المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ المدرسة الرواحية - الدارس في تاريخ المدارس - جـ ١

[النعيمي]

فهرس الكتاب

- ‌فصل دور القران الكريم

- ‌دار القران الخيضرية

- ‌ دار القران الكريم الجزرية

- ‌ دار القران الكريم الدلامية

- ‌ دار القران الكريم الرشائية

- ‌ دار القرآن الكريم السنجارية

- ‌ دار القرآن الكريم الصابونية

- ‌ دار القرآن الكريم الوجيهية

- ‌فصل دور الحديث الشريف

- ‌دار الحديث الإشرفية

- ‌ دار الحديث الأشرفية البرانية

- ‌ دار الحديث البهائية

- ‌ دار الحديث الحمصية

- ‌ دار الحديث الدوادارية والمدرسة والرباط

- ‌ دار الحديث السامرية

- ‌ دار الحديث السكرية

- ‌ دار الحديث الشقيشقية

- ‌ دار الحديث العروية

- ‌ دار الحديث الفاضلية

- ‌ دار الحديث القلانسية

- ‌ دار الحديث القوصية

- ‌ دار الحديث الكروسية

- ‌ دار الحديث النورية

- ‌ دار الحديث النفيسية

- ‌ دار الحديث الناصرية

- ‌فصل دور القرآن والحديث معا

- ‌دار القرآن والحديث التنكزية

- ‌ دار القرآن والحديث الصبابية

- ‌ دار القرآن والحديث المعبدية

- ‌فصل مدارس الشافعية

- ‌المدرسة الاتابكية

- ‌ المدرسه الأسعردية

- ‌ المدرسة الأسدية

- ‌ المدرسة الأصفهانية

- ‌ المدرسة الاقبالية

- ‌ المدرسة الأكزية

- ‌ المدرسة الأمجدية

- ‌ المدرسة الأمينية

- ‌ المدرسة البادرائية

- ‌ المدرسة البهنسية

- ‌ المدرسة التقوية

- ‌ المدرسة الجاروخية

- ‌ المدرسة الحمصية

- ‌المجرسة الحلبية

- ‌ المدرسة الخبيصية

- ‌ المدرسة الخليلية

- ‌ المدرسة الدماغية

- ‌ المدرسة الدولعية

- ‌ المدرسة الركنية الجوانية الشافعية

- ‌ المدرسة الرواحية

- ‌ المدرسة الخضرية

- ‌ المدرسة الساوجية

- ‌ المدرسة الشامية البرانية

- ‌ المدرسة الشامية الجوانية

- ‌ المدرسة الشاهينية

- ‌ المدرسة الشومانية

- ‌ المدرسة الشريفية

- ‌ المدرسة الصالحية

- ‌ المدرسة الصارمية

- ‌ المدرسة الصلاحية

- ‌ المدرسة التقطائية

- ‌ المدرسة الطبرية

- ‌ المدرسة الطيبة

- ‌ المدرسة الظبيانية

- ‌ المدرسة الظاهرية البرانية

- ‌ المدرسة الظاهرية الجوانية

- ‌ المدرسة العادلية الكبرى

- ‌ المدرسة العادلية الصغرى

- ‌ المدرسة العذراوية

- ‌ المدرسة العزيزية

- ‌ المدرسة العصرونية

- ‌ المدرسة العمادية

- ‌ المدرسة الغزالية

- ‌ المدرسة الفارسية

- ‌ المدرسة الفتحية

- ‌ المدرسة الفخرية

- ‌ المدرسة الفلكية

- ‌ المدرسة القليجية

- ‌ المدرسة القواسية

- ‌ المدرسة القوصية

- ‌ المدرسة القيمرية

- ‌ القيمرية الصغرى

- ‌ المدرسة الكروسية

- ‌ المدرسة الكلاسة

- ‌ المدرسة المجاهدية الجوانية

- ‌ المدرسة المجاهدية البرانية

- ‌ المدرسة المسرورية

- ‌ المدرسة المنكلائية

- ‌ المدرسة الناصرية الجوانية

- ‌ المدرسة المجنونية

- ‌ المدرسة النجيبية

- ‌فصل في المدارس الحنفية

- ‌المدرسة الأسدية

- ‌ المدرسة الإقبالية

- ‌ المدرسة الآمدية

- ‌ المدرسة البدرية

- ‌ المدرسة البلخية

- ‌ المدرسة التاجية

- ‌ المدرسى التاشية

- ‌ المدرسة الجلالية

- ‌ المدرسة الجمالية

- ‌ المدرسة الجقمقية

- ‌ المدرسة الجركسية

- ‌ المدرسة الجوهرية

- ‌ المدرسة الحاجبية

- ‌ المدرسة الخاتونية البرانية

- ‌ المدرسة الخاتونية الجوانية

- ‌ المدرسة الدماغية

- ‌ المدرسة الركنية البرانية

- ‌ المدرسة الريحانية

- ‌ المدرسة الزنجارية

- ‌ المدرسة السفينية

- ‌ المدرسة السيبائية

- ‌ المدرسة الشبلية البرانية

- ‌ المدرسة الشبلية الجوانية

- ‌ المدرسة الصادرية

- ‌ المدرسة الطرخانية

- ‌ المدرسة الطومانية

- ‌ المدرسة الظاهرية الجوانية

- ‌ المدرسة العذراوية

- ‌ المدرسة العزيزية

- ‌ المدرسة العزية البرانية

- ‌ المدرسة العزية الجوانية

- ‌ المدرسة العزية الحنفية

- ‌ المدرسة العلمية

- ‌ المدرسة الفتحية

- ‌ المدرسة الفرخشاهية

- ‌ المدرسة القجماسية

- ‌ المدرسة القصاعية

- ‌ المدرسة القاهرية بالصالحية

- ‌ المدرسة القليجية

- ‌ المدرسة القيمازية

- ‌ المدرسة المرشدية

- ‌ المدرسة المعظمية

- ‌ المدرسة المعينية

- ‌ المدرسة الماردانية

- ‌ المدرسة المقدمية الجوانية

- ‌ المدرسة المقدمية البرانية

- ‌ المدرسة المنجكية الحنفية

- ‌ المدرسة الميطورية

- ‌ المدرسة المقصورة الحنفية

- ‌ المدرسة النورية الكبرى

- ‌ المدرسة النورية الحنفية الصغرى

- ‌ المدرسة اليغمورية الحنفية

الفصل: ‌ المدرسة الرواحية

ثمان وثمانمائة بمدينة عجلون ودرس بالشامية البرانية بعد وفاة شيخنا بدر الدين بن قاضي شهبة وفي المدرسة الركنية هذه وفي الكلاسة نيابة وفي غيرهن من المدارس وانتهت إليه الفتاوى والعمدة على إفتائه وكان أعجوبة في سرعة الكتابة عليها مع الاصابة وكان يخطب نيابة على المنبر الأموي خطبا حسنة بعد شيخنا ابن الشيخ خليل يسمعه غالب من في الجامع ويخشع القلب عند سماعها توفي بمنزله شمالي البادرائية بمرض الدق في ثلث ليلة الاثنين عشرين رمضان سنة ثمان وسبعين وصلى عليه القاضي الشافعي قطب الدين الخيضري بالجامع عند باب الخطابة وخلفه نائب الشام جاني بك قلقسيس وكانت جنازته حافلة ودفن تحت المئذنة البصية شرقي مسجد البص بطرف مقبرة باب الصغير على جادة الطريق الآخذ إلى مسجد النارنج شرقي تربة قطب الدين الخيضري ثم درس بعده بها الشيخ العلامة تقي الدين أبو الصدق أبو بكر ابن قاضي القضاة ولي الدين عبد الله ابن الشيخ زين الدين عبد الرحمن الدمشقي الشهير بابن قاضي عجلون1 ثم نزل عن نصف تدريسها ونظرها للعلامة برهان الدين بن المعتمد ودرس في نصفه بها في ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين في كتاب الصداق والنصف الآخر للسيد كمال الدين محمد ابن السيد عز الدين حمزة الحسيني ودرس بها في نصفه في سنة ست وثمانين في أول كتاب الصلح وقد تقدمت ترجمته رحمه الله تعالى في الأمينية.

1 شذرات الذهب 8: 157.

ص: 199

46 -

‌ المدرسة الرواحية

شرقي مسجد ابن عروة بالجامع الأموي ولصيقه شمالي جيرون وغربي الدولعية وقبلي الشريفية الحنبلية قال ابن شداد: بانيها زكي الدين أبو القاسم التاجر المعروف بابن رواحة انتهى وقال الذهبي في تاريخه العبر في من مات سنة اثنتين وعشرين وستمائة: الزكي بن رواحة هبة الله بن محمد الأنصاري التاجر المعدل واقف المدرسة الرواحية بدمشق وأخرى بحلب توفي

ص: 199

في شهر رجب بدمشق انتهى. وقال ابن كثير في سنة ثلاث وعشرين وستمائة: واقف الرواحية بدمشق أبو القاسم هبة الله ابن محمد المعروف بابن رواحة كان أحد التجار ذوي الثروة وهو من المعدلين بدمشق وكان في غاية الطول والعرض وقد ابتنى المدرسة الرواحية داخل باب الفراديس ووقفها على الشافعية وفوض تدريسها ونظرها إلى الشيخ تقي الدين بن الصلاح الشهرزوري وله بحلب الشهباء مدرسة أخرى مثلها وقد انقطع في آخر عمره في المدرسة التي بدمشق وكان يسكن البيت الذي في إيوانها من الشرف ورغب فيما بعد أن يدفن فيه إذا مات فلم يمكن من ذلك بل دفن بمقابر الصوفية وبعد وفاته شهد محيي الدين العارف بالله بن عربي الطائي1 وتقي الدين خزعل النحوي المصري المقدسي ثم الدمشقي إمام مشهد علي رضي الله تعالى عنه شهدا على ابن رواحة المذكور أنه عزل الشيخ تقي الدين ابن الصلاح رحمهم الله تعالى عن هذه المدرسة فجرت أمور وخطوب طويلة ولم ينتظم ما راموه ومات أبو الحسن خزعل في هذه السنة أيضا فبطل ما سلكوه.

وقال الأسدي في تاريخه في سنة ثلاث وعشرين وستمائة: واقف الرواحية هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن رواحة زكي الدين أبو القاسم الأنصاري الحموي التاجر المعدل وكان في غاية الطول والعرض كثير الأموال محتشما أنشأ مدرسة بدمشق داخل باب الفراديس وفوض تدريسها ونظرها إلى ابن الصلاح المذكور وله بحلب الشهباء أخرى مثلها وحدث عن أبي الفرج بن كليب وإنما قيل له ابن رواحة لأنه ابن أخت أبي عبد الله الحسين بن عبد الله بن رواحة رحمه الله تعالى قال أبو المظفر: توفي في رجب ودفن بمقابر الصوفية وتبعه ابن كثير على أنه توفي هذه السنة وقال الذهبي: إنه توفي في شهر رجب سنة اثنتين قال وغلط من قال إنه مات في سنة ثلاث. قال الذهبي: وشرط على الفقهاء والمدرس شروطا صعبة لا يمكن القيام ببعضها

1 شذرات الذهب 5: 190.

ص: 200

وشرط أن لا يدخل مدرسته يهودي ولا نصراني ولا حنبلي حشوي انتهى.

قلت: وأول من درس بها القاضي شرف الدين أبو طالب عبد الله بن عبد الرحمن بن سلطان بن يحيى بن علي بن عبد العزيز زين القضاة أبي بكر القرشي الدمشقي ناب في القضاء عن ابن عمه القاضي محيي الدين بن الزكي كما قاله الذهبي ثم عن ابنه زكي الدين الطاهر ودرس بالرواحية المذكورة كما قاله ابن كثير وتبعه الأسدي في سنة أربع وستمائة فكان أول من درس بها ودرس بالشامية البرانية كما سيأتي قال أبو المظفر: سبط بن الجوزي رحمه الله تعالى وكان فقيها نزها لطيفا عفيفا وقال الشهاب القوصي كان ممن زاده الله بسطة في العلم والجسم توفي في شعبان سنة خمس عشرة وستمائة ودفن بمقبرتهم بمسجد القدم وكان الجمع متوافرا قال ابن شداد: ثم تولاها من بعده الشيخ شمس الدين عبد الرحمن المقدسي ثم ولده ناصر الدين محمد ثم من بعده شرف الدين أحمد بن كمال الدين أحمد بن نعمة النابلسي المقدسي وهو مستمر بها إلى الآن انتهى. قلت: ثم أخوه شهاب الدين ثم نجم الدين البياني 1 نائب الحكم كما ذكره ابن كثير في سنة اثنتين وثمانين وستمائة وهو القاضي نجم الدين عمر بن نصر بن منصور البياني الشافعي توفي رحمه الله تعالى في شوال سنة ثلاث وثمانين وستمائة كما قاله ابن كثير فيها من تاريخه قال وكان فاضلا ولي قضاء زرع ثم ولي قضاء حلب ثم ناب في دمشق ودرس بالرواحية وباشرها بعد شمس الدين ابن نوح المقدسي يوم عاشر شوال انتهى. قلت: وشمس الدين عبد الرحمن بن نوح بن محمد بن التركماني المقدسي سمع الحديث من جماعة وتفقه على ابن الصلاح وولي تدريس الرواحية المذكورة وأخذ عنه النواوي رحمهما الله تعالى ورحمنا بهما وقال في أول التهذيب شيخنا الإمام العارف الزاهد العابد الورع المتقن مفتي دمشق في وقت انتهى توفي في شهر ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وستمائة عن نحو سبعين سنة.

1 شذرات الذهب 13: 322.

ص: 201

قال الشيخ علاء الدين بن العطار: قال لي الشيخ يعني النواوي رحمه الله تعالى فلما كان لي تسع عشرة سنة يعني من عمره قدم بي والدي من نوى إلى دمشق سنة تسع وأربعين وستمائة فسكنت المدرسة الرواحية يعني ذلك بمساعدة العلامة مفتي الشام تاج الدين الفزاري ولما أحضروه ليشتغل عليه حمل همه وبعث به إلى المدرسة الرواحية ليحصل له بها بيت ويترفق بمعلومها قال ابن العطار: قال وبقيت سنين لم أضع جنبي إلى الأرض وكان قوتي بها جراية المدرسة لاغير ثم قال الذهبي في العبر في سنة تسع وستين وستمائة: وفيها توفي العلامه ابن البارزي قاضي حماة شمس الدين إبراهيم بن المسلم بن هبة الله الحموي الشافعي توفي في شعبان عن تسع وثمانين سنة وكان ذا علم ودين تفقه بدمشق على الفخر ابن عساكر وأعاد له ودرس بالرواحية ثم تحول إلى حماة ودرس وأفتى وصنف انتهى. ثم قال ابن كثير في سنة ست وثمانين وستمائة: وفي يوم الاحد ثالث شوال درس بالرواحية الشيخ صفي الدين الهندي وحضر عنده القضاة والشيخ تاج الدين الفزاري وعلم الدين بن الدواداري انتهى. وقد تقدمت ترجمة الشيخ صفي الدين الهندي في المدرسة الاتابكية ثم قال الذهبي في العبر: في سنة تسع وثمانين وستمائة وابن المقدسي ناصر الدين محمد ابن العلامة المفتي شمس الدين عبد الرحمن بن نوح الدمشقي تفقه على ابيه وسمع من ابن اللتي ودرس بالرواحية وتربة أم الصالح ثم داخل الدولة وولي وكالة بيت المال ونظر الأوقاف فظلم وعسف وعدا طوره ثم أعتقل بالعذراوية فوجد فيها مشنوقا بعد أن ضرب بالمقارع وصودر توفي في شعبان منها انتهى.

وقال ابن كثير في تاريخه في سنة تسع وثمانين وستمائة: وفي جمادى الآخرة جاء البريد بالكشف على ناصر الدين محمد بن المقدسي وكيل بيت المال وناظر الخاص والأوقاف فظهر عليه مخاز من أكل الأوقاف وغيرها فرسم عليه بالعذراوية وطولب بتلك الأموال وضيق عليه وعمل فيه سيف الدين أبو العباس السامري قصيدة يتشفى بها لما كان أسدي من الظلم إليه وأذاه مع أنه

ص: 202

راح إليه وتغمم له وتمازحا هنالك ثم جاء البريد بطلبه إلى الديار المصرية فخاف البواب من ذهابه إليها وفضوله وشره فأصبح يوم الجمعة ثالث شعبان وهو مشنوق بالمدرسة العذراوية فطلب القضاة والشهود فشاهدوه كذلك ثم جهز وصلي عليه يوم الجمعه ثم دفن بمقابر الصوفية عند أبيه وكان مدرسا بالرواحية وتربة أم الصالح مع الوكالتين والنظر انتهى.

وقال الصفدي في تاريخه في المحمدين: ناصر الدين بن المقدسي المشنوق محمد بن عبد الرحمن بن نوح بن محمد الفقيه الرئيس الدمشقي الشافعي تفقه على والده العلامة أجل أصحاب بن الصلاح شمس الدين وسمع من ابن اللتي حضورا وتاج الدين بن حمويه1 وتميز في الفقه قليلا ودرس بالرواحية وتربة أم الصالح ثم داخل الدوادار وتوصل إلى أن ولي سنة سبع وثمانين وكالة المال ونظر جميع الأوقاف بدمشق وفتح أبواب الظلم وخلع عليه بطرحة غير مرة وخافه الناس وظلم وعسف وعدا طوره وتحامق حتى تبرم منه النائب ومن دونه وكاتبوا فيه فجاء الجواب بالكشف عما أكل من الأوقاف ومن أموال السلطان والبرطيل فرسموا عليه بالعذراوية وضربوه بالمقارع فباع ما يقدر عليه وحمل جملة وذاق الهوان واشتفى منه الأعادي وكان قد أخذ من السامري أن يبقيه فمضى إليه وتغمم له متشفيا فقال له ساءلتك الله أن لا تعود تجيء إلي فقال فيه هذه الأبيات التي أولها يقول:

ورد البشير بما أقر الأعينا

فشفى الصدور وبلغ الناس المنى

إن أنكر اللص العظيم فعاله

في المسلمين فأول القتلى أنا

ولما ولاه السلطان الوكالة قال علاء الدين بن مظفر الوداعي: ونقلت ذلك من خطه رحمه الله تعالى وهو:

قل للمليك أمده

رب العلى منه بروح

إن الذي وكلته

لا بالنصيح ولا الفضيح

1 شذرات الذهب 5: 214.

ص: 203

وهو ابن نوح فاسأل الـ

ـقرآن عن عمل ابن نوح

وكان يباشر شهادة جامع العقيبة فحصل بينه وبين قاضي القضاة بهاء الدين ابن الزكي تغير فتوجه إلى مصر ودخل على الشجاعي فأدخله على السلطان فأخبره بأشياء منها أمر بنت الملك الأشرف موسى بن العادل وأنها باعت أملاكها وهي سفيهة تساوي أضعاف ما باعته به فوكله السلطان وكالة خاصة وعامة فعاد إلى دمشق وطلب مشتري أملاكها بعد أن أثبت سفهها فأبطل بيعها واسترجع تلك الأملاك من السيف السامري وغيره وأخذ منهم تفاوت المغل وأخذ منهم الخان الذي بناه الملك الناصر قريب الزنجارية وبساتين بالنيرب ونصف قرية حزرما ودار السعادة وغير ذلك ورده إلى بنت الأشرف ثم إنه عوضها عن هذه الأملاك شيئا يسيرا وأثبت رشدها واشترى ذلك منها فكان من أمره ماكان ثم أنه طلب إلى مصر سنة تسع وثمانين وستمائة ثم أنه جاء المرسوم يحمله إلى الديار المصرية فخافوا غائلته ولما كان ثالث شعبان سنة تسع هذه أصبح مشنوقا بعمامته بالعذراوية وحضر جماعة ذوو عدل وشاهدوا الحال ودفن بمقابر الصوفية ثم قال ابن كثير في تاريخه في سنة تسعين وستمائة: وفيها درس نجم الدين بن مكي بالرواحية عوضا عن ناصر الدين بن المقدسي انتهى. ثم قال فيه في سنة اثنتين وتسعين وستمائة: وفي مستهل صفر درس الشيخ كمال الدين بن الزملكاني بالرواحية عوضا عن نجم الدين بن مكي بحكم انتقاله إلى حلب الشهباء وإعراضه عن المدرسة المذكورة وقد تقدمت ترجمة الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني في دار الحديث الأشرفية الدمشقية ثم قال ابن كثير فيه في سنة خمس وعشرين وسبعمائة: وفي يوم الأربعاء ثاني عشر شوال درس الشيخ ابن الأصبهاني بالرواحية بعد ذهاب ابن الزملكاني إلى حلب وحضر عنده القضاة والأعيان وكان منهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وجرى يومئذ بحث في العام إذا خص وفي الاستثناء بعد النفي ووقع انتشار وطال الكلام في ذلك المجلس وتكلم الشيخ تقي الدين كلاما بهت الحاضرين

ص: 204

انتهى. والشيخ شمس الدين هذا هو العلامة أبو الثناء محمود بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن علي الأصبهاني ولد بأصبهان سنة أربع وتسعين وستمائة في شعبان واشتغل بتبريز وتصدر للاقراء بها ثم قدم دمشق في سنة خمس وعشرين وسبعمائة ودرس بالرواحية هذه وأفاد الطلبة ثم قدم الديار المصرية.

قال البرزالي: طلب على خيل البريد بمرسوم السلطان وترجمته طويلة توفي رحمه الله تعالى شهيدا في ذي القعدة سنة تسع وأربعين وسبعمائة ودفن بالقرافة ثم قال ابن كثير في سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة: وفي رابع عشر رمضان درس عبد الله بن المجد بالرواحية عوضا عن ابن الأصبهاني بحكم إقامته بمصر انتهى. ورأيت بخط البرزالي في السنة هذه وفي يوم الخميس السادس والعشرين من شهر رمضان ذكر الدرس الشيخ شهاب الدين أحمد ابن الشيخ مجد الدين عبد الله الشافعي بالمدرسة الرواحية عوضا عن الشيخ شمس الدين الأصبهاني بمقتضى إقامته بالديار المصرية وحضر الدرس قضاة الشام وجماعة من الأعيان انتهى.

وقال في سنة أربع وثلاثين وسبعمائة: وفي يوم الأحد سادس ذي الحجة ذكر الدرس بالمدرسة الرواحية بدمشق القاضي الإمام العلامة فخر الدين المصري الشافعي عوضا عن قاضي القضاة شهاب الدين الشافعي الحاكم بمقتضى انتقاله إلى الحكم والتدريس من قبله وحضر الدرس المذكور القضاة الأربعة وأعيان المدرسين والفقهاء انتهى. وقد تقدمت ترجمة الإمام فخر الدين المصري في المدرسة الدولعية ثم درس بها قاضي القضاة بهاء الدين أبو البقاء بن السبكي وقد تقدمت ترجمته في دار الحديث الأشرفية الدمشقية ثم درس بها ولده قاضي القضاة ولي الدين أبو ذر عبد الله وقد تقدمت ترجمته في دار الحديث المذكورة ثم درس بها قاضي القضاة بدر الدين أبو عبد الله محمد بن بهاء الدين المتقدم وقد تقدمت ترجمته في الأتابكية ثم ولي تدريسها الامام العلامة الفقية المصنف مفتي المسلمين مفيد الطالبين أقضى القضاة شرف

ص: 205

الدين أبو الروح عيسى بن عثمان بن عيسى الغزي ثم الدمشقي قدم دمشق للاشتغال في الفقه على المشايخ منهم شمس الدين ابن قاضي شهبة وعماد الدين الحسباني وشمس الدين الغزي وعلاء الدين حجي والقاضي تاج الدين السبكي وسافر إلى الشيخ صدر الدين الخابوري1 بمدينة طرابلس فأذن له بالإفتاء ودخل القاهرة وأخذ عن الشيخ جمال الدين الأسنوي ولم يزل مواظبا على الاشتغال والمطالعة واشتغل بمعرفة الفقه وحفظ الغرائب وفي زمن القاضي ولي الدين بن أبي البقاء حفظ تصديرا على الجامع وتصدى للاشتغال واعتنى بذلك وكثرة طلبته وصار بعد موت الشيخ نجم الدين ابن الجابي هو عين المصدرين بالجامع ويحضر عنده فضلاء الطلبة وتصدى للإفتاء بعد موت الشيخين الزهري وابن الشريشي وجمع مصنفات كثيرة مهمة حسنة في الفقه وغالبها احترق في فتنة تمرلنك وناب في القضاء على الشريف شرف الدين وغيره ودرس بالمسرورية بعد موت الشيخ زين الدين القرشي ثم نزل له القاضي بدر الدين محمد بن أبي البقاء عن تدريس الرواحية هذه بعوض قبل موته بنحو ثلاث سنين توفي في شهر رمضان سنة تسع وتسعين وسبعمائة ودفن بمقبرة باب الصغير ثم ولي تدريسها ونظرها قاضي القضاة برهان الدين بن خطيب عذرا وقد تقدمت ترجمته في المدرسة الركنية ثم ولي ذلك عوضا عنه الشيخ شمس الدين البرماوي وقد مرت ترجمته في المدرسة الأمينية ولم اذكر وفاته وهي في جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة وقال ابن قاضي شهبة في ذيله في المحرم سنة خمس وعشرين: وعقب وفاة برهان الدين فلما جاء قاضي القضاة يعني من الحجاز ولي الشيخ علاء الدين بن سلام نصف تدريس الركنية الذي كان بيد برهان الدين شريكه وولي الشيخ شمس الدين البرماوي تدريس الرواحية ونظرة تربة بلبان انتهى وأعاد بهذه المدرسة جماعة منهم الإمام العلامة الفقيه المفتي كمال الدين أبو إبراهيم إسحاق بن أحمد بن عثمان المغربي أحد مشايخ

1 شذرات الذهب 6: 216.

ص: 206