الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الركنية. وفي يوم السبت ثامن شهر ربيع الآخر سنة أربع وسبعين بتقديم السين وثمانمائة درس فيها شيخنا شيخ الشافعية في وقته نجم الدين محمد بن ولي الدين عبد الله الدمشقي الشهير بابن قاضي عجلون1 وحضرت معه فيها مع فضلاء الطلبة الأقدمين إلى آخر حضوراته فيها ودرس بها في المنهاج في أول كتاب البيع فظهر منه إتقان وتفنن وتحرير وهو إذ ذاك يؤلف في كتابه الأعجوبة شرح المنهاج المسمى بالتحرير وهو شرح عظيم الشأن لو بيض لجاء في مجلدات وله تصحيح على المنهاج كبير ودونه وله كتاب التاج في زوائد الروضة على المنهاج وهو أعجوبة في غاية الإتقان وله شرح على المنهاج في قدر العاجلة سماه الفتوح وله مصنف في تحريم لبس السنجاب وآخر في تحريم ذبايح اليهود والنصارى الموجودين في هذا الزمان وله شرح العقيدة الشيبانية ميلاده سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة أخذ عن والده وعن تقي الدين ابن قاضي شهبة وعن الشرواني وعن جماعة آخرين.
1 شذرات الذهب 7: 322.
62 -
المدرسة الظاهرية الجوانية
داخل بأبي الفرج والفراديس بينهما جوار الجامع شمالي باب البريد وقبلي الاقباليتين والجاروخية وشرقي العادلية الكبرى بابهما متواجهان بينهما الطريق بنيت مكان دار العقيقي وهي كانت دار أيوب2 والد صلاح الدين. قال ابن كثير في سنة ست وسبعين وستمائة: وفي يوم السبت تاسع جمادى الأولى شرع في بناء الدار التي تعرف بدار العقيقي تجاه العادلية لتجعل مدرسة وتربة الملك الظاهر ولم تكن قبل ذلك إلا دارا أيضا للعقيقي وهي المجاورة لحمام العقيقي تجاه العادلية وأسس أساس التربة في خامس جمادى الآخرة وأسست المدرسة أيضا. وقال ابن قاضي شهبة في سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة: العقيقي صاحب الحمام بباب البريد أحمد بن الحسين بن أحمد بن علي العقيقي توفي في جمادى الأولى من هذه السنة وحضر جنازته بكجور
1 شذرات الذهب 7: 322.
2 شذرات الذهب 4: 226
…
نائب البلد وأصحابه ودفن خارج باب الصغير وقد اشترى الملك الظاهر بيبرس داره وبناها مدرسة ودار حديث وتربة وذلك في حدود سنة سبعين وستمائة انتهى ملخصا.
والملك الظاهر هذا هو السلطان ركن الدين أبو الفتوح بيبرس التركي البندقداري الصالحي النجمي صاحب مصر والشام ميلاده في حدود العشرين وستمائة اشتراه الأمير علاء الدين البندقداري فقبض الملك الصالح على البندقداري وأخذ ركن الدين المذكور فكان من جملة مماليكه وطلع شجاعا ضاريا شهد وقعة المنصورة وكان أميرا في الدولة المعزية ثم صار من أعيان البحرية وولي السلطنة في سابع عشر ذي القعدة سنة ثمان وخمسين وستمائة وله فتوحات مشهورة ومواقف مشهودة ولولا ظلمه وجبروته في بعض الأحايين لعد من الملوك العادلين توفي يوم الخميس بعد الظهر ثامن عشرين المحرم سنة ست وسبعين وستمائة بقصره الأبلق بدمشق وخلف من الأولاد الملك السعيد محمد1 والخضر وسلامش2 وسبع بنات ودفن بتربة أنشأها ابنه الملك السعيد وبيلبك3 الخازندار الظاهري نائب سلطنة مولاه وكان بيلبك المذكور قد اخفى موت الملك الظاهر وخرج من دمشق إلى مصر بمحفة يوهم أن السلطان فيها مريض إلى أن دخل مصر فسلطن الملك السعيد ناصر الدين أبا المعالي محمد ميلاده في حدود سنة ثمان وخمسين وستمائة بظاهر القاهرة وتملك بعد أبيه في صفر سنة ست وسبعين وستمائة قال الذهبي في العبر: وكان شابا مليحا كريما حسن الطباع فيه عدل ولين وإحسان ومحبة للخير. وفي ذي الحجة سنة سبع وسبعين وستمائة قدم الملك السعيد وعملت القباب ودخل قلعة دمشق يوم خامس الشهر فاسقط ما وظفه أبوه على الأمراء ففرح الناس به ودعوا له وفي سنة ثمان خلع نفسه بقلعة القاهرة وقنع بالكرك ورتبوا أخاه سلامش في السلطنة وعمره سبع سنين ثم في شهر رجب منها خلعه أتابكه سيف الدين قلاوون4 ولقب
1 شذرات الذهب 5: 362.
2 شذرات الذهب 5: 351.
3 شذرات ااالذهب 5: 351.
4 شذرات الذهب 5: 409.
بالملك المنصور ثم توفي الملك السعيد شبه الفجأة في نصف ذي القعدة بعد أن أقام شهرا بقلعة الكرك ثم نقل بعد شهر إلى عند والده بالتربة المذكورة وتملك بالكرك أخوه خضر وقال ابن كثير في سنة سبع وسبعين وستمائة: قال اليونيني: وفي يوم الأربعاء ثالث عشر صفر درس بالظاهرية وحضر نائب السلطنة ايدمر1 الظاهري وكان درسا حافلا حضره القضاة وكان مدرس الشافعية الشيخ رشيد الدين الفارقي ومدرس الحنفية الشيخ صدر الدين سليمان2 ولم يكن بناء المدرسة كمل انتهى. وأمر بإكمالها السلطان الملك المنصور قلاوون ومدرس الشافعية الشيخ رشيد الدين الفارقي المذكور هو العلامة أبو حفص عمر بن إسماعيل بن مسعود بن سعد الدين الربعي الفارقي ثم الدمشقي الفقيه الأديب المفنن ولد سنة ثمان وتسعين وخمسمائه وسمع الحديث من جماعة واشتغل بفنون العلم ومدح السخاوي بقصيدة مؤنقة فمدحه السخاوي أيضا وأفتى وناظر ودرس بالناصرية الجوانية المذكورة وروى عنه عن شعره الحافظ الدمياطي والمزي والبرزالي وآخرون. قال الذهبي: برع في البلاغة والنظم وكانت له اليد الطولي في التفسير والمعاني والبيان والبديع واللغة وانتهت إليه رياسة الأدب واشتغل عليه خلائق من الفضلاء وقد برز وتقدم وكان حلو المحاضرة مليح النادرة كيسا فطنا يشارك في الأصول والطب وغير ذلك وله مقدمتان في النحو كبرى وصغرى. وقال الشيخ تاج الفزاري: وكانت له مشاركة في أكثر العلوم من غير اشتغاله بشيء منها سوى علم الأدب وصناعة الإنشاء وكان الغالب عليه علم النجامة والنظر في أحكام النجوم والكواكب ومع هذا كان رديء الاختيارات. وجد مخنوقا في مسكنة بمدرسة الظاهرية وقد أخذ ماله في المحرم سنة تسع بتقديم التاء وثمانين وستمائة ودفن بمقابر الصوفية. وقال الذهبي في تاريخه العبر: ودرس بعده بها علاء الدين بن بنت الأعز3. وقال
1 شذرات الذهب 5: 456.
2 شذرات الذهب 5: 357.
3 شذرات الذهب 5: 444.
ابن كثير في سنة إحدى وتسعين وستمائة وفي يوم الإثنين ثاني جمادى الأولى ذكر الدرس بالظاهرية الشيخ صفي الدين الهندي عوضا عن علاء الدين ابن بنت الأعز انتهى، وقد تقدمت ترجمة الشيخ صفي الدين في المدرسة الأتابكية وفي ذيل العبر للذهبي في سنة خمس عشرة وسبعمائة: ودرس بالأتابكية قاضي القضاة ابن صصري وبالظاهرية ابن الزملكاني بعد الصفي الهندي انتهى. وقال تلميذه ابن كثير: ودرس بها بعد الشيخ صفي الدين قاضي القضاة كمال الدين بن الزملكاني يوم الأربعاء سادس عشر جمادى الآخرة سنة خمس عشرة وسبعمائة بحكم وفاته انتهى، وقد مرت ترجمة قاضي القضاة كمال الدين في المدرسة الرواحية ثم درس بها عوضا عنه بحكم ولايته حلب بغير رضى سنة أربع وعشرين كما مر في الرواحية المذكورة الرئيس جمال الدين القلانسي وحضر عنده القاضي القزويني كذا قاله ابن كثير وغيره وقد مرت ترجمته بالمدرسة الأمينية. وقال ابن كثير في سنة اثنتين وثلاثين: وفي يوم الأربعاء ذكر الدرس بالأمينية والظاهرية علاء الدين بن القلانسي عوضا عن أخيه جمال الدين توفي وذكر ابن أخيه امين الدين محمد بن جمال الدين الدرس في العصرونية نزل له عمه وحضرهما جماعة من الأعيان انتهى، وقد مرت ترجمة علاء الدين هذا في المدرسة الأمينية. ورأيت بخط الحافظ علم الدين البرزالي في تاريخه في سنة ست وثلاثين وسبعمائة ومن خطه نقلت: وفي يوم الأحد رابع عشر جمادى الأولى ذكر الدرس بالمدرسة الظاهرية الشيخ جمال الدين ابن قاضي الزبداني عوضا عن علاء الدين القلانسي وحضر القضاة والأعيان وكان يوم مطر وثلج ووحل انتهى. وقال ابن كثير في تاريخه: في هذه السنة نحوه وقد مرت ترجمة الشيخ جمال الدين هذا في المدرسة الشامية الجوانية. ثم درس القاضي العالم الأديب الكاتب فتح الدين أبو بكر محمد بن إبراهيم بن محمد النابلسي الأصل الدمشقي المعروف بابن الشهيد كاتب السر بدمشق ميلاده سنة ثمان وعشرين وسبعمائة بنابلس واشتغل في العلوم وتفنن وفاق اقرانه في النظم والنثر وترجمته طويلة حسنة
ذكرها الأسدي في طبقاته. وقد درس بهذه المدرسة عوضا عن ابن قاضي الزبداني نزل له عنها ثم درس بالأمينية كما مر فيها ثم درس بالظاهرية هذه بعد العلامة نجم الدين بن الجابي وقد مرت ترجمته في الدماغية. وفي أيامه درس بها الشيخ شهاب الدين الأذرعي مدة وقد مرت ترجمته في دار الحديث البهائية ثم درس بها قاضي القضاة شمس الدين الأخنائي نزل له عنها القاضي علاء الدين بن الكركي كاتب السر وكان قد أخذها عن ابن الشهيد وقد مرت ترجمة قاضي القضاة هذا في المدرسة الأتابكية. ثم نزل عن هذه المدرسة لتاج الدين بن الشهيد ولم تزل بيده إلى أن توفي وقد مرت ترجمته في المدرسة الطيبه ثم درس بها الإمام جمال الدين الطيماني وقد مرت ترجمته في المدرسه الركنية وقال الأسدي في شوال سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة: وفي يوم الأربعاء ثالث عشرية درس قاضي القضاة نجم الدين بن حجي بالمدرسة الشامية الجوانية ثم درس بالظاهرية والركنية والناصرية وجعل يوم الأحد للأوليتين ويوم الأربعاء بين الثلاث وقد كان له مدة لم يحضر درسا انتهى. ثم قال في شوال سنة أربع وعشرين: وفي يوم الأحد تاسع عشرية حضر الشيخ شمس الدين التدريس بالشاميتين نيابة عن قاضي القضاة ثم حضر الظاهرية في الشهر الآتي انتهى، يعني لما سافر قاضي القضاة للحج في هذه السنة فاعرفه لما توفي ولد الشيخ شمس الدين البرماوي في جمادى الآخرة سنة ست وعشرين فأقام والده بعد ذلك نحو خمسين يوما ثم سافر إلى مصر كما قدمناه ثم قال الأسدي: في يوم الأحد ثامن عشر شهر ربيع الأول سنة سبع وعشرين شرعنا في حضور الدرس وكان القاضي نجم الدين بن حجي ضعيفا فباشر عنه تدريس الشامية البرانية نائب الاعادة الشيخ محيي الدين المصري. إلى أن قال: وباشرت أنا بتدريس الظاهرية الجوانية نيابة عن ابن قاضي القضاة أيضا. ثم قال في شهر ربيع الآخر سنة ثلاثين وثمانمائة: وفي يوم الأربعاء سابعه حضر بهاء الدين قاضي القضاة الدرس في الظاهرية الجوانية وحضر والده والقاضيان الحنفي والمالكي وحاجب الحجاب وجماعة من الأمراء والفقهاء والمباشرين ودرس في أول سورة الفتح واشتغل يدرس بنفسه
بالظاهرية والشامية الجوانيتين ثم قال: في شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثين بعد عزل أبي البقاء من القضاء وفي يوم الأحد رابع عشريه حضر القاضي محيي الدين المصري درس الشامية البرانية. إلى أن قال: فقدر الله تعالى أن عوضني تدريس الظاهرية الجوانية أصالة والحمد لله على ذلك. وقال في صفر سنة تسع وثلاثين: حضرت يوم الأربعاء سادسة الظاهرية والركنية والتقوية والناصرية الجوانية ويوم الخميس سابعة حضرت العذراوية والشامية الجوانية والعزيزية والمسرورية وقال في صفر سنة ثلاث وأربعين: وفي يوم الأربعاء ثالثة ابتدأت في حضور الدرس بالظاهرية وما معها وقال في ترجمة بهاء الدين بن حجي ونزل عن تدريس الظاهرية لكاتبه وعن نصف تدريس الشامية الجوانية ونصف نظر جامع تنكز للسيد شهاب الدين ابن نقيب الأشراف وتولى مشيخة دار الحديث بهذه المدرسة وهي بين إيوان الحنفية القبلي والشافعية الشرقي بها جماعة قال الذهبي في تاريخه العبر سنة سبع وثمانين وستمائة: وأبو إسحاق اللوري إبراهيم بن عبد العزيز بن يحيى الرعيني الأندلسي المالكي االمحدث ولد سنة أربع عشرة وحج فسمع من ابن رواح1 وطبقته وسكن دمشق وقرأ الفقه وتقدم في الحديث مع الزهد والعبادة والايثار والصفات الحميدة والحرمة والجلالة ناب في القضاء ثم ولي مشيخة دار الحديث الظاهرية هذه توفي في الرابع والعشرين من صفر بالمنيبع انتهى. وقال في كتاب المشتبه: الإمام أبو إسحاق اللوري يعني باللام المفتوحة ثم بعد الواو الساكنة راء مهملة شيخ دار الحديث الظاهرية سمع من ابن الجميزي وطبقته. وقال ابن ناصر الدين في توضيحه: هو ابن عبد العزيز بن يحيى بن علي الرعيني الأندلسي اللوري نزيل دمشق ولد سنة أربع عشرة وستمائة بلورة وهي من أعمال إشبيلية انتهى. ثم وليها الشيخ الأمام المقرىء الواعظ المفسر الخطيب الصوفي شيخ العراق عز الدين أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن عمر بن الفرج بن أحمد بن سابور بن علي بن غنيمة
1 شذرات الذهب 5: 242.
(بالضم والفتح) الفاروثي الواسطي ولد بواسط في ذي القعدة سنة أربع عشرة وستمائة وقرأ القرآن على والده وعلى الحسين بن الحسن بن ثابت الطيبي وسمع ببغداد وواسط وأصبهان ودمشق من خلق ولبسة الشيخ شهاب الدين السهروردي رحمة الله تعالى ورحمنا به خرقة التصوف وروى الكثير بالحرمين والعراق ودمشق وسمع عليه خلائق منهم البرزالي سمع منه بقراءته وقراءة غيره نحوا من ثمانين جزءا ولبس منه الخرقة خلق وقرأ عليه القراآت جماعات وقدم دمشق في سنة إحدى وتسعين. قال في العبر: وولي مشيخة الحديث بالظاهرية وتدريس النجيبية وولي خطابة الجامع بعد ابن المرحل ثم عزل من الخطابة بالخطيب الموفق1 فتألم لذلك وترك الجهات وأودع بعض كتبه وكانت كثيرة جدا. قال ابن كثير: وخلف ألفي مجلد ومائتي مجلد وحدث بالكثير سمع منه البرزالي كثيرا "صحيح البخاري"2 و"جامع الترمذي"3 و"سنن ابن ماجة" و"مسند الشافعي" و "مسند أحمد" و "مسند عبد الله" و "معجم الطبراني الصغير" و"مسند الدارمي" و"فضائل القرآن لأبي عبيد" ثمانين جزءا وغير ذلك انتهى. وسار مع الراكب الشامي سنة إحدى وتسعين فحج وسار مع حج العراق إلى واسط. قال الذهبي: كان فقيها شافعيا مدرسا مفتيا عارفا بالقراآت ووجوهها وبعض عليها خطيبا واعظا زاهدا عابدا صوفيا صاحب همة وله أخلاق وكرم وإيثار ومروءة وفتوة وتواضع وحلم وعدم تكلف وكان كثير البذل كبير القدر وافر الحرمة له القبول التام من الخاص والعام وله محبة في القلوب ووقع في النفوس مات رحمه الله تعالى بواسط في ذي الحجة سنة أربع وتسعين وستمائة وصلي عليه صلاة الغائب بدمشق وغيرها. وقال ابن كثير في سنة اثنتين وتسعين وستمائة: وولي مشيخة دار الحديث الظاهرية في آخر عمره الشيخ تقي الدين الواسطي أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن أحمد بن فضل الواسطي
1 شذرات الذهب 5: 453.
2 شذرات الذهب 2: 134.
3 شذرات الذهب 2: 174.
ثم الدمشقي الحنبلي بدمشق توفي يوم الجمعة آخر النهار رابع عشرين جمادى الآخرة عن تسعين سنة وكان رجلا صالحا انفرد بعلو الرواية ولم يخلف بعده مثله وقد تفقه ببغداد ثم رحل إلى الشام ودرس الصاحبية عشرين سنة وبمدرسة أبي عمر وفي آخر عمره ولي مشيخة دار الحديث الظاهرية بعد سفر الفاروثي وكان داعية إلى مذهب السلف والصدر الأول وكان يعود المرضى ويشهد الجنائز ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وكان من خيار عباد الله تعالى ودفن بالروضة رحمه الله تعالى ودرس بعده في الصاحبية الشيخ شمس الدين محمد بن عبد القوي المرداوي1 وبدار الحديث شرف الدين عمر ابن خواجا إمام الدين المعروف بالناسخ قاله ابن كثير في سنة اثنتين وتسعين وقال في سنة اثنتين وسبعمائة: وباشر الشيخ شرف الدين الفزاري مشيخة دار الحديث الظاهرية يوم الخميس ثامن شهر ربيع الآخر عوضا عن شرف الدين الناسخ وهو أبو حفص عمر بن محمد بن عمر بن حسن ابن خواجا إمام الدين الفارسي توفي عن سبعين سنة كان فيه بر ومعروف وله أخلاق حسنة وذكر الشيخ شرف الدين المذكور درسا مفيدا وحضر عنده جماعة من الأعيان انتهى. وقال في سنة خمس وعشرين وسبعمائة: شيخنا المعمر السند الرحلة عفيف الدين إسحاق بن يحيى بن إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل الآمدي ثم الدمشقي الحنفي شيخ دار الحديث الظاهرية ولد في حدود الأربعين وستمائة وسمع الحديث على جماعة كثيرين منهم يوسف بن خليل ومجد الدين بن تيمية وكان شيخا حسنا بهي المنظر سهل الإسماع يحب الرواية ولديه فضيلة توفي ليلة الإثنين ثاني عشرين شهر رمضان ودفن بقاسيون وهو والد فخر الدين ناظر الجيوش والجامع وقال في سنة ست وعشرين وسبعمائة: وفي يوم الأحد ثامن المحرم باشر مشيخة دار الحديث الظاهرية الشيخ شهاب الدين بن جهبل بعد وفاة ابن العفيف إسحاق وترك تدريس الصلاحية بالقدس الشريف واختار دمشق
1 شذرات الذهب 5: 452.