الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بعده صدر الدين بن عقبة إلى أن تولى القضاء بحلب المحروسة وسافر إليها فتولى بعده محيي الدين. ثم انتزعها من يده القاضي تاج الدين عبد القادر بن السنجاري وبقي بها إلى أن عاد من حلب المأنوسة بعد عزله عنها فسأل من كان بها متوليا وهو القاضي تاج الدين عبد القادر المذكور بحضور جماعة من العلماء والفقهاء من جملتهم عماد الدين ابن الشجاع وسألوه أن ينزل عنها لصدر الدين المذكور ثم عزل عنها وتولى بعده الشيخ عماد الدين بن الشماع وهو شيخ عالم فاضل متعبد وهو مستمر بها إلى الآن يشتغل بها جماعة من العلماء والفقهاء انتهى.
108 -
المدرسة السيبائية
خارج باب الجابية وشمالي بئر الصارم والتربة بها والزاوية بها أيضا هي إنشاء نائب الشام الذي كان أمير السلاح بمدينة مصر المحروسة رحمه الله تعالى واسمع سيباي.
109 -
المدرسة الشبلية البرانية
قال ابن شداد في المدارس الخارجة عن البلد: المدرسة الشبلية الحسامية بسفح جبل قاسيون بالقرب من جسر ثوري بانيها الطواشي شبل الدولة الحسامي في سنة ست وعشرين وستمائة انتهى. قال الذهبي في تاريخه العبر فيمن مات سنة ثلاث وعشرين وستمائة: وكافور شبل الدولة الحسامي طواشي حسام الدين محمد بن لاجين ولد ست الشام وله فوق جسر ثوري المدرسة والتربة والخانقاه وكان دنيا وافر الحشمة روى عن الخشوعي انتهى. وقال ابن ثير في تاريخه في سنة ثلاث وعشرين وستمائة: واقف الشبلية التي بطريق الصالحية شبل الدولة كافور الحسامي نسبة إلى حسام الدين محمد بن لاجين ولد ست الشام وهو الذي بنى الشبلية الحنفية والخانقاه على الصوفية إلى جانبها وكانت منزله وأوقف القناة والمصنع والساباط وفتح للناس طريقا
من عند المقبرة غربي الشامية البرانية إلى طريق عين الكرش ولم يكن للناس طريق إلى الجبل من هناك إنما كانوا يسلكون من عند مسجد الصفي بالعقيبة وكانت وفاته إلى رحمة الله تعالى في شهر رجب ودفن في تربته التي كانت مدرسة وقد سمع الحديث من الكندري وغيره وقال في سنة خمس وخمسين وستمائة بشارة بن عبد الله الأرمني الأصل بدر الدين الكاتب مولى شبل الدولة المعظمي سمع الكندي وغيره وكان يكتب خطا جيدا وأسند إليه مولاه النظر في أوقافه وجعله من ذريته فهم الآن ينظرون في الشبلتين وكانت وفاته رحمه الله تعالى في النصف في شهر رمضان من هذه السنة انتهى وقال الصفدي في حرف الباء من كتابه الوافي بشباك الشبلي الحسامي الكاتب مولى شبل الولة صاحب المدرسة والخانقاه عند ثوري بدمشق سمع من مولاه وحنبل وابن طبرزد وغيرهما وروى عنه الدمياطي والأبرقوهي وجماعة وهو رومي الجنس وهو من أولاد بشارة المشهورين بدمشق وكان يكتب خطا جيدا وذريته يدعون النظر على المدرسة والخانقاه المنسوبة إلى شبل الدولة المذكور وتوفي سنة أربع وخمسين وستمائة وقال الأسدي في سنة ثلاث وعشرين وستمائة شبل الدولة الحسامي كافور بن عبد الله الطواشي الكبير خادم الأمير حسام الدين محمد بن لاجين ولد الخاتون ست الشام يقال إنه كان من خدام القصر بالقاهرة وكان دينا صالحا عاقلا مهيبا ذا حرمة وافرة ومنزلة عند الملوك وعليه اعتمدت مولاته في بناء الشامية البرانية وقد سمع من الخشوعي والكندي روى عنه البرزالي والأبرقوهي قال أبو شامة وكان حنفيا فبنى المدرسة واللخانقاه والتربة التي دفن فيها عند جسر كحيل وفتح للناس طريقا إلى الجبل من عند المقبرة التي عند غربي الشامية يفضي إلى عين الكرش ولم يكن لعين الكرش طريق إلا من عند مسجد الصفي الذي بالعقيبة قال أبو المظفر الجوزي وله صدقات دارة وإحسان كثير توفي رحمه الله تعالى في شهر رجب ودفن بتربته انتهى ثم قال ابن شداد أول من درس بها الشيخ الصفي
الدين السنجاري وكان ضريرا فاضلا عالما إلى أن توفي ووليها بعده شمس الدين بن جوزي وبعده الشيخ وجيه الدين محمد وكان رجلا فاضلا عالما إلى أن توفي ثم من بعده جمال الدين يوسف إلى أن توفي ووليها بعده نور الدين ابن قاضي آمد إلى أن استولى التتار المخذولون على الشام وتولاها عزالدين عبد العزيز إلى أن توفي ووليها بعده بدر الدين ابن الفويرة وانتقل عنها ووليها بعده رشيد الدين سعيد بن علي بن سعيد البصروي وهو مستمر بها إلى الآن قال الذهبي في سنة أربع وثمانين وستمائة والرشيد سيعد بن علي بن سعيد البصروي الحنفي مدرس الشبلية أحد أئمة المذهب وكان دنيا ورعا نحويا شاعرا توفي في شعبان وقد قارب الستين انتهى وقال ابن كثير في تاريخه في سنة أربع وثمانين وستمائة الرشيد سعيد بن علي بن سعيد الشيخ رشيد الدين الحنفي مدرس الشبلية وله تصانيف مفيدة كثيرة ونظم حسن ومن ذلك قوله
قل لمن يحذر أن تدركه
…
نكبات الدهر لا يغني الحذر
أذهب الحزن اعتقادي أنه
…
كل شيء بقضاء وقدر
ومن شعره أيضا قوله
إلهي لك الحمد الذي أنت أهله
…
على نعم منها الهداية والحمد
إلى آخره توفي رحمه الله تعالى يوم السبت ثالث شهر رمضان وصلي عليه العصر بالجامع المظفري ودفن بالسفح انتهى وقال الصفدي في حرف السين سعيد بن علي بن سعيد العلامة رشيد الدين أبو محمد البصروي الحنفي مدرس الشبلية كان إماما مفتيا مدرسا بصيرا بالمذهب جيد العربية متين الديانة شديد الورع عرض عليه القضاء أو ذكر له فامتنع قال شمس الدين أبو الفتح لم يخلف الرشيج شعيج بعده مثله في المذهب وكان خبيرا بالمذهب والنحو وغيره وكتب عنه ابن الخباز وابن البرزاليي وتوفي سنة أربع وثمانين وستمائة ومن شعره قوله
إستجر دمعك ما استطعت معينا
…
فعساه يمحو ما جنيت سنينا
أنسيت أيام البطالة والهوى
…
أيام كنت لدى الضلال قرينا
ومنه
ألا أيها الساعي على سنن الهوى
…
او بذل مال للنفوس غرور
أتدري إذا حان الرحيل وقربت
…
مطايا المنايا منك أين تسير
أطعت داعي الهوى لدى سكرة الصبا
…
امالك من شيب العذر نذير
كاني بأيام الحياة قد انقضت
…
وإن طال هذا العمر فهو قصير
ووافاك ترداد الحمام ويا لها
…
زيارة من لا تشتهيه يزور
وأصبحت مصروع السقام معللا
…
يقولون داء قد ألم يسير
وهيهات هل خطب عظيم وبعده
…
عظائم منها الراسيات تمور
ولما تيقت الرحيل ولم يكن
…
لديك على ما قد أتاك نصير
وما لك من زاد وأنت مسافر
…
ولا من شفيع والذنوب كثير
بكيت فما يغني البكاء على الذي
…
جرى وتلافي الماضيات عسير
فبادر وأيام الحياة مقيمة
…
وحالك موفور وأنت قدير
انتهى
وقال ابن كثير في سنة اثنتي عشرة وسبعمائة قاضي القضاة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن داود بن حازم الذرعي الحنفي كان فاضلا درس وأفتى وولي قضاء الحنفية بدمشق سنة ثم عزل واستمر على تدريس الشبلية مدة ثم سافر إلى مصر فأقام بسعيد السعداء خمسة أيام وتوفي يوم الأربعاء ثاني عشرين شهر رجب انتهى وقال الذهبي في سنة ست وثلاثين وسبعمائة وعزل الشمس الكاشغري من تدريس الشبلية بنجم الدين أحمد الطرسوسي انتهى وقال ابن كثير في هذه السنة وفي يوم الأربعاء سابع ذي الحجة ذكر الدرس بالشبلية القاضي نجم الدين ابن قاضي القضاة عماد الدين الطرسوسي وهو ابن سبع عشرة سنة وحضر عنده القضاة والأعيان وشكروا فضيلته ونباهته وفرحوا لأبيه انتهى ورأيت بخط البرزالي في السنة المذكورة وفي يوم الأربعاء سابع ذي الحجة ذكر الدرس بالمدرسة
الشبلية بسفح قاسيون القاضي نجم الدين أحمد ابن قاضي القضاة عماد الدين بن الطرسوسي الحنفي عوضا عن الشيخ شمس الدين الكاشغري وحضر قضاة القضاة وأعيان المدرسين وأكرموه وأجلسوه بينهم في مجلس التدريس وأثنوا على فضيلته مع صغر سنه انتهى وقال السيد الحسيني في ذيله في سنة ثمان وخسمين وسبعمائة ومات الإمام العلامة قاضي القضاة نجم الدين أحمد ابن قاضي القضاة عمادالدين علي بن الطرسوسي الحنفي ولد بالمزة وتفقه بوالده وغيره وبرع في الفقه والأصول ودرس وأفتى وناظر وافاد مع الديانة والصيانة والتعفف والمهابة ناب في الحكم عن والده ثم ولي استقلالا بعده وحدث عن ابن الشيرازي وغيره توفي في شعبان وولي بعده نائبه القاضي شرف الدين الكفيري انتهى وقال الصفدي في تاريخه في حرف السين سليمان بن عثمان المفتي الزاهد الورع بقية السلف تقي الدين التركماني مدرس الشبلية ناب في القضاء بدمشق لمجد الدين بن العديم ثم استعفى ولازم الاشتغال قال وكان من أعيان الحنفية وتوفي سنة تسعين وستمائة انتهى وقال الشيخ تقي الدين بن قاضي شهبة في ذيله في شوال سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة شمس الدين محمد ابن القاضي العالم بدر الدين بن الرضي الحنفي كان في حياة والده قد قرأ كتبا في العلم واشتغل يسيرا ودرس في حياة والده بالمدرسة الشبلية ثم بعد موت والده ترك الاشتغال وبقي بيده بعض جهات والده ووقع له قضية بعد فتنة التتار وأوذي فيها ووضع في عنقه الزنجير ولما ولي الأمير سيف الدين تنبك ميق نيابة دمشق وكان له بالمذكور معرفة فأحسن إليه وجعله نائب الناظر بالجامع فلم يحسن المباشرة فلما مات تعب يسيرا ثم استقر في مباشرته بالجامع وما بيده من الجهات إلى أن توفي ليلة الأربعاء حادي عشريه شبه الفجأة بمنزله بارض مقري في عشر الستين وقرر القاضي الشافعي القاضي زين الدين عبد الباسط فيما في يده من التداريس والأنظار وكان بعد ذلك بمدة يسيرة قد قرر المذكور في وظائف ابن نقيب
الأشراف التداريس والأنظار فيعجب الناس من القاضي في ذلك والله المستعان انتهى
أعاد بهذه المدرسة جماعة منهم ابن عباد قال الذهبي في عبره فيمن مات سنة تسع وسبعين وستمائة والفقيه المعمر أبو نصر بن هلال بن عباد الحنفي عماد الدين معيد الشبلية توفي في شهر رجب عن مائة وأربع سنين وقد سمع في الكهولة من أبي القاسم بن صصري وغيره انتهى وقال الصفدي أبو بكر بن هلال بن عباد عماد الدين الحنفي معيد الشبلية كان عالما صالحا منقطعا عن الناس مشتغلا بنفسه ونفع من يقرأ عليه مولده سنة خمس وسبعين وخمسمائة وتوفي في سنة تسع وسبعين وستمائة وسمع وهو كبير من ابن صصري ومن ابن الزبيدي ولو سمع صغيرا لكان أسند أهل الأرض وكان يعرف بالعماد الجبلي وسمع البرزالي وابن الخباز انتهى ومنهم ابن بشارة قال البرزالي ومن خطه نقلت في تاريخه في سنة أربع وثلاثين وسبعمائة وفي ليلة السبت سابع شعبان توفي الفقيه الإمام العالم علاء الدين علي ابن الشيخ الإمام شرف الدين الحسين بن علي بن بشارة الشبلي الحنفي بسفح قاسيون وصلي عقب الظهر من يوم الثلاثاء المذكور بالجامع المظفري ودفن هناك وكان شابا فاضلا عفيفا عاقلا ولي إعادة المدرسة الشبلية وشهد له بأهلية التدريس والفتوى وسمع معنا كثيرا ورافقته في الحج انتهى
(فائدة) قال الذهبي في سنة إحدى عشرة وسبعمائة وممن توفي فيها من الأعيان الشيخ الرئيس بدر الدين محمد ابن رئيس الأطباء أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن طرخان الأنصاري من سلالة سعد بن معاذ السويدي من سويداء حوران سمع وبرع في الطب توفي في شهر ربيع الأول ببستانه بقرب الشبلية ودفن في تربة له في قبة فيها عن سبعين سنة انتهى رحمه الله