الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(وقالت) الحنبلية: صلاة عيد الأضحى كعيد الفطر تقضى إن أخرت لعذر وغيره ولو مضى أيام.
وقالت المالكية: وقت صلاة العيدين من ارتفاع الشمس قدر رمح إلى الزوال فلا تقضى بعده لأن النوافل لا تقضى. والصواب ما دل عليه الحديث.
هذا. ويسنّ قيام الإمام للناس بعد العيد ونظره إليهم (لقول) عبد الرحمن ابنعثمان التيمى: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائماً فى السوق يوم العيد ينظر والناس يمرون. أخرجه أحمد وأبو يعلى. وكذا الطبرانى فى الكبير والأوسط بلفظ: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من العيدين أتى وسط المصلى فقام فنظر إلىالناس كيف ينصرفون وكيف سمتهم ثم يقف ساعة ثم ينصرف ز رجال الطبرانى موثقون (1). [307].
(15) التهنئة بالعيد
(2)
يباح- عند الجمهور- الهنئة يوم العيد بنحو: تقبل الله منا ومنك (لقول) حبيب بن عمر الأنصارى: حدثنى أبى قال: لقيت وائلة يوم عيد فقلت: تقبل الله منا ومنك، فقال تقبل الله منا ومنك. أخرجه الطبانى فى الكبير. قال الهيثمى: وحبيب قال الذهبى: مجهول. وقد ذكره ابن حنان فى الثقات، وأبوه لم أعرفه (3). (135).
وعن مالك أنه كره قول الرجل لغيره: تقبل الله منا ومنك، وقال هو من فعل الأعاجم. وعن الأوزاعى أنه بدعة. والأظهر أنه لا بأس به لما فيه من الأثر. قاله العلامة الحلبى (4).
(1) ص 127 ج 6 الفتح الربانى. وص 206 ج 2 مجمع الزوائد (النظر إلى الناس) و (السمت) بفتح فسكون ك الهيئة والسكينة والوقار.
(2)
التهنئة: الدعاء بالهناءة لمن فاز بخير دينى أو دنيوى لا يضره فى دينه.
(3)
ص 306 ج 2 مجمع الزوائد (التهنئة بالعيد).
(4)
ص 573 غنية المتملى. وقد ألف العلامة السيوطى فى التهانى رسالة خاصة سماها =
(وقال) العلامة بهرام: روى مطرف وابن كنانة عن مالك أنه سئل عن
= (وصول الأمانى باصول التهانى) ذكر فيها إحدى عشرة تهنئة غير التهنئة بالعيد.
وهاك ملخصها:
1 -
يسن تهنئة من حصل على درجة عالية ومنزلة رفيعة (لقول) أنس بن مالك: نزل على النبى صلى الله عليه وسلم ك " إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " مرجعه من الحديبية. فقال النبى صلى الله عليه وسلم: لقد أنزلت على آية أحب إلى مما على وجه الأرض، ثم قرأها عليهم. فقالوا: هنيئاً لك مريئاً يا رسول الله (الحديث) أخرجه الشيخان والترمذى. وهذا لفظه (66) انظر ص 164 ج 1 تيسير الوصول (سورة الفتح) وص 15 ج 4 تحفة الأحوذى.
(ولقول) أسامة بن زيد: تبعت رسول اللهصلى اللهعليه وسلم إلى بيت حمزة فلم نجده نفقالت إمرأته: جئت يا رسول الله وأنا أريد أن آتيك وأهنئك، أخبرنى أبو عمارة (تعنى حمزة) أنك أعطيت نهراً فى الجنة يدعى الكوثر. أخرجه الحاكم (67) انظر ص 105 ج 1 الحاوى للفتاوى.
(ولحخديث) البراء بن عازب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كنت مولاه فلى مولاه. فقال عمر بن الخطاب: هنيئاً لك يا على أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة. أخرجه أحمد (68) انظر ص 281 ج 4 مسند أحمد (حديث الباء بن عازب رضى الله عنه).
2 -
ويسن التهنئة بالتوبة ونحوها كالراءة من عيب نسب إليه (لقول) كعب بن مالك فى قصة توبته: وانطلقت أتأت (أى أقصد) رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلقانى الناس فوجاً فوجاً يهنئونى قبتوبتى ويقولون: ليهنك (بكسر ففتح فسكون فكسر، أى ليكن هنيئاً لك) توبة الله عليك حتى دخلت المسجد، فإذا رسول الله صلىالله عليه وسلم حوله الناس، فقام طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحنى هنأنى، فكان كعب لا ينساها لطلحة. قال كعب: فلما سلمت علىرسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يبرق وجهه من السرور: أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك (الحديث) أخرجه الشيخان والثلاثة (69) انظر ص 33 ج 1 تيسير الوصول (سورة التوبة).
3 -
ويسن التهنئة بالبرء من المرض (لقول) خوات بن جبير: مرضت فعادنى النبىصلى الله عليه وسلم، فلما برئت قال: صح جسمك يا خوات. أخرجه الحاكم (70) انظر ص 106 ج 1 الحاوى (ولقول) مسلم بن يسار: كانوا يقولون للرجل إذا برأ =
قول الرجل لأخيه: تقبل اللمه منا ومنك وغفر الله لنا ولك. فقال: ما أعرفه ولا أنكره.
= من مرضه ليهنئك الطهر. أخرجه ابن أحمد فى زوائد الزهد (20) انظر ص 106 ج 1 الحاوى.
4 -
ويسن التهنئة بالحج بنحو: برنسكك، وقبل الله حجك، وكفر ذنبك. لما يأتى:
(أ)
…
رقم 1 ص 17 ج 9 (إرشاد الناسك).
(ب)
…
رقم 33 ص 349 منه.
5 -
ويسن تهنئة القادم من الجهاد والعمل الصالح والسفر بنحو: الحمد لله الذى سلمك، الحمد لله الذى جمع الشمل بك (لقول) عروة بن الزبير: لما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه من بدر استقبلهم المسلمون بالروحاء (موضع بين مكة والمدينة) يهنئونهم. اخرجه الحاكم مرسلا بسند صحيح (71) انظر ص 107 ج 1 الحاوى.
(ولقول) عائشة: كان رسول اللهصلى الله عليه وسلم فى غزوةفلما دخل استقبلته فأخذت بيده فقلت: الحمد لله الذى نصرك وأعزك وأكرمك. اخرجه ابن السنى (72) انظر ص 107 ج 1 - الحاوى للفتاوى.
6 -
ويسن التهنئة بالنكاح (لحديث) أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم كان إذا تزوج الإنسان قال له: بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما فى خير.
أخرجه أبو داود والترمذى وقال: حديث حسن صحيح وابن ماجه (73) انظر ص 241 ج 2 سنن أبى داود (ما يقال للمتزوج) وص 171 ج 2 تحفة الأحوذى. وص 301 ج 1 سنن ابن ماجه (تهنئة النكاح).
ولما تزوج عقيل بن ابى طالب قيل له: بالرفاء والبنين. فقال: لا تقولوا هكذا ولكن قولوا كماقاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم بارك لهم وبارك عليهم".
أخرجه ابن ماجه (74) انظر ص 302 ج 1 سنن ابن ماجه. و (الرفاء) بكسر الاء والمد: الالتئام وجمع الشمل.
7 -
ويسن التهنئة بالمولود (لقول) كلثوم بن جوشن: جاء رجل عند الحسن وقد ولد له مولود فقيل له: يهنيك الفارس. فقال الحسن: وما يدريك أفارس هو؟ قالوا: كيف نقول يا ابا سعيد؟ قال: تقول: بورك لك فى الموهوب وشكرت الواهب ورزقت بره وبلغ أشده. أخرجه ابن عساكر (21) انظر ص 108 ج 1 الحاوى. وكلثوم ابن جوشن ضعيف كما فى التقريب. =
(وفى) شرح العلامة محمد الحطاب للمختصر: قال ابو جعفر النحاس وغيره: لا اتفاق على كراهة قول الرجل لصاحبه: أطال الله بقاءك. وقال بعضهم: هى تحية الزنادقة.
= (ولقول) السرى بن يحيى: ولد لرجل ولد فهنأه رجل فقال: ليهنك الفارس.
قال الحسن البصرى: وما يدريك؟ قل: جعله الله مباركاً عليك وعلى أمة محمد. أخرجه الطبرانى فى الدعاء (22) انظر ص 108 ج 1 - الحاوى.
8 -
ويسن للتهنئة بشهر رمضان (لقول) سلمان الفارسى: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فى آخر يوم من شعبان فقال: يا ايها الناس غنه قد أظلكم شهر عظيم مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر (الحديث) أخرجه الأصبهانى فى الترغيب (75) وتقدم تاماً رقم 221 ص 225 قال ابن رجب: هذا الحديث اصل فى التهنئة بشهر رمضان.
9 -
ويسن التهنئة بالثوب الجديد (لقول) ام خالد بنت خالد: إن رسول الله صلى اللهعليه وسلم كساها خميصة فألبسها بيده وقال: أبلى وأخلقى، مرتين. أخرجه البخارى (76) انظر ص 235 ج 10 فتح البارى (ما يدعى لمن لبس ثوباً جديداً).
(ولقول) ابن عمر: إن رسول الله صلى الله عليهوسلم رأى على عمر قميصاً ابيض فقال: ثوبك هذا غسيل ام جديد؟ قال: لا بل غسيل قال: ألبس جديداً، وعش حميداً ومت شهيداص. أخرجه ابن ماجه بسند صحيح (77) انظر ص (192) ج 2 (ما يقول الرجل إذا لبس ثوباً جديداً).
(ولقول) أبى نضرة: كان اصحاب رسول الله صلىالله عليه وسلم إذا لبس احدهم ثوباً جديداً قيل له: تبلى ويخلف الله عز وجل. اخرجه سعيد بن منصور فى سنته (23) انظر ص 110 ج 1 الحاوى.
10 -
…
ويستحب التهنئة بالصباح والمساء (لحديث) ابنعمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل: كيف اصبحت يا فلان؟ قال: أحمد الله إليك يا رسول الله.
فقال صلى الله عليه وسلم: ذلك الذى أردت منك. اخرجه الطبرانى بسند حسن (78).
(ولقول) ميسرة بن حبس: لقيت وائلة بن الأسقع فسلمت عليه فقلت: كيف أنت يا ابا شداد اصلحك الله؟ قال: بخير يا بن أخى. أخرجه الطبرانى بسند جيد (24) انظر ص 110 ج 1 الحاوى للفتاوى.
11 -
قال الغزالى فى الإحياء: فى أدب الحمام: لا بأس بقول الرجل لغيره: عافاك الله. انظر ص 108 ج 1 الحاوى، وقال النووى فى الأذكار: لو قال إنسان =
(وفى) الاستيعاب لابن عبد البر: أن عمر قال لعلى رضى الله عنهما: صدقت أطال الله بقاءك (136) فإن صح ابطل الاتفاق المذكور (1).
(وقال) ابن الحاج فى المدخل: لقد اختلف علماؤنا فى قول الرجل لأخيه يوم العيد: تقبل الله منا ومنك، وغفر الله لنا ولك، على أربعة أقوال: جائز لأنه قول حسن. مكروه لأنه من فعل اليهود. مندوب إليه لأنه دعاء. ودعاء المؤمن لخيه مستحب (الرابع) لا يبتدئ به غيره. فإن قال له أحد رد عليه مثله.
وإذا كان اختلافهم فى هذا الدعاء الحسن مع تقدم حدوثه؛ فما بالك بقول القائل: عيد مبارك. مجرداً عن تلك اللفاظ، مع أنه متأخر حدوثه.
فمن باب أولى ان يكرهوه. وهو مثل قولهم: يوم مبارك. وليلة مباركة، وصبحك الله بالخير، ومساك بالخير. وقد كره علماؤنا رحمة الله عليهم كل
= لصاحبه على سبيل المودة والمؤانسة: دام لك النعيم ونحوه من الدعاء فلا باس به. انظر ص 37 ج 1 كشف الخفاء.
(وأما) ما ذكر فى الفردوس عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لأبى بكر وعمر وقد خرجا من الحمام: طاب حمامكما (فغير) صحيح. قال السخاوى: لم يصح شئ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن اصحابه فى الحمام، لأنه لم يكن فى عهدهم حمام على ما يعرفه الناس (79). انظر رقم 1647 ص 36 ج 2 كشف الخفاء.
(وعلى الجملة) فالتهنئة كالتعزية من حق المسلم على المسلم، والجار على جاره (لحديث) معاوية بن حيدة قال قلت: يا رسول الله ما حق جارى؟ قال: إن مرض عدته، وإن مات شيعته، وإن استقرضك أقرضته، وإن أعوز سترته، وإن اصابه خير هنأته، وإن اصابته مصيبة عزيته، ولا ترفع بناءك فوق بنائه لتسد عليه الريح، ولا تؤذه بريح قدرك إلا أن تغرف له منها. اخرجه الطبرانى. وفى سنده ابو بكر الهذلى وهو ضعيف (80) انظر ص 165 ج 8 مجمع الزوائد (حق الجار والوصية به).
(1)
ص 199 ج 2 مواهب الجليل لشرح مختصر خليل آخر (صلاة العيد).