الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالصوفية فيما أظن عن نحو ستين سنة انتهى. ولم أقف على شيء من مدرسيها سوى ذلك.
48 -
المدرسة الساوجية
قال ابن شداد: أنشأها جمال الدين الساوجي كان تاجرا وقفها على الشريف كمال الدين حمزة الطوسي وهو مستمر بها إلى الآن انتهى.
49 -
المدرسة الشامية البرانية
بالعقيبة قال ابن كثير: بمحلة العوينة. وقال ابن شداد: بانيها والدة الملك الصالح إسماعيل أول من درس بها تقي الدين بن الصلاح ثم من بعده شمس الدين الاعرج ثم عادت إلى شمس الدين المقدسي وتوفي وبقيت على ولده إلى الآن انتهى. ولعله سبق قلم من الصالحية المعروفة بأم الصالح إلى الشامية. ثم قال في موضع: باني المدرسة الشامية البرانية أنشأتها ست الشام ابنة نجم الدين أيوب بن شادي بن مروان أخت الملك الناصر صلاح الدين وهي من اكبر المدارس وأعظمها واكثرها فقهاء واكثرها أوقافا انتهى. قال الذهبي في تاريخه الصغير فيمن مات سنة ست عشرة وستمائة: وست الشام الخاتون أخت الملك الناصر صلاح الدين والعادل توفيت في ذي القعدة ودفنت بتربتها التي بمدرستها الشامية انتهى. وقال ابن كثير في تاريخه السنة المذكورة: واقفة المدرستين الخاتون الجليلة ست الشام بنت أيوب بن شادي يعني ابن يعقوب كذا رأيته بخط البرزالي في وفاة الملك المؤيد1 صاحب حماة أخت الملوك وعمة اولادهم وكان لها من الملوك المحارم خمسة وثلاثون ملكا منهم شقيقها الملك المعظم توران شاه بن أيوب2 صاحب اليمن وهو مدفون عندها في تربتها في القبر القبلي من الثلاثة وفي الأوسط منها زوجها وابن عمها ناصر الدين محمد بن أسد الدين شيركوه بن شادي صاحب حمص
1 شذرات الذهب 6: 98.
2 شذرات الذهب 4: 255.
وكانت قد تزوجته بعد أبي أبنها حسام الدين عمر المدفون في القبر الثالث وهي في الذي يلي مكان الدرس ويقال للتربة والمدرسة الحسامية نسبة إلى ابنها هذا حسام الدين عمر بن لاجين وكانت من اكثر النساء صدقة وإحسانا إلى الفقراء والمحاويج وتعمل في كل سنة في دارها بألوف من الذهب اشربة وادوية وعقاقيروغير ذلك فيفرق على الناس وكانت وفاتها يوم الجمعة آخر النهار سادس عشرين ذي القعدة من هذه السنة في دارها التي جعلتها مدرسة عند المارستان وهي الشامية الجوانية ونقلت منها إلى تربتها بالشامية البرانية وكانت جنازتها عظيمة حافلة انتهى
فائدة قال ابو شامة في كلامه على قتل شاهنشاه بن أيوب أخي الملك الناصر صلاح الدين قلت وهو والد عز الدين فروخ شاه وتقي الدين عمر والست عذراء المنسوب إليها المدرسة العذراوية داخل باب النصر بدمشق وقبره الآن بالتربة والنجمية جوار المدرسة الحسامية بمقبرة العوينة ظاهر دمشق انتهى ويعني بالحسامية هذه المدرسة الشامية البرانية وأما النجمية فلم أعرفها إلا أن تكون هذه القبة قبلي المدرسة المذكورة وقد صنف الشيخ تقي الدين ابن قاضي شهبة في ست الشام كراسة وهي عندي ومن وقفها السلطاني وهو قدر ثلاث مائة فدان حده قناة الريحانية إلى اوائل القبيبات إلى قناة حجيرا ودرب البويضة ومنه الوادي التحتاني وادي السفرجل وقدره نحو عشرين فدانا ومنه ثلاثة كروم وغير ذلك قال العلامة أبو شامة شرط واقفها أن لا يجمع المدرس بينها وبين غيرها كذا نقله ابن كثير في سنة ثمان وخمسين في ترجمة يحيى ابن الزكي وقال في سنة خمس عشرة وستمائة القاضي شرف الدين أبو طالب عبد الله ابن زين القضاة عبد الرحمن بن سلطان بن يحيى بن علي القرشي الدمشقي من بني عم ابن الزكي وكان اول من درس بالشامية البرانية وبالرواحية أيضا وناب في الحكم عن ابن عمه محيى الدين ابن الزكي وتوفي في شعبان من هذه السنة ودفن عند مسجد القدم وقد تقدمت ترجمته في المدرسة الرواحية قال ابن شداد ثم ذكر الدرس بها
قاضي القضاة شمس الدين أبو البركات يحيى بن الحسن بن هبة الله بن علي المعروف بابن سني الدولة ثم من بعده نجم الدين أحمد بن راجح بن خلف المغربي المعروف بابن الحنبلي ثم من بعده عز الدين عبد العزيز ابن قاضي القضاة نجم الدين ابي البركات عبد الرحمن ابن قاضي القضاة شرف الدين أبي سعد عبد الله بن أبي عصرون ثم من بعده قاضي القضاة محيي الدين أبي الفضل يحيى بن الزكي ثم من بعده القاضي رفيع الدين عبد العزيز بن عبد الهادي الجيلي انتهى قال ابن كثير درس بها في شهر ربيع الأول سنة سبع وثلاثين وستمائة انتهى ثم قال ابن شداد ثم من بعده يحيى بن الزكي أي زكي الدين أيضا ثم من بعده الشيخ تقي الدين أبو عبد الله محمد بن الحسين بن رزين الشافعي ثم ناب عنه بها شمس الدين أبو عبد الله محمد المعروف بالمقدسي في الأيام الظاهرية ثم تولاها عز الدين محمد بن شرف الدين عبد القادر بن خليل الأنصاري ثم تنازع هو وشمس الدين المقدسي في الأيام الظاهرية منازعة طائلة وبقيا على ذلك مدة ثم قسمت بينهما نصفين وصار كل واحد منهما يذكر الدرس إلى بعض النهار إلى سنة تسع وستين وستمائة واشتغل بها شمس الدين محمد المقدسي المذكور وهو مستمر بها إلى الآن وهو آخر سنة أربع وسبعين وستمائة انتهى وقال ابن كثير في سنة اثنتين وثمانين وستمائة ولما توفي شمس الدين محمد المقدسي في شوال ولي مكانه أخوه شرف الدين أحمد بن نعمة تدريس الشامية البرانية وأخذت منه العادلية الصغيرة فدرس بها نجم الدين أحمد بن صصري التغلبي في ذي القعدة وأخذت من شرف الدين أيضا الرواحية فدرس فيها نجم الدين البياني نائب الحكم انتهى وإنما أخذتا منه لأن شرط مدرس الشامية هذه أن لا يجمع المدرس بينها وبين غيرها كما تقدم وكذا ذكره ابن قاضي شهبة في ذيله في شوال سنة أربع وعشرين وثمانمائة وزاد أنه أيضا شرط في متفقهها ويشكل علي كلام ابن كثير هذا التابع لكلام ابن شداد وما قاله في سنة خمس وخمسين وستمائة القاضي تاج الدين أبو عبد الله محمد ابن قاضي القضاة جمال
الدين المصري ناب عن أبيه ودرس بالشامية وله شعر فمنه قوله صيرت فمي لفيه باللثم لثام
…
عمدا ورشفت من ثناياه مدام فازور وقال أنت في الفقه إمام
…
ريقي خمر وعندك الخمر حرام
وما قاله في سنة ثلاث وتسعين وستمائة وفي يوم الأربعاء ثاني ذي القعدة درس بالغزالية الخطيب شرف الدين المقدسي عوضا عن قاضي القضاه شهاب الدين بن الخويي توفي وترك الشامية البرانية وباشر تدريس الشامية البرانية عوضا عن شرف الدين المقدسي الشيخ زين الدين الفارقي وانتزعت من يديه الناصرية فدرس بها ابن جماعة وبالعادلية في العشرين من ذي الحجة انتهى ملخصا وقال في سنة ست وتسعين وستمائة ثم خرج السلطان العادل كتبغا بالعساكر من دمشق بكرة يوم الثلاثاء ثاني عشرين المحرم وخرج بعده الوزير وهو فخر الدين الخليلي فاجتاز بدار الحديث وزار الأثر النبوي وخرج إليه الشيخ زين الدين الفارقي وشافهه بتدريس الناصرية وترك زين الدين تدريس الشامية البرانية فوليها القاضي كمال الدين بن الشريشي وذكر أن الوزير أعطى الشيخ شيئا من حطام الدنيا فقبله وكذلك أعطى خادم الأثر وهو المعين خطاب وخرج الأعيان والقضاة مع الوزير لتوديعه ووقع في هذا اليوم مطر جيد استسقى الناس به وغسل آثار العساكر من الأوساخ وغيرها إلى أن قال ودرس ابن الشريشي بالشامية البرانية بكرة يوم الخميس مستهل صفر وتقلبت أمور كثيرة في هذه الأيام ثم قال في السنة المذكورة في شعبان وأيدت الشامية البرانية إلى الشيخ زين الدين الفارقي مع الناصرية بسبب غيبة كمال الدين بن لشريشي بالقاهرة انتهى وقال في سنة ثلاث وسبعمائة ولما توفي زين الدين الفارقي كان نائب السلطنة في نواحي البلقاء فلما قدم تكلموا معه في وظائف الفارقي فعين الخطابة لشرف الدين الفزاري وعين الشامية البرانية ودار الحديث للشيخ كمال الدين بن الشريشي وأخذ منه الناصرية للشيخ كمال الدين ابن الزملكاني إلى أن قال فلما كان بكرة
الاثنين ثاني عشرين شهر ربيع الأول وصل البريد من مصر صحبة الشيخ صدر الدين بن الوكيل وقد سبقه مرسوم السلطان له بجميع جهات الفارقي مضافا إلى ما بيده من التدريس إلى أن قال فمنعه من الخطابة وأقره على التدريسين ودار الحديث إلى أن قال وأخذ الشيخ كمال الدين بن الزملكاني تدريس الشامية البرانية من يد ابن الوكيل وباشرها في مستهل جمادى الأولى واستقرت دار الحديث بيد ابن الوكيل مع مدرستيه الأوليتين وأظنهما العذراوية والشامية الجوانية انتهى وقد تقدمت ترجمة الشيخ زين الدين الفارقي والقاضي كمال الدين بن الشريشي والشيخ صدر الدين بن الوكيل والشيخ كمال الدين بن الزملكاني في دار الحديث الأشرفية الدمشقية وقال ابن كثير في سنة تسع وسبعمائة وفي ذي الحجة درس كمال الدين ابن الشيرازي بالمدرسة الشامية البرانية انتزعها من يد الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني وذلك أن الأمير استدمر ساعده على ذلك انتهى ومثله في العبر وقال ابن كثير في سنة عشر وسبعمائة وفي يوم الأربعاء سادس عشر ذي الحجة عاد الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني إلى تدريس الشامية البرانية انتهى ومثله في العبر إلا أنه قال وبعد شهر أخذت من ابن الشيرازي الشامية وقال الذهبي فيها في سنة خمس وثلاثين وستمائة وأبو نصر بن الشيرازي القاضي شمس الدين محمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن يحيى بن بندار بن مميل ولد سنة تسع وأربعين وخمسمائة وأجاز له أبو الوقت وطائفة وسمع من أبي يعلى بن الحبوبي وطائفة كثيرة وله مشيخة في جزء درس وأفتى وناظر وصار من كبار أهل دمشق في العلم والرواية والرئاسة والجلالة ودرس مدة بالشامية الكبرى وتوفي في ثامن جمادى الآخرة انتهى وقال تلميذه ابن كثير في هذه السنة المذكورة والقاضي شمس الدين ابن الشيرازي الدمشقي سمع الكثير على الحافظ ابن عساكر وغيره واشتغل في الفقه وناب في الحكم عدة سنين وكان فقيها عالما فاضلا كيسا حسن الأخلاق عارفا بالأخبار وأيام
العرب والأشعار كريم الطباع حميد الآثار وكانت وفاته ليلة الخميس ثالث جمادى الآخرة وقال الصفدي وكان عديم النظير في عدم المحاباة في الحكم يستوي الخصمان في النظر عنده وهو حفيد أبي نصر المتقدم ذكره انتهى فأجاز له خضر بن يسار الهروي وجماعة وسمع الكثير وطال عمره وتفرد عن أقرانه واشتغل بالقضاء بعد نيابة في الشام فكان من خيار قضاتها ودرس بمدرسة العماد الكاتب والله سبحانه وتعالى أعلم وقال ابن كثير في سنة خمس وعشرين وسبعمائة وفي أواخر شهر رجب قدم الشيخ زين الدين محمد ابن عبد الله بن المرحل من مصر على تدريس الشامية البرانية وكانت بيد ابن الزملكاني فانتقل إلى قضاء حلب فدرس بها في خامس شعبان وحضر القاضي الشافعي وجماعة
وقال الصفدي في تاريخه في المحمدين محمد بن عبد الله بن عمر الإمام العلامة الورع الخير زين الدين بن علم الدين ابن الشيخ زين الدين ابن المرحل الشافعي هو ابن أخ الشيخ صدر الدين كان من أحسن الناس شكلا وربي على طريقة خيرة في عفاف وملازمة اشتغال وانجماع عن الناس وكان عمه يحسده ويقول لا إله إلا الله ابن الجاهل طلع فاضلا وابن الفاضل طلع جاهلا يعني الشيخ صدر الدين بذلك ابنه عينه قاضي القضاة شمس الدين بن الحريري للقضاء وأشار به على السلطان إما لقضاء مصر أو لقضاء الشام فلم يكن فيه ما منعه من ذلك غير صغر سنه وأحضر على البريد من مصر وتولى تدريس الشامية البرانية من مصر عوضا عن الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني لما توجه قاضيا بحلب الشهباء وأخبرني جماعة أن دروسه لم تكن بعيدة من دروس الشيخ بن الزملكاني لفصاحته وعذوبة لفظه وكان الفقه والأصول قد جودهما وأما العربية فكان فيها ضعيفا وناب عن قاضي القضاة علم الدين الأخنائي بدمشق في الحكم وتوفي سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة انتهى
وقال ابن كثير في سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة وباشر بعده تدريس الشامية البرانية ابن جملة ثم توفي بعد شهور وذلك يوم الخميس رابع عشر ذي القعدة وقال الذهبي في ذيل العبر في سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة ومات بدمشق مدرس الشامية الذي كان قاضي القضاة جمال الدين يوسف بن إبراهيم بن جملة المحجي ثم الصالحي الشافعي في ذي القعدة عن سبع وخمسين سنة حدث عن الفخر وغيره وتفقه بابن الوكيل وبابن النقيب ودرس سعى له في القضاء ناصر الدين الدوادار فولي القضاء نحو سنتين وعزل وسجن مدة ثم أعطي الشامية وكان قوي النفس ماضي الحكم على حدة فيه وكان كثير الفضائل انتهى وقال ابن كثير في سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة المذكورة وفي ذي القعدة حضر تدريس الشامية البرانية قاضي القضاة شمس الدين ابن النقيب عوضا عن القاضي جمال الدين بن جملة توفي وحضره خلق كثير من الفقهاء والأعيان
وقال السيد الحسيني في ذيله في سنة خمس وأربعين وسبعمائة وفي ليلة الجمعة ثاني عشر ذي القعدة مات شيخنا محمد بن أبي بكر بن إبراهيم ابن النقيب إلى أن قال ودرس بالشامية الكبرى عوضا عن ابن جملة ثم درس بها بعده الشيخ تقي السبكي وقد تقدمت ترجمته في المدرسة الأتابكية ثم درس بها بعده ولده القاضي جمال الدين حسين ثم درس بها بعده القاضي علاء الدين علي ابن القاضي فخر الدين الزرعي في المحرم سنة سبع وأربعين ثم انتزعت منه بعد أشهر ثم أعيد ثانيا القاضي جمال الدين حسين وقد تقدمت ترجمته في المدرسة الدماغية ثم الإمام شمس الدين ابن خطيب يبرود وقد تقدمت ترجمته في المدرسة الدماغية أيضا ثم الشيخ تاج الدين السبكي وقد تقدمت ترجمته في دار الحديث الأشرفية الدمشقية ثم شيخ الشافعية محمد ابن قاضي شهبة ثم نزل عنها لشهاب الدين الزهري ودرس بها أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن إلياس بن الخضر الدمشقي
المعروف بابن الرهاوي في شوال سنة تسع وستين ثم أخذت منه بعد شهر ثم طلب إلى مصر مع مستخلفه سراج الدين البلقيني في ذي القعدة من السنة ثم عاد في المحرم من السنة الآتية ثم جاء المرسوم في شهر ربيع الأول سنة سبعين بالقبض عليه وكشف عليه وأوذي وكما تدين تدان وأخذ منه أربعون ألفا ثم ردت عليه وظيفة القضاء بسعي الشيخ سراج الدين ثم بعد موت القاضي تاج الدين درس بالناصرية عوضا عن ابن خطيب يبرود ثم انتقل الى الشامية البرانية ثم انتزعها منه الغزي في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين ثم حصل له خمول وتأخير إلى أن توفي ذكره ابن حجي وقال فيه الإمام الأوحد أحد صدور الشام المشاهير والفضلاء المعروفين بالذكاء والمشاركة في العلوم كان سريع الإدراك حسن المناظرة كان يرفع في المجالس ولم يزل في علو وارتفاع حتى دخل في قضية القاضي تاج الدين وتولى مخالفة أمره وادرك البرهان الفزاري وحضر عنده وتفقه على جماعة وقرأ بالروايات واشتغل بالعربية وقرأ الأصول والمنطق على شمس الدين الأصفهاني واعتنى بالحساب وأفتى وتوفي في شهر ربيع الأول سنة سبع وسبعين وسبعمائة بتقديم السين فيهن وله بضع وستون سنة قال الأسدي في تاريخه في سنة إحدى وثمانمائة عبد الله بن أحمد بن صالح بن خطاب ابن القاضي جمال الدين ابن الأمام العلامة شهاب الدين الزهري مولده في جمادى الآخرة سنة تسع وستين وسبعمائة وحفظ التمييز هو وأخوه تاج الدين في سنة ثلاث وثمانين وأنهى هو وأخوه بالشامية في جمادى الآخرة سنة خمس وثمانين وأذن له والده ولأخيه بالإفتاء في جماعه من الفقهاء في جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين ونزل له والده قبل موته عن تدريس الشامية البرانية شريكا لأخيه وناب في الحكم سنة وتسعة أشهر وكان له كلمة عالية وإقدام توفي في المحرم منها انتهى ثم قال الأسدي فيه في صفر سنة أربع وعشرين وثمانمائة قاضي القضاة مفتي المسلمين صدر المدرسين تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب ابن شيخ الشافعية شهاب الدين الزهري
البقاعي الفاري الأصل الدمشقي مولده سنة سبع وستين وسبعمائة وحفظ التمييز للبارزي وغيره وأخذ عن والده وعن الشيخ نجم الدين بن الجابي وعن الشيخ شرف الدين بن الشريشي وغيرهم من مشايخ العصر هو وأخوه القاضي جمال الدين ونشأ على طريقة حسنة وملازمة لطلب العلم وأنهى في هذه المدرسة مع أخيه جمال الدين ومعهما الشيخ شهاب الدين بن نشوان والشيخ نجم الدين بن زهرة وغيرهم بسؤال الشيخ شهاب الدين بن حجي وحضر قراءة المختصر على والده وفرغ منه في جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين ودرس بالعادلية الصغرى في حياة والده وناب عن والده في القضاء في تلك المدة اليسيرة ثم ناب بعد ذلك في القضاء مدة طويلة ونزل له والده عند موته عن نصف تدريس الشامية ولأخيه جمال الدين فباشر ذلك ثم توفي أخوه فنزل له عند موته عن تدريسها الآخر وعن القليجية وقضاء العسكر وغير ذلك واستمر على ذلك بعد الفتنة وكان يكتب كتابة حسنة وتصدى للإفتاء وكان يستحضر التمييز إلى آخر وقت وذهنه جيد وكان عاقلا ساكنا كثير التلاوة ويقوم الليل وعنده حشمة وأدب ولسانه طاهر وقد ولاه الأمير نوروز القضاء بعد وفاة ابن الأخنائي في شهر رجب سنة ست عشرة فباشره إلى أن قدم المؤيد في أول السنة الآتية وباشر بعفة ولكن نقم بعض الناس ولايته على هذا الوجه توفي بمنزله بالصالحية بالجسر الأبيض يوم الجمعة ثالث عشريه قبل الصلاة بسبب الفجأة فانه كان له مدة منقطعا بسبب نزلة ثم عوفي ودخل الحمام وركب فلما كان في أول هذا اليوم تغبر حاله ومات وصلي عليه على باب الماردانية أم بالناس عليه قاضي القضاه الشافعي نجم الدين بن حجي ثم صلي عليه ثانيا بجامع يلبغا بعد صلاة العصر وحضر هناك خلق عظيم ثم صلي عليه ثالثا بجامع تنكز وحضر هناك النائب والأمراء وأم عليه الشيخ محمد قديدار وحمل الأمراء
جنازته ودفن على والده بمقبرة الصوفية واستقر عوضه في تدريس الشامية البرانية قاضي القضاة بعدما وزن خمسمائة دينار على ما قيل واستقر ولداه في بقية وظائفه مع أنهما ليسا بنجيبين بل أحدهما قد أيس من فلاحه فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
وقال الشيخ تقي الدين في ذيله في صفر سنة أربع وعشرين وفي يوم الخميس تاسع عشريه حضر قاضي القضاة الإمام العالم نجم الدين بن حجي تدريس الشامية البرانية وعليه خلعة خلعها عليه النائب وحضر النائب والأمراء والقضاة والفقهاء من الشافعية وغيرهم وجلس النائب على يساره وجلس القضاة الثلاثة على يمينه ودرس في قوله تعالى {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} إشارة إلى أنه أهل لذلك وقال في الخطبة عند ذكر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والنبوة فلم تكن تصلح إلا له ولم يكن يصلح إلا لها انتهى وقد تقدمت ترجمه قاضي القضاة المذكور في المدرسة الركنية ثم قال في شوال منها وممن حج في هذه السنه قاضي القضاه الشافعي واستخلف القاضي السيد شهاب الدين ابن نقيب الأشراف وجعل الشيخ شمس الدين البرماوي نائبه في الخطابة والمدارس المتعلقة به غير مدارس القضاة وهي الشاميتان والظاهرية الجوانية إلى أن قال وفي يوم الأحد تاسع عشرية حضر الشيخ شمس الدين البرماوي المدرس بالشاميتين نيابة عن قاضي القضاة ثم حضر الظاهرية في الشهر الآتي انتهى ثم قال في شهر ربيع الأول سنة خمس وعشرين وفي يوم الأربعاء ثالثة درس قاضي القضاة الشافعي بالشامية البرانية وهو أول من درس بها في أول النهار يوم الأحد وكان في المده الماضية يحضر بها يوم الخميس العصر وأخذ في الكلام على أول كتاب النكاح من مختصر المزني وفي هذا اليوم ابتدأ الناس بالدروس انتهى ثم قال في شهر ربيع الأول سنة سبع وعشرين وفي يوم الأحد شرعنا في حضور الدرس وكان القاضي نجم الدين بن حجي ضعيفا فباشر عنه تدريس الشامية
البرانية نائب الاعادة الشيخ محيي الدين المصري وباشر ابن سلام تدريس الشامية الجوانية نيابة عن السيد شهاب الدين ابن نقيب الأشراف وعن بهاء الدين ابن قاضي القضاة وباشرت أنا تدريس الظاهرية الجوانية نيابة عن ابن قاضي القضاة أيضا ثم قال في صفر سنة تسع وعشرين وفي يوم الأحد ثاني عشرة حضر القاضي نجم الدين بن حجي بالمدرسة الشامية البرانية وحضر معه يسير من الفقهاء من أهلها وكان قد أراد أن يدرس بعد رواح الحاج فمنع السيد الفقهاء من الحضور معه واحتج عليهم بأن المدارس في هذه السنة ليس فيها شيء فأي فائدة في الحضور فترك الحضور في الشامية وتعطل الحضور في بقية المدارس بسببها فلما كان في هذا الوقت ذكر له أن القاضي نجم الدين يريد الحضور فقال إلى شهر ربيع الأول فلم يلتفت القاضي نجم الدين إلى كلامه وحضر في اليوم المذكور ثم جاء مطر كثير في ليلة الاربعاء ويومها وفي ليلة السبت ثامن عشرة وليلة الأحد ويومها ووقع ثلج علق على الجبال والأسطحة نحو شبر ثم وقع مطر في ليلة الثلاثاء وفي ليلة الأربعاء وكان كثيرا جدا ويومه وليلة الجمعة ويومها وليلة السبت وكان الناس محتاجين إلى ذلك ثم وقع في ليلة الأربعاء ثاني عشرية وليلة الخميس ويومه وليلة الجمعة ويومها وليلة السبت وليلة الأحد ويومها وتراكم في الطرقات ثم وقع مطر ليلة الأربعاء تاسع عشرية وليلة الخميس ووقع مطر كثير إلى أن قال ولم ينفق حضور الفقهاء إلا في الشهر الآتي انتهى ثم قال في شهر ربيع الأول منها وفي يوم الأحد تاسع عشره حضر قاضي القضاة نجم الدين بن حجي بالشامية البرانية وحضر معه الفقهاء على العادة وكان قد حضر من ثاني عشر الشهر الماضي للاعلام ثم لم يتفق له الحضور إلا في هذا اليوم لتوالي الأمطار والثلوج وحضر بالشامية الجوانية والظاهرية ثم ضعف ولده انتهى ثم قال في شهر ربيع الآخر منها وفي يوم الأحد سلخ الشهر دعا القاضي نجم الدين بن حجي بالشامية البرانية وكان
الحضور في هذه السنة قليلا بسبب قلة الجوامك في المدارس بهذه السنة بسبب الاجاحات الواقعة في المغل من العام الماضي وأكثرها لم يفرق فيها شيء انتهى ثم قال وفي يوم الجمعة الثاني عشر من شوال منها وفي هذا اليوم بلغني أن قاضي القضاة نجم الدين بن حجي نزل عن تدريس الشامية البرانية لابنه الصغير أحمد وهو ابن سنتين من أمة سوداء وعجب الناس من ذلك واستضعفوا رأيه فانه لم يبق من مناصب أهل العلم شيء لم يتغير إلا تدريس هذه المدرسة ومنذ بنيت إلى الآن لم يتولها صغير فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم انتهى قلت ثم سافر نجم الدين بن حجي إلى مصر بعد مجيء كتاب الدوادار بيد غريمه وطلبه فسافر من الناصرية البرانية ليلا ولم يجتمع بالنائب وذلك ليلة الأربعاء مستهل ذي القعدة سنة تسع وعشرين ثم طلب الشافعي غريمه السيد بساع من مصر ثم سافر السيد يوم جاءت الأخبار باكرام ابن حجي من مصر وهو ثاني ذي الحجة منها وفي يوم الاثنين سادس عشرية سافر بهاء الدين ابن القاضي نجم الدين إلى مصر ومعه كتب من كتب أبيه وحوائج على أن يقيم بمصر ثم أعيد القاضي نجم الدين إلى قضاء دمشق وفي شهر ربيع الآخر سنة ثلاثين في يوم الأحد رابعه حضر قاضي القضاة نجم الدين الدرس بالشامية البرانية وقد تاجر الحضور عن وقت العادة بشهرين ثم قتل القاضي نجم الدين في ثاني ذي القعدة منها وسافر ولده بهاء الدين إلى مصر في أمر والده ثم قال في ذي القعدة عقيب قتل نجم الدين بن حجي بستة أيام وفي يوم الأحد ثامنه درست بالشامية البرانية نيابة عن ولد قاضي القضاة نجم الدين الولد الصغير وعمره نحو ثلاث سنين وابتدأت من باب الاجارة في الحاوي الصغير ثم درست بالشامية الجوانية والظاهرية نيابة عن أخيه بهاء الدين ولد قاضي القضاة نجم الدين انتهى لأنه كان سافر إلى مصر كما علمت قيل عقب قتل والده بثلاثة أيام ثم قال في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وثلاثين وفي يوم الأحد ثامن عشرية دعيت بالشامية البرانية
وكان جملة الحضور بها في هذه العمالة في أول النهار سبعة عشر درسا وحضرت بالمدرسة العزيزية في النصف الذي كان للشيخ شمس الدين الكفيري سبعة دروس وغالب مدارس دمشق لم يحضر بها أحد في هذه السنة فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم انتهى ثم قال في شهر رمضان سنة أثنتين وثلاثين وثمانمائة وفي يوم الأحد رابع عشرية حضر القاضي محيي الدين المصري الدرس بالشامية البرانية نيابة عن أحمد ابن قاضي القضاة نجم الدين ابن حجي وحضر معه القضاة وكان كاتبه يباشر النيابة في المدرسة المذكورة من حين وفاة القاضي نجم الدين إلى الآن فلما كان في هذا الوقت أرسل القاضي بهاء الدين بن حجي يسأل أن يستقر المذكور في النيابة لأمر أوجب ذلك وساعده غيره على ذلك فجاء مرسوم استقراره في النيابة فقدر الله تعالى أن عوضت بتدريس الظاهرية الجوانية أصالة ولله الحمد والمنة انتهى ثم قال في صفر سنة أربع وثلاثين وفي يوم الأربعاء ثالث عشره باشرت نيابة التدريس بالشامية البرانية على عادتي وقد كانت خرجت لمحيي الدين المصري ولم يكن ذلك بقوته وإنما كان ذلك لأسباب أوجبت ذلك ثم الآن تغير ذلك وعدت إلى ما كنت عليه ويوم الأربعاء المذكور أول حضور الدرس انتهى ثم قال في شوال منها وفي يوم الأربعاء سلخه حضرت الدرس بالشامية البرانية انتهى ثم قال في صفر سنة سبع وثلاثين وفي يوم الأحد تاسع عشره شرعت في حضور الدرس وكنت قد عزمت على ان أشرع في الدرس في شهر ربيع الأول لأن كثيرا من الناس في صفر في أشغالهم من قسم المغل وغيره ثم أنه وقع بيني وبين قاضي القضاة فاني رأيت ما أكره ولم يمكني الكلام فتركت المباشرة فبادر باستنابة الشيخ محيي الدين المصري في الشامية البرانية فحينئذ علمت أنه لا يتم لي ما قصدته من إبدال صفر بغيره أي تدريس صفر يكون في غير صفر فأنه إذا دعى في الشامية لم يبق حضور فيفوت شهر من الحضور وربما يبقى ذلك عادة في مستقبل الزمان فبادرت
إلى تدارك ما أمكن تداركه وحضرت في هذا اليوم العذراوية والعزيزية وحضرت في يوم الأربعاء ثاني عشريه الظاهرية والركنية والتقوية انتهى ثم قال في شهر ربيع الأول منها وفي يوم الأحد ثالثه ابتدأ الشيخ محيي الدين المصري في حضوره الدروس في الشامية البرانية انتهى واستمر الشيخ محيى الدين إلى أن توفي في صفر في تاسع عشره سنة أربعين وقد تقدمت ترجمته في المدرسة الدولعية ثم أنه قال في شهر ربيع الأول منها وفي يوم الأحد رابعه كان ابتداء الدروس وحضر في الشامية البرانية نيابة عن المدرس علاء الدين ابن الصيرفي وكان يسرد أشياء على طريقة المواعيد بحيث أن طلبة العلم كانوا يعجبون من دروسه انتهى قلت وأفادني ولده سراج الدين بن الصيرفي أن أول تدريس والده فيها كان في قوله تعالى {اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين} الآية وقد تقدمت ترجمه علاء الدين هذا في دار الحديث الأشرفية الدمشقية ثم قال في صفر سنة أربع وأربعين وفي يوم الأحد تاسعه حضر شمس الدين البلاطنسي في الشامية البرانية نيابة عوضا عن الشيخ علاء الدين بن الصيرفي وكان المذكور قد حج في سنة اثنتين وأربعين وجاور وعاد في هذه السنة وهو من أهل العلم والدين ولكن استنكر الناس ذلك لكبر المنصب بالنسبة إليه ولكن الزمان قد آل إلى فساد عظيم وعدم مراعاة ما كان الناس عليه انتهى ثم رأيت على الهامش بخط تلميذه شيخنا زين الدين خطاب ما أدري من استنكره انتهى واستنكاره ظاهر بالنسبة إلى وجود شيخه وحضوره مدرسا وشيخه في فقاهته مع تقدم مباشرته للتدريس المذكور ولكن حسن ظن البلاطنسي شيخنا بأن شيخه يفرح به ألجأه إلى قبول النيابة فيه مع وجود شيخه والله تعالى أعلم ثم قال وفي يوم الاثنين عاشره دخل القاضي سراج الدين الحمصي إلى دمشق
وهو متمرض وقرىء تقليده على العادة واستمر بابن الصيرفي وقال إن السلطان لا يولي غيره انتهى فكتب الشيخ زين الدين خطاب أيضا بالهامش هذا هو الفساد العظيم لا تدريس من هو من أهل العلم والدين بشهادتك انتهى قلت وشمس الدين البلاطنسي هذا هو العلامة الرباني مفتي المسلمين أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن خليل بن أحمد بن علي بن حسين البلاطنسي الدمشقي الشهير في بلاطنس بابن عكا ولد بها سنة ثمان وتسعين بالمثناة وسبعمائة اشتغل وبرع ودرس وأفتى وناظر وناب بهذه المدرسة إلى أن توفي سنة ثلاث وستين في سادس عشر صفرها ليلة الثلاثاء بمنزله جوار مدرسة البادرائية ودفن بمقبرة باب الصغير شمالي المزار الشهير بأوس بن أوس رضي الله تعالى عنه قباله تربة بهادر ثم قال في جمادى الأولى سنة خمس وأربعين وممن توفي فيه شهاب الدين أحمد ابن قاضي القضاة نجم الدين بن حجي ولد في شهر ربيع الأول سنة سبع وعشرين ونزل له والده عن تدريس الشامية البرانية واستنكر الناس ذلك كثيرا إذ لم يتفق مثل ذلك من حين بنيت هذه المدرسة وحفظ المنهاج وغيره وكان جيد الحافظة حتى صار في ظن جماعة أنه متأهل للتدريس قريبا فلما طلب منه الفهم وقف حاله ثم ترك الاشتغال وكان ساكنا قيل إنه كان يحسن النظم وكانت أمه جارية سوداء وهو نحيف دميم الشكل بلي من سنين بريح الشوكة نسأل الله العافية توفي يوم السبت رابع عشره انتهى وقرر قاضي القضاة الونائي في تدريس الشامية أخوه بهاء الدين أبا البقاء بحكم وفاة أخيه ثم نزل لابنه محيي الدين قبل موته قال الشيخ تقي الدين في ذيله في ترجمة بهاء الدين واستقرت جهاته وهي كثيرة جدا منها إمرته ورزقه وتدريس الشامية البرانية كان ولاه إياه القاضي شمس الدين الونائي بعد موت أخيه من أبيه ولم يباشر ذلك بنفسه ونظرها وخطابة جامع التوبة ونظره ونصف نظر جامع تنكز وتدريس الناصرية البرانية ونظرها وتدريس الناصرية الجوانية ونظرها كل
ذلك استقر باسم ولده يحيى لا حياة الله وهو ابن عشر سنين ومات عنه وعن ثلاث بنات وكان قبل ذلك قد نزل عن تدريس الظاهرية لكاتبه وعن نصف تدريس الشامية الجوانية ونصف نظر جامع تنكز للسيد شهاب الدين ابن نقيب الأشراف ونزل عن غير ذلك من جهاته انتهى ثم ناب عن بهاء الدين أبي البقاء ثم عن ولده شيخنا شيخ الاسلام أقضى القضاة بدر الدين أبو الفضل محمد ابن شيخ الاسلام تقي الدين الأسدي درس بها في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وستين واستمر إلى أن وصل إلى مسألة تفريق الصفقة من شرحه الكبير وتوفي ليلة الخميس ثاني عشر شهر رمضان سنة أربع وسبعين وأفردت له ترجمة في كراسة سيمتها النخبة في تراجم بيت ابن قاضي شهبة ثم درس بها نيابة العلامة مفتي المسلمين البارع في ذلك المتفنن زين الدين خطاب ابن الأمير عمر بن مهنا بن يوسف بن يحيى الغزاوي العجلوني ثم الدمشقي يوم الأحد رابع ذي القعدة سنة أربع وسبعين وابتدأ من أول باب الأضحية من الرافعي الكبير واستمر إلى أن وصل إلى باب النذر في مسألة ذبح الولد ثم توفي ليلة الاثنين عشرين رمضان سنة ثمان وسبعين وقد تقدمت تتمة ترجمته في المدرسة الركنية ثم درس بها بعده مفتي المسلمين العلامة تقي الدين أبو بكر ابن شيخنا أقضى القضاة ولي الدين عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن شرف بن منصور بن محمود بن يونس بن محمد بن عبد الله الشهير بابن قاضي عجلون ميلاده أبقا الله تعالى في شعبان سنة إحدى وأربعين وثمانمائة حفظ المنهاج واشتغل وبرع وأفتى ودرس وانتهت إليه مشيخة الشافعية بدمشق ودرس بالشامية البرانية وابتدأ من أول كتاب الوقف من الرافعي الكبير ثم نزل له عن التدريس المذكور العلامة سيدي محيى الدين يحيى ابن قاضي القضاة بهاء الدين أبي البقاء ابن قاضي القضاة نجم الدين بن حجي كان تلقاه عن أبيه المذكور كما قدمناه وكان نزوله عن التدريس المذكور وعن النظر لصلاح الدين العدوي في مصر واستمرا في ذلك إلى ذي الحجة سنة خمس وتسعين فنزل الشيخ
تقي الدين المذكور عن ثلث التدريس المذكور للشيخ العلامة مفتي المسلمين خطيب الخطباء أقضى القضاة سراج الدين أبي حفص عمر بن العلامة أقضى القضاة علاء الدين علي بن الصيرفي الدمشقي المتقدم ذكر والده أبقاه االله تعالى وميلاده في سنة خمس وعشرين وثمانمائة واشتغل وبرع وافتى ودرس في الحكم لجماعات ثم درس بها في الثلث المذكور يوم الأحد خامس صفر سنة ست وتسعين وهو سادس برج الجدي وحضر معه قاضي القضاة شهاب الدين بن الفرفور والجماعة على العادة وألقى درسه يومئذ في قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} الآية وكان درسا حافلا وضيف الجماعة عقيب الدرس معمولا بسكر ثم ابتدأ من أول كتاب البيع من الرافعي الكبير وولي إعادة هذه المدرسة جماعات رأيت بخط علم الدين البرزالي في سنة ثلاثين من تاريخه وفي يوم الأحد عاشر جمادى الأولى توفي القاضي الإمام العالم الفقيه العامل الصالح كمال الدين أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن شرف العثماني الديباجي الملوي المعروف بالمنفلوطي بالخانقاه الشهابية جوار المدرسة العادلية بدمشق وصلي عليه عصر اليوم المذكور بجامع دمشق ودفن بمقبرة الصوفية مولده في سنة ثلاث وثمانين وستمائة ببلد الأشمونين من الديار المصرية وكان رجلا مباركا فقيها صالحا خيرا دينا اشتغل وحصل ولازم الطريقة الحميدة وحج وجاور ولما قدم شيخ الشيوخ علاء الدين القونوي دمشق متوليا القضاء قدم معه فولاه قضاء بعلبك فأحسن السيرة وأجله أهلها ورأوا من عفافه وصيانته وديانته ما لم يروه من حاكم قبله ثم نقله إلى نيابة الحكم بدمشق فباشرها إلى حين وفاته ثم استمر قاضي القضاة علم الدين بن الأخنائي فباشر ذلك أياما يسيرة وتمرض ومات وباشر أيضا بدمشق إعادة المدرسة الشامية البرانية وجلس بالجامع للاشتغال وله نظم كتبه عنه أمين الدين الواني وسمع صحيح البخاري بتمامه على ابن الشحنه الحجار انتهى
وقال الأسدي في سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة في شهر رمضان منها نزل الشيخ شهاب الدين بن حجي عن إعادة الشامية البرانية للشيخ شهاب الدين بن نشوان الحواري بعوض انتهى وقد تقدمت ترجمة الشيخ شهاب الدين بن حجي في المدرسة الأتابكية وأما شهاب الدين هذا فلم أقف على ترجمته
فوائد الأولى قال الذهبي في ذيل عبره في سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة وأقيمت بالشامية جمعة وخطب قطب الدين عبد النور ثم تقرر كمال الدين ابن الزكي انتهى وقال ابن كثير في هذه السنة وأقيمت الجمعة بالشامية البرانية في خامس عشرين شعبان وحضرها القضاة والأمراء وخطب بها الشيخ زين الدين عبد النور المغربي وذلك باشارة الأمير حسام الدين اليشمقدار الحاجب بالشام ثم خطب عنه كمال الدين بن الزكي انتهى وقال السيد في ذيل العبر في سنة إحدى وخمسين وسبعمائة ومات القاضي تقي الدين عبد الله ابن العلامة أقضى القضاة زين الدين بن المرحل الشافعي درس بالعذراوية وخطب بالشامية توفي في مدينة حلب المحمية انتهى ثم قال في الذيل هذا في سنة ثلاث وستين وسبعمائة ومات بدمشق الزاهد عبد النور بن علي المغربي المكناسي المقريء الصوفي حدث ببعض الصحيح عن ست الوزراء وخطب بالشامية أياما وكان عبدا صالحا زاهدا سعيدا توفي في جمادى الأولى انتهى
الثانية قال الذهبي من كتابه ذيل العبر في سنة سبع وثلاثين وسبعمائة ومات بدمشق في شهر رجب العالم شمس الدين محمد بن أيوب بن علي الشافعي ابن الطحان نقيب الشامية والسبع الكبير وله خمس وثمانون سنة وأشهر سمع من عثمان بن خطيب القرافة ومن الكرماني والزين خالد انتهى
الثالثة قال ابن كثير في تاريخه في سنة تسع وعشرين وستمائة الفخر
ابن الشيرجي أبو بكر محمد بن عبد الوهاب بن عبد الله الأنصاري فخر الدين الشيرجي الدمشقي أحد المعدلين بها ولد سنة تسع وأربعين وخمسمائة وسمع الكثير وكان يلي ديوان الخاتون ست الشام بنت أيوب وفوضت إليه أمر أوقافها وقال السبط وكان ثقة أمينا كيسا متواضعا قال وقد وزر ولده شرف الدين للناصر داود مدة يسيرة وكان وفاة فخر الدين في يوم عيد الأضحى ودفن بمقابر باب الصغير انتهى
وقال الشيخ تقي الدين في الذيل في شهر رمضان سنة ست وعشرين وممن توفي فيه الصدر الأصيل صلاح الدين أبو الصفاء خليل بن نجم الدين أبي محمد عبد الوهاب ابن القاضي فخر الدين سليمان الأنصاري المعروف بابن الشيرجي مولده على ما نقلته من خط شيخنا سنة سبع وأربعين وسبعمائة وباشر نظر الشاميتين قديما وغيرهما من اوقاف ست الشام شريكا لأقاربه وكان هو المتكلم ولما مات القاضي ولي الدين سنة خمس وثمانين ولي القاضي سري الدين تدريس الشامية البرانية والجوانية واستمرتا بيده مع أن الشيخ فتح الدين بن الشهيد وليهما بمرسوم السلطان فلم تحصل له وباشر الأوقاف بهمة وقوة نفس وحشمة وكرم والقضاة وأعيان الفقهاء وغيرهم كانوا يترددون إليه وبعد الفتنة افتقر وساءت حاله ثم أنه نزل عن حصته في نظر الشامية البرانية وصار مشارفا بها وقوي القضاة وبعض الفقهاء واستولوا على غالب الأوقاف وكان غالب إقامته بقرية المجيدل وقف الشامية الجوانية ولم يمت حتى رأى في نفسه العبر من الفقر وشماتة الاعداء وقد عمر الشاميتين بعد الفتنة وعمر البرانية مرة اخرى لما احترقت في فتنة الناصر توفي يوم الاثنين سادس عشر الشهر ودفن بتربتهم بباب الصغير وكان هو آخر من بقي من اعيان هذا البيت انتهى بعد أن قال في شهر ربيع الأول سنة أربع وعشرين وثمانمائة وفي هذه الأيام قبض على تاج الدين عبد الوهاب ابن الأنصاري ناظر الشامية البرانيه واستادار بن لاقي كان يطلب منه مال قيل