الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل دور القرآن والحديث معا
دار القرآن والحديث التنكزية
…
فصل دور القرآن والحديث معا
24 – دار القرآن الحديث التنكزية
وهي شرقي حمام نور الدين الشهيد بسوق البزورية وتجاه دار الذهب كانت هذه الدار حماما يعرف بحمام سويد فهدمه نائب السلطنة تنكز الملكي الناصري وجعله دار قرآن وحديث وجاءت في غاية الحسن ورتب فيها الطلبة والمشايخ قاله ابن كثير في سنة ثمان وعشرين وسبعمائة وقال وفيها وفي شهر ربيع الأول توجه نائب السلطنة تنكز الملكي الناصري إلى الديار المصرية لزيارة السلطان فأكرمه واحترمه واشترى في هذه السفرة دار الفلوس التي بالقرب من البزوريين والجوزية وهي شرقيهما وقد كان سوق البزوريين اليوم يسمى سوق القمح فاشترى هذه الدار وعمرها دارا هائلة ليس بدمشق دار أحسن منها وسماها دار الذهب واجتاز في رجوعه من مصر بالقدس الشريف وزاره وأمر ببناء دار حديث أيضا فيها خانقاه. ثم قال فيها وفي سادس عشرين في ذي القعدة نقل تنكز حواصله وأمواله من دار الذهب داخل باب الفراديس إلى الدار التي أنشأها وكانت تعرف بدار الفلوس فسميت دار الذهب انتهى.
وقال الصلاح الصفدي: تنكزالأمير الكبير المهيب سيف الدين أبو سعيد نائب السلطنة بالشام جلب إلى مصر وهو حدث فنشأ بها وكان أبيض اللون إلى السمرة رشيق القد مليح الشعر خفيف اللحية قليل الشيب
حسن الشكل ظريفه جلبه الخواجا علاء الدين السيواسي فاشتراه الأمير حسام الدين لاجين فلما قتل لاجين في سلطنته صار من خاصكية السلطان وشهد معه وقعه الخزندار ثم وقعة شقحب أخبرني القاضي شهاب الدين القيسراني قال: قال لي يوما أنا والأمير سيف الدين طنيال من مماليك الأشرف وسمع صحيح البخاري غير مرة على ابن الشيخ وصحيح مسلم وكتاب الآثار على غيره وسمع من عيسى المطعم وأبي بكر بن عبد الدائم وحدث وقرأ عليه المقريزي ثلاثيات البخاري بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم السلام وأمره الملك السلطان الناصر أمرية عشرة قبل توجهه إلى الكرك وكان قد سلم أقطاعه إلى الأمير صارم الدين صاروجا المظفري وكان على مصطلح الترك أغاله ولما توجه إلى الكرك كان في خدمة الملك السلطان الناصر1 وجهزة مرة إلى دمشق رسولا إلى الأفرم فاتهمه أن معه كتابا إلى امراء الشام فحصل له منه مخافة شديدة وفتش وعرض عليه العقوبة فلما عاد إلى السلطان الناصر عرفه بذلك فقال له إن عدت إلى الملك فأنت نائب دمشق فلما حضر من الكرك جعل الأمير سيف الدين أرغون وهو الدواراد نائب السلطان بمصر بعد إمساك الجوكندار الكبير وقال: لتنكز ولسودي2 أحضرا كل يوم عند أرغون وتعلما منه النيابة والأحكام فبقيا كذلك سنة يلازمانه فلما مهرا جهز سيف الدين سودي إلى حلب نائبا وسيف الدين تنكز نائبا إلى دمشق فحضر إليها على البريد هو والحاج سيف الدين سودي وأرقطاي والأمير حسام الدين طرنطاي البشمقدار وكان وصولهم إليها في شهر ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة وسبعمائة وتمكن في النيابة وسار بالعسكر إلى ملطية فافتتحها وعظما شأنه وهابه الأمراء بدمشق وأمن الرعايا ولم يكن أحد من الأمراء ولا من أرباب الجاه يقدر أن يظلم ذميا أو غيره خوفا منه لبطشه وشدة إيقاعه ولم يزل في ارتقاء وعلو درجة تتضاعف أقطاعاته وأنعامه وعوائده من الخيل والقماش
1 شذرات الذهب 6: 134.
2 إبن كثير 14: 74.
والطيور والجوارح حتى كتب له: أعز الله أنصار المقر الكريم العالي الأميري، وفي الألقاب الأتابكي القائدي وفي النعوت معز الإسلام والمسلمين سيد الأمراء في العالمين وهذا لم يعهد يكتب عن سلطان النائب ولا غير نائب على اختلاف الوظائف المناصب وكان السلطان لا يفعل شيئا في الغالب حتى يشير إليه ويستشيره فيه واعتمد شيئا ما سمعناه عن غيره وهو أنه كان له كاتب ليس له شغل ولا عمل غير عمل الحساب إي ما يدخل خزانته من الأموال أمره بحسابه وما يستقر له فإذا حال الحول عمل أوراقا بما يجب عليه صرفه من الزكاة فيأمر بإخراجه وصرفه إلى ذوي الاستحقاق وزادت أمواله وأملاكه وعمر الجامع المعروف به بحكر السماق بدمشق وأنشأ إلى جانبه تربة وحماما وعمر تربة إلى جانب الخواصين لزوجته وعمر دار القرآن والحديث إلى جانب داره دار الذهب وأنشأ بالقدس رباطا وعمر القدس وساق إليه الماء وأدخله الحرم على باب المسجد الأقصى وعمر به حمامين وقيسارية مليحة إلى الغاية وعمر بصفد البيمارستان المعروف به وخانا وغيرهما وله بجلجولية خان المنة للسبيل في غاية الحسن وبالقاهرة في الكافوري دار عظيمة وحمام وحوانيت وغير ذلك وجدد القنوات بدمشق وكانت مياهها قد تغيرت وجدد عمائر المساجد والمدارس ووسع الطرقات بها واعتنى بأمرها وله في سائر الشام آثار وأملاك وعمائر انتهى. ملخصا وقد بسط أحواله وأموره في نحو نصف كراسة فراجعه ثم غضب السلطان عليه وجهز للقبض عليه جماعة فاستسلم وأخذ سيفه وقيد خلف مسجد القدم وجهز إلى السلطان في ذي الحجة سنة أربعين وسبعمائة وتأسف أهل دمشق عليه واحتيط على حواصله ثم جهز إلى الإسكندرية وحبس بها مدة دون الشهر ثم قضى الله تعالى فيه أمره وصلى عليه أهل الإسكندرية وكان قبره يزار ويدعى عنده ولما كان في اوائل شهر رجب سنة أربع وأربعين وسبعمائة احضر تابوته من الإسكندرية إلى دمشق ودفن في تربته جوار الجامع المعروف بإنشائه ورثاه الصلاح الصفدي رحمه الله تعالى بأبيات طويلة ورأيت