الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلى أن استولى قازان على دمشق واستخرج منها ذلك المال العظيم وكان ظاهره أربعة آلاف ألف درهم وتوزيعه ما لا يحصى فباشره زن الدين كاتب ديوانه قال ابن القضاعي ولم يحصل إلى قازان منه عشره هذا عير ما بذله الناس مداراة وما أخذ من الحواصل ولما عادت الدولة الإسلامية وشمس الدين الأعسر المشد في شعبان سنة سبع وتسعين وستمائة عوقب الشريف زين الدين وضرب هو وأخوه أمين الدين بدار الوزير الأمير شمس الدين الأعسر وصودر بأموال كثيرة وأخذ إلى مصر ثم إن الأمير جمال الدين الأفرم أرسل في طلبه مرارا ليحاققه فارسل إليه فولاه ديوانه ونظر الجامع ثم أعاده إلى الديوان فتوفي سنة ثمان وسبعمائة انتهى وقال الذهبي في ذيل العبر في سنة أربع عشرة وسبعماة ومات نقيب الأشراف أمين الدين جعفر ابن شيخ الشيعة محيي الدين محمد بن عدنان الحسيني في حياة أبيه فولي النقابة بعده ولده شرف الدين عدنان وخلع عليه بطرحة وهو شاب طرير انتهى وقال في سنة تسع وثلاثين وسبعمائة ومات بدمشق نقيب الأشراف عمادالدين موسى بن جعفر بن محمد بن عدنان الحسيني وكان سيد النبلاء وقف على من يقرأ الصحيحين بالنورية في الأشهر الحرم انتهى وقال الحسيني في ذيل العبر في سنة تسع وأربعين وسبعمائة ومات السيد الشريف النقيب علاء الدين علي بن السيد النقيب زين الدين الحسيني ابن محمد بن عدنان نيب العلويين بدمشق ولد في مستهل سنة خمس وثمانين وستمائة وسمع من ابن البخاري وباشر المواريث ثم نقابة السادة الأشراف وتوفي في شعبان وولي بعده زين الدين الحسيني ابن عمه انتهى وقد تقدم في الأمجدية والأسدية شيء من تراجم بني عدنان
98 -
المدرسة الجركسية
ويقال لها الجهاركسية بالصالحية مشتركة بين الحنفية والشافعية ويؤيد هذا
أنه ذكر الدرس بها القاضي تقي الدين أبو الفتح محمد بن عبد اللطيف السبكي الشافعي وقد مرت ترجمته في المدرسة الركنية ثم أخبرني قاضي الحنفية محب الدين محمد الشهير بابن القصيف أن وقف على كتاب وقفها وأنها على الحنفية فقط ووافقها فخر الدين شركس1 الصلاحي. قال الذهبي في العبر في سنة ثمان وستمائة: وجهاركس الأمير الكبير فخر الدين الصلاحي أعطاه العادل بانياس والشقيف فأقام هناك مدة توفي في شهر رجب ودفن بتربته بقاسيون انتهى. وقال ابن كثير في تاريخه في سنة ثمان وستمائة: الأمير فخر الدين شركس ويقال له جهاركس أحد أمراء الدولة الصلاحية واليه تنسب قباب شركس بالسفح تجاه تربة خاتون وبها قبره. قال القاضي ابن خلكان: وهو الذي بني القيسارية الكبرى بالقاهرة المنسوبة إليه وبنى في أعلاها مسجدا معلقا وربعا وقد ذكر جماعة من التجار أنهم لم يروا لها نظيرا في سائرا البلدان في حسنها وعظمها وإحكام بنائها وقال وججهاركس بمعنى أربعة نفس قلت وكان نائب العادل على بانياس والشقيف وتبنين وهونين انتهى.
وقال في سنة خمس وثلاثين وستمائة: الأمير الكبير المجاهد المرابط صارم الدين خطلبا بن عبد الله مملوك شركس ونائبه بعده مع ولده على تبنين وتلك الحصون وكان كثير الصدقات والإحسان ودفن مع أستاذه بقباب شركس وهو الذي بناها بعده وكان خيرا قليل الكلام كثير الغزو مرابطا مدة سنين انتهى. وقال الصلاح الصفدي في حرف الجيم: جهاركس بن عبد الله الأنصاري الأمير فخر الدين كان من أكابر الأمراء الصلاحية وكان كريما نبيل القدر عالي الهمة بني القاهرة القيسارية الكبرى المنسوبة إليه قال القاضي شمس الدين أحمد بن خلكان: رأيت جماعة من التجار الذين طافوا البلاد يقولون لم نر في شيء من البلدان مثلها في حسنها وعظمها وإحكام بنائها وبنى بأعلاها مسجدا كبيرا وربعا معلقا وتوفي سنة ثمان وستمائة بدمشق ودفن بجبل الصالحية وترتبه مشهور هناك وكان العدل أعطاه
1 ابن كثير 13: 69.