الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
105 -
المدرسة الريحانية
قال القاضي عز الدين جوار المدرسة النورية لغرب منشئها خواجا ريحان الطواشي خادم نور الدين الشهيد محمود بن زنكي في سنة خمس وستين وخمسمائة ووقف عليها أوقافا معلومة مشهورة انتهى. وقال أبو شامة في كلامه على سلطنة ولد نور الدين: وحضر جمال الدين ريحان وهو أبكر الخدم هذه عبارته. وقال بعد ذلك: وجمال الدين ريحان والي القلعة والسجن من قبله والامر إليه بتفصيله وجمله. ثم قال: فلما دخل صلاح الدين لأخذ دمشق بقي جمال الدين ريحان الخادم في القلعة على تأبيه فراسله حتى استماله وأغزر له نواله وتملك المدينة والقلعة اه ورأيت قد رسم على عتبة بابها بعد البسملة وقف هذه المدرسة البماركة الأمير جمال الدين ريحان بن عبد الله على المتفقهة على مذهب الإمام سراج الأمة أبي حنيفة النعمان بن ثابت رضي الله عنه ووقف عليها جميع البستان الرخاجي المعروف بأرض الحواري والأرض المعروف بدف العناب والقرماوي بدف القطايع والجورتين البرانية والجوانية بأض الخامس والنصف والثلث من الريحانية ومن الإصطبل المعروف بعمارية ببستان بقر الوحش وذلك معروف مشهور {فَمَنْ بَدَّلَهُ} الآية وذلك في شعبان سنة خمس وسبعين وخمسمائة انتهى. وقال ابن شداد: الذي يعلم ممن وليها من المدرسين وليها حجة الدين إلى أن توفي ووليها جماعة لم يقع لي منهم سوى تاج الدين محمد الحواري ثم من بعده نجم الدين ابن خليل قاضي العساكر العادلية إلى حين أن توفي واستمر بها ولده شمس الدين علي إلى حين توفي. وبقيت مدة معطلو في الأيام الناصرية. فوليها المولى جمال الدين محمد ابن المولى الصاحب كمال الدين بن العديم وبقي مستمرا بها وينوب عنه بها تاج الدين محمد البجلي ثم من بعده القاضي شمس الدين عبد الله الحنفي إلى أن انتقل جمال الدين المذكور إلى حماة وناب عنه بدر الدين مظفر بن رضوان بن أبي الفضل الحنفي نائب الحكم العزيز بدمشق فاخذت
منه. ووليها القاضي محيي الدين محمد بن يعقوب بن إبراهيم بن النحاس1 الحلبي وهو مستمر بها إلى الآن انتهى. والظاهر أن نجم الدين خليل المذكور هو من ذكره الصفدي حيث قال: خليل بن علي بن الحسين نجم الدين الحموي الحنفي قدم دمشق وتفقه بها وحدث وخدم المعظم فأرسله إلى بغداد ودرس في الريحانية بدمشق وناب عن القاضي الرفيع2 في القضاء وتوفي في شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وستمائة انتهى. وأما ابن النحاس الحلبي فقال البرزالي ومن خطه نقلت في تاريخه: في سنة أربع وثلاثين وسبعمائة في ليلة الجمعة الثاني من شهر ربيع الأول توفي علاء الدين علي ابن الصاحب محيي الدين بن يعقوب بن إبراهيم بن النحاس الأسدي الحلبي الحنفي وصلي عليه عثيب الجمعة بقرية المزة ودن هناك بتربة والده وأهله بعد أن مرض خمسة أشهر انتهى. وقال الذهبي في العبر في سنة خمس وتسعين وستمائة: وابن النحاس الصاحب العلامة محيي الدين أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن إبراهيم الأسدي الحلبي الحنفي روى عن الكاشغري وابن الخازن3 وكان من أساطين المذهب توفي رحمه الله تعالى بالمزة في سنة خمس وله إحدى وثمانون سنة وشهران انتهى. وقال في مختصر تاريخ الإسلام في هذه السنة: توفي شيخ الحنفية الصاحب محيي الدين محمد بن يعقوب ابن النحاس الأسدي الحلبي الحنفي بالمزة وله غحدى وثمانون سنة انتهى. وقال الصفدي:محمد بن يعقوب بن إبراهيم بن هبة الله بن طارق بن سالم الإمام العلامة محيي الدين أبو عبد الله ابن الإمام القاضي بدر الدين بن النحاس الأسدي الحلبي الحنفي ولد بحلب سنة أربع عشرة وسمع من ابن شداد وجده لأمه موفق الدين يعيش4 شيئا يسيرا وكأنه كان مكبا على الفقه والاشتغال. قال الشيخ شمس الدين لم أجده سمع من ابن روزنة ولا من الموفق عبد اللطيف ولا هذه الطبقة واشتغل ببغداد وجالس بها العلماء
1 شذرات الذهب 13: 366.
2 شذرات الذهب 5: 214.
3 شذرات الذهب 5: 226.
4 شذرات الذهب 5: 228.
وناظر وبان فضله وسمع من أبي إسحاق الكاشغري وأبي بكر بن الخازن وكان صدرا معظما متبحرا في المذهب وغوامضه موصوفا بالذكاء وحسن المناظرة انتهت إليه رياسة المذهب بدمشق ودرس بالريحانية والظاهرية وولي نظر الدواوين وولي نظر الأوقاف والجامع وكان معمارا مهندسا كاتبا موصوفا بحسن الإنصاف في البحث وكان يقول أنا على مذهب الإمام أبي حنيفة في الفروع ومذهب الامام أحمد في الأصول وكان يحب الحديث والسنة سمع منه ابن الخباز وابن العطار والعرضي والمزي والبرزالي وابن تيمية وابن حبيب والمقاتلي وأبو بكر الرحبي وابن النابلسي توفي رحمه الله تعالى سنة خمس وثمانين وستمائة ودفن بتربته بالمزة وحضر جنازته نائب السلطنة والقضاو والأعيان وفيه يقول علاء الدين الوداعي وقد قرر قواعد مذهب أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه ويعرض بذكر ولده الشيخ شهاب الدين يوسف ومن خطه نقلت:
ومن مثل محيي الدين دامت حياته
…
الى مذهب الدين الحنيفي يرشد
لقد أشبه النعمان وهو حقيقة
…
أبو يوسف في علمه ومحمد
انتهى. كلام الصفدي رحمه الله تعالى. وقال السيد شمس الدين الحسيني في ذيل العبر في سنة خمس وخمسين وسبعمائة: ومات الإمام العلامة ذو الفنون فخر الدين أبو طالب أحمد بن علي بن أحمد الهمداني الكوفي ثم الدمشقي الحنفي المعروف بابن الفصيح ولد بالكوفة سنة ثمانين وستمائة وسمع من الدواليبي وغيره وتفقه وبرع وقدم دمشق ودرس بالريحانية وأفتى وناظر وظهرت فضائله وله النظم والنثر والمصنفات المفيدة وكان رفيقي في الحج سنة خمسين وتوفي في شعبان من ذا العام رحمه الله تعالى انتهى ثم درس بها السيد عماد الدين أبو بكر بن عدنان وقد مرت ترجمته في المدرسة الجقمقية انتهى.