الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
32 -
المدرسة الأكزية
قال ابن شداد في كلامه على المدرسة الشبلية الحنفية: إنها قبالة الأكزية وقال في كلام عليها بانيها أكز حاجب نور الدين محمود انتهى وهي غربي الطيبة والتنكزية وشرقي أم الصالح وقد رسم على عتبة بابها ما صورته بعد البسملة وقف هذه المدرسة على أصحاب الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه الأمير أسد الدين أكز في ست وثمانين وخمسمائة وتمت عمارتها في أيام الملك الناصر صلاح الدين والدنيا ومنقد البيت المقدس من أيدي المشركين أبي المظفر يوسف بن أيوب محيى دولة أمير المؤمنين الدكان التي شرقيها وقف عليها والثلث من طاحون اللوان سنة سبع وثمانين وخمسمائة.
فائدة: قال البرزالي في تاريخه في سنة ست وثلاثين وسبعمائة ومن خطه نقلت وفي ليلة السبت ثامن عشر جمادى الآخرة توفي الشيخ الفقيه العدل الكبير المعمر شرف الدين أبو محمد حسن بن يعقوب بن اليأس بن علي الحاكي الشافعي بسكنه بالمدرسة الأكزية بدمشق وصلي عليه ظهر السبت بالجامع المعمور ودفن بمقبرة الباب الصغير وكان مولده بعد الأربعين والستمائة بقليل بلغ خمسا وتسعين سنة وسمع من إبن أبي الخير وحدث عنه وكان فقيها في المدارس وشاهدا بمركز الطيوريين داخل باب الجابية ومأذونا له في العقود ولم يزل يواظب على الجلوس مع الشهود والتردد إلى المدارس على دابته إلى آخر وقت وكان متواضعا حسن الخلق انتهى. قال ابن شداد: ثم درس بها تاج الدين بن جهبل ثم من بعده المجد بن الروذراوري عبد المجيد وكان عالما أديبا فاضلا في أنواع العلوم ثم من بعده برهان الدين المراغي1 ثم من بعده مجد الدين محمود الشهرزوري وهو مستمر بها إلى الآن انتهى. ثم ممن درس بها الكمال بن الحرستاني. قال الاسدي في
1 شذرات الذهب 5: 374.
تاريخه في سنة أربع وعشرين وستمائة: عبد الجبار بن عبد الغني بن علي بن أبي الفضل بن علي بن عبد الواحد بن عبد اللطيف الأنصاري كمال الدين أبو محمد بن الحرستاني الفقيه المفتي الشافعي مولده سنة تسع وأربعين سمع أبا القاسم الحافظ وأبا سعد بن أبي عصرون وأجاز له خطيب الموصل والحافظ أبو موسى المديني سمع منه البرزالي وخرج له جزءا وأبو حامد بن الصابوني وطائفة وقال ابن الحاجب: درس الكلاسة والأكزية وهو من بيت طليس توفي في شعبان انتهى والبدر النابلسي وهو الشيخ بدر الدين محمد بن البرهان إبراهيم بن وهيب ويقال هبة الله بن عبد الرحمن بن أبي القاسم بن محمد الجزري الأصل الصلتي النابلسي ولي قضاء نابلس قديما وكان قبل ذلك ينوب بها وولي أيضا قضاء بعلبك ثم نقله قاضي القضاء تاج الدين إلى دمشق واستنابه في الحكم وربما أنابه في الخطابة ثم ولي قضاء طرابلس واستمر نحو عشرين سنة وكان ولي بدمشق تدريس الأكزية هذه ومشيخة الأسدية وإمامة مسجد القصب ودرس بها أيضا بطرابلس وولي خطابتها بنزاع كثير وكان قد سمع من الجرائدي جزء القرآن والتوكل لابن أبي الدنيا وسمع من ابن الشحنة الصحيح وسمع من النجم بن هلال العسقلاني والمزي سنة اثنتين وعشرين وسمع من زينب بنت شكر1 وأبي العباس بن جبارة2 وحدث قديما بنابلس وبعلبك ودمشق وطرابلس وكان كبير السن جاوز الثمانين مولده سنة ست وسبعمائه ويقال أنه حكم في أيام ابن صصري فلم يكن قاض أقدم منه في القضاء وكان يحفظ المنهاج ولما كان بدمشق كان جيد السيرة في الأحكام سمع منه الأنفي3 وابن سعد سنة إحدى وخمسين كان قاضي بعلبك ومن نظمه يقول:
زار الحبيب بلا وعد تقدمه
…
فلك الهنا يا مقلتي فتمتعي
سرحت طرفي في بهاء جماله
…
وحفظت جوهر لفظه في مسمعي
1 شذرات الذهب 6: 56.
2 شذرات الذهب 6: 87.
3 شذرات الذهب 6: 292.