الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يلثغ في حروف يبدلها بغيرها. وقال أيضا في شهر ربيع الأول سنة سبع وأربعين: ويوم الأربعاء تاسع عشرة حضر الفقيه رضي الدين ابن الشيخ شهاب الدين الغزي الشافعي بالكلاسة وحضرت أنا عنده والقاضي جمال الدين الباعوني وجمع من الفقهاء وكان قد سافر إلى مصر مع القاضي الونائي للشهادة على السراج الحمصي بما التمسه من مال البيمارستان فولاه القاضي كاتب السر بمصر كمال الدين البارزي تصديرا جدده له بالكلاسة ورتب له كل شهر مائة وخمسين درهما انتهى.
فائدتان: درس بها نيابة الشيخ علاء الدين الحبكي وقد مرت ترجمته في المدرسة الفلكية وجلس للتحديث بها شيخ الإسلام تقي الدين السبكي فقرا عليه الحافظ تقي الدين أبو الفتح السبكي جميع معجمه الذي خرج له الحافظ شهاب الدين بن أيبك الدمياطي وسمع عليه خلائق منهم الحافظان أبو الحجاج المزي وأبو عبد الله الذهبي وذكره في المعجم المختص وأطال فيه إلى أن قال: سمعت منه وسمع مني وحكم بالشام حمدت أحكامه فالله تعالى يؤيده ويسدده سمعنا معجمه بالكلاسة وقد مرت ترجمته في المدرسة الأتابكية.
تنبيه: الحلقة الكوثرية تجاه شبك الكلاسة تحت مئذنة العروس بالجامع الأموي وقفها الشهيد نور الدين على صبيان صغار وأيتام يقرءون في كل ليلة بعد العصر ثلاث مرات {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ويهدون ثوابها للواقف ولهم على ذلك مرتب يتناولونه من ديوان السبع الكبير يعني السبع الذي هو بالجامع المذكور الذي ذكره وإن عدة من فيه يومئذ على ما استقر عليه الحال ثلاثمائة واربعة وخمسون نفرا والله سبحانه وتعالى أعلم.
81 -
المدرسة المجاهدية الجوانية
.
بالقرب من باب الخواصين واقفها الأمير الكبير مجاهد الدين أبو الفوارس بزان بن يامين بن علي بن محمد الجلالي الكردي أحد مقدمي الجيش
بالشام في دولة نور الدين وقبلة وناب بصرخد. ولم يذكر ابن شداد اسمه ولا ترجمته هنا في كتابه الأعلاق وذكره في كلامه على مساجد جمشق حيث قال: مسجد في مدرسة بزان بن يامين الكردي المعروف بمجاهد الذين التي كانت دار الشريف القاضي أبي الحسن علي وفي كلامه على كورة حوران حيث قال: ولما فتح معين الدين1 صرخد وبصري وسلم صرخد للأمير مجاهد الدين بزان بن يامين الكردي وسلم بصرى إلى حاجبه فارس الدولة صرخك فأقام مجاهد الدين في صرخد إلى أن توفي ليلة الجمعة ثاني صفر سنة خمس وخمسين وخمسمائة وتسلمها ولده سيف الدين محمد فلما ملك الملك العادل نور الدين محمود دمشق أخذها منه إلى آخر كلامه وفي كلامه أن بانيها مجاهد الدين قليج بن شمس الدين محمود انتهى. وهو عجب فإنه إنما ذكر ذلك في المجاهدية القليجيبة ورأيت في الروضتين لأبي شامة ما صورته ثم دخلت سنة خمس وخمسين قال الرئيس أبو يعلى - يعني القلانسي - في صفر توفي الأمير مجاهد الدين بزان بن يامين أحد مقدمي أمراء الأكراد وهو من ذوي الوجاهة في الدةل موصوف بالشجاعة والبسالة والسماحة مثابر على بث الصلات والصدقات في المساكين والضعفاء والفقراء مع الزمان في كل عصر يمضي وأوان جميل المحيا حسن البشر في اللقاء وحل من داره بباب الفراديس إلى الجامع للصلاة عليه ثم إلى المدرسة المشهورة باسمه يعني المجاهدية التي عند باب الفراديس فدفن فيها في اليوم يعني وفي الصفة الشامية ولم يخل من باك عليه ومرث له ومتأسف على فقده لجميل فعاله وحميد خلاله.
قلت: وله أوقاف على أبواب البر منها المدرستان المنسوبتان إليه إحداهما التي دفن بها وهي لصيق باب الفراديس المجدد والأخرى قبالة باب دار سيف الغزي في صف مدرسة نور الدين رحمه الله تعالى وله وقف على من يقرأ السبع كل يوم بمقصورة الخضر بجامع دمشق وغير ذلك وقد مدحه
1 شذرات الذهب 4:
عرقلة1 الدمشقي الشاعر وغيره انتهى كلان أبي شامة رحمه الله تعالى. وقال الذهبي في مختصر الإسلام في سنة خمس وخمسين وخمسمائة: وفيها مات الأمير مجاهد الدين بزان واقف المجاهدية بدمشق انتهى. وفي غيره وأوصى إلى القاضي زكي الدين بن الزكي وجعل النظر لعقبه على أوقافه كلها وأوصى أن يحج عنه بثلاثين دينارا واليه ينسب السبع المجاهدي بالجامع بمقصورة الخضر داخل باب الزيادة. وقال صلاح الدين بزان بن يامين الأمير مجاهد الدين الكردي أحد الموصوفين بالشجاعة والرأي والسماحة والصدقات والصلات توفي رحمه الله تعالى سنة خمس وخمسين وخمسمائة انتهى. ومن وقفها طاحون اللوان بأواخر المزة والديروسية. قال ابن شداد: أول من درس بها قطب الدين النيسابوري. ثم ولها بعده الفقيه أبو الفتح نصر الله المصيصي وتوفي بها وعادت إلى قطب الدين النيسابوري عند عوده من العجم المرة الثانية ووليها القاضي شمس الدين يحيى بن هبة الله بن سي الدولة ثم من بعده عماد الدين ابن الحرستاني ثم ولده محيي الدين الخطيب الآن بدمشق ثم أخذت منه في سنة تسع وستين وستمائة ووليها تاج الدين عبد الرحمن الفقيه المفتي وهو مسمر بها إلى الآن انتهى.
قلت: أول من درس بها قاضي القضاة منتجب الدين أبو المعالي محمد ابن قاضي القضاة أبي الفضل يحيى بن علي بن عبد العزيز القرشي وقد ولد في أوائل سنة سبع وستين وأربعمائة وتفقه على الشيخ نصر المقدسي وناب عن والده في القضاء لما حج أبوه في سنة عشر ثم استقل بالقضاء لما كبر أبوه وبعد موته ودرس في هذه المدرسة ثم ولاه الواقف على النظر والتدريس توفي في شهر ربيع الأول سنة سبع وثلاثين وخمسمائة ودفن عند والده بمسجد القدم قال الشيخ تقي الدين ودرس بها بعده فيما أظن ولده قاضي القضاة زكي الدين أبو الحسن علي2 وقد ولي قضاء دمشق ثم استعفي منه في سنة خمس وخمسين فأعفي وذهب إلى العراق قال الذهبي:
1 شذرات الذهب 4: 220.
2 شذرات الذهب 4: 213.
وكان فقيها خيرا دينا محمود [السيرة] توفي ببغداد في شوال سنة أربع وستين وخمسمائة ومولده سنة سبع وخمسمائة ودرس بها العلامة ثطب الدين النيسابوري لما قدم إلى دمشق في المرة الأولى سنة أربعين وخمسمائة ثم درس بالزاوية الغزالية بعد موت الشيخ نصر الله المصيصي في سنة اثنتين وأربعين وقد مرت ترجمة العلامة قطب الدين في المدرسة الأمينية. قال الأسدي: وأظنه انتزع هذه المدرسة من القاضي زكي الدين ثم لما سافر قطب الدين استعادها القاضي زكي الدين ثم بعد سفره إلى العراق درس بها الخطيب ابن عبد وقد مرت ترجمته في المدرسة العمادية ثم درس بها جمال الأئمة أبو القاسم ابن المانح إما أنه انتزعها من الخطيب ابن عبد أو أنه درس بها بعد وفاته أياما وقد مرت ترجمته في المدرسة الأمينية ثم درس بها أبو الفضائل ابن رستم وقد مرت ترجمته في الغزالية ثم درس بها الخطي بن الحرستاني وقد مرت ترجمته في الغزالية أيضا ثم درس بها مدة ثم تركها مفتي الإسلام تاج الدين الفزاري وقد مرت ترجمته في دار الحديث النورية ثم درس بها قاضي القضاة بهاء الدين بن الزكي وقد مرت ترجمته في المدرسة التقوية ثم درس بها نيابة العالم العلامة علاء الدين الحبكي وقد مرت ترجمته في المدرسة الفلكية ثم درس بها أيضا نيابة القاضي جمال الدين بن قاضي شهبة وقد مرت ترجمته في المدرسة العصرونية. قال الشيخ تقي الدين بن قاضي في ذيله في شهر ربيع الأول سنة ست وعشرين وثمانمائة ومن خه نقلت: وفي يوم الأحد سادس عشرة درست بالمدرسة المجاهدية وحضر عندي فقهاء الشافعية وكنت قد وليت التدريس من سنين وكانت المدرسة خرابا فلما تماثل أمرها باشرت التدريس المذكور انتهى. ثم قال في صفر سنة تسع وأربعين: وفي يوم الأحد ثامنه درس الولد بدر الدين أبو الفضل بالمدرسة المجاهدية نزلت له عنه وكان التدريس المذكور بيدي أكثر من ثلاثين سنة انتهى ثم تولاها ولده الزيني عبد القادر. ثم نزل عنها لشيخنا قطب الدين الخيضري. ثم نزل عنها لبرهان الدين بن المعتمد ولزين الدين