المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(19) اللعب والغناء يوم العيد - الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق - جـ ٤

[السبكي، محمود خطاب]

فهرس الكتاب

- ‌(الأول) مبطلات الصلاة

- ‌(الثاني) قضاء الفوائت

- ‌(الثالث) صلاة المريض

- ‌(الرابع) الأعذار المسقطة للصلاة

- ‌(الخامس) صلاة المسافر

- ‌(السادس) صلاة الخوف

- ‌(السابع) الجمعة

- ‌(1) فضل يوم الجمعة

- ‌(2) مزايا يوم الجمعة

- ‌(3) ما يطلب ليلة الجمعة ويومها

- ‌(4) صلاة الجمعة

- ‌(5) شروط الجمعة

- ‌(1) مكان الجمعة

- ‌(2) وقت الجمعة

- ‌(3) خطبة الجمعة

- ‌(6) منهاج الخطابة

- ‌(7) إمام الجمعة

- ‌(8) كيفية صلاة الجمعة

- ‌(9) ما تدرك به الجمعة

- ‌(10) ما يقال بعد صلاة الجمعة

- ‌(11) متى يصلى الظهر من لم تلزمه الجمعة

- ‌(12) ترك الجمعة

- ‌(13) اجتماع العيد والجمعة

- ‌(14) كفارة ترك الجمعة لغير عذر

- ‌(15) راتبة الجمعة

- ‌(16) بدع الجمعة

- ‌(الثامن) صلاة العيدين

- ‌(1) مشروعية صلاة العيد

- ‌(2) حكم صلاة العيدين

- ‌(3) من تطلب منه صلاة العيد

- ‌(4) خروج النساء إلى العيد

- ‌(5) ما يطلب للعيد

- ‌(6) وقت صلاة العيد

- ‌(7) مكان صلاة العيد

- ‌(8) ليس لصلاة العيد نداء

- ‌(9) التكبير فى صلاة العيد

- ‌(10) القراءة فى صلاة العيد

- ‌(11) كيفية صلاة العيد

- ‌(12) خطبة العيد

- ‌(13) الجماعة فى صلاة العيد

- ‌(14) تأخير صلاة العيد لعذر

- ‌(15) التهنئة بالعيد

- ‌(16) الرجوع بعد صلاة العيد

- ‌(17) هل للعيد راتبة

- ‌(18) تكبير التشريق

- ‌(19) اللعب والغناء يوم العيد

- ‌(20) بدع العيد

الفصل: ‌(19) اللعب والغناء يوم العيد

(19) اللعب والغناء يوم العيد

يباح اللعب بالحراب ونحوها يوم العيد فى المسجد وغيره للتدرب على أعمال الجهاد والبر، ولترويح النفس (لقول) عائشة رضى الله عنها: إن الحبشة كانوا يلعبون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فى يوم عيد فاطلعت من فوق عاتقه فطأطأ لى منكبيه فجعلت أنظر إليهم منفوق عاتقه حتى شبعت ثم انصرفت. أخرجه أحمد وأخرج مسلم والنسائى نحوه (1). [317].

= فجعلت أنظر إليهم: فى الحديث دليل على جواز نظر المرأة إلى الرجل وهو يلعب.

(ولذا) قال الحنفيون والحنبلية: يجوز للمرأة أن تنظر من الرجل ولو أجنبياً ما فوق السرة وتحت الركبة، لأن ما ليس بعورة يستوى فيه الرجل والمرأة، فلها أن تنظر منه ما ليس بعورة منه إن أمنت الشهوة، فإن خافتها أو شكت يستحب لها غض بصرها.

وقال بعض الحنفيين: لا يجوز للمرأة أن تنظرظهر وبطن الرجل. والأول هو الأصح وعليه المعول، وقالت المالكية: يجوز لها أن تنظر الوجه والعين من الرجل الأجنبى عند أمن الفنة وإلا حرم النظر، والأصح عند الشافعية أنه لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى وجه الرجل الأجنبى ولو بلا شهوة فإن كان بشهوة فحرام اتفاقاً.

(قال) النووى: وأما نظر المرأة إلى وجه الرجل الأجنبى: فإن كان بشهوة فحرام بالاتفاق، وإن كان بغير شهوة ولا مخافة فتنة ففى جوازه وجهان: أصحهما تحريمه لقوله تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} . ولقوله صلى الله عليه وسلم لأم سلمة وأم حبيبة: احتجبا عنه (أى عن ابن أم مكتوم) فقالتا: إنه أعمى لا يبصرنا. فقال صلى الله عليه وسلم: أفعمياوان أنتما؟ أليس تبصرانه؟ أخرجه أحمد والترمذى وقال: هذا حديث حسن (81).

(وأجابوا) عن حديث عائشة بجوابين:

(أقواهما) أنه ليس فيها أنها نظرت إلى وجوههم وابدانهم، وإنما نظرت لعبهم وحرابهم. ولا يلزم من ذلك تعمد النظر إلى البدن وإن وقع النظر بلا قصد صرفته فى الحال (والثانى) لعل هذا قبل نزول الآية فى تحريم النظر وأنها كانت صغيرة قبل بلوغها، فلم تكن مكلفة على قول منيقول إن للصغير المراهق النظر. ص 184 ج 6 شرح مسلم.

(و) يرد جوابه الثانى ما فى رواية ابن حبان أن ذلك وقع لما قدم وفد الحبشة وكان قدومه سنة سبع فيكون عمرها 15 سنة. واستظهر الحافظ أن ذلك وقع بعد بلوغها.

(1)

تقدم ص 319 ج 3 الدين الخالص.

ص: 366

(وتقدم) فى بحث " ما يباح فى المسجد" رد دعوى أن اللعب فيه بالحراب ونحوها منسوخ (1) ويجوز الضرب بالدف يومالعيد والغناء الخالى عن التكسر والغزل ونحوه مما يثير النفوس (لحديث) عائشة أن أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان فى أيام منى تغنيان وتضربان بدفين ورسول الله صلى الله عليه وسلم مسجى عليه بثوبه، فانتهرهما، فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه فقال: دعهما يا أبا بكر فإنها ايام عيد. أخرجه أحمد ومسلم (2). [

318].

(ولقول) عائشة: دخل ابو بكر وعندى جاريتان من جوارى الأنصار تغنيان بما تقاوت به الأنصار يوم بعاث وليستا بمغنيتين، فقال أبو بكر: أبمزاميرالشيطان فى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وذلك فى يوم عيد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر إن لكل قوم عيداً، وهذا عيدنا. أخرجه الشيخان (3). [319].

(1) ص 162 ج 6 الفتح الربانى وص 183 ج 6 نووى مسلم. والمراد بالدف دف العرب، وهو مدور لا خروق فى جلده ولا جلاجل فيه. وأما دف الملاهى فهو مدور جلده من رق أبيض ناعم وفيه جلاجل تسمى بالطار، صوته مطرب لنغمته.

(2)

ص 304 ج 2 فتح البارى (سنة العيدين لأهل الإسلام) وص 182 ج 6 نووى مسلم. و (بعاث) بضم ففتح غير مصروف على الأشهر: اسم حصن للأوس على ميلين منالمدينة، كانت به حرب عظيمة بينهم وبين الخزرج سنة سبع من البعثة قتل فيها خلق من أشرافهم وكبرائهم وكانت الغلبة فيه للأوس. وكان الأوس والخزرج أخوين فوقعت بينهما عداوة بسبب قتيل وتطاولت فتنتهم عشرين ومائة سنة. وآخر وقعة بينهم يوم بعاث. وهو مما قدمه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم فى أسباب دخولهم فى الإسلام. قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وقد افترق ملؤهم وقتلت ثراتهم، وتأسست الضغائن والعداوة بينهم، فألف الله بينهم ببركة النبى صلى الله عليه وسلم.

وفى هذا نزل قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً} آل عمران الاية 103، وقوله تعالى:{وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ} الأنفال 63 (وقالت) عائشة: كان يوم بعاث يوماً قدمه الله لرسوله قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وقد افترق ملؤهم وقتل ثراتهم. أخرجه البخارى (72) انظر ص 188 ج 7 فتح البارى (مقدم النبى صلى الله عليه وسلم واصحابه المدينة).

(3)

الحداء كغراب: الغناء للإبل حثاً لها على السير.

ص: 367

(قال) الحافظ: واستدل جماعة من اصوفية بحديث الباب على إباحة الغناء وسماعه بآلة وبغير آلة. ويكفى فى رد ذلك تصريح عائشة فىالحديث بقولها: وليستا بمغنيتين، فنفت عنهما منطريق المعنى ما أثبتته لهما باللفظ، لأن الغناء يطلق على رفع الصوت وعلى الترنم الذى تسميه العرب النصب بفتح النون وسكون المهملة، وعلى الحداء (1) ولا يسمى فاعله مغنياً، وإنما يسمى بذلك من ينشد بتمطيط وتكسير تهييج وتشويق بما فيه تعريض بالفواحش أو تصريح.

قال القرطبى: قولها: ليستا بمغنيتين. أى ليستا بمن يعرف الغناء كما يعرفه المغنيات المعروفات بذلك. وهذا منها تحرز عن الغناء المعتاد عند المشتهرين به، وهو الذى يحرك الساكن ويبعث الكامن. وهذا النوع إذ كان فى شعر فيه وصف محاسن النساء والخمر وغيرهما منالأمور الحرمة لا يختلف فى تحريمه.

وأما ما ابتدعته الصوفية فى ذلك فمن قبيل ما لا يختلف فى تحريمه. لكن النفوس الشهوانية غلبت على كثير ممن ينسب إلى الخير حتى لقد ظهرت منكثير منهم فعلات المجانين والصبيان حتى رقصوا بحركات متطابقة وتقطيعات متلاحقة.

وانتهى التواقح بقوم منهم إلى أن جعلوها من باب القرب صالح الأعمال، وأن ذلك يثمر سَنىّ الأحوال (2). وهذا على التحقيق من آثار الزندقة وقول أهل المخرفة (3).

(1) الحداء كغراب: الغناء للإبل حثاً لها على السير.

(2)

السنى: بفتح السين وسر النون وشد الياء: الكامل.

(3)

ص 303 ج 2 فتح البارى (الحراب والدرق يوم العيد) و (المخرقة) يقال: خرف الرجل خرفاً فهو خرف، من باب تعب: فسد عقله لكبره.

ص: 368