الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عليه جماعة في ذلك بلغ من العمر ستا وثمانين سنة وحج سبع مرات توفي رحمه الله تعالى في ليلة الجمعة سادس عشر ربيع الأول وصلي عليه بعد الصلاة ودفتن بالصوفية وفي تاسع شعر ربيع الآخر منها حضر الدرس بالقيمازية عماد الدين بن الطرسوسي الحنفي عوضا عن الشيخ رضي الدين المنطقي الذي توفي وحضر عنده القضاة والأعيان انتهى.
128 -
المدرسة المرشدية
بالصالحية على نهر يزيد جوار دار الحديث الأشرفية. قال ابن شداد: منشئتها بنت الملك المعظم شرف الدين عيسى ابن الملك العادل في سنة أربع وخمسين وستمائة وأول من د رس بها صدر الدين أحمد بن شهاب الدين علي الكاشي. ثم انتزعت من يده ووليها صدر الدين إبراهيم بن عقبة إلى أن توجه إلى حلب المحروسة نفوليها بعد صدر الدين علي وهو مستمر بها إلى الآن انتهى. قلت: قال قاضي القضاة النجم الطرسوسي في شرح منظومته: إن أول من درس بها الشمس بن عطاء حيث قال فبه: قاضي القضاة شمس الدين أبو محمد عبد الله بن محمد بن عطاء بن جبير بن جابر بن وهيب الأذرعي الحنفي المعروف بالقاضي عبد الله ميلاده سنة تسع وتسعين وخمسمائة تفقه على الشيخ رشيد الدين سعيد بن علي البصروي وقاضي القضاة صدر الدين علي بن أبي القاسم البصروي واتفق ان والده كان حنبلي المذهب وكان يتغالى في الشيخ الفقيه اليونيني البعلبكي ورحل إليه إلى بعلبك وأقرأ ولده عبد الله المشار إليه القرآن على الشيخ الفقيه ثم استأذنه فيما يشتغل به ولده فأشار الشيخ الفقيه بأن يشغله على مذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه فاشتغل وحفظ القدوري ورحل إلى دمشق فتفقه بها حتى صار رئيس الحنيفة ودرس بالخاتونية العصمية وبالمرشدية وهو أول من درس بها وباشر نيابة القضاء بدمشق مدة عن قاضي القضاة أحمد بن سني الدولة الشافعي وعمن بعده من القضاة الشافعية يعني قبل حدوث القضاة الأربعة نثم ولي القضاء استقلالا من
السلطان الملك الظاهر بيبرس الصالحي في سنة أربع وستين وستمائة وفي سادس جمادى الأولى منها استناب القاضي بدر الدين المظفر بن رضوان النبجي المدرس بالمعينية واستمر قاضي القضاة إلى ان توفي وجرت له حكاية مليحة مع السلطان الملك الظاهر لما احتط على البساتين بدمشق حين حضر السلطان بدار العدل بدمشق وجرى الكلام في ذلك فتكلم قاضي القضاة شمس الدين عبد الله المذكور بين الحاضرين وقال: السيد لأرباب الأملاك ولا يحل لأحد ان ينازعهم في املاكهم ومن استحل ما قد حرم الله فقد كفر فغضب السلطان غضبا شديدا وتغير لونه. ثم قال: أنا أكفر؟ انظروا لكم سلطانا غيري! وكان الذي حمل القاضي على هذا الكلام مخافة الله وخشيته وألقى الله تعالى على خاطره هذه الآية الكريمة {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ} الآية وانفض المجلس على وحشة من السلطان فلما كان الليل أرسل السلطان طلب القاضي فخاف وأوصي وودع أهله وراح إلى السلطان وفي ذهنه أنه لايعود فلما دخل قام السلطام وعظمه وقال يا قاضي تكفرنا اليوم فقال يا مولانا أنا ما خصصت مولانا السلطان بهذا الكلام ولكن كل من استحل ما حرم الله فقد كفر فقال السلطان لحاشيته القاضي كما هو يكفرنا خلع عليه ورجع إلى بيته مجبورا معظما. قال البرزالي في المنتقي: وأجاز لي جميع مروياته وتوفي في يوم الجمعة الثمن من جادي الأولى سنة ثلاث وسبعين وستمائة ودفن بسفح قاسيون انتهى. وقد مرت ترجمة ابن عطاء هذا من كلام الذهبي في المدرسة الخاتونية الجوانية ومن كلام ابن كثير في المدرسة الظاهرية وقد تقدم في المدرسة القيمرية الشافعية ان القاضي شمس الدين أبا الحسن علي بن محمود الشهرزوي الكردي الشافعي مدرس لقيمرية. قال بدار العل بحضرة الملك الظاهر عندها احتاط لى الغوطة: الماء والكلأ والمرعى لله لا يملك وكل من بيده فهو له فبهت السلطان لكلامه ونفصل الموعد انتهى. وقال الذهبي في التاريخ المختصر في سنة ست وستين وستمائة: وفيها كانت الصقعة العظمي على الغوطة يوم ثالث نيسان إثر حوطة السلطان عليها ثم صالح أهلها على ستمائة ألف