الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العاصية من مدينة صور وقبره بها يزار رحمه الله تعالى وقد بنى الخان المعروف به بطريق حلب المحروسة.
114 -
المدرسة الظاهرية الجوانية
البيرية الصالحية قد تقدم محلها وأنها على الفريقين الحنفية والشافعية وترجمة واقفها وأن أول من درس بها الشيخ صدر الدين سليمان من الحنفية وهو قاضي القضاة الصدر سليمان بن أبي العز بن وهيب بن عطاء أبو الربيع الحنفي الأذرعي صاحب الجامع الصغير شيخ الحنفية في زمانه وعالمهم شرقا وغربا أقام يدرس مدة بدمشق ويفتي ثم انتقل إلى الديار المصرية ميلاده سنة أربع وتسعين وخمسمائة تفقه على الشيخ جمال الدين الحصيري وولي قضاء القضاة بالقاهرة في أيام السلطان الملك الظاهر بيبرس وحج زميله وكان قلده القضاء حيث حل ركاب السلطان وكان يحبه ويعظمه ولا يفارقه في غزواته ثم استعفاه من القضاء بالقاهرة وعاد إلى دمشق فأقام بها مدة مديدة يدرس بهذه المدرسة ثم مات مجد الدين بن العديم فعرض عليه المنصب مكانه فقبل وباشره مدة ثلاثة أشهر ومات ليلة الجمعة سادس شعبان سنة سبع وسبعين وستمائة ودفن من الغد بعد الصلاة بتربته بالقرب من الجامع الأفرم ومن لطيف شعره في مملوك تزوج جارية للملك المعظم:
يا صاحبي قفا لي وانظرا عجبا
…
أني به الدهر فينا من عجائبه
البدر أصبح فوق الشمس منزلة
…
وما العلو عليها من مراتبه
أضحى يماثلها حسنا يشاركها
…
كفوا وسار إليها في مواكبه
وأشكل الفرق لولا وشي نمنمة
…
بصدغه واخضرار فوق شاربه
وقال ابن كثير في تاريخه في سنة ثلاث وسبعين: قاضي القضاة شمس الدين أبو محمد عبد الله ابن الشيخ شرف الدين محمد بن عطاء بن حسن ابن جابر بن وهيب الأذرعي الحنفي ولد سنة خمس وتسعين وخمسمائة سمع الحديث وتفقه على مذهب أبي حنيفة وناب في الحكم عن الشافعي
مدة ثم اشتغل بقضاء الحنفية أول ما ولي القضاة من المذاهب الأربعة ولما وقعت الحوطة على املاك الناس أراد السلطان منه أن يحكم بما بمقتضي مذهبه فغضب من ذلك وقال هذه الأملاك بأيدي أربابها وما يحل لمسلم أن يتعض لها ثم نهض من المجلس وذهب فغضب السلطان من ذلك غضبا شديدا ثم سكن غضبه فكان يثني عليه بعد ذلك ويمدحه ويقول لا تثبتوا كتابا إلا عنده وكان ابن عطاء من العلماء الأخيار كثير التواضع قليل الرغبة في الدنيا روى عنه ابن جماعة وأجاز البرزالي توفي رحمه الله يوم الجمعة ناسع جمادى الأولى ودفن بالقرب من المعظيمة بسفح قاسيون انتهى. ولم يذكر له تدريسا بهذه المدرسة. ثم درس بها الصاحب محيي بن النحاس وقد مرت ترجمته في المدرسة الزنجارية. ثم درس بها العلامة ركن الدين السمرقندي. قال الذهبي في مختصر تاريخ الإسلام في سنة إحدى وسبعمائة: في صفر ختق شيخ االحنفية العلامة ركن الدين السمرقندي عبيد الله بن محمد السمرقندي مدرس الظاهرية وألقى في بركتها وأخذ ماله ثم ظهر قاتله أنه قيم الظاهرية فشنق على حائطها انتهى. وقال ابن كثير في إحدى وسبعمائة: وفي يوم الثلاثاء عاشر شهر ربيع الآخر شنق الشيخ علي الحوراني بواب الظاهرية على بابها وذلك أنه اعترف بقتل الشيخ ركن الدين السمرقندي انتهى. وقال صلاح الدين الدين الصفدي في: الوافي عبيد الله بن محمد السمرقندي الإمام العابد شيخ الحنفية ركن الدين البارشاه السمرقندي نزيل دمشق مدرس الظاهرية ثم النورية وكان من كبار أئمة المذهب مكبا على المطالمة والتعليم له ورد في اليوم والليلة مائة ركعة وله حلقة بالجامع أصبح يوما ملقى في بركة الظاهرية كأنه خنق بشيء من حطام الدنيا وأخذ علي الحوراني قيم دار الحديث بالظاهرية وضرب فأقر بقتله فشق بذلك في سنة إحدى وسبعمائة انتهى. ثم درس بها العلامة شمس الدين الحريري وهو كما قال الصلاح الصفدي: محمد بن عثمان بن أبي الحسين قاضي القضاة شيخ المذهب شمس الدين بن صفي الدين الأنصاري الحنفي بن الحريري الدمشقي
ولد في صفر سنة ثلاث وخمسين وتفقه وبرع وحفظ الهداية وغيرها وأفتى ودرس وتميز مع الوقار والسمت الحسن والأوراد وحسن الهد والفتوة والهيبة انطلاق العبارة سمع من أبي اليسر وابن عطاء والجمال بن الصيرفي والقطب بن أبي عصرون وجماعة ودرس بأماكن ثم ولي القضاء بدمشق مدة قال ابن كثير في سنة تسع وتسعين: وفي يوم الأحد الحادي والعشرين من شعبان ولي قضاء الحنفسة بدمشق شمس الدين بن الصفي الحريري عوضا عن حسام الدين الرازي فقد في المعركة في ثاني شهر رمضان انتهى. ثم قال الصلاح الصفدي: وطلب إلى الديار المصرية وولي بها القضاء وكان صارما تولاها بحق حميد الأحكام قليل المثل متين الديانة وانتقدوا عليه امورا من تعظيم نفسه توفي بالقاهرة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة وكانت جنازته مشهودة وطلب القاضي برهان الدين ابن قاضي الحصن مكانه باشارته أخبرني الشيخ فتح الدين بن سيد الناس ان المصريين لم يعدوا على القاضي شمس الدين بن الحريري أنه ارتشى في حكومته ويقال أنه كان له قلم للعلامة وقلم للتوقيع وله أشياء من مراعاة الأعراب في لفظة حتى مع النساء في بيته انتهى. وقال ابن كثير في سنة عشر وسبعمائة: في شهر ربيع الأخر درس القاضي شمس الدين بن أبي العز الحنفي بالظاهرية عوضاً عن شمس الدين بن الحريري وحضر عند خاله الصدر علي قاضي قضاة الحنفية وبقية القضاة ةالأعيان انتهى. وقال في سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة: وممن توفي فيها من الأعيان القاضي شمس الدين بن أبي العز أبو عبد الله محمد ابن الشيخ عز الدين أبي العز بن وهيب الأذرعي الحنفي أحد مشايخ الحنفية وأحد أعيانهم وفضلائهم في فنون من العلوم متعددة حكم نيابة نحوا من عشرين سنة وكان شديد الأحكام محمود السيرة جيد الطريقة كريم الأخلاق كثير البر والصلة والإحسان إلى أصحابه وغيرهم وخطب بجامع الأفرم مدة وهو أول من خطب به ودرس بالمعظيمة واليغمورية والقلبيجية والظاهرية وكان ناظر أوقافها وأذن للناس في الإفتاء وكان كبيرا معظما مهيبا توفي رحمه الله تعالى بعد مرجعه
من الحج بأيام قلائل يوم الخميس سلخ المحرم وصلي عليه يومئذ بعد الظهر بجامع الأفرم ودفن عند المعظيمة عند أقاربه وكانت جنازته حافلة وشهد له الناس بالخير وغبطوه بهذه الموتة رحمه الله تعالى ودرس بعده في الظاهرية نجم الدين القحفازي وفي المعظمية والقليجية والخطابة بالأفرم ابنه علاء الدين. وباشر بعده نائبه الحكم القاضي عمادالدين الطرسوسي مدرس القلعة انتهى. وقال الذهبي في العبر في سنة اثنتين وعشرين المذكورة: درس بالظهارية القحفازي بعد موت ابن أبي العز الحنفي انتهى. وقال ابن كثير في السنة المذكورة: وفي يوم الأربعاء سادس صفر درس الشيخ نجم الدين القحفازي بالظاهرية للحنفية وهو خطيب جامع دنكز وحضر عنده القضاة والأعيان ودرس في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} الآية وذلك بعد وفاة القاضي شمس الدين بن العز الحنفي في مرجعه من الحجا وباشر بعده نياية القضاء عمادالدين الطرسوسي وهو زوج ابنته وكان ينوب عه في حال غيبته فاستمر بعده ثم ولي الحكم بعده مستنيبه فيها انتهى. وقال السيد الحسيني رحمه الله تعالى في ذيل العبر في سنة خمس وأربعين وسبعمائة: ومات بدمشق شيخ الأدب الإمام ذو الفنون نجم الدين علي بن داود بن يحيى بن كامل القرشي القحفازي الحنفي خطيب جامع دنكز ومدرس الحنفية بالظاهرية سمع من البرهان بن الدرجي1 وغيره ولد سنة ثمان وستين وولي الخطابة بعد القاضي عمادالدين بن العز انتهى. وقال الذهبي في العبر في سنة خمس وعشرين وسبعمائة: ومات بدمشق شيخ الظاهرية عفيف الدين إسحاق بن يحيى الآمدي الحنفي في شهر رمضان عن ثلاث وثمانين سنة وروى كثيرا عن ابن خليل وعن عيسى الخياط والضياء صقر2 وغيره وطلب الحديث وحصل أصولا بمروياته وخرج له ابن المهندس معجما قرأته عليه وكان لا بأس به انتهى. وقال السيد في سنة ثمان وخمسين وسبعمائة: مات بالقاهرة الشيخ قوام الدين لطف الله الحنفي أحد الزهاد وقد ولي مشيخة الظاهرية بدمشق أياما انتهى.
1 شذرات الذهب 5: 373.
2 شذرات الذهب 5: 261.