الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أول من وليها القاضي صدر الدين إبراهيم ابن الشيخ برهان الدين مسعود. ثم من بعده مجد الدين أخوه إلى أن توفي. ثم وليها بعده كمال الدين عبد اللطيف ابن القاضي عزالدين السنجاري فظهر كتاب وقفها فعلم أن مدرسها يكون مدرس المعظمية. ثم انتقلت من بعده إلى من انتقلت إليه المعظمية إلى الآن انتهى. ثم درس بها الشيخ شمس الدين محمد الحنفي المعروف بابن عزيز الواعظ. قال الأسدي في تاريخه في جمادى الآخرة سنة تسع عشرة وثمانمائة: كان فاضلا ذكيا يكتب خطا حسنا ودرس بالمعظمية والعزيزية بها ومشيخة اليونسية وكان قبل الفتنة يركب في حمدة ويلبس ثيابا حسنة ثم أنه بعد الفتنة افتقر وساءت حاله وكان حسن العشرة كريم النفس توفي بقرية كتيبة وقف المدرسة العزيزية وقدم منها ميتا يوم الخميس سادس واستقر عوضه في تدريس المعظمية والعزيزية القاضيان بدر الدين الحسيني وشمس الدين بن الأذرعي انتهى.
117 -
المدرسة العزية البرانية
فوق الوراقة وقفها بالشرف الأعلى شمالي ميدان القصر خارج دمشق قال القاضي الحلبي: مدرسة الأمير عز الدين استادار المعظمي المعروف بصاحب صرخد منشئها الأمير عز الدين المذكور في سنة ست وعشرين وستمائة انتهى. قال الذهبي في مختصر تاريخ الإسلام في سنة خمس وأربعين وستمائة: وفيها توفي صاحب صرخد عز الدين أيبك ونقل في تابوت فدفن بتربته المشرفة على الميدان انتهى. وقال ابن كثير في تاريخه في السنة المذكورة: واقف العزية الأمير عز الدين أيبك استادار المعظم وكان من العقلاء الأجواد الأمجاد استنابه الملك على صرخد فظهرت منه نهضة وكفاية واقف العزيتين البرانية والجوانية ولما أخذ منه الصالح إسماعيل فاحتيط عليه وعلى أمواله وحواصله فمرض وسقط إلى الأرض وقال: هذا آخر عبدي ثم
لم يتكلم حتى مات ودفن بباب النصر بمصر ثم نثل إلى تربته التي فوق الوراقة وإنما ارخ السبط وفاته في سنة سبه وأربعين فالله سبحانه تعالى أعلم. وقال ابن كثير في سنة أربع وخمسين وستمائة: الأمير مظفر الدين إبراهيم ابن صاحب صرخد عزالدين أيبك استادار المعظم واقف العزيتين الجوانية والبرانية على الحنفية وفدن عند والده بالتربة تحت القبة عند الوراقة انتهى. ثم قال القاضي الحلبي: أول من ذكر بها الدرس شمس الدين ابن فلوس وكان رجلا فاضلا إلى أن توفي ثم من بعده رشيد الدين الغزنوي ثم من بعده تاج الدين العتابي. ثم من بعده فخر الدين ابن الصلاح إلى أن توفي. ثم درس بعده شمس الدين يوسف سبط ابن الجوزي ثم من بعده ولده عزالدين إلى أن توفي. وكان ينوب عنه فيها كمال الدين علي بن عبد الحق ثم تولاها بعده الشيخ برهان الدين محمد بن علي بن سفيان الترمذي إلى أن انتقل إلى قضاء الحصن بعد أخذه من الفرنج المخذولين. ثم تولى بعده عزالدين إسحاق المعروف بالعباس وهو مستمر بها إلى الآن انتهى وقد مرت ترجمة السبط في المدرسة البدرية.
وأما ولده فقال الصفدي: عبد العزيز بن يوسف عزالدين ابن الشيخ شمس الدين سبط بن الجوزي رحمهما الله تعالى. كان قد درس مكان أبيه بعده بالمدرسة العزية التي فوق الميدان الكبير ودفن عند أبيه بجبل قاسيون لما مات في سلخ شوال سنة ستين وستمائة انتهى. ثم درس بها الشيخ جلال الدين الخجندي وقد مرت ترجمته في المدرسة في المدرسة الجوهرية وقال تقي الدين بن قاضي شهب في محرم سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة: من ذيله لتاريخ شيخه وفي يوم الأربعاء خامسه درس قوام الدين الرومي الحنفي بالمدرة العزية البرانية وحضر عنده قاضي القضاة الشافعي يعني نجم الدين بن حجي وغيره وكان هذا الرجل بمصر وولي قضاء العسكر ثم عضب عليه السلطان وأخرحه إلى القدس فأقام نحو سنة على ما بلغني ثم قدم دمشق
وهو متزوج بنت المقريء شمس الدين بن الجزري فسعى وأخذ تصدير ابن الجزري بالجامع وجلس يشتغل وله يد في العلوم العقلية وتودد إلى النائب ثم أعطى نصف تدريس هذه المدرسة عن ابن القطب وابن الخشاب وكان ذاك تلقاها عن أبيه وهذا عن أخيه ولم يحضر بها أحد من الأربعة فأعطيت لهذا بحكم أهلية المذكورين وبلغني أيضا أنه اعطي الفرخشاهية وغيرها من الجهات التي بيد ابن الخشاب بحكم أنه أخذ وقف المدرسة العزية الجوانية في المدة الماضية وطلب من العمارة في العام الماضي فعجز وسجن بالقلعة مدة وأخرجت جهاته ودرس في النصف الآخر شمس الدين بن الجزري وكان هذا النصف قد تلقاه في سنة عشرين شخص لا أهلية له عن شرف الدين نعمان ولم يباشر ثم نزل عنه في هذا الوقت لهذا الرجل انتهى. ثم قال فيه أيضا في شوال سنة سبع وعشرين: وفي يوم الإثنين سابعه سافر إلى مصر الشيخ المعمر المقريء شمس الدين ابن الجزري ومعه الشيخ قوام الدين ابن قاسم العلائي الحنفي كان قد قدم من سنين من مصر وجلس للاشتغال بالجامع الأموي ودرس بالعزية البرانية وولي خدمة الجيش وغير ذلك فنزل عن جهاته وتوجه إلى مصر انتهى. قال في شعبان سنة سبع وعشرين المذكورة: وممن توفي فيه الشيخ العالم شمس الدين أبو عبد الله محمد بن شهاب الدين أحمد بن زين العابدين المبارك الحموي الأصل الحنفي المعروف بابن الجزري بلغني أنه قرأ على الشيخ شرف الدين بن منصور وغيره من أشياخ الحنفية بدمشق وأقام بحماة مدة طويل ثم سكن بعد الفتنة بمصر وتاب بها القضاء الحنفي ثم قدم بدمشق من سنين واتنزل عن تصدير الجامع الأموي وجلس للاشتغال وحصل له نصف تدريس العزية البرانية وكان مشاركا في فنون ويده في الفقه ضعيفة وكان ضعيف البنية كثير الأمراض توفي بمنزلة بالعزية البرانية يوم الأربعاء خامس عشر الشهر وصل عليه بجامع يلبغا ودفن بالمقبرة التي سلبها السلطان الملك الأشرف غربي خانقاه عمر شاه وأظنه جاوز السبعين وكان قد اتقي وكان يتهم بمال فلم
يظهر طائل على ما بلغني وكان أخوه زين الدين قاضي حماة الشافعي وكان قد قدم إليه في ضعفه فنزل عن التصدير وأمضى النزول ثم خرج عنه لغيبته بحماة يعني سمى فيه قوام الدين قاسم العلائي عند النائب ولهذين الأخوين أخ ثالث يقال له علاء الدين هو الأوسط بلغني أنه فاضل يستحضر في الروضة كثيرا ويفتي بحماة انتهى. ثم قال فيه أيضا في شعبان سنة ثمان وعشرين وثمانمائة: الشيخ شهاب الدين أحمد بن الفصيح الحنفي كان قبل الفتنة يشهد بالمدرسة النورية عند القاضي الحنفي ثم توجه إلى مصر ودخل في الأكابر وكان له وجاهة عند القاضي صدر الدين بن الآدمي وكان بينهما قرابة وعند القاضي ناصر الدين بن الفصيح البارزي وحصل له بسبب ذلك وظائف ومنها خدامة الخانقاه البيبرسية ونصف خدمة الخانقاه السميساطية ونصف تدريس بالعزية البرانية وعمل نقابة قاضي القضاة شهاب الدين ابن حجي وكان عنده عقل وسياسة توفي بالقاهرة وقد قارب السبعين أو جاوزها واستقر عوضه في جهاته ولده ووصل الخبر بوفاته إلى دمشق في يوم الأحد رابع عشره انتهى. وقد مر في الجوهرية أنه ولي نصف تدريس العزية هذه عنه ابن عوض وولي مشيخة الحديث بهذه المدرسة جماعة مهم ابن صابر. قال الذهبي في العبر في سنة سبع وثلاثين وستمائة: وأبو طالب بن صابر الدمشقي محمد بن أبي المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن صابر السلمي الصوفي روى عن أبيه وجماعة وصار شيخ الحديث بالعزية. قال ابن النجار: لم أر إنسانا كاملا غيره زاهدا عابدا ورعا كثير الصلاة والصوم توفي في سابع المحرم انتهى. ومنهم ابن المظفر. قال السيد الحسيني في ذيل العبر في سنة ثمان وخمسين وسبعمائة: ومات الحافظ المفيد شهاب الدين أبو العباس أحمد بن المظفر النابلسي سبط الزين خالد ولد سنة خمس وسبعين في شهر رمضان وسمع من زينب مكي1 وابن الواسطي2 وخلق ورحل وقرأ وكتب وعني بهذا الشأن نوولي مشيخة العزية
1 شذرات الذهب 5: 404.
2 شذرات الذهب 6: 24.