الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(قال) أوس الأنصارى: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان يوم عيد الفطر وقفت الملائكة على أبواب الطريق فنادوا: اغدوا يا معشر المسلمين إلى رب كريم، يمن بالخير ثم يثيب عليه الجزيل، لقد أُمرتم بقيام الليل فقمتم وأُمرتم بصيام النهار فصمتم، وأطعمتم ربكم، فاقبضوا جوائزكم.
فإذا صلوا نادى منادٍ: ألا إن ربكم قد غفر لكم فارجعوا راشدين إلى رحالكم، فهو يوم الجائزة. أخرجه الطبرانى فى الكبير. وفى سنده جابر الجعفى وثقه الثورى، وروى عنه هو وشعبة. وضعفه غيرهما وهو متروك (1). [261].
هذا. ويوم النحر أفضل ايام السنة بعد يوم عرفة (لحديث) عبد الله ابن قرط أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: إن أعظم الأيام عند الله تعالى يوم النحر، ثم يوم النفر. اخرجه ابو داود (2). [262].
والكلام هنا ينحصر فى عشرين فصلا:
(1) مشروعية صلاة العيد
شرعت صلاة العيد فى السنة الأولى منالهجرة (قال) أنس بن مالك: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فى الجاهلية، فقال: إن الله تبارك وتعالى قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الفطر ويوم النحر. أخرجه أحمد وأبو داود والنسائى والبيهقى والحاكم وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم (3). [263].
(1) انظر ص 201 ج 2 مجمع الزوائد (فضل يوم العيد).
(2)
ص 114 ج 3 تيسير الوصول (فضل العيد). و (يوم النفر) يوم 12 من ذى الحجة.
(3)
ص 118 ج 6 الفتح الربانى. وص 305 ج 6 - المنهل العذب (صلاة العيدين) وص 231 ج 1 مجتبى. وص 277 ج 3 سنن البيهقى. وص 294 ج 1 مستدرك.
و(يومان) هما يوم النيروز والمهرجان. والأول يوم الاعتدال الربيعى وهو يوم 22 من مارس من الأشهر الإفرنجية الموافق 13 برمهات من الأشهر القبطية، والمهرجان يوم الاعتدال الخريفى وهو يوم 22 من سبتمبر، الموافق 12 توت. وهما يومان يعتدل فيهما الهواء ويستوى فيهما الليل والنهار، و (خيراً منهما) أى أنه تعالى أبطل ما كان يعمل فى هذين اليومين من أعمال الجاهلية، وجعل للمسلمين يومى عيد وسرور غيرهما يعقبان أداء ركنين من أركان الإسلام هما الصيام والحج وفيهما يغفر الله للصائمين والحجاج وينشر رحمته على عباده الطائعين. هذا وفى الحديث التنفير من التشبه بالمشركين فى أعيادهم وتعظيمها. ولذا قال ابو حفص الكبير الحنفى: من أهدى فى النيروز بيضة إلى مشرك تعظيماً لليوم، فقد كفر بالله تعالى، وأحبط عمله. وسيأتى بيانه وافياً فى بحث " المواسم الأجنبية " إن شاء الله تعالى.
ويروى أن أول عيد صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم عيد الفطر فى السنة الثانية من الهجرة. قاله الرافعى (1). قال الحافظ: هذا لم أره فى حديث، ولكن اشتهر فىالسير أن أول عيد شرع عيد الفطر، وأنه فى السنة الثانية من الهجرة (2).
(وهى) مشروعية بالكتاب والسنة وإجماع الأمة. قال الله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (3). وقال تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} .
ففى الآية الأولى إشارة إلى صلاة عيد الفطر. وفى الثانية غشارة إلى صلاة عيد النحر.
(وقد) ثبت بالتواتر أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يصلى العيدين (قال) ابن عباس: شهدت العيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع
(1) ص 2 ج 5 فتح العزيز شرح الوجيز (صلاة العيدين).
(2)
ص 3 ج 5 تلخيص الحبير أسفل فتح العزيز.
(3)
عجز الآية 185 من سورة البقرة، وصدرها:" ..... شهر رمضان".