثنا يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد، عن رجل من بني تميم، قال: إني لأصلي ليلة خلف المقام إذا أنا برجل متقنع فزحمني حتى تقدم، فقرأت بالسبع الطّول، وما ركع ثم أنه ركع ركعة واحدة، ثم سلّم، فإذا هو عثمان بن عفّان رضي الله عنه.

1019 -

حدّثنا عيسى بن عفّان بن مسلم، قال: ثنا أبي، قال: ثنا شعبة، قال عمرو بن مرة: أنبأني، قال: سمعت أبا الضحى يحدّث، عن مسروق، قال: قال لي رجل من أهل مكة: هذا مقام أخيك تميم الداري، لقد رأيته

(1)

سورة الرعد:39.

ص: 463

ذات ليلة حتى أصبح أو كاد أن يصبح يقرأ آية من القرآن، يقرأ بها ويسجد ويبكي {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ}

(1)

إلى آخر الآية.

1020 -

حدّثنا حسين، قال: أنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي يحدث عن أبي مجلز، قال: إنّ عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما-كان إذا صلّى خلف المقام جعل بينه وبين المقام الصف والصفّين والرجل والرجلين.

1021 -

حدّثنا ابراهيم بن أبي يوسف، قال: ثنا عبد المجيد بن أبي روّاد، عن أبيه عن نافع، قال: ما رأيت ابن عمر-رضي الله عنهم-مصلّيا في المسجد الحرام قطّ إلا والمقام بينه وبين البيت.

1022 -

حدّثنا حسين بن حسن، قال: أنا ابن المبارك، قال: أنا شعبة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، قال: إنّ ابن عمر-رضي الله عنهما طاف، ثم صلّى خلف المقام ركعتين، ثم قال: ألا إنّ كل ركعتين تكفّر ما بينهما، أو قال: قبلهما، أو كلمة نحوها.

1023 -

حدّثنا محمد بن أبي عمر، قال: حدّثنا سفيان، عن سالم بن أبي

(1)

سورة الجاثية:21.

ص: 464

حفصة، قال: أول ما عرفت سعيد بن جبير بمكة، صلّيت ليلة وراء المقام، فلبثت قريبا من سعيد وأنا لا أعرفه بعد، فقلت: اللهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت/على إبراهيم وآل إبراهيم، إنّك حميد مجيد، وبارك على محمّد وآل محمد كما باركت على ابراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، فحصبني سعيد وكأنه أعجبه ما قلت، فقال: من أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، فسرّه ذلك.

1024 -

حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن، قال: ثنا هشام بن سليمان، وعبد المجيد بن أبي روّاد-جميعا-عن ابن جريج، قال: أخبرني محمد بن عبّاد بن جعفر، عن عبد الله بن السائب بن أبي السائب، قال: إنّي لأقوم بالناس في شهر رمضان إذ دخل عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-معتمرا، فسمعت تكبيره وأنا أؤم الناس، فدخل، فصلّى بصلاتي-يعني خلف المقام-.

1025 -

حدّثنا ميمون بن الحكم، قال: ثنا محمد بن جعشم، عن ابن جريج، عن محمد بن عبّاد بن جعفر، وعمرو بن عبد الله بن صفوان، وغيرهما قال: إنّ عمر-رضي الله عنه-قدم فنزل في دار ابن سباع، فقال:

يا أبا عبد الرحمن لعبد الله بن السائب، فأمره أن يجعل المقام في موضعه الآن، قال: وكان عمر-رضي الله عنه-قد اشتكى رأسه، فقال: يا أبا عبد الرحمن صلّ للناس صلاة المغرب، فصلّيت وراءه، قال: فكنت أول

ص: 465

الناس صلّى وراءه حين وضع، ثم قام فأحسست عمر-رضي الله عنه-وقد صلّيت ركعة، فصلّى ورائي ما بقي.

1026 -

حدّثنا محمد بن عبد الملك الواسطي، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أنا عبّاد بن منصور، قال: رأيت عمر بن عبد العزيز-رضي الله عنه يصلّي خلف المقام مخبتا تطوعا.

1027 -

وحدّثنا أبو بشر-بكر بن خلف-قال: ثنا يحيى بن سعيد القطّان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما-قال: خير المسجد خلف المقام، وعن يمين الإمام.

1028 -

حدّثنا القاسم بن أحمد-أبو محمد عن-أحمد بن حميد، قال: قال سفيان بن عيينة: بينما أنا أطوف إذا أنا برجل مشرف على الناس حسن الشيب، فقال بعضنا لبعض: ما أشبه أن يكون هذا رجلا من أهل العلم، فاتّبعناه حتى إذا قضى طوافه، وصار إلى المقام صلّى ركعتين، فلما سلّم أقبل على القبلة، فدعا بدعوات، ثم التفت إلينا، فقال: هل تدرون ماذا قال ربّكم؟ قال: قلنا: ما قال ربّنا يرحمك الله؟ قال: قال ربّكم: أنا الملك أدعوكم أن تكونوا ملوكا، ثم أقبل على القبلة فدعا بدعوات، ثم التفت إلينا، فقال: هل تدرون ما قال ربّكم؟ قال: قلنا: ما قال ربّنا يرحمك الله؟ قال:

قال ربّكم أنا الحيّ الذي لا أموت، أدعوكم إلى أن تكونوا أحياء لا تموتون،

ص: 466

ثم أقبل على القبلة، فدعا بدعوات، ثم أقبل إلينا، فقال: هل تدرون ما قال ربّكم؟ قال: قلنا: ماذا قال ربّنا يرحمك الله؟ قال: قال ربّكم: أنا الذي إذا أردت شيئا كان، أدعوكم إلى أن تكونوا بحال إذا أردتم شيئا كان لكم.

1029 -

حدّثنا عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة، قال: سمعت الحميدي يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول: كان عمرو بن عبيد يصلي الصبح بوضوء العتمة بمكة.

1030 -

حدّثنا أبو يوسف القاضي، قال: ثنا الحميدي، عن سفيان، قال: سمعت أعرابيا عند مقام إبراهيم-عليه الصلاة والسلام-يقول: اللهمّ لا تحرمني خير ما عندك لشر ما عندي، اللهمّ إن كنت لم تقبل تعبي ولا نصبي فأعطني أجر/المصاب على مصيبته، اللهمّ إنّ لك عندي حقوقا فأسألك أن تهبها لي، وإن للناس عندي تبعات فأسألك أن تحملها عنّي، ولكل ضيف قرى، فاجعل قراي في هذه العشية الجنّة.

وذكر عن بعض المكّيين أن الموضع الذي ربط عنده المقام في وجه الكعبة بأستارها إلى أن حجّ عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-فردّه، وذلك أن يعدّ الطائف من باب الحجر الشامي من حجارة شاذروان الكعبة إلى أن يبلغ الحجر السابع، فإذا بلغ الحجر السابع فهو موضعه، وإلا فهو التاسع من حجارة الشاذروان

(1)

.

(1)

ذكره الأزرقي 34/ 2 عن جدّه.

ص: 467