الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فائدة: قال الصفدي: بنو عصرون جماعة منهم: تاج الدين محمد بن عبد السلام ومحيي الدين بن عبد الله بن محمد وشهاب الدين عبد السلام بن المطهر وقطب الدين أحمد بن عبد السلام وشرف الدين عثمان بن محمد ومحيي الدين عمر بن محمد وشرف الدين عبد الله بن محمد انتهى كلامه في الألقاب. وقال قبل ذلك عبد السلام ابن المطهر ابن قاضي القضاة أبي سعد عبد الله بن أبي السري بن هبة الله ابن أبي السري بن هبة الله بن المطهر بن علي بن أبي عصرون الفقيه شهاب الدين أبي العباس التميمي الدمشقي الشافعي سمع من جده ومن جماعة وكان فقيها جليل القدر وافر الديانة ترسل من حلب إلى بغداد إلى الخليفة في رسالة وإلى الأطراف وانقطع في الآخر بمكانه بالجبل عند حمام النحاس بدمشق وكان منهمكا في التمتمع كان له أكثر من عشرين سرية حتى نفشت أعضاؤه وتولدت عليه أمراض وتوفي سنة اثنتين وثلاثين وستمائة انتهى. وذكره الذهبي في العبر في هذه السنة فقال: وكان صدرا محتشما. وابن كثير فيها أيضا: وقال: كان فقيها زاهدا عابدا ودفن بقاسيون وهو والد قطب الدين وتاج الدين انتهى. وقال قبل ذلك أيضا في عثمان: وهو عثمان بن محمد بن عبد الله بن محمد بن هبة الله بن علي بن المطهر بن أبي عصرون التميمي الشافعي أخو محيي الدين عمر ولد بدمشق سنة أحدى وثمانين وخمسمائة وتوفي سنة ثمان وخمسين وستمائة ولم يرو عن جده شيئا وسمع وروى وكان جوادا مفضالا أنفق أمولاا عظيمة إلى أن افتقر وكان أبوه خلف من الأموال والخدم والخيل شيئا كثيرا من ذلك سطل بلور قدر المد أو أكبر بطوف ذهب وهو ملآن جواهر نفيسة فأذهب الجميع انتهى.
38 -
المدرسة العمادية
داخل بابي الفرج والفراديس لصيق المدرسة الدماغية من قبلة. وقال ابن شداد: المدرسة العمادية الصلاحية بانيها عماد الدين إسماعيل بن نور الدين والواقف عليها صلاح الدين أول من درس بها عماد الدين ثم من بعده ولده
عزالدين ثم من بعده تاج الدين بن جهبل ثم من بعده محيي الدين ولده وتوفي بها ثم وليها بعده ابنه ولم يزد على ذلك وإنما بناها نور الدين محمود ابن زنكي الشهيد رحمه الله تعالى برسم خطيب دمشق أبي البركات بن عبد الحارثين وهو أول من درس بها. قال الذهبي فيمن مات سنة اثنتين وستين وخمسمائة: وفيها توفي خطيب دمشق أبو البركات الخضر بن شهبل بن عبد الحارثي الدمشقي الفقيه الشافعي درس بالغزالية والمجاهدية وبنى له نور الدين محمود رحمه الله تعالى مدرسته التي عند باب الفرج فدرس بها وتعرف الآن بالعمادية [وقرأ] على أبي الوحش سبيع صاحب الأهوازي وسمع من أبي الحسن علي بن الموازيني توفي في ذي القعدة وقال الأسدي في سنة اثنتين وستين وخمسمائة: الخضر بن شبل بن عبد الفقيه الشافعي أبو البركات الحارثي الدمشقي خطيب دمشق ومدرس الغزالية والمجاهدية ولد في شعبان سنة ست وثمانين وقرأ على أبي الوحش سبيع وسمع منه ومن أبي القاسم النسيب وأبي طاهر الحنائي وأبي الحسن علي الموازيني وجماعة كثيرة وصحب أبا الحسن بن قيس ونفقه على جمال الإسلام وأبي الفتح نصر الدين المصيصي روى عنه ابن عساكر وابنه وزين الأمناء وأبو نصر بن الشيرازي وآخرون وكان فقيها إماما كبير القدر بعيد الصيت بني نور الدين رحمه الله تعالى مدرسة عند باب الفرج وجعله مدرسها. قال ابن عساكر: كتب كثيرا من الحديث والفقه ودرس سنة ثمان عشرة وكان سديد الفتوى واسع المحفوظ ثبتا في الرواية ذا مروءة ظاهرة لزمت دروسه مدة وعلقت عنه في مسائل وكان عالما بالمذهب يتكلم في الأصول والخلاف توفي في ذي القعدة ودفن رحمه الله تعالى بباب الفراديس انتهى. وقال فيها: وفي شعبان منها كان قدوم العماد الكاتب من بغداد إلى دمشق فأنزله القضي كمال الدين الشهرزوري بالمدرسة النورية داخل باب الفرج فنسبت إليه لسكناه بها فيقال لها العمادية ثم ولي تدريسها وولي عماد الدين كتابة الإنشاء لنور الدين رحمه الله تعالى انتهى. وقال الأسدي في تاريخه في سنة سبع وتسعين: العماد الكاتب
محمد بن محمد بن حامد بن محمد بن عبد الله بن علي بن عبد الله بن محمود بن هبد الله بن أله (بفتح الهمزة وضم اللام وتسكين الهاء ومعناه بالعربي العقاب) الإمام العلامة المنشىء البليغ الوزير عماد الدين أبو عبد الله الأصبهاني الكاتب المعروف بابن أخي العزيز ولد لأصبهان سنة تسع عشرة وقدم بغداد وهو ابن عشرين سنة أو نحوها وتفقه بالنظامية على أسعد الميهني وأبي منصور الرزاز وأتقن الخلاف والنحو والأدب وسمع من ابن الرزاز وأبي منصور بن خيرون1 وعلي بن عبد السلام2 وأبي القاسم ابن الصباغ3 وطائفة ورجع إلى أصبهان سنة ثلاث وأربعين وقد برع في العلوم فسمع بها وقرأ الخلاف على أبي المعالي الوركاني4 وحمد ابن عبد اللطيف الخجندي5 ثم عاد إلى بغداد وتعانى الكتابة والتصرف وسمع بالثغر من السلفي وإجاز له ابن الحصين والغراوي6 وروى عنه ابن خليل والشهاب القوصي وشرف الدين محمد بن إبراهيم الأنصاري وطائفة. قال ابن خلكان. كان شافعيا تفقه بالنظامية وأتقن الخلاف وفنون الأدب وولاه ابن هبيرة7 نظر البصرة ثم واسط ثم انتقل إلى دمشق في سنة اثنتين وستين واتصل بالسلطان نور الدين رحمه الله تعالى بطريقة الأمير نجم الدين أيوب وكتب الإنشاء وعلت منزلته عنده وفوض إليه تدريس المدرسة المعرفة بالعمادية فلما توفي نور الدين رحمه الله تعالى خرج إلى العراق فلما وصل إلى الموصل مرض فلما بلغه أخذ صلاح الدين دمشق عاد إلى دمشق في سنة سبعين وقصد صلاح الدين ومدحه ولزم ركابه فاستكتبه واعتمد عليه وقرب منه حتى صار يضاهي الوزراء وكان القاضي الفاضل ينقطع عن خدمة السلطان في مصالح الديار المصرية فيقوم العماد مقامه وكان بينه وبين القاضي الفاضل مخاطبات ومحاورات ومكاتبات. قال ابن خلكان: ولم ينزل
1 شذرات الذهب 4: 125.
2 شذرات اىلذهب 4: 122.
3 شذرات الذهب 4: 131.
4 شذرات الذهب 4: 187.
5 شذرات الذهب 4: 163.
6 شذرات الذهب 444: 96.
7 شذرات الذهب 4: 191.
العماد على مكانته إلى أن توفي الملك صلاح الدين فاختلفت أحواله فلزم بيته وأقبل على التدريس والتصنيف.
وقال زكي الدين المنذري وهو أمام البلغاء وشمس الشعراء وقطب رحى الفضلاء أشرقت أشعة فضائله وأنارت وأنجدت الركبان بأخباره وأغارت في الفصاحة قس دهره وفي البلاغة سحبان عصره فاق الأوائل طرا نظما ونثرا استعبدت رسائله المعاني الأبكار وأخجلت الرياض عند إشراف النوار توفي رحمه الله تعالى بدمشق في شهر رمضان ودفن بمقابر الصوفية ومن تصانيفه "خريدة القصر في شعراء العصر" جعله ذيلا على "زينة الدهر" لأبي المعالي سعد بن علي الخطيري و"زينة الدهر" ذيل علي دمية القصر وعصره أهل العصر للباخرزي1 و"الدمية" ذيل على يتيمة الدهر للثعالبي2 و"اليتيمة" ذيل على كتاب البارع لهارون بن علي المنجم فذكر العماد الكاتب في كتابه هذا الشعراء الذين كانوا بعد المائة الخامسة إلى سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة وجمع شعراء العراق والعجم والجزيرة ومصر والمغرب وهو في عشر مجلدات وله كتاب "البرق الشامي" في سبع مجلدات وإنما سماه البرق الشامي لأنه شبه أوقاته في الأيام النورية والصلاحية بالبرق لطيبها وسرعة انقضائها وصنف كتاب "الفتح القسي" في مجلدين وصنف كتاب "السيل على الذيل" وكتاب "نصرة الفترة وعصرة الفطرة" في أخبار بني سلجوق ودولتهم وله ديوان رسائل كبير وديوان شعر في أربع مجلدات وديوان دوبيت صغير انتهى.
وقال الأسدي في سنة سبع وستين وخمسمائة: قال العماد الكاتب في شهر رجب: فوض إلى نور الدين اللدين المدرسة التي عند حمام القصير وهي التي أنا منذ قدمت دمشق فيها ساكن وكان فيها إمام الكبير ابن عبد وقد استفاد من علمه كل حر وعبد فتوفي وخلف ولدين استمرا فيها على رسم الوالد ودرسا بها فخدعهما مغربي بالكمياء فلزماه والتقيا به وأغنياه وغاظ نور الدين
1 شذرات الذهب 3: 329.
2 شذرات الذهب 3: 246.
ذلك فأحضرهما وونجهما ورتبني فيها مدرسا وناظرا انتهى. وقال العماد بن كثير: وولاه نور الدين الدين يعني العماد الكاتب ابن أله المدرسة التي أنشأها داخل باب الفرج اللتي يقال لها العمادية نسبة إلى العماد الكاتب هذا لكثير قامته بها وتدريسه فيها ولم يكن أول من درس بها بل قد سبقه إليها في التدريس غير واحد وكان بارعا في درسه يتزاحم الفضلاء فيه لفوائده وفرائده انتهى ملخصا
ثم درس بها الشيخ بدر الدين بن الصائغ وقد مرت ترجمته في المدرسة الدماغية
ثم درس بها قاضي القضاة شمس الدين بن الشيرازي وقد مرت ترجمته في المدرسة الشامية الكبرى ثم درس بها العالم شرف الدين ابن أله وقد مرت ترجمته في المدرسة الطبرية. وقال الذهبي في العبر قي سنة تسع وثلاثين وسبعمائة: ومات شيخنا المعمر الصالح شرف الدين الحسين بن علي بن محمد بن العماد الكاتب عن ثمانين سنة وأشهر ودرس بالعمادية وحدث عن ابن أبي اليسر وابن الأوحدي1 وجماعة انتهى. وقال ابن كثير في تاريخه في سنة ثلاث وثمانين وستمائة: في ترجمه عز وجل الدين بن الصائغ ودرس بعده ابنه محي الدين أحمد بالعمادية وزاوية الكلاسة من جامع دمشق ثم توفي ابنه أحمد في يوم الأربعاء ثامن شهر رجب فدرس بالعمادية والدماغية الشيخ زين الدين الفارقي شيخ دار الحديث نيابة عن أولاد القاضي عز وجل الدين بن الصائغ بدر الدين وعلاء الدين انتهى وقد مرت ترجمة الشيخ زين الدين الفارقي شيخ دار الحديث هذا دار الحديث الأشرفية الدمشقية.
فائدة: وقد وقفت على قائمة بخط تقي الدين ابن شهلا صورتها الحمد لله محاسبة مباركة إن شاء الله تعالى بما تحصل من ربع وقف المدرسة العمادية داخل باب الفرج رحم الله تعالى وافقها وبما صرف في العمائر لالمدرسة المشمول ذلك بنظر كاتبه وذلك عن سنة خمس وستين وثمانمائة من الدراهم ألف واثنتين وسبعين من الحانوت جوار المدرسة سكن الأدمي في السنة أربع وثمانين طبقة علو ذلك عطل محاكرة المزرعة المعروفة بالعمادية بقصر اللباد
1 شذرات الذهب 5: 361.