الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل مدارس الشافعية
المدرسة الاتابكية
…
فصل مدارس الشافعية
27 المدرسة الأتابكية
بصالحية دمشق غربيها المرشدية ودار الحديث الأشرفية المقدسية. قال القاضي عز الدين الحلبي: أنشأتها بنت نور الدين أرسلان بن أتابك صاحب الموصل انتهى والصواب أنها أخت أرسلان هذا كما قال الذهبي في العبر في سنة أربعين وستمائة والحجة الأتابكية امرأة الملك الأشرف مظفر الدين موسى صاحبة المدرسة والتربة تركان يعني بالتاء أولا خاتون بنت السلطان الملك عز الدين مسعود بن قطب الدين مودود ابن أتابك زنكي بن آق سنقر قال أبو شامة وفي ليلة وفاتها كان وقف مدرستها وتربتها بالجبل ودفنت بها رحمها الله تعالى ونقبل منها.
وقال الصفدي: توفيت في شهر ربيع الأول سنة أربعين وستمائة ودفنت بتربتها والمدرسة التي أنشأتها بقاسيون انتهى وقال الذهبي أيضا في مختصر تاريخ الإسلام سنة سبع وستمائة: وفيها مات صاحب الموصل نور الدين أرسلان شاه بن عز الدين مسعود بن مودود بن أتابك وكان شهما شجاعا مهيبا فيه ظلم وجبروت. وكانت دولته ثمانية عشر عاما بعد أبيه وبنى مدرسة الشافعية في غاية الحسن، وتملك بعده ابنه عز الدين مسعود انتهى. وقال فيه في سنة ستمائة، وتزوج الملك الأشرف صاحبة التربة والمدرسة بالجبل. وقال ابن أبي السعادات بن الأثير قال وزيره: ما قلت له في فعل خير إلا وبادر إليه.
وقال أبو شامة: كان عقد نور الدين صاحب الموصل مع وكيله بدمشق على بنت الملك العادل على مهر ثلاثين ألف دينار، ثم بان أنه مات من أيام وقال ابن خلكان: وكان شهما عارفا بالأمور، تحول شافعيا ولم يكن في بيته شافعي سواه، وله مدرسة قل أن يوجد مثلها في الحسن توفي في شهر رجب وتسلطن ابنه عز الدين وقال في سنة خمس عشرة وستمائة: وصاحب الموصل السلطان الملك العادل عز الدين أبو الفتح مسعود ابن السلطان نور الدين أرسلان شاه الأتابكي ولد سنة تسعين وخمسمائة وتملك بعد أبيه وله سبع عشرةة وكان موصوفا بالملاحة والعدل والسماحة قيل إنه سم ومات في شهر ربيع الآخر وله خمس وعشرون سنة. وعظم على الرعية أمره وولي بعده بأمر منه ولده نور الدين أرسلان شاه ويسمى أيضا عليا وله عشر سنين فمات في أواخر السنة أيضا انتهى.
وقال العز الحلبي: أول من درس بها تاج الدين أبو بكر بن طالب المعروف بالاسكندري وبالشحرور، ولم يزل بها إلى أن توفي وذكر بها الدرس نجم الدين إسماعيل المعروف بالمارداني وهو مستمر بها إلى آخر سنة أربع وسبعين وستمائة انتهى. ودرس بها العلامة صفي الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن محمد الهندي الأرموي الشافعي المتكلم على مذهب الأشعري ميلاده بالهند في شهر ربيع الأول سنة أربع وأربعين وستمائة. وكان جده لأمه فاضلا فقرأ عليه وخرج من دهلي في شهر رجب سنة سبع وستين فحج وجاور ثلاثة أشهر ثم دخل اليمن فأعطاه ملكها المظفر أربعمائة دينار ثم دخل مصر سنة إحدى وسبعين وأقام بها أربع سنين ثم سافر إلى الروم على طريق أنطاكية فأقام إحدى عشرة سنة وبقونية خمسا وسيواس خمسا وبقيسارية سنة واجتمع بالقاضي سراج الدين فأكرمه ثم قدم إلى دمشق في سنة خمس وثمانين فأقام بها واسطوطنها وولي بها مشيخة الشيوخ ودرس بها بالظاهرية الجوانية والرواحية والدولعية والأتابكية هذه، ونصب للافتاء والاقراء في الأصول والمعقول والتصنيف وانتفع الناس به وبتصانيفه، إلا أن خطه في
غاية الرداءة وانتفع الناس أيضا بتلاميذه ووقف كتبه بدار الحديث الأشرفية وكان فيه بر وصلة.
وقال الصفدي: وصنف "الفائق في أصول الدين" وله أوراد واشتغل بالجامع الاموي وكان حسن العقيدة وقال الذهبي: تفقه بالهند على جده لأمه الذي توفي سنة ستين وستمائة وسار من دهلي في سنة سبع وستين إلى اليمن ثم حج وجاور ثلاثة أشهر وجالس ابن سبعين1 ثم قدم مصر ثم سافر إلى بلاد الروم ودرس وتميز واجتمع بالسراج الارموي ثم قدم دمشق وسمع من ابن البخاري وتصدر للافادة وأخذ عن أبن الوكيل2 وابن الفخر المصري وابن المرحل والكبار وكان يحفظ ربع القران وكان ذا دين وتعبد وإيثار وخير.
وقال ابن كثير: توفي ليلة الثلاثاء تسع وعشرين صفر سنة خمس عشرة وسبعمائة ولم يكن معه وقت موته سوى الظاهرية وبها مات فأخذ بعده ابن الزملكاني الظاهرية فدرس بها وأخذ ابن صصري الأتابكية انتهى ودفن بمقبرة الصوفية ثم قال ابن كثير: في هذه السنة وفي يوم الأربعاء تاسع جمادي الآخرة درس ابن صصري بالاتابكية عوضا عن الشيخ صفي الدين الهندي ثم قال في سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة: في من توفي بها وقاضي القضاة نجم الدين بن صصري أبو العباس أحمد بن العدل عماد الدين محمد بن العدل أمين الدين سالم ابن الحافظ المحدث بهاء الدين أبي المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ ابن الحسن بن محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن صصري التغلبي الربعي الشافعي قاضي القضاة بالشام ولد في ذي القعدة سنة خمس وخمسين وستمائة وسمع الحديث واشتغل وحصل وكتب عن القاضي شمس الدين بن خلكان
1 شذرات الذهب 5: 329.
2 شذرات الذهب 6: 40.
وفيات الاعيان. وسمعها عليه وتفقه بالشيخ تاج الدين الفزاري وعلى أخيه شرف الدين في النحو وكان له يد في الإنشاء وحسن العبارة ودرس بالعادلية الصغرى سنة اثنتين وثمانين وبالامينية سنة تسعين وبالغزالية سنة أربع وتسعين وولي قضاء العساكر في دولة العادل كتبغا ثم ولي قضاء الشام سنة اثنتين وسبعمائة بعد ابن جماعة حين طلب للقضاء بمصر بعد ابن دقيق العيد ثم أضيف إليه مشيخة الشيوخ مع تدريس العادلية والغزالية والاتابكية وكلها مناصب دنيوية انسلخ منها زانسلخت منه ومضى عنها وتركها لغيره وأكبر أمنيته بعد وفاته أنه لم يمكن تولاها وهي متاع قليل من حبيب مفارق وكان رئيسا محتشما وقورا كريما جميل الاخلاق معظما عند الولاة والسلطان توفي فجأة ببستانه بالسهم ليلة الخميس سادس عشر شهر ربيع الأول وصلي عليه بالجامع المظفري وحضر جنازته نائب السلطان والقضاة والأمراء والأعيان وكانت جنازته حافلة ودفن بتربتهم بالركنية انتهى. وقال الذهبي في مختصر تاريخ الاسلا: ومات قاضي دمشق ورئيسها نجم الدين بن صصري الشافعي في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة عن ثمان وستين سنة يروي عن الرشيد العطار حضورا وعن ابن عبد الدائم انتهى. ثم درس بها [هـ] بعد قاضي القضاة جمال الدين الزرعي1 انتهى. قال ابن كثير في سنة ست وعشرين وسبعمائة: وفي ذي القعدة سافر القاضي جمال الدين الزرعي من الأتابكية إلى مصر ونزل عن تدريسها لمحيي الدين بن جهبل انتهى. وهو الشيخ العالم محيي الدين أبو الفداء إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن طاهر بن نصر بن جهبل أخو الشيخ شهاب 2 الدين مولده بدمشق سنة ست وستين وستمائة واشتغل وحصل وأفتى ودرس بالاتابكية هذه وسمع من جماعة وحدث سمع منه البرزالي وخرج له مشيخة وحدث بها وناب في الحكم بدمشق وولي قضاء طرابلس مدة ثم عزل عنها وعاد
1 شذرات الذهب 6: 107.
2 شذرات الذهب 6: 104.
إلى دمشق، توفي رحمه الله تعالى في شعبان سنة أربعين وسبعمائة ودفن عند أخيه بمقبرة الصوفية ثم وليها بعده قاضي القضاة ابن جملة قال ابن كثير في سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة وفي يوم الأحد ثالث عشر شوال: حدث بالأتابكية قاضي القضاة ابن جملة عن محيي الدين بن جهبل تولى قضاء طرابلس وحضره القضاة وأكابر المدرسين والعلماء وقال ابن البرزالي: ثم درس بها قاضي القضاة شهاب الدين بن المجد مع الغزالية والعادلية مع بقاء الاقبالية عليه انتهى.
وقال ابن كثير: في سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة وفي ثاني يوم من ذي الحجة درس صدر الدين ابن قاضي القضاة جلال الدين القزويني بالأتابكية وأخوه الخطيب بدر الدين في الغزالية والعادلية نيابة عن ابيهما قاضي القضاة أي قاضي الشام بعد وفاة ابن المجد انتهى. ثم درس بها الشيخ الامام الفقيه المحدث المفسر المقرئ الأصولي المتكلم النحوي اللغوي الحكيم المنطقي الجدلي الخلافي العطار شيخ الاسلام قاضي القضاة تقي الدين أبو الحسن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام يوسف بن موسى بن تمام الانصاري الخزرجي السبكي ولد بسبك من أعمال المنوفية في مستهل صفر سنة ثلاث وثمانين وستمائة وحفظ التنبيه وقدم القاهرة فعرض على القاضي تقي الدين ابن بنت الأعز1 وتفقه في صغره على والده ثم على جماعة آخرهم ابن الرفعة2 وأخذ التفسير عن علم الدين العراقي وقرأ القراءات على الشيخ تقي الدين الصائغ3 والحديث على الحافظ الدمياطي والأصلين وسائر المعقولات على علاء الدين الباجي4 والمنطق والخلاف على سيف الدين البغدادي والنحو على الشيخ أبي حيان وصحب في التصوف الشيخ تاج الدين بن عطاء الله5، وسمع الحديث من الجم الغفير ورحل الكثير
1 ابن كثير 13: 367.
2 شذرات الذهب 6:22.
3 شذرات الذهب 6: 69.
4 شذرات الذهب 6: 34.
5 شذرات الذهب 6: 19.
وسمع معجمه العدد الكثير، واشتغل وأفتى وصنف ودرس بالمنصورية والهكارية والسيفية، وتفقه به جماعة من الأئمة كالأسنوي1 وأبي البقاء وابن النقيب وقريبه تقي الدين أبو الفتح2 وأولاده وغيرهم من الأئمة الأعلام، وولي قضاء دمشق في جمادى الآخرة سنة تسع وثلاثين عوضا عن جلال الدين القزويني وباشر القضاء على الوجه الذي يليق به ست عشرة سنة وشهرا وقد درس بدمشق في الغزالية والعادلية الكبرى والأتابكية هذه والمسرورية والشامية البرانية وليها بعد موت ابن النقيب، قال ولده: فما حل مفرقها ولا اقتعد بمشرقها أعلم منه كلمة لا اسثناء فيها وولي بعد الحافظ المزي مشيخة دار الحديث الإشرفية وقد خطب بجامع دمشق مدة طويلة وجلس للتحديث بالكلاسة فقرأ عليه الحافظ تقي الدين أبو الفتح السبكي جميع معجمه الذي خرجه له الحافظ شهاب الدين بن أيبك الدمياطي3 وسمعه عليه خلائق منهم الحافظان أبو الحجاج المزي وأبو عبد الله الذهبي وفي آخر عمره أستعفى من قضاء الشام ورجع إلى مصر متضعفا فأقام بها دون العشرين يوما وتوفي رحمه الله تعالى في جمادى الآخرة سنة ستة وخمسين وسبعمائة ودفن بمقابر الصوفية هناك ثم درس بها قاضي القضاة بهاء الدين أبو البقاء ابن السبكي ثم ولده قاضي القضاة ولي الدين أبو ذر عبد الله ثم العلامة زين الدين أبو حفص الملحي وقد تقدمت تراجم هؤلاء الثلاثة في دار الحديث الإشرفية الدمشقية ثم درس بها قاضي القضاة بدر الدين أبو عبد الله محمد ابن قاضي القضاة بهاء الدين أبي البقاء المتقدم ذكره ميلاده في شعبان سنة إحدى وأربعين وسبعمائة وسمع من جماعة وأخذ عن والده وغيره من علماء العصر وفضلا في عدة فنون واشتغلا ودرس وأفتى وحدث بمصر والشام وغيرهما ودرس بدمشق بالاتابكيه هذه والرواحية وغيرهما وناب عن والده في القضاء وغيره بالقاهرة وغيرها وباشر عدة وظائف وولي مشيخة الحديث
1 شذرات الذهب 6: 223.
2 شذرات الذهب 6: 141.
3 شذرات الذهب 6: 160.
القبة المنصورية، ثم ولي القضاء عن ابن جماعة في شعبان سنة تسع وسبعين، وأعطيت قبة الشافعي التي كانت بيده فتولاها لما انتقل والده إلى قضاء الشافعية للبلقيني والمنصورية للغوي فباشر سنة ونحو أربعة أشهر ثم عزله وأعيد ابن جماعة واستمر بطالا ليس بيده وظيفة أزيد من ثلاثين سنين ثم أعيد للقضاء في صفر سنة أربع وثمانين فباشر خمس سنين ونحو خمسة أشهر ثم عزل وتولى ابن جماعة ثم ولي خطابة الجامع الأموي وتدريس الغزالية ثم صرف في شهر رجب سنة إحدى وتسعين ثم ولي القضاء مرتين عن القاضي صدر الدين المناشري وعزل في المرتين به ومدة مباشرته في ولاياته الأربع ثماني سنين ونصف في مدة ثماني عشرة سنة وولي في آخر وقت تدريس الشافعي واستمر بيده إلى أن مات قال الشيخ تقي الدين الأسدي: وكان لينا في مباشرته وفي لسانه رخاوة وكان ولده جلال الدين غالبا على أمره فمقته الناس.
وقال الحافظ شهاب الدين بن حجر المصري: أشتغل في الفقه وغيره، فمهر، وكان لين الجانب قليل المهابة، بخيلا بالوظائف، حسن الخلق، كثير الفكاهة، منصفا في البحث وكان أعظم ما يعاب به تمكينه ولده جلال الدين من أموره توفي في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثمانمائة ودفن خارج باب النصر ثم وليها ولده جلال الدين ثم درس بها فتح الدين محمد بن محمد بن محمد بن محمد الجزري الدمشقي. قال الأسدي في تاريخه: أخذ عن والده القراءات ويسيرا من النحو ولم يكن يعرف شيئا غير ذلك وكان عنده أقدام وجرأة ويتكلم كلاما كثيرا لا حاصل له وسافر إلى مصر غير مرة وحصل تدريس الأتابكية ونظرها يعني عن جلال الدين بن أبي البقاء وكان بيده جهات والده نصف خطابة جامع التوبة ومشيخة الأقراء في عدة أماكن وكان يخطب حسنا ويقرأ في المحراب جيدا توفي بمنزله بالأتابكية يوم الأثنين ثالث عشرين صفر سنة أربع عشر وثمانمائة وهو في عشر
الأربعين - أظنه ابن خمس وثلاثين سنة - ونزل عن وظائفه للشيخ شهاب الدين بن حجي وحصل في وظائفه خباط وذلك أن القاضي لما بلغه ضعفه وأنه مطعون عين الأتابكية لشهاب الدين بن حران وخطابة جامع التوبة لشيخنا شهاب الدين بن حجي ثم إنه نزل عن جميع وظائفه للشيخ شهاب الدين بن حجي فأمضى ذلك القاضي ثم أن الشيخ نزل عن خطابة جامع التوبة لابن الحسباني1 لما بلغه وفاة ابن الجزري قصد الشيخ شهاب الدين ابن حجي فولاه نصف الخطابة لأنه الناظر الخاص وذلك قبل أن يعلم الشيخ بنزول ابن الجزري والتزم ذلك ولقد عجبت من شيخنا في ولايته له مع تصريحه بأن شرط الواقف غير موجود فيه لعدم حفظ القرآن ولا أعلم أنه وقعت من شيخنا قصة أنكرها كل من سمعها غير هذه والجواد لابد له من كبوة ثم أن ابن عبادة الصغير2 الذي هو شافعي جاء بنزول من ابن الجزري بتدريس الأتابكية فقال قاضي القضاة ابن الأخنائي اسكت لا تتكلم بهذا حتى لا يسمع الشيخ يغتاظ فقال لو وصلت يد ابن حجي إلى السماء لا أسكت عنه فأنكر هذا من بلغه وبالغ في سب ابن عبادة وسب أبيه الحنبلي وغلب على ظن كل واحد أن ما معه زور مفتعل لا حقيقة له مع عدم أهليته وفي يوم الأربعاء رابع عشرين صفر سنة أربع عشرة المذكورة حضر شيخنا درس الأتابكية وحضر معه القضاة ولم أحضر هذا الدرس وبلغني أنه حصل لابن عبادة في هذا المجلس إهانة زائدة وهدد بالكلام القبيح على ما نقل ولم يتكلم بكلمة واحدة وفي هذا اليوم توفي يونس ابن القاضي علاء الدين بن أبي البقاء وولي في وظائفه وحضر تدريس العزيزية والقيمرية الشيخ شهاب الدين بن حجي3 والمتصدر ابن قاضي القضاة نجم الدين بن حجي ثم نزل لابن عذري وأرسل إلى القاضي ابن الأخنائي الشافعي أن يقرره فيه ومدرس الصارمية شمس الدين الكفيري4 انتهى.
1 شذرات الذهب 7: 108.
2 شذرات الذهب 7: 47.
3 شذرات الذهب 7: 193.
4 شذرات الذهب 7: 196.
وشهاب الدين بن حجي المذكور قال تقي الدين الأسدي في ذيله في سنة ست عشرة: وفيها توفي شيخنا الإمام العلامة العالم الحافظ المتقن ذو الخصال الزكية والأخلاق المرضية وشيخ الشافعية شهاب الدين أبو العباس أحمد ابن الشيخ الإمام العلامة بقية الشام علاء الدين أبي محمد حجي بن موسى ابن أحمد بن سعد بن غثم بن غزوان بن علي بن شرف بن تركي بن سعدي الحسباني الأصل الدمشقي مولده بين المغرب والعشاء ليلة الأحد الرابع من المحرم سنة إحدى وخمسين وسبعمائة بخانقاه الطواويسية بالشرف الأعلى ظاهر دمشق ورأيت بخطه رحمه الله تعالى الأوليات المصادفة لمولدي عشرة أول نصف القرن الثامن أول السنة العربية أول السنة الشمسية أول يوم من فصل الربيع أول يوم برج الحمل أول الليل أول الآسبوع أول صيرورة الهلال قمرا أول سكون الشياطين بعد أنتشارها عند ذهاب فحمة العشاء واشرت إلى بعض ذلك في ما كتبته على إجازه وثامن القرن مبدأ نصفه ومبدأ الأسبوع وهو الأحد ومبدأ الرابع من المحرم مبتدأ الربيع نادر المولد قرأ القرآن على المؤدب المقرئ شمس الدين بن حبش وختمه في سنة ستين وأخذ عن شيخه المذكور علم الميقات وحفظ التنبيه وغيره وسمع البخاري من خلائق من أصحاب ابن البخاري وأحمد بن شيبان1 وأبي الفضل بن عساكر والشيخ ابن مشرف الدين اليونيني2 وابن شرف والتقي سليمان وعيسى المطعم وطبقتهم منهم المسند نجم الدين أبو العباس أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن عمر ابن الشيخ أبي عمر المقدسي الصالحي3 الحنبلي4 والمسند المعمر أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد المنعم الحراني والمسند أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عمر بن عوض المقدسي الصالحي وتاج الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الله محبوب5 الدمشقي والمسند أبو حفص عمر بن الحسن بن مزيد بن أميلة المراغي المزي6 والمسند شهاب
1 شذرات الذهب 5: 390.
2 شذرات الذهب 6: 3.
3 شذرات الذهب 6: 226
4 شذرات الذهب 6: 116.
5 شذرات الذهب 6: 300.
6 شذرات الذهب 6: 258.
الدين أبو العباس أحمد بن عبد الكريم بن أبي الحسين البعلي1 والمسند الجليل صلاح الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن العز إبراهيم بن عبد الله ابن الشيخ أبي عمر2 والخطيب أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن مالك العجلوني3 خطيب بيت لهيا وعلاء الدين أبو الحسين علي بن محمد بن أحمد ابن عثمان بن المنجا التنوخي4 والشيخ الفقيه عز الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن عمر السلمي المعروف بابن السكري واجاز له من دمشق قاضي القضاة شرف الدين أبو العباس بن قاضي الجبل الحنبلي والقاضي الاوحد بدر الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن محمود الزقاق الكاتب المعروف بإبن الجوخي والامام العالم بدر الدين حسن ابن قاضي القضاة عز الدين محمد بن سليمان بن حمزة5 والشيخ الخير تقي الدين أبو محمد عبد الله بن محمد بن إبراهيم الصالحي بن قيم الضيائية6 وخلائق ومن القدس الحافظ صلاح الدين العلائي والشيخ الفقيه تقي الدين القرقشندي7 والخطيب برهان الدين أبو اسحق إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة وعز الدين عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة8 والشيخ تقي الدين محمد بن عمر بن الياس المراغي المقدسي ومن المدينة المحدث عفيف الدين أبو جعفر عبد الله بن محمد بن أحمد بن خلف الانصاري الخزرجي العبادي المعروف بابن المطري وغيره ومن بعلبك الكاتب شهاب الدين أبو العباس أحمد بن علي بن الحسن بن عمرون البعلي والشيخ برهان الدين إبراهيم بن محمد بن محمود بن مري الكاتب البعلي والشيخ العالم ناصر الدين قرأ بن إبراهيم بن محمود بن قرا البعلبكي الحنبلي وغيرهم ومن مصر وحلب وغيرهما جماعة كثيرون وقد كتب أسماء مشايخه مجردا في
1 شذرات الذهب 6: 250.
2 شذرات الذهب 6: 267.
3 شذرات الذهب 6: 225.
4 شذرات الذهب 6: 257.
5 شذرات الذهب 6: 217.
6 شذرات الذهب 6: 191.
7 شذرات الذهب 6: 256.
8 شذرات الذهب 6: 208.
بعض مجاميعه على حروف الهجاء ومن مسموعاته الكتب الستة والموطأ ومسند الشافعي وغالب مسند أحمد1 ومسند الدارمي2 ومسند أبي يعلى3 ومعجم الطبراني وصحيحي ابن خزيمة4 وابن حبان5 والمنتخب من مسند عبد بن حميد ومسند أبي حنيفة6 تخريج الحارثي وتخريج ابن العربي وكتب أبي عبيد7 الأموال وفضائل القرآن والطهور والغريب وغير ذلك مما وقع له من حديث الدارقطني8 والحاكم9 والبيهقي10 والبغوي وابن صاعد المحاملي11 وأبي بكر الشافعي وأما الأجزاء فلا تنحصر وأخذ الفقه عن والده الشيخ علاء الدين والشيخ شمس الدين ابن قاضي شهبة12 وقاضي القضاة بهاء الدين أبي البقاء والشيخ شمس الدين الموصلي وغيرهم واجتمع بمشايخ العصر واستفاد منهم كالشيخ شهاب الدين الأذرعي وصاحبه الشيخ عماد الدين الحسباني13 والشيخ جمال الدين بن قاضي الزبداني14 والشيخ شمس الدين بن خطيب يبرود15 وقاضي القضاة تاج الدين السبكي والقاضي شمس الدين الغزي16 وتخرج في علوم الحديث بالحافظين عماد الدين بن كثير وتقي الدين بن رافع وأخذ النحو عن الشيخ العالم نجم الدين أبي الخير سعيد بن محمد بن سعيد التلمساني المغربي المالكي وعن شيخه شيخا النحاة شهاب الدين أبي العباس العنابي17 ودرس وأفتى وأعاد وصنف وكتب بخطه الحسن ما لا يحصى كثرة فمن ذلك شرح على
1 شذرات الذهب 2: 96.
2 شذرات الذهب 2: 130.
3 شذرات الذهب 2: 250.
4 شذرات الذهب 2: 262.
5 شذرات الذهب 3: 16.
6 شذرات الذهب 1: 227.
7 شذرات الذهب 2: 54.
8 شذرات الذهب 3: 116.
9 شذرات الذهب 3: 176.
10 شذرات الذهب 3: 304.
11 شذرات الذهب 2: 326.
12 شذرات الذهب 6: 276.
13 شذرات الذهب 6: 256.
14 شذرات الذهب 6: 244.
15 شذرات الذهب 6: 253.
16 شذرات الذهب 6: 218.
17 شذرات الذهب 6: 240.
المجمل لابن عبد الهادي كتب منه قطعة ورد على مواضع مهمة للأسنوي وعلى مواضع من الألغاز له وجمع فوائد في علوم متعددة في كراريس متعددة سماه "جمع المفترق" وكتابا سماه "الدارس فن أخبار المدارس" يذكر فيه ترجمة الواقف وما شرطه وتراجم من درس بالمدرسة إلى آخر وقت وهو كتاب نفيس يدل على اطلاع كثير وقد احترق غالبه في وقعة التتار وقد وقفت على كراريس منه محرقة وكتب هذا التاريخ الذي تذيل وقد درس بالظبيانية في حياة والده وأشياخه في ذي القعدة سنة أربع وسبعين وأعاد بالعصرونية والدماغية ثم بعد ذلك أعاد بالشامية البرانية والتقوية في حياة والده أيضا ثم بالأمينية والرواحية والعذراوية ودرس بالشامية البرانية والعذراوية نيابة وناب للقاضي شهاب القرشي ثم تغير وأخذ من القضاء وبعد الفتنة درس بالحسامية الجوانية والأتابكية والشامية البرانية وولي الخطابة ومشيخة الشيوخ مرتين ثم ترك نيابة القضاء وانجمع على العبادة والإنشاء والاشتغال انتهى. كلام تلميذه الأسدي في تاريخه ثم ترك بياضا ثم إن ابن حجي المذكور نزل عن نصف تدريس هذه المدرسة للقاضي شمس الدين الأخنائي.
قال الشيخ تقي الدين الأسدي في رابع ذي الحجة سنة أربع عشرة: درس قاضي القضاة شمس الدين الأخنائي بالمدرسة الأتابكية في النصف الذي أخذه من شيخنا شهاب الدين بن حجي. وقال في سنة أربع وعشرين: استطرادا ثم نزل الشيخ شهاب الدين بن حجي للقاضي الأخنائي عن النصف الآخر مع غيره من الوظائف في مرض موته والقاضي الأخنائي هذا هو قاضي القضاة شمس الدين أبو عبد الله محمد ابن القاضي تاج الدين محمد بن فخر الدين عثمان الأخنائي الشافعي مولده سنة سبع وخمسين وسبعمائة وتنقل في قضاء البر وولي قضاء الركب في سنة سبع وثمانين وسبعمائة مرتين من ابن جماعة بشفاعة الأمير جبرائيل وكان قاضي زرع انتقل إليه من الرجعة في شهر رجب سنة ست وثمانين وسبعمائة ثم ولي قضاء غزة ثم في ذي القعدة
سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة ناب في القضاء بدمشق عن القاضي شهاب الدين الباعوني1 ونزل له شهاب الدين بن الظاهري عن قضاء العسكر في ذي الحجة من السنة ودرس بالظاهرية الجوانية نزل له عنه القاضي علاء الدين الكركي كاتب السر وكان قد أخذه عن ابن الشهيد2 وولي وكالة بيت المال أيضا ثم ناب للقاضي علاء الدين بن أبي البقاء لما ولي القضاء في جمادى الآخرة سنة ست وتسعين وسبعمائة ثم ولي نظر الجيش بدمشق عوضا عن القاضي شمس الدين بن مشكور في شهر رمضان سنة ست وتسعين وسبعمائة وبذل عليه مالا كثيرا فلم يمش حاله فيه ولم تحسن مباشرته فعزل عنه بعد ثمانية أشهر وعاد إلى نيابة القضاء ووكالة بيت المال ثم ولي قضاء حلب في جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين وسبعمائة ونزل عن المدرسة الظاهرية لتاج الدين بن الشهيد ثم عزل من قضاء حلب في شهر رجب سنة تسع وتسعين وسبعمائة ثم ولي قضاء دمشق والخطابة والمشيخة وما يضاف إلى ذلك من التداريس والأنظار في جمادى الأولى سنة ثمانمائة ثم عزل في شعبان سنة إحدى وثمانمائة ثم أعيد في ذي الحجة منها وفي سنة اثنتين وثمانمائة عزل من مصر بالقاضي شرف الدين مسعود ثم أعيد في شعبان من غير أن يباشر مسعود توفي رحمه الله تعالى ليلة الجمعة سابع عشر شهر رجب سنة ست عشرة وثمانمائة وصلي عليه من الغد بالجامع الأموي ولم أعلم أين دفن ولما مات الأخنائي هذا استقر في تدريس هذه المدرسة كاتب سر نوروز ناصر الدين البصروي فلما ذهبت أيام نوروز أخذه القاضي ناصر الدين بن البارزي لولده كمال الدين3.
قال الأسدي في ذيله في جمادى الآخرة سنة سبع عشرة وثمانمائة وفي يوم الأحد تاسعه درس الفاضل نور الدين بن قوام بالمدرسة الأتابكية نيابة عن ابن كاتب السر كمال الدين بن البارزي وحضر عنده قاضي القضاة والشيخ
1 شذرات الذهب 7: 118.
2 شذرات الذهب 6: 364.
3 شذرات الذهب 7: 290.
محمد بن قديدار وجماعة وقد كان التدريس المذكور لفتح الدين بن الجزري تلقاه عن جلال الدين بن أبي البقاء فلما توفي في طاعون سنة أربع عشرة وثمانمائة نزل عنها الشيخ شهاب الدين بن حجي فترك نصفها لقاضي القضاة ابن الأخنائي ثم إنه نزل عن النصف الآخر له مع غيره في مرض موته فلما مات أخذها كاتب السر يعني بدمشق لنوروز ناصر الدين البصروي فلما جاء السلطان أخذها كاتب السر لابنه ودخلت في ديوان كتاب السر انتهى. وكذا رأيته بخطه كتاب بتشديد التاء ثم قال في ذيله أيضا في شعبان سنة تسع عشرة وثمانمائة: وفي يوم الأثنين عشريه درس الشيخ علاء الدين بن سلام1 بالمدرسة الأتابكية نيابة عن االقاضي كمال الدين ابن القاضي ناصر الدين بن البارزي كاتب السر وحضر عنده قاضي القضاة ابن االقاضي الجديد يعني ابن زيد2 بعد عزل نجم الدين بن حجي وجماعة ودرس قي قوله تعالى: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا} الآية انتهى. وستأتي ترجمه الشيخ علاء الدين هذا في الركنية وممن درس بها نيابة عن ابن كاتب السر كمال الدين البارزي الشهاب أحمد بن علي بن عبد الله الدلجي المصري ثم الدمشقي الشافعي اشتغل بمصر وفضل في النحو وغيره من العلوم العقلية ثم توجه إلى طرابلس فأقام بها يسيرا ثم قدم دمشق حوالي سنة ثماني عشرة وثمانمائة ولزم القاضي نجم الدين بن حجي وحظي عنده ثم أبعده وحكم بإراقة دمه وكان فاضلا في المعقول وعبارته صحيحة فصيحة ودرس بالأتابكية نيابة عن ابن البارزي وجلس للاشتغال بالجامع مدة يسيرة وتوفي رحمه الله بالقاهرة في شوال سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة وتعاطى الشهادة وخطه جيد وهو عارف بالصنعة وعبارته جيدة وحصل دنيا من الشهادة وخدم بعد القاضي نجم الدين بن حجي القاضي شهاب الدين بن الكشك3 الحنفي وكذلك خدم القاضي بهاء الدين بن حجي وكان قليل
1 شذرات الذهب 7: 190.
2 شذرات الذهب 7: 179.
3 شذرات الذهب 7: 219.
الدين متهاونا بالصلاة يتكلم بكلام يدل على زندقته وشاع ذلك عنه وقد حكم القاضي نجم الدين بن حجي مرة بكفره كما أشرنا إليه والقاضي الحنفي أخرى وكان مستنقصا للخلق مستزريا بهم مصرا على أنواع من المعاصي وكان قد سافرإلى مصر فاتفق وصول الخبر بوفاة ابن المنلاوي فولي عنه مشيخة بخانقاه خاتون ونظرها وقدم دمشق وباشر ذلك مباشرة مذمومة وآذى الصوفية بها وفي العام الماضي عزل شخصا من الصوفية بها وسعى في أذاه إلى أن ضرب فانتصر له الشيخ علاء الدين البخاري1 والحاجب ووقع بينهما وبين القاضي بهاء الدين بن حجي بسببه وكتب الشيخ إلى مصر في القاضي بهاء الدين فكان ذلك من أسباب عزله ثم إن النائب بلغه سوء سيرة المذكور فهم بطلبه وأخذ شيء منه فخاف وأظهر أنه نزل عليه اللصوص في بيته بين النهرين وكان ساكنا هناك ليسهل عليه ما يرومه من أنواع المفسقات فأظهر أنه ذهب جميع ما يملكه ولم يكن لذلك حقيقة ونزل عن الخانقاه لولي الدين بن قاضي عجلون بمبلغ جيد ثم ندم على ذلك واستمر منكدا مضللا إلى أن توجه بعد أشهر إلى مصر لتحصيل الشهادة عند القاضي الحنبلي فتوفي عاجلا وذهب جميع ما حصله من الحرام ولم يتزوج عمرة وكان يزعم أنه يعيش العمر الطبيعي مائة وعشرين سنة وسر الناس بموته وكان قد علق فوائد بخطه من شرح البخاري للكرماني2 وتكلم فيه وذكر فيه فوائد وجمع مختصرا تكلم فيه على قول الناس فلان معلول وذكر فيه فوائد وجمع بين المتوسطة والخادم في مجلدات قال أبو الفضل الخطيب النويري: أنه اشترى من تركة قاضي القضاة بهاء الدين بن حجي منه مجلدات تكون أربعة ضخمة وأكثر وأنه يدل على فضل الرجل الفضل الزائد وجاء الخبر بوفاته في أوائل ذي القعدة من السنة المذكورة في عشر السبعين ظنا.
وقال الشيخ تقي الدين بن قاضي شهبة: في ذي القعدة سنة أربع وعشرين
1 شذرات الذهب 7: 241.
2 شذرات الذهب 6: 294.
وثمانمائة وفي أواخر هذا الشهر قدم شخص من أقارب ابن البارزي وقد نزل له كمال الدين بن البارزي عن تدريس الأتابكية ونظرها ثم قال في جمادى الأولى سنة تسع وعشرين وثمانمائة وفي يوم الاثنين خامس عشريه دخل من مصر الشيخ شمس الدين بن الجزري المقريء وعليه خلعة ومعه ولده شهاب الدين أبو الخير احمد وهو متوجه إلى مردي شاه روخ1 بن تمرلنك التتري في رسالته وكان قاصد تمرلنك2 قد وصل إلى مصر من قبله بأيام وكان بعد سفره من دمشق إلى مصر في شهر رجب سنة سبع وعشرين حصل له بمصر اكرم وحج وتوجه الى اليمن في متجر ثم عاد وحج ثانيا ورجع الى مصر ومعه متجر له ثم جاء في هذا الوقت وجاء معه نزول لولده شهاب الدين من أخيه فتح الدين مثبوت بتدريس المدرسه الأتابكيه ومرسوم ببقيه الجهات التي كانت للشيخ شمس الدين قديما ثم انتقلت الى ولده فتح الدين منها مشيخة الإقراء بأم الصالح وبالعادلية وتصدير بالجامع الأموي وكان ولده فتح الدين قد نزل عن تدريس الأتابكية ونظرها والتصدير بالجامع وغير ذلك للشيخ شهاب الدين بن حجي والاقراء بأم الصالح والعادليه للشيخ صدقه3 المقرئ وذلك قبيل وفاته في صفر سنة أربع عشرة ثم أن الشيخ في مرض موته نزل عن تدريس الأتابكية ونظرها مع غيرها للقاضي شمس الدين الأخنائي بعوض فلما توفي الأخنائي استقر فيها البصروي كاتب سر نوروز فلما زالت أيام نوروز استقر القاضي ناصر الدين البصروي ثم أنه نزل عنها لابن عمه ناصر الدين بن هبة الله واستمرت بيده يجيء من حماة يباشرها ويتولى قسم بلدها ثم يرجع إلى حماة فجاء شهاب الدين ابن الشيخ شمس الدين في هذا الوقت ومعه تفويض من أخيه بها مثبوت وكان التصدير قد نزل عنه الشيخ شهاب الدين بن حجي لأخيه قاضي القضاة نجم الدين ثم نزل عنه القاضي نجم الدين
1 شذرات الذهب 7: 269.
2 شذرات الذهب 7: 62.
3 شذرات الذهب 7: 170.
للشيخ شرف الدين قاسم العلائي الحنفي ثم نزل عنه الشيخ شرف الدين لكاتبه وولده وأما الإقراء بالمكانين المذكورين فإنه بيد فخر الدين بن الصلف تلقاه عن شرف الدين صدقة الضرير وأخبرني ولده أن مولد والده سنة إحدى وخمسين وأن مولد ولده سنة إحدى وثمانين وكان ذهاب الشيخ شمس الدين إلى بلاد الروم سنة سبع وتسعين وفي جمادى الآخرة من سنة تسع وعشرين يوم الأحد خامسه حضر شهاب الدين احمد ابن الشيخ شمس الدين بن الجزري بالمدرسة الأتابكية انتهى. ثم قال: وفي آخر ليلة الثلاثاء سابعه توجه الشيخ شمس الدين بن الجزري المقريء إلى بلاد العجم إلى القآن مردي شاه روخ بن تمرلنك انتهى.
قال الشيخ تقي الدين: وفي شهر ربيع الآخر سنة سبع وعشرين وثمانمائة وفي يوم الاثنين ثامن عشريه وصل الشيخ شمس الدين بن الجزري المقريء إلى البلاد بعد غيبته في بلاد الروم والعجم نحو ثلاثين سنة قال: ولم أتعلم التركي ولا العجمي لأني لم أقم هناك يوما واحدا بنية الإقامة بل في كل يوم عزمي التحول وكان قد حصل له وجاهة عظيمة في بلاد الروم عند تمرلنك ثم ولي قضاء شيراز واستقر بها وله دنيا متسعة انتهى. ثم قال وفي شعبان سنة إحدى وثلاثين وفي يوم الاثنين تاسع الشهر وصل القاضي كمال الدين ابن القاضي ناصر الدين البارزي إلى دمشق متوليا كتابة السر وخلع عليه بلاسه انتهى. ثم قال: في ذي القعدة منها في يوم الأحد ثالثه درس القاضي كمال الدين ابن البارزي كاتب السر في المدرسة الأتابكية وكان قد استعادها من ابن الجزري بمرسوم بحكم أنها كانت لهم ودرس في قوله تعالى: {وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ} الآية وكنت أنا أسدها عن ابن الجزري رحمه الله تعالى من حين سفره إلى الآن انتهى.