المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(20) بدع العيد - الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق - جـ ٤

[السبكي، محمود خطاب]

فهرس الكتاب

- ‌(الأول) مبطلات الصلاة

- ‌(الثاني) قضاء الفوائت

- ‌(الثالث) صلاة المريض

- ‌(الرابع) الأعذار المسقطة للصلاة

- ‌(الخامس) صلاة المسافر

- ‌(السادس) صلاة الخوف

- ‌(السابع) الجمعة

- ‌(1) فضل يوم الجمعة

- ‌(2) مزايا يوم الجمعة

- ‌(3) ما يطلب ليلة الجمعة ويومها

- ‌(4) صلاة الجمعة

- ‌(5) شروط الجمعة

- ‌(1) مكان الجمعة

- ‌(2) وقت الجمعة

- ‌(3) خطبة الجمعة

- ‌(6) منهاج الخطابة

- ‌(7) إمام الجمعة

- ‌(8) كيفية صلاة الجمعة

- ‌(9) ما تدرك به الجمعة

- ‌(10) ما يقال بعد صلاة الجمعة

- ‌(11) متى يصلى الظهر من لم تلزمه الجمعة

- ‌(12) ترك الجمعة

- ‌(13) اجتماع العيد والجمعة

- ‌(14) كفارة ترك الجمعة لغير عذر

- ‌(15) راتبة الجمعة

- ‌(16) بدع الجمعة

- ‌(الثامن) صلاة العيدين

- ‌(1) مشروعية صلاة العيد

- ‌(2) حكم صلاة العيدين

- ‌(3) من تطلب منه صلاة العيد

- ‌(4) خروج النساء إلى العيد

- ‌(5) ما يطلب للعيد

- ‌(6) وقت صلاة العيد

- ‌(7) مكان صلاة العيد

- ‌(8) ليس لصلاة العيد نداء

- ‌(9) التكبير فى صلاة العيد

- ‌(10) القراءة فى صلاة العيد

- ‌(11) كيفية صلاة العيد

- ‌(12) خطبة العيد

- ‌(13) الجماعة فى صلاة العيد

- ‌(14) تأخير صلاة العيد لعذر

- ‌(15) التهنئة بالعيد

- ‌(16) الرجوع بعد صلاة العيد

- ‌(17) هل للعيد راتبة

- ‌(18) تكبير التشريق

- ‌(19) اللعب والغناء يوم العيد

- ‌(20) بدع العيد

الفصل: ‌(20) بدع العيد

(وقال) النووى: واختلف العلماء فى الغناء، فأباحه جماعة منأهل الحجاز، وهىرواية عنمالك. وحرمه أبو حنيفة وأهل العراق. ومذهب الشافعى كراهته، وهو المشهور من مذهب مالك. واحتج المجوزون بهذا الحديث.

(وأجاب) الآخرون بأن هذا الغناء إنما كان فى الشجاعة والقتل والحذق فى القتال، ونحو ذلك مما لا مفسدة فيه، بخلاف الغناء المشتمل على ما يهيج النفوس على الشر ويحملها على البطالة والقبيح (1).

(20) بدع العيد

(تقدم) أن يوم العيد من أفضل الأيام، تكثر فيه عوائد الله تعالى ونفحاته على عباده، تقف فيه الملائكة على أبواب الطريق منادين: اغدوا يا معشر المسلمين إلى رب كريم يمن بالخير ثم يثيب عليه الجزيل. والله تعالى إذا رضى عن عبده هداه طريق الخير ووفقه- ولا سيما فى هذه الأوقات الفاضلة- للاهتداء بهدى النبى صلى الله عليه وسلم، ليجزيه أحسن الجزاء، ويثيبه أكمل الثواب.

(وقد تقدم) بيان هديه صلى الله عليه وسلم وما ينبغى للعاقل أن يتحلى به فى هذه الأيام من صالح الأعمال وأفضل الخصال التى يرجى لمن تحلى بها كمال الرضوان ونهاية الإحسان، ولكن الشيطان للإنسان عدو مبين، قد آلى على نفسه أن يغوى الناس ويصدهم عن طريق الهداية، ويحسن لهم سبل الضلال، ليحول بينهم وبين رحمة الله وغفرانه، ويقذف بهم فى مهاوى الخزى والحرمان فحسن لهم البدع والعادات التى ما أنزل الله بها من سلطان، فارتكبوا فى هذه الأيام الفاضلة بدعاً كثيرة تعرضوا بها لغضب الله تعالى ومقته - نسأل الله السلامة والهداية - ويزدادزن يوماً بعد يوم فى إحياء البدع والإكثار منها، وإماتة السنن، حتى فشت البدع وصار المنكر معروفاً، والمعروف منكراً.

(1) انظر ص 182 ج 6 شرح مسلم.

ص: 369

وتحقق (قول) ابن عباس رضى الله عنهما: ما أتى علىالناس عام إلا أحدثوا فيه بدعة وأماتوا فيه سنة، حتى تحيا البدع وتموت السنن. أخرجه الطبرانى فى الكبير بسند رجاله موثوقون (1). (148).

وحديث غضيف بن الحارث الشمالى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: ما أحدث قوم بدعة إلا رفع مثلها من السنة. اخرجه أحمد (2). [320].

وقول عبد الله بن الديلمى: بلغنى أن أول ذهاب الدين ترك السنة يذهب الدين سنة سنة، كما يذهب الحبل قوة قوة. (149).

(وقول) حسان: ما ابتدع قوم بدعة فى دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها، هـ ثم لا يعيدها إليهم إلى يوم القيامة. اخرجهما الدارمى (3). (150).

هذا وبدع العيد كثيرة (منها) السهو ليلتى العيد فى غير طاعة، بل الاشتغال بزخارف الدنيا واللهو واللعب وغيرهما مما يؤدى إلى ترك إحياء الليلتين الشريفتين بأنواع الطاعة كما تقدم فى بحث " ما يطلب للعيد "(4).

(ومنها) خروج النساء والرجال إلى المقابر ليلة العيد ويومه والبيات فيها، ويرتكبون فى ذلك ما تأباه المروءة. ولا يرضاه عقل ولا نقل (5).

(ومن) البدع المنكرة: اجتماع بعض الجهلة فى المساجد وغيرها، يذكرون ويرقصون ويحرفون أسماء الله تعالى، وهو إلحاد فيها يترتب عليه مفاسد وأضرار لا تخفى على ذى لب.

(1) ص 188 ج 1 مجمع الزوائد (البدع والأهواء).

(2)

ص 105 ج 4 مسند أحمد (حديث غضيف بن الحارث

).

(3)

ص 45 ج 1 سنن الدارمى (اتباع السنة).

(4)

انظر ص 322.

(5)

(وقد) أصدرت وزارة الداخلية بمصر فى 11 رمضان سنة 1344 هـ. الموافق 25 مارس سنة 1926 م (قراراً) خاصاً بالمقابر فيه ما يأتى:

مادة 10 - ممنوع منعاً باتاً المبيت بالجبانات والمكث بها بعد الغروب بساعتينسواء أكان ذلك داخل الحيشان أو بجانب القبور الفدية، إلا للحرس الخصوصيين المعترف بهم من البوليس.

مادة 15 - ممنوع منعاً باتاً التكفف فى الطرق داخل حدود الجبانات.

مادة 16 - ممنوع منعاً باتاً داخل حدود الجبانات، الندب واللطم والعويل، وكذا الزار والملاهى.

مادة 17 - يمنع داخل حدود الجبانات سير النساء فى الجنازات أو تعقبهن لها، وكذا يمنع سير الكفارات والموسيقات وحملة القماقم والمباخر والمولوية ونحوهم.

ص: 370

(قال) الإمام القرطبى: سئل الإمام أبو بكر الطرطوشى: ما يقول سيدنا الفقيه فى مذهب الصوفية أنه اجتمع جماعة من الرجال يكثرون من ذكر الله وذكر محمد صلى الله عليه وسلم، ثم إنهم يوقعون - أشعاراً مع الطقطقة - بالقضيب على شئ من الأديم، ويقوم بعضهم يرقص ويتواجد حتى يقع مغشياً عليه، ويحضرون شيئاً يأكلونه، هل الحضور معهم جائز؟ افتونا يرحمكم الله، وهذا القول الذى يذكرونه:

يا شيخ كف عن الذنوب

قبل التفرق والزلل

واعمل لنفسك صالحاً

ما دام ينفعك العمل

أما الشباب فقد مضى

ومشيب رأسك قد نزل

(فأجاب) بقوله: مذهب هؤلاء بطالة وجهالة وضلالة، وما الإسلام إلا كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأما الرقص والتواجد فأول من أحدثه أصحاب السمرى لما اتخذ لهم عجلا جسداً له خوار، قاموا يرقصون حواليه ويتواجدون، فهو دين الكفار وعباد العجل، وأما القضيب فأول من أحدثه الزنادقة ليشغلوا به المسلمين عن كتاب الله تعالى، وإنما كان يجلس النبى صلى الله عليه وسلم مع أصحابه كأنما على رءوسهم الطي من الوقار.

فينبغى للسلطان ونوابه أن يمنعوهم من الحضور فى المساجد وغيرها، ولا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم ولا يعينهم على باطلهم. هذا

ص: 371

مذهب الئمة الأربعة وغيرهم من أئمة المسلمين (1) وقد تقدم نحوه فى بحث " بدع المساجد"(2).

(ومنها) إيقاد المصابيح على المآذن وزيادة النور فى المساجد ليلة العيد وغيره من المواسم، وهو إسراف وحرام لا سيما إن كان منمال الوقف (روى) أبو هريرة أنالنبى صلى الله عليه وسلم قال:" آمركم بثلاث وأنهاكم عن ثلاث: آمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وتسمعوا وتطيعوا لمن ولاه الله أمركم. وأنهاكمم عن قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال". اخرجه ابو نعيم فى الحلية وابن ماجه (3). [321].

وتقدم بأتمّ من هذا فى بحث " بدع المساجد"(4).

(ومن البدع) الشنيعة تجديد الحزن على الموتى واجتماع النساء لذلك ليلة العيد يصحن على من لم يحل عليه الحول من الأموات، ويندبنه ويرتكبن ما يغضب الرب الغيور، ويشاققن الله ورسوله والمؤمنين ويخالفن سنن الدين، فيبوؤن بغضب رب العالمين (قال) تعالى:{وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} (5).

(ومنها) صلاةغير أهل مكة العيد فى المسجد إلا لضرورة تدعو على ذلك على ما تقدم بيانه فى بحث " مكان صلاة العيد ". أما مسجد مكة فقد اتفق العلماء على أن صلاة العيد فيه أفضل كما تقدم (6).

(1) انظر ص 237 ج 11 الجامع لأحكام القرآن. و (الخوار) كغراب: الصوت.

(2)

انظر ص 282 ج 3 الدين الخالص.

(3)

ص 4 راموز الأحاديث.

(4)

انظر ص 289 ج 3 الدين الخالص.

(5)

سورة النساء، الأية 115.

(6)

اتقدم من ص 330 - 332.

ص: 372

(ومنها) ترك التكبير فى الأوساق والطرق ليلة العيد وحال الذهاب إلى المصلى، وعدم التكبير إلى المصلى من غير الإمام، وتأخير الأكل عن صلاة العيد يوم الفطر وتقديمه عليها يوم الأضحى، وترك الغسل للعيد والتطيب وغيرها مما تقدم بيانه فى بحث " ما يطلب للعيد"(1).

(ومنها) زيادة رفع الصوت بتكبير التشريق عقب الصلاة، زيادة على ما يسمع نفسه ومن يليه وجعله على وتية واحدة وصوت واحد، واختصاص المؤذنين بالتكبير دون غيرهم (واما ما يفعله) بعض المؤذنين من أنه إذا سلم الإمام، كبر المؤذنون على صوت واحد دون غيرهم رافعين أصواتهم بالتكبثير مطولين فيه والناس يستمعون لهم ولا يكبرون، كأن التكبير ما شرع إلا لهم، وإن كبر أحد منهم يمشى على أصواتهم (فذلك) كله بدع محدثة، لأن المشروع إنما هو أن يكبر كل إنسان لنفسه ولا يمشى على صوت غيره. افاده ابن الحاج (2).

(ومنها) ما اعتاده بعض الناس منزيادة الأولياء والقبور بعد صلاة العيد قبل الرجوع إلى منازلهم.

(ومنها) رجوعهم من طريق الذهاب، فإنه خلاف السنة، فقد تقدم أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يذهب فى طريق ويرجع من أخرى. ولم يثبت أنه زار قبراً فى ذهابه او غيابه. وهذا منتلبيس إبليس حيث يلقى لمن يقبل وسوسته حجباً يترك بها السنة ويستعمل غيرها مما يظهر له أنه عبادة وقربة.

وهو فى الواقع محرم أو بدعة. ألا ترى أن السنة فى العيد إسراع الأوبة بعد الصلاة إلى الأهل لذبح الأضحية وفرحهم بذلك. فعوض هم عن ذلك زيادة القبور وزين لهم أنها فى هذا اليوم من الب لأهلها.

(1) تقدم ص 322.

(2)

انظر ص 142 ج 2 مدخل (التكبير إثر الصلوات أيام العيد).

ص: 373

(ومن البدع) المنكرة مصافحة النساء الأجنبيات لا سيما إذا كان بغير حائل، غذ لم يثبت أن النبى صلى الله عليه وسلم صافح امرأة أجنبية (1).

(وإذا) كان النبى صلى الله عليه وسلم وهو أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو المعصوم بلا نزاع - لم يضع يده فى يد امرأة اجنبية مع عصمته وأمن الفتنة، فكيف بغيره؟

(ومن البدع) انصراف الناس عن العبادة فى هذه الأيام الفاضلة كأنها أيام لهو ولعب وتفريط وإهمال فى الواجبات، وغقبال على المخازى والمخالفات، فقد أطلقوا العنان فيها، وساروا مع النفس والهوى فى سبيل الغىّ والفساد، وعكفوا على أماكن اللهو والزور والضلال، وصاروا يستعدون لذلك قبل العيد بايام، ونسوا أن النبى صلى الله عليه وسلم يجعلها قاصرة على المباحات التى يتقوى بها على الطاعات، بل أخبر أنها مع ذلك ايام يذكر الله تعالى فيها (ولذكر الله أكبر).

(ومن) العوائد الذميمة التكلف فى اتخاذ طعام خاص يوم العيد، والاستعداد له ولو بالتداين وغرهاق النفس كأنه سنة يستن بها (قال) ابن الحاج: والسنة فى عيد الفطر التوسعة فيه على الأهل بأى شئ كان من المأكول، غذ لم يرد الشرع فيه بشئ معلوم. ويجوز أن يتخذ فيه طعاماً معلوماً غذ هو من المباح لكن بشرط عدم التكلف فيه، بشرط ألا يجعل ذلك سنة يستن بها. فمن خالف ذلك فكأنه ارتكب كبيرة. وغذا وصل الأمر إلى هذا الحد ففعل ذلك بدعة، غذ أنه بسبب ذلك ينسب إلى السنة ما ليس منها (2).

(1) تقدم دليله بهامش 1 صفحة 334 فى الكلام على بيعة النساء.

(2)

انظر: ص 338 ج 1 المدخل.

ص: 374

تنبيهات:

(الأول) اشتمل أصل هذا الجزء الرابع:

(أ) على ست واربعين دليلا من الكتاب منها المكرر.

(ب) على 512 اثنى عشر وخمسمائة دليل من السنة 354 (اربعة وخمسون وثلاثمائة حديث المكرر منها 23، ومنها 158 ثمانية وخمسون ومائة) اثر، المكرر منها تسعة آثار.

(الثانى) اشتمل هامش هذا الجزء على 107 (سبعة ومائة) دليل من السنة منها 82 حديثاً و 25 أثراً.

(الثالث) قد بين بهامش هذا الجزء أهم المراجع التى استعين بها فى تخريج أحاديثه ومراجع النصوص العلمية. فلينظر بيانها بصفحتى 375 و 376 من الجزء السابع من الدين الخالص.

والله تعالى ولى التوفيق. والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

تم بحمد الله تعالى وحسن توفيقه الجزء الرابع من (الدين الخالص).

ويليه الجزء الخامس إن شاء الله تعالى، وأوله (الأضحية).

ص: 375

الدين الخالص

كتاب جليل له من اسمه أكبر نصيب. جمل الشيخ الإمام رحمه الله على تأليفه ما فشا فى الناس من تقليد المتأخرين والتشبث بآرائهم. بين الناس فيه طريق عبادتهم مع بيان أدلة كل حكم، معتمداً على كتاب الله تعالى وعلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وعلم السلف الصالح. بدأ الكتاب بنبذة بين فيها ما يجب على المكلف معرفته من علم التوحيد حتى تكون صلاته وعبادته قائمة على أساس قويم من الإيمان والتوحيد. وعلى الملم بشئ من الفقه أن يقرأ بحثاً من أبحاث هذا الكتاب ليرى التدقيق العلمى والتحقيق العملى، ويجد نفسه أمام الأحكام تأتى فى سهولة ويسر. وقد تم طبع تسعة أجزاء من هذا الكتاب وأعيد طبعها مراراً بالإضافة إلى مؤلفات الإمامين الراحلين الأخرى. نسأل الله تعالى أن يجعل ذلك خالصاً لوجهه الكريم. وهو ولى الهداية والتوفيق وله الحمد أولا وآخراً. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه.

ص: 384