الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أمره بها، فإذا لم يكن ذلك صلوا الظهر، ولأنها تقام بجمع عظيم، إذ هى جامعة للجماعات المتفرقة في المساجد وفى غيرها، وقد تقع المنازعة في التقديم وفى التعجيل والتأخير، فلابد ممن له الولاية العامة والكلمة الفاصلة، حسماً للمنازعة المفضية إلى العداوة والفتنة، وإلى تفويت الجمعة غالباً. وعلى هذا كان السلف من الصحابة ومن بعدهم، حتى إن علياً إنما جمع أيام محاصرة عثمان بأمره (1).
(وقالت) المالكية يشترط في الإمام شرطان:
(الأول) أن يكون ممن تجب عليه الجمعة، ولو كان مسافراً نوى الإقامة أربعة أيام فلا قصد الخطبة؛ فإن أقام بقصد الخطبة فلا يصح أن يكون إماماً.
(الثانى) أن يكون هو الخطيب، فلو صلى بهم غير الخطيب بلا عذر يبيح له الاستحلاف فالصلاة باطلة، فإن رعف أو سبقه حدث فله أن يستخلف غيره إن لم يزل عذره في زمن قريب مقدار صلاة ركعتين بفاتحة وسورة، وإلا وجب انتظاره.
(وقالت) الشافعية والحنبلية: يشترط في الإمام أن يكون ذكراً تصح إمامته بالقوم مكلفاً وإن لم تجب عليه الجمعة، ولا يشترط أن يكون هو الخطيب عند الحنبلية، وهو الصحيح عند الشافعية، فلا تصح إمامة الصبى عند غير الشافعية مطلقاً، وكذا عند الشافعية إذا كان من العدد الذى تصح به الجمعة، وهذا التفصيل لا دليل عليه كما تقدم في بحث "إمامة الصبى"(2).
(8) كيفية صلاة الجمعة
إذا فرغ الإمام من الخطبة أقيمت الصلاة وصلى بالناس ركعتين نيقرا فيهما جهراً بفاتحة الكتاب وسورة، ويستحب أن يقرأ بسورتى الجمعة
(1)(ص 533 غنية المتملى 0 الشرط الثانى كون الإمام فيها السلطان .. ).
(2)
تقدم بص 54 ج 3 الدين الخالص (الثالث البلوغ).
والمنافقين، أو سبح اسم ربك الأعلى والغاشية، أو يقرأ في الأولى بالجمعة، وفى الثانية بالغاشية، لما روى عبيد الله بن أبى رافع عن أبى هريرة أنه قرأ في الجمعة بسورة الجمعة، وإذا جاءك المنافقون. قال عبيد الله: فقلت له: قد قرأت بسورتين كان علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه يقرأ بهما في الجمعة.
فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بهما. اخرجه الشافعى وأحمد ومسلم والأربعة إلا النسائى نوقال الترمذى ك هذا حديث حسن صحيح (1)[230]
(روى) سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرا في صلاة الجمعة بسبح اسم ربك الأعلى، وهل أتاك حديث الغاشية. اخرجه الشافعى وأحمد وأبو داود والنسائى والبيهقى (2). [231].
(ولقول) الضحاك بن قيس: سألت النعمان بن بشير الأنصارى: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ يوم الجمعة على أثر سورة الجمعة؟ قال: كان يقرأ بهل أتاك حديث الغاشية. أخرجه مالك والشافعى وابن ماجه والدارمى والبيهقى (3). [232].
وكان صلى الله عليه وسلم يقرا السورتين كاملتين، وأما الاقتصار على قراءة آخر السورتين فلم يفعله قط، وهو مخالف لهديه صلى الله عليه وسلم الذى كان يحافظ عليه.
(1) ص 78 ن 166 ج 1 بدائع المنن. وص 111 ج 6 الفتح الربانى. وص 166 ج 6 نووى مسلم (ما يقرأ في صلاة الجمعة) وص 262 ج 6 المنهل العذب. وص 270 ج 1 تحفة الأحوذى. وص 178 ج 1 سنن ابن ماجه.
(2)
(ص 78، 167 ج 1 بدائع المنن. وص 113 ج 6 الفتح الربانى. وص 293 ج 6 المنهل العذب 0 ما يقرأ في الجمعة). وص 210 ج 1 مجتبى. وص 201 ج 3 سنن البيهقى.
(3)
ص 208 ج 1 زرقانى الموطأ (القراءة في الجمعة) وص 79 ج 1 بدائع المنن. وص 178 ج 1 سنن ابن ماجه. وص 363 ج 1 سنن الدارمى. وص 299 ج 3 سنن البيهقى.