الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشيخ تقي الدين اللوبياني نزول به من شمس الدين الكفيري فلم يلتفت إليه ثم أتى به خطيب قارا متوليا جميع وظائف الكفيري من مصر فلم يقدر على شيء فعاد إلى مصر فغرق في البحر وكفى الله تعالى شره فولي الجهات المذكورة ولد القاضي بدر الدين بن مزهر وكانت قد صارت إلى جماعة من العلماء والطلبة فأخذ الجميع ثم نزل للقاضي كمال الدين من مدة عن جميع الجهات حتى عن القضاء ودرس في هذا اليوم في قوله تعالى: {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا} الآية وكانت الآية الشريفة مناسبة للحال وحضر عنده القضاة الثلاثة والسيد ابن نقيب الأشراف وجماعة من الفقهاء انتهى. وقال في شهر ربيع الآخر سنة أربع وثلاثين: وفي يوم الأحد ثاني عشريه حضر القاضي كمال الدين البارزي في المدرسة العزيزية وحضر قاضي القضاة وهو الأموي المعروف بابن المحمرة1 وجماعة من الفهاء وذكر درسا مختصرا من التفسير وكان قد حضر في سنة إحدى وثلاثين مرة أخرى واستحق بذلك معلوم التدريس فإنا لله وإنا إليه راجعون وقال في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين: وفي يوم الأحد سادسه حضر الناس الدروس وحضرت العذراوية والعزيزية والمسرورية وكنت قد تلقيت تدريسها ونظرها أيضا عن السيد شهاب الدين ابن نقيب الأشراف أيام غضب المؤيد عليه وحكم إلي باستحقاقهما فلما رضي عليه المؤيد استولى عليهما ثم لما مات جرت أمور إلى أن قدر الله تعالى عود الدرس إلى في هذا الوقت انتهى.
1 شذرات الذهب 7: 234.
67 -
المدرسة العصرونية
داخل بأبي الفرج والنصر شرقي القلعة وغربي الجامع بمحلة حجر الذهب قال ابن كثير: عند سويقة باب البريد قبالة داره بينهما عرض الطريق قلت صارت داره الآن قيسارية لعمارة الغير والأرض لذريته لا للمدرسة وبقي الآن آثار عمارته خرابا. ومن وقف المدرسة عشرة قرارايط
ونصف قيراط في قرية هريرة ومنه ببعلبك مزرعتان معروفتان الآن بدير النيط وقدريهما عشرة قراريط شركة الخانقاه السميساطية ومنه مزرعة تعرف بالجلدية نحو أربعة عشر قيراطا يزرعها أهل الجعيدية ومنه في قرية حمارا بالمج الشمالي قيراط ونصف وربع قيراط ومنه بالثابتية خارج باب الجابية بدمشق بستان يعرف بالسنبوسكي وشرط أن لا يزاد في عدة فقهائها على عشرين فقيها على الشافعية وغيرهم وأن التدريس لذريته ويستناب عن غير المتأهل وأن يدرس بها من تصانيف الواقف الآتي ذكره الإنتصار وغيره لا من تصانيف الشريف فإن تعذر من تصانيقه فيدرس به في الخلاف وأن يكون لكل من أرباب وظائفها كذا وكذا من القراطيس كذا أخبرني به أقضى القضاة نور الدين بن منعة الحنفي زوج بنت من ذرية الواقف تسمى زينب توفيت بمكة المشرفة في سنة عشرين ولها بنت اسمها بركة عن كتاب وقفها والله سبحانه وتعالى أعلم أنشأها العلامة قاضي القضاة فقيه الشام شرف الدين أبو سعيد عبد الله بن محمد بن هبة الله بن المطهر بن علي ابن أبي عصرون بن أبي السري التميمي الحديثي ثم الموصلي ثم الدمشقي أحد الأعلام وكان من الصالحين والعلماء العاملين كما قاله الذهبي ولد بالموصل في شهر ربيع الأول سنة اثنتين أو ثلاث وتسعين وأربعمائة وقدم بغداد قال الأسدي في تاريخه في سنة خمس وثمانين وخمسمائة: وقرأ بالسبع على أبي عبد الله البارع1 وبالعشر على أبي بكر المرزقي2 ودعوان3 وسبط الخياط4 وتفقه على القاضي أبي محمد عبد الله بن القاسم بن الشهرزوري5 وتوجه إلى واسط وتفقه بها على القاضي الفارقي أبي علي6 وبرع عنده وعلق ببغداد عن أسعد المهني7 وأخذ الأصول عن أبي الفتح
1 شذرات الذهب 4: 69.
2 شذرات الذهب 4: 81.
3 شذرات الذهب 4: 131.
4 شذرات الذهب 4: 114.
5 شذرات الذهب 4: 85.
6 شذرات الذهب 4: 80.
7 شذرات الذهب 4: 61.
ابن برهان1 وسمع من أبي القاسم بن الحصين2 وأبي البركات بن البخاري3 وإسماعيل بن أبي صالح المؤذن4 ودرس النحو على علي بن دبيس وأبي دلف وسمع قديما في سنة ثمان وخمسمائة من أبي الحسن بن طوق ورجع إلى بلده بعلم كثير ودرس بالموصل في سنة ثلاث وعشرين ثم أقام بسنجار مدة وولي قضاء سنجار ونصيبين وحران وغيرها ودخل حلب في سنة خمسين وأربعين فأقيل عليه صاحبها السلطان نور الدين فلما أخذ دمشق سنة تسع وأربعين قدم معه درس بالغزالية وولي نظر الأوقاف ثم ارتحل إلى حلب وولي قضاء سنجار وحران وديار بكر وتفقه عليه جماعة ومن أكبر تلامذته فيه الفخر بن عساكر ثم عاد إلى دمشق في سنة سبعين فولي القضاء سنة ثلاث وسبعين بعد أن استعفى ضياء الدين ابن أخي القاضي كمال الدين الشهرزوري وأضر قبل وفاته بعشر سنين ففوض السلطان القضاء إلى ابنه أبي حامد وأقام معظما بداره إلى أن توفي وقد صنف التصانيف وانتفع به خلق كثير وانتهت إليه رياسة المذهب قال ابن الصلاح: وكان من أفقه أهل عصره واليه المنتهى في الفتاوى والأحكام توفي في شهر رمضان وقد بلغ ثلاثا وتسعين سنة ودفن بمدرسته قبالة داره وقد بني له نور الدين المدار بحلب وحماة وحمص وبعلبك وبني لنفسه مدرسة بحلب وأخرى بدمشق روى عنه أبو القاسم بن صصري وأبو نصر ابن الشيرازي وأبو محمد ابن قدامة وخلق آخرهم مولانا العماد أبو بكر بن عبد الله بن النحاس نومن تصانيفه "صفوة المذهب من نهاية المطلب" في سبع مجلدات وكتاب "الانتصار" في أربع مجلدات وكتاب "المرشد" في مجلدين وكتاب "الذريعة في معرفة الشريعة" وكتاب "التيسير في الخلاف" أربعة أجزاء وكتاب "مأخذ النظر" ومختصرا في الفرائض وكتاب "إرشاد المغرب في نصرة المذهب" ولم يتم وذهب فيما نهب له بحلب وكتاب التنبيه
1 شذرات الذهبد 4: 77.
2 شذرات الذهب 4: 60.
3 شذرات الذهب 4: 99.
4 شذرات الذهب 4: 287.
في معرفة الأحكام وكتاب "فوائد المنذري" في مجلدين وجمع جزءا في جواز قضاء الأعمى وقد أورد له العماد أشعارا كثيرة ومما أورد له ابن خلكان قوله:
أؤمل أن أحيا وفي كل ساعة
…
تمر بي الموتى تهز نهوشها
وهل أنا إلا مثلهم غير أن لي
…
بقايا ليال في الزمان أعيشها
انتهى كلام الأسدي. قد وقفت على كتابه التنبيه فرأيته سماه في أوله "التنبيه والإشارة في معرفة الأحكام المختارة" وهو في قدر منهاج النواوي رحمهما الله تعالى ورأيت خطه في آخره وهذه عبارته بحروفها يعني بالله وحده قرأ علي جميع مختصري هذا صاحبه الفقيه أبو محمد سلمان بن فضل الله بن خير وفقه الله قراءة دراية وفهم نفع الله به ووفقه ليعمل بموجبه كتبه الفقير إلى رحمة ربه عبد الله بن محمد بن هبة الله بن علي بن المطهر بن أبي عصرون بخطه في العشر الأول من شعبان سنة تسع وخمسمائة لهجرة سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحاضر حلب جعلها الله خلدا مقيلا أبدا حامدا الله تعالى ومصليا على نبيه محمد وآله ومسلما ومستقرا لذنوبه ولوالديه ولمشايخه وكافة المسلمين آمين. شعر:
يا ناظرا في الكتاب بعدي
…
مجتنيا من ثمار جهدي
بي افتقار إلى دعاء
…
تهديه لي في ظلام لحدي
أصبحت بعد الغني فقيرا
…
وبعد جميع الجموع وحدي
انتهى ما رأيته بخطه. والذي ولاه ولد نجم الدين القضاء السلطان صلاح الدين ولم يعزله تطيبا لقلبه قال ابن شداد: وهو أول من ذكر الدرس بها ثم من بعده ولداه قاضي القضاة محيي الدين ونجم الدين ثم من بعده ابن شهاب الدين المطهر1 وكان ينوب بها عنه نجم الدين ابن الشيرجي2 ثم شرف الدين بن أبي عصرون وكان ينوب بها عنه علم الدين أبو القاسم الأندلسي
1 شذرات الذهب 5: 149.
2 شذرات الذهب 5: 289.
النحوي فلما توفي شرف الدين في سنة ثمان وخمسين وستمائة وليها كمال الدين محمد المعروف بالجنيد ثم وليها شرف الدين محمد بن ناصر الدين بن أبي عصرون ثم وليها من بعده الشيخ قطب الدين بن أبي عصرون وهو مستمر بها إلى الآن انتهى. وقال الذهبي في العبر: فيمن مات سنة سبع وخمسين وستمائة وابن الشيرجي الصدر نجم الدين مظفر بن محمد بن إلياس الأنصاري الدمشقي ولي تدريس العصرونية والوكالة وحدث عن الخشوعي وجماعة وولي أيضا الحسبة ونظر الجامع توفي في آخر السنة انتهى. وقال في سنة اثنتين وثمانين: وابن أبي عصرون الشيخ محيي الدين أبو الخطاب عمر بن محمد بن محمد ابن القاضي أبي سعد عبد الله بن محمد التميمي الدمشقي الشافعي سمع في الخامسة من طبرزد وسمع من الكندي ومحمد بن الشريف وتعاني الجندية ثم لبس البقيار ودرس بمدرسة جده بدمشق توفي فجأة في ذي القعدة انتهى. وقال الأسدي في سنة سبع وثمانين وستمائة: وفيها توفي أحمد بن محمد بن نصر الله تاج الدين الحموي الشافعي كان فقيها فاضلا متقنا وولي مشيخة الشيوخ ودرس بالعصرونية انتهى. وقال ابن كثير في سنة اثنتين وتسعين: وفي أول المحرم ودرس الشيخ شمس الدين بن غانم بالعصرونية انتهى. وقال في سنة تسع وتسعين: الصدر سليمان بن سليمان بن حمايل بن علي المقدسي المعروف بابن غانم كان من أعيان الناس وأكثرهم مروءة ودرس بالعصرونية توفي رحمه الله تعالى وقد جاوز الثمانين وكان من المشاهير الكبار المشكورين وهو والد علاء الدين بن غانم انتهى. ثم درس بها الإمام جمال الدين القلانسي وقد مرت ترجمته في المدرسة الأمينية. ثم درس بها ولده القاضي الرئيس النبيل أمين الدين أبو عبد الله محمد ولد سنة إحدى وسبعمائة وأجاز له الحافظ الدمياطي شرف الدين وعدة غيره وحدث عن إسماعيل بن مكتوم وعيسى المطعم وست الوزراء وغيرهم وولي قضاء العساكر بدمشق ووكالة بيت المال مرات ودرس بهذه المدرسة ثم ولي كتابة الس عوضا عن القاضي ناصر الدين بن شرف الدين يعقوب الحلبي ومشيخة
الشيوخ وتدريس الناصرية الجوانية والشامية الجوانية وقد أوردت تتمة ترجمته فيها. وقال ابن كثير: في سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة وفي يوم الأربعاء ذكر الدرس بالأمينية والظاهرية والعصرونية وتركها له علاء الدين بن القلانسي عوضا عن أخيه جمال الدين وذكر ابن أخيه أمين الدين محمد بن جمال الدين الدرس عقب والده في العصرونية تركها له عمه وحضر عنه جماعة من الأعيان انتهى. ثم درس بها العالم المفتى المدرس القاضي جمال الدين أبو المحاسن يوسف ابن الإمام العلامةالزاهد الورع شيخ الشافعية شمس الدين محمد ابن القاضي نجم الدين عمر الأسدي المعروف بابن قاضي شهبة ميلاده في شهر رمضان سنة عشرين وسبعمائة وسمع الحديث من جماعة وتفقه على والده وعلى أهل عصره وأذن له والده بالافتاء وكان يثني على فهمه وتنقل في قضاء البر ثم ترك ذلك وأقام بدمشق على وظائف والده نزل له عنها في حياته وهي تصدر بالجامع الأموي وإعادات ثم درس بالعصرونية هذه ودرس بالمجاهدية نيابة وكان فاضلا في الفقه غير أنه حصل ثقل في لسانه في مرضية مرضها وكان يعسر عليه الكلام وكان دينا منجمعا على نفسه ساكنا حسن الشكل توفي في شوال سنة تسع وثمانين وسبعمائة ودفن عند والده. ثم درس بها الشيخ شهاب الدين الزهري وقد مرت ترجمته في المدرسة العادلية الصغرى ثم درس بها شيخ الشافعية تقي الدين أبو بكر ابن الفقيه الفرضي شهاب الدين أبي العباس أحمد ابن شيخ الشافعية شمس الدين محمد ابن القاضي نجم الدين عمر بن قاضي شهبة ابن العلامة شرف الدين محمد ابن العلامة كمال الدين عبد الوهاب ابن جمال الدين أبي عبد الله المتقدم ذكره ثم درس بها الشيخ تقي الدين الأذرعي ثم شيخنا بدر الدين بن قاضي شهبة ثم برهان الدين النواوي ثم القاضي محيي الدين ابن غازي ثم شهاب الدين بن أبي عبية1 الواعظ.
1 شذرات الذهب 8: 25.