الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وثمانمائة في أول كتاب صلاة الجماعة وحضره جماعه منهم العلامة زين الدين خطاب1 وآخرون وحضرت معهم وقد تقدمت تراجم هؤلاء في المدرسة الأمجدية.
فائدة: قال الذهبي في عبره في سنة أربع وسبعين وستمائة: وظهير الدين أبو الثناء محمود بن عبد الله الريحاني الشافعي المفتي أحد مشايخ الصوفية كان إمام التقوية وغالب نهاره بها صحب الشيخ شهاب الدين السهروردي وروي عنه وعن أبي المعالي صاعد رحمه الله تعالى توفي في شهر رمضان وله سبع وسبعون سنة انتهى. هذا آخر ما انتهى إلينا من تدريس التقوية من السادة العلماء الشافعية.
1 شذرات الذهب 7: 324.
38 -
المدرسة الجاروخية
داخل بابي الفرج والفراديس لصيقة الإقبالية الحنفية شمالي الجامع الأموي والظاهرية الجوانية قال ابن شداد: بانيها جاروخ التركماني يلقب بسيف الدين انتهى، وقال في العبر في سنة تسع وثلاثين وستمائة البدر علي بن عبد الصمد بن عبد الجليل الرازي المؤدب بمكتب جاروخ بدمشق روى عن السلفي ثمانين الآجري2 توفي رحمه الله تعالى في شهر ربيع الآخر انتهى. بناها جاروخ برسم المدرس العلامة الإمام أبي القاسم محمود بن المبارك بن علي ابن المبارك المعروف بالمجير الواسطي ثم البغدادي الشافعي أحد العلماء الأذكياء والمحررين في المذهب تفقه بالنظامية على أبي منصور بن الرزاز3 وغيره وسمع الحديث من جماعة وكان ذكيا فصيحا بليغا أعاد في شبيبته للإمام أبي النجيب السهروردي4 في مدرسته ثم سار إلى دمشق فدرس بالمدرسة التي بنيت له وهي هذه الجاروخية المذكورة قاله ابن كثير وابن قاضي شهبة في تاريخيهما في سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة فخرج إلى دمشق
2 شذرات الذهب 3: 35.
3 شذرات الذهب 3: 122.
4 شذرات الذهب 4: 208.
ونشر بها علم الطب واتصل بامرأة من بنات الملوك وبنت له مدرسة جاروخ ثم توجه إلى شيراز وبني له بها مدرسة فلما جاءت دولة ابن القصاب1 أحضره إلى بغداد وولاه تدريس النظامية ويوم ألقى الدرس كان يوما مشهودا فدرس بها اسبوعا وسير في الرسالة إلى همذان وكان أحذق أهل زمانه مع سكون ظاهر وقلة انزعاج روى عنه ابن خليل في معجمه وخرج رسولا إلى خوارزم شاه إلى أصبهان فمات بطريقه بهمدان في ذي القعدة ودفن هناك انتهى. وقال ابن الدبيثي2 برع في المذهب حتى صار أوحد أهل زمانه وتفرد بمعرفة الأصول والكلام وما رأينا أجمع لفنون العلم منه مع حسن العبارة وكان بينه وبين شيخ الشافعية جمال الدين بن فضلان3 مناظرات وكان كل منهما يشنع على الآخر وتوفي ابن فضلان بعده في شعبان سنة خمس وتسعين وخمسمائة.
وقال الذهبي في العبر في سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة: والمجير الإمام محمود ابن المبارك الواسطي البغدادي الفقيه الشافعي أحد الأذكياء والمناظرين تفقه على أبي منصور بن الرزاز وأخذ علم النظر عن أبي الفتوح محمد بن الفضل الأسفرائيني4 وصار المشار إليه في زمانه والمقدم على أقرانه حدث عن ابن الحصين5 وجماعة ودرس بالنظامية وكان طويلا جدا غواصا على المعاني قدم دمشق وبنيت له مدرسة جاروخ ثم توجه إلى شيراز وبنى له ملكها مدرسة ثم أحضره ابن القصاب وقدمه انتهى. وابن القصاب المذكور هو الوزير الكبير مؤيد الدين أبو الفضل محمد بن علي البغدادي المنشئ البليغ توفي في هذه السنة المذكورة وهي سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة ثم درس بها الفقيه أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي المعروف بالمصيصي الأشعري نسبا ومذهبا سكن دمشق ودرس بهذه المدرسة كما قاله ابن
1 شذرات الذهب 4: 311.
2 شذرات الذهب 5: 185.
3 شذرات الذهب 4: 321.
4 شذرات الذهب 4: 118.
5 شذرات الذهب 4: 77.
شداد وبالغزالية كما سيأتي فيها بعد شيخه نصر وله أوقاف على وجوه البر توفي رحمه الله تعالى في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة ودفن بمقابر باب الصغير ثم درس بها بعده الفقيه قطب الدين وهو النيسابوري صاحب كتاب الهادي في الفقه وقال الأسنوي وهو مختصر قريب من مختصر التبريزي1 في الحجم كانت المتفقهة في بعض النواحي من الأعصار المتقدمة يحفظونه وقد تقدمت ترجمته في دار الحديث العروية ثم وليها الشيخ شهاب االدين أحمد ابن شيخ الإسلام ويعرف بالأعرج وكان زاهدا عالما فاضلا بارعا وله قدم مع الملوك ناب في ديار العدل بالديار المصرية ثم وليها الشيخ نجم الدين البارزي وتوفي رحمه الله تعالى بها لفالج لحقه ثم وليها تاج الدين أبو بكر بن علي بن أبي طالب الإسكندري ثم وليها الشيخ مجد الدين عبد المجيد الروذراوري وكان عالما أديبا فاضلا في أنواع العلوم وتوفي بها ثم وليها الشيخ كمال الدين محمد بن رضي الدين أحمد بن علي المعروف بابن النجار وكيل بيت المال بدمشق إلى سنة تسع وستين وستمائة ثم وليها عز الدين عمر الأردبيلي ثم وليها نجم الدين الفاروثي ورد من بغداد فولي بها إلى سنة إحدى وسبعين وستمائة وارتحل عنها إلى الحجاز ثم ردت إلى عز الدين عمر الأردبيلي وهو مستمر بها إلى الآن قال ذلك ابن شداد وهو عجب فان ممن درس بها قاضي القضاة صدر الدين بن سني الدولة وقد مات سنة ثمان وخمسين وستمائة ولم يذكره وقد تقدمت ترجمة قاضي القضاة هذا في المدرسة الإقبالية.
ثم ممن درس بها الفقيه الإمام العالم المناظر شرف الدين أبو عبد الله الحسين بن كمال الدين علي بن إسحاق بن سلام بتشديد اللام ابن عبد الوهاب بن الحسن بن سلام الدمشقي الشافعي ولد سنة ثلاث وسبعين وستمائة واشتغل وبرع وحصل وناظر وأفتى. وقال ابن كثير: ودرس بالجاروخية والعذراوية وأعاد بالظاهرية وولي إفتاء دار العدل أيام الأفرم
1 شذرات الذهب 4: 5.
ومن كلام الكتبي يفهم أنه أول من ولي إفتاء دار العدل وكان واسع الصدر كبير الهمة كريم النفس مشكور السيرة في فهمه وخطه فصاحته ومناظرته. قال الذهبي: وكان من الأذكياء توفي رحمه الله تعالى رابع عشرين شهر رمضان سنة سبع بتقديم السين عشرة وسبعمائة ودفنت بباب الصغير وترك أولادا ودينا كثيرا فوفته عنه زوجته بنت زويزان تقبل الله تعالى منها وسيأتي ذكر والده كمال الدين في الدولعية وقال ابن كثير في هذه السنة المذكورة: وفي سادس عشر شوال درس بالجاروخية القاضي كمال الدين محمد ابن الشيخ كمال الدين بن الشريشي بعد وفاة الشيخ شرف الدين بن سلام وحضر عنده الأعيان والكبار انتهى. وقد تقدمت ترجمة القاضي كمال الدين هذا في دار الحديث الناصرية وقال ابن كثير في سنة ثلاثين وسبعمائة: الشيخ نجم الدين عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن نصر الموصلي المعروف والموصوف بابن الشحام اشتغل ببلده ثم سافر وأقام بمدينة سراي من مملكة أزبك خان ثم قدم دمشق في سنة أربع وعشرين فدرس بالظاهرية البرانية ثم بالجاروخية وأضيف إليه مشيخة رباط القصر ثم نزل عن ذلك لزوج ابنته نور الدين الأردبيلي توفي في شهر ربيع الأول وكان يعرف طرفا من الفقه والطب انتهى.
ثم درس بها بعده الإمام العالم العلامة الفقيه الأصولي نور الدين أبو محمد فرج بن محمد بن أحمد بن أبي الفرج الأردبيلي قرأ المعقولات بتبريز وتخرج بالشيخ فخر الدين الجاربردي1 ثم قدم دمشق واشتغل في الفقه ودرس بالظاهرية البرانية والجاروخية هذه ثم بالناصرية الجوانية قال الحافظ تقي الدين بن رافع: كان دينا خيرا ملازما للاشتغال والجمع بشوش الوجه حسن الملتقي متواضعا انتهى. وقال السيد في ذيل العبر: وشرح منهاجي البيضاوي والنواوي توفي شهيدا في جمادى الآخرة سنة تسع وأربعين وسبعمائة ودفن بباب الصغير رحمه الله تعالى ثم وليها العلامة عماد الدين
1 شذرات الذهب 6: 148.
الحسباني وقد تقدمت ترجمته في الاقبالية وهذا آخر ما وقفنا عليه من مدرسيها.
تنبيه: قال ابن كثير في سنة ست وتسعين وخمسمائة: الفقيه مجد الدين أبو محمد طاهر بن نصر الله بن جهبل مدرس القدس الشريف اول من درس بالصلاحية وهو والد الفقهاء من بني جهبل كانوا بالمدرسة الجاروخية ثم صاروا إلى العمادية والدماغية في أيامنا هذه ثم ماتوا ولم يبق إلا شرحهم انتهى قلت وهو الذي بشر بفتح بيت المقدس للسلطان صلاح الدين حين فتح حلب الشهباء قال ابن كثير في سنة تسع وسبعين وخمسمائة: وقد كان بشر بفتح بيت المقدس حين فتح حلب الشهباء وذلك ان الفقيه مجد الدين ابن جهبل الشافعي رأي في تفسير إبي الحكم المغربي1 عند قوله تعالى {ألم غُلِبَتِ الرُّومُ} الآية البشارة بفتح بيت المقدس في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة واستدل على ذلك بأشياء فكتبه في ورقة وأعطاها للفقيه عيسى2 الهكاري ليبشر بها السلطان فلم يتجاسر على ذلك خوفا من عدم المطابقة فأعلم بذلك القاضي محيي الدين بن الزكي فنظم معناها في قصيدة يقول فيها:
وفتحكم حلب الشهباء في صفر
…
مبشر بأفتتاح القدس في رجب
وقدمها للسلطان صلاح الدين فتشوقت همة السلطان إلى ذلك فلما افتتحها كما سيأتي أمر القاضي محيي الدين بن الزكي فخطب يومئذ وكان يوم الجمعة ولما بلغه أن ابن جهبل هو الذي اطلع على ذلك اولا امره فدرس على نفس الصخرة درسا عظيما واحسن إليه وأجزل له العطاء وبالغ في الثناء عليه انتهى.
وقال في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة: واستمر القاضي محيي الدين محمد بن علي بن الزكي القرشي يخطب بالناس في أيام الجمع أربع جمعات ثم ق 4 رر السلطان للقدس خطيبا مستقرا وارسل إلى حلب فاستحضر المنبر الذي كان
1 شذرات الذهب 4: 113.
2 شذرات الذهب 12: 356.