الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قاضي شهبة قبل بولاية معلقة من مدة نحو أكثر من عشر سنين وهو مستمر بها إلى الآن ثم توفي ليلة السبت سادس عشر ذي الحجة سنة ثلاث وتسعمائة ودفن بمقبرة باب الصغير.
فائدة: قال ابن كثير في سنة ست عشرة وسبعمائة: الشيخ الصالح الزاهد المقريء أبو عبد الله محمد ابن الخطيب سلامة بن سالم بن الحسن ابن ينبوب الماليني أحد الصلحاء المشهورين بجامع دمشق سمع الحديث واقرأ الناس نحوا من خمسين سنة وكان يفصح الأولاد في الحروف الصعبة وكان مبتلى في فمه يحمل طاسة تحت فمه من كثرة ما يسيل من الريال وغيره وقد جاوز الثمانين بأربع سنين توفي في المدرسة الصارمية يوم الأحد ثاني عشرين ذي القعدة ودفن بباب الصغير بالقرب من القلندرية وحضر جنازته خلق كثير جدا نحوا من عشرة آلاف رحمه الله تعالى انتهى.
56 -
المدرسة الصلاحية
بالقرب من البيمارستان النوري بانيها نور الدين محمود بن زنكي الشهيد ونسبت إلى الملك الناصر صلاح الدين فاتح بيت المقدس. قال الذهبي في العبر في سنة تسع وستين وخمسمائة: السلطان نور الدين محمود العادل أبو القاسم ابن أتابك زنكي بن آق سنقر التركي تملك حلب بعد أبيه ثم أخذ دمشق فملكها عشرين سنة وكان مولده في سنة إحدى عشرة وخمسمائة وكان أجل ملوك زمانه وأعدلهم وأكثرهم أدبا وجهادا وأسعدهم في دنياه وآخرته وهزم الفرنج غير مرة وأخافهم وجرعهم المر ومحاسنه في الجملة أبين من الشمس والقمر وكان أسمر طويلا مليحا تركي اللحية نقي الخد شديد المهابة حسن التواضع طاهر اللسان كامل العقل والرأي سليما من التكبر خائفا من الله تعالى قل أن يوجد في الصلحاء الكبار مثله فضلا عن الملوك ختم الله تعالى له بالشهادة ونوله الحسنى إن شاء الله تعالى وزيادة فمات رحمه الله تعالى بداء الخوانيق في حادي عشر شوال وعهد بالملك إلى ولده الصالح
إسماعيل1 وعمره إحدى عشرة سنة انتهى وسيأتي إن شاء الله تعالى باقي ترجمته في المدرسة النورية الحنفية وقال في سنة تسع وثمانين وخمسمائة: وصلاح الدين السلطان الملك الناصر أبو المظفر يوسف بن أيوب بن شادي بن مروان ابن يعقوب الدويني الأصل التكريتي المولد ولد في سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة إذا أبوه شحنة تكريت ملك البلاد ودانت له العباد وأكثر من الغزو وواظب وكسر الافرنج مرات وكان خليقا للملك شديد الهيبة محببا إلى الأمة عالي الهمة كامل السؤدد جم المناقب ولي السلطنة عشرين سنة وتوفي بقلعة دمشق في السابع والعشرين من صفر وارتفعت الاصوات بالبلد بالبكاء وعظم الضجيج حتى أن العاقل تخيل أن الدنيا كلها تصبح صوتا واحدا وكان امرا عجبا رحمه الله تعالى انتهى.
ويقول كاتبه: ودفن بالقلعة ثم نقل منها إلى تربة بنيت له لصيق دار أسامة التي بناها ولده الملك العزيز2 مدرسة المعروفة الآن بالعزيزية شمالي دار الحديث الفاضلية بالكلاسه لصيق الجامع الأموي من جهه الشمال بالقرب من الزاويه الغزاليه. وسيأتي إن شاء تعالى في الخانقاه الناصرية وإليها تنسب المدرسة الصلاحية التي ببيت المقدس.
قال الحافظ ابن كثير في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة: وعمل للشافعية المدرسة الصلاحية ويقال لها الناصرية وكان موضع كنيسة على جسد حنة أي على قبر حنة أم مريم عليها السلام ووقف على الصوفية رباطا لها كان للبترك إلى جانب العمامة وأجرى على الفقراء والقراء والفقهاء الجامكيات والجرايات وأرصد الختم والربعات في أرجاء المسجد الأقصى لمن يقرأ وينظر فيها من المقيمين والزائرين وتنافس بنو أيوب فيما يفعلونه من الخيرات في القدس الشريف للقادمين والظاعنين والقاطنين فجزاهم الله تعالى خيرا اجمعين انتهى. لم نعلم في هذه المدرسة الصلاحية الدمشقية مدرسين إلا عماد الدين بن
1 شذرات الذهب 4: 258.
2 شذرات الذهب 4: 219.