الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثالث
مواقف عثمان بن عفان رضي الله عنه
لعثمان رضي الله عنه مواقف حكيمة كثيرة، منها على سبيل المثال لا الحصر ما يأتي:
1 -
إنفاقه الأموال العظيمة الكثيرة في سبيل الله تعالى
كان عثمان رضي الله عنه من الأغنياء الذين أغناهم الله عز وجل، وكان صاحب تجارة وأموال طائلة؛ ولكنه استخدم هذه الأموال في طاعة الله عز وجل، ابتغاء مرضاته وما عنده، وصار سبّاقًا لكل خير، ينفق ولا يخشى الفقر.
ومما أنفقه رضي الله عنه من نفقاته الكثيرة على سبيل المثال ما يأتي:
(أ) عندما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة وجد أن الماء العذب قليل، وليس بالمدينة ما يستعذب غير بئر رومة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«من يشتري بئر رومة فيجعل دلوه مع دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة» (1).
وقال صلى الله عليه وسلم: «من حفر بئر رومة فله الجنة» (2) وقد كانت رومة قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة لا يشرب منها أحد إلا بثمن، فلما قدم المهاجرون المدينة استنكروا الماء، وكانت لرجل من بني غفار عين يقال لها رومة، وكان يبيع منها القربة بمد، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «تبيعنيها بعين في الجنة؟ " فقال: يا رسول الله! ليس لي ولا لعيالي غيرها، فبلغ ذلك عثمان رضي الله عنه فاشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم،
(1) النسائي في كتاب الوصايا، باب وقف المساجد 6/ 235، وانظر: صحيح النسائي 2/ 766، وأخرجه الترمذي في المناقب، باب مناقب عثمان رضي الله عنه 5/ 627، وانظر: صحيح الترمذي 3/ 209، وتحفة الأحوذي 10/ 196، وفتح الباري 7/ 54.
(2)
البخاري مع الفتح، كتاب الوصايا، باب إذا وقف أرضًا أو بئرًا، 5/ 407، 7/ 52، 8/ 111، وانظر: تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 151.
ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أتجعل لي فيها ما جعلت له؟ قال: " نعم "، قال: قد جعلتها للمسلمين» (1).
وقيل: كانت رومة ركية ليهودي يبيع المسلمين ماءها، فاشتراها عثمان بن عفان من اليهودي بعشرين ألف درهم، فجعلها للغني والفقير وابن السبيل (2).
(ب) بعد أن بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده في المدينة فصار المسلمون يجتمعون فيه ليصلوا الصلوات الخمس، ويحضروا خطب النبي صلى الله عليه وسلم التي يُصدر إليهم فيها أوامره ونواهيه، ويتعلمون في المسجد أمور دينهم، وينطلقون منه إلى الغزوات ثم يعودون بعدها، ولذلك ضاق المسجد بالناس، فرغب النبي صلى الله عليه وسلم من بعض الصحابة أن يشتري بقعة بجانب المسجد، لكي تزاد في المسجد حتى يتسع لأهله، فقال صلى الله عليه وسلم:«من يشتري بقعة آل فلان فيزيدها في المسجد بخير له منها في الجنة؟» ، فاشتراها عثمان بن عفان رضي الله عنه من صلب ماله (3).
بخمسة وعشرين ألف درهم، أو بعشرين ألفًا، ثم أضيفت للمسجد (4).
ووسع على المسلمين رضي الله عنه وأرضاه (5).
(جـ) عندما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحيل إلى غزوة تبوك حثّ الصحابة الأغنياء على البذل لتجهيز جيش العسرة الذي أعده رسول الله صلى الله عليه وسلم لغزو
(1) ذكره ابن حجر في فتح الباري 5/ 407، وعزاه بسنده إلى البغوي في الصحابة، وانظر: تحفة الأحوذي بشرح سنن الترمذي 10/ 196.
(2)
انظر: تحفة الأحوذي بشرح سنن الترمذي 10/ 190، وأعلام المسلمين لخالد البيطار 3/ 39، وفتح الباري 5/ 408.
(3)
الترمذي، كتاب المناقب، باب مناقب عثمان رضي الله عنه 5/ 627، وانظر: صحيح الترمذي 3/ 209، وأخرجه النسائي، كتاب الوصايا، باب وقف المساجد 6/ 235.
(4)
النسائي، كتاب الوصايا، باب وقف المساجد 6/ 234، وانظر: صحيح النسائي 2/ 766.
(5)
انظر: فتح الباري 5/ 408، وأعلام المسلمين لخالد البيطار 3/ 41.