الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[علاج الغضب بالأسباب المشروعة]
علاج الغضب: وعلاج الغضب بالأدوية المشروعة يكون بطريقين:
الطريق الأول: الوقاية: ومعلوم أن الوقاية خير من العلاج، وتحصل الوقاية من الغضب قبل وقوعه باجتناب أسبابه، واستئصالها قبل وقوعها، ومن هذه الأسباب التي ينبغي لكل مسلم أن يطهر نفسه منها: الكبر، والإعجاب بالنفس، والافتخار، والتيه، والحرص المذموم، والمزاح في غير مناسبة، أو الهزل وما شابه ذلك (1).
الطريق الثاني: العلاج إذا وقع الغضب: وينحصر في أربعة أنواع كالتالي:
النوع الأول: الاستعاذة بالله من الشيطان، قال الله تعالى:{وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأعراف: 200](2). وعن سليمان ابن صُردٍ رضي الله عنه قال: «استَبَّ رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس وأحدهما يسبّ صاحبه مغضبًا قد احمر وجهه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إني لأعلمُ كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد. لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» (3).
ولما كان الشيطان على نوعين: نوع يُرى عيانًا، وهو شيطان الإنس، ونوع لا يُرى، وهو شيطان الجن، جعل الله سبحانه المخرج من شر شيطان الإنس بالإعراض عنه، والعفو، والدفع بالتي هي أحسن، ومن شر
(1) انظر: الدعائم الخلقية والقوانين الشرعية، للدكتور صبحي محمصاني، ص227.
(2)
سورة الأعراف، الآية 200، وانظر: سورة المؤمنون، الآية 97، وسورة فصلت، الآية 36.
(3)
البخاري مع الفتح، كتاب الأدب، باب الحذر من الغضب 10/ 518، ومسلم، كتاب البر والصلة، باب فضل من يملك نفسه عند الغضب وبأي شيء يذهب الغضب4/ 2015.
شيطان الجن بالاستعاذة بالله منه (1) وما أحسن ما قاله القائل:
فما هو إلا الاستعاذة ضارعًا
…
أو الدفع بالحسنى هما خير مطلوب
فهذا دواء الداء من شر ما يُرى
…
وذاك دواءُ الداء من شر محجوب (2)
النوع الثاني: الوضوء، عن عطية السعدي رضي الله عنه قال:«قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خُلِقَ من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ» (3).
النوع الثالث: تغيير الحالة التي عليها الغضبان، بالجلوس، أو الخروج، أو غير ذلك، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: إن رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم قال لنا: «إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلّا فليضطجع» (4).
النوع الرابع: استحضار ما ورد في فضل كظم الغيظ من الثواب، وما ورد في عاقبة الغضب من الخذلان العاجل والآجل، عن معاذ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«من كظم غيظًا وهو قادرٌ على أن ينفذه دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره الله من الحور ما شاء» (5).
(1) انظر: سورة الأعراف، الآية 200، وسورة المؤمنون، الآية 97، وسورة فصلت، الآية 36.
(2)
انظر: زاد المعاد 2/ 462 - 463 بتصرف يسير. وأضواء البيان 2/ 341 - 342.
(3)
سنن أبي داود، كتاب الأدب، باب ما يقال عند الغضب 4/ 249، قال الشيخ عبد العزيز ابن باز: وإسناده جيد، وانظر: تهذيب السنن 7/ 165 - 168، وعون المعبود 13/ 141.
(4)
أخرجه أحمد في مسنده 5/ 152، وأبو داود في الأدب، باب ما يقال عند الغضب 4/ 249، وابن حبان ص484 (موارد)، وشرح السنة للبغوي 13/ 162، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: رجال أحمد رجال الصحيح 8/ 70، وانظر صحيح سنن أبي داود 3/ 908.
(5)
سنن أبي داود في الأدب، باب من كظم غيظا 4/ 248، والترمذي، كتاب صفة القيامة، باب حدثنا عبد بن حميد 4/ 656، وابن ماجه في كتاب الزهد، باب الحلم 2/ 1400، وانظر: صحيح الترمذي 2/ 305، وصحيح ابن ماجه 2/ 407، وصحيح الجامع 5/ 353، وصحيح أبي داود 3/ 907.