الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أعيان الفقهاء والمفتين ولديه علوم شتى وفوائد وفرائد وعنده زهد وانقطاع عن الناس وقد درس بالبلخية مدة ثم تركها لولده وسافر إلى مصر فأقام بها وقد عرض عليه قضاء دمشق فلم يقبل وقد جاوز التسعين من العمر توفي سحر يوم الأربعاء خامس شهر رجب ودفن بالقرافة رحمه الله تعالى انتهى.
93 -
المدرسة التاجية
بزاوية الجامع الأموي الشرقية غربي دار الحديث العروية. قال عز الدين محمد بن عمر الأنصاري: في الأيام المعظمية جددت المقصورة التاجية المعروفة بابن سنان قديما والآن بالسلارية في سنة أربع وعشرين وستمائة انتهى. وقال الذهبي في العبر: فيسنة ثلاث عشرة وستمائة وفيها توفي العلامة تاج الدين الكندي أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن البغدادي النحوي اللغوي المقرئ شيخ الحنفية والقراء والنحاة بالشام ومسند العصر ولد سنة عشرين وخمسمائة وأكمل القراآت العشر وله عشرة أعوام وهذا ما لا أعمله تهيأ لأحد سواه أعتنى به سبط الحافظ فأقرأه وحرص عليه وجهزه إلى أبي القاسم هبة الله بن الطبر1 فقرأ عليه بست روايات وإلى أبي منصور ابن خيرون وأبي بكر خطيب الموصل وأبي الفضل بن المهتدي بالله فقرأ عليهم بالروايات الكثيرة وسمع من ابن الطبر المذكور وقاضي المارستان وأبي منصور القزاز وخلق وأتقن العربية على جماعة ونال الجاه الوافر وقال الشعر الجيد وكان الملك المعظم مديما للاشتغال عليه وكان ينزل إليه من القلعة انتهى وستأتي ترجمة الملك المعظم هذا في المدرسة المعظمية إن شاء الله تعالى.
ثم قال: توفي الكندي رحمه الله تعالى في سادس شوال ونزل الناس بموته درجة في القراآت وفي الحديث لأنه آخر من سمع من القاضي أبي بكر
1 شذرات الذهب 4: 97.
والقاضي آخر من سمع من أبي محمد الجوهري والجوهري آخر من روى عن القطيعي والقطيعي آخر من روى عن الكدمي وجماعة انتهى كلام الذهبي. وقال ابن كثير في سنة ثلاث عشرة المذكورة: الشيخ العلامة تاج الدين أبو اليمن الكندي الحنبلي ثم النحوي الحنفي اللغوي المفنن وكانت داره بدرب العجم ووفاته رحمه الله تعالى يوم الإثنين سادس شوال من هذه السنة وله ثلاث وتسعون سنة وشهر وستة عشر يوما وصلي عليه بجامع دمشق ثم حمل إلى الصالحية فدفن بها وكان قد وقف كتبا نفيسة وهي سبعمائة وإحدى وستون مجلدا على معتقه نجيب الدين ياقوت1 ثم على ولده من بعده ثم على العلماء في الحديث والفقه وغير ذلك وجعلت في خزانة كبيرة بمقصورة ابن سنان الحلبية المجاورة لمشهد علي زين العابدين رضي الله تعالى عنه ثم أن هذه الكتب تفرقت وبيع كثير منها ولم يبق في الخزانة المشار إليها إلا القليل وهي بمقصورة الحلبية وكانت قديما يقال لها مقصورة ابن سنان وقال في سنة ثلاث وعشرين: ياقوت ويقال له يعقوب بن عبد الله نجيب الدين مولى الشيخ تاج الدين الكندي وقد وقف عليه الشيخ الكتب التي بالخزانة بالزاوية الشرقية الشمالية من جامع دمشق وكانت سبعمائة وإحدى وستين مجلدا ثم على ولده من بعده ثم على العلماء فتمحقت هذه الكتب وبيع أكثرها وقد كان ياقوت هذا ليده فضيلة وأدب وشعر جيد وكانت وفاته ببغداد في مستهل شهر رجب ودفن بمقبرة الخيزران بالقرب من مشهد أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه انتهى.
وقال الصفدي في تاريخه في حرف الزاي المعجمة: زيد بن الحسن بن زيد ابن الحسن بن زيد بن الحسن ثلاثة ابن سعيد بن عصمة ابن خير بن الحارث ابن الأصغر تاج الدين أبو اليمن الكندي النحوي اللغوي الحافظ المحدث ولد ببغداد سنة عشرين وخمسمائة وتوفي سنة ثلاث عشرة وستمائة فحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين وأكمل القراآت العشر وهو ابن عشر وفاق
1 ابن كثير 13: 176.
أهل الأرض إسنادا في القراآت إلى أن قال: وقدم دمشق في شبيبته وسمع بها من المشايخ وبمصر وسكن دمشق ونال بها الحشمة الوافرة والتقدم وازدحم الطلبة عليه وكان حنبليا فصار حنفيا وتقدم في مذهب أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه وأفتى ودرس وصنف وأقرأ القراآت والنحو واللغة والشعر وكان صحيح السماع ثقة في النقل ظريفا في العشرة طيب المزاج إلى أن قال: استوزره فروخشاه ثم بعد ذلك اتصل بأخيه تقي الدين عمر صاحب حاة واختص به وكثرت أمواله وكان المعظم عيسى يقرا عليه دائما قرأ عليه كتاب سيبويه وشرحه معا وقرأ الحماسة والايضاح وقرأ شيئا كثيرا وكان يأتي من القلعة ماشيا إلى درب العجم والمجلد تحت إبطه واستملي عليه فروخشاه وابنه الملك الأمجد ثم ترد إليه بدمشق الملك الأفضل وأخوه الملك المحسن ولما مات خامس ساعة من يوم الإثنين سادس شوال في التاريخ المتقدم صلي عليه العصر بجامع دمشق ودفن بتربته بسفح قاسيون وأطال في ترجمته وما له من الشعر. والفوائد وما قال فيه العلماء في نحو نصف كراس فراجعه وفيه يقول الشيخ علم الدين السخاوي رحمهما الله تعالى شعرا.
لم يكن في عصر عمرو مثله
…
وكذا الكندي في آخر عصر
فهما زيد وعمرو إنما
…
بني النحو على زيد وعمرو
وقال ابن كثير في سنة إحدى عشرة وسبعمائة: الشيخ شعبان بن أبي بكر بن عمر الإربلي شيخ الحلبية بجامع بني أمية كان صالحا مباركا فيه خير كثير وكان كثير العبادة وإيجاد الراحة للفقراء وكانت جنازته حافلة جدا صلي عليه بالجامع بعد ظهر بوم السبت تاسع عشرين شهرب رجب ودفن بالصوفية وله سبع وثمانون سنة وروى شيئا من الحديث وخرجت له مشيخة حضرها الأكابر انتهى. وقال في ذيل العبر في سنة إحدى عشرة المذكورة: ومات الشيخ الصالح الزاهد البركة الشيخ شعبان بن أبي بكر بن عمر الإربلي شيخ مقصورة الحلبيين في شهر رجب عن سبع وثمانين سنة