الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بهدم المسجد الكبير في ولاية "بنارا" في إطار مخطط يستهدف إزالة الآثار الإسلامية، ومنع المسلمين من إقامة شعائرهم الدينية، وتشجيع ممارسة البوذيين لطقوسهم أمام المساجد، وبناء الأصنام في كل المدن بالولايات الإسلامية الأربع في فطاني.
ب- قام خمسة أشخاص من المنشأة البحرية التايلاندية بذبح خمسة من القرويين المسلمين الأحياء، ومثَّلوا بجثتهم، ثم قذفوا بها إلى البحر، في محافظة تلويه في ولاية فطاني.
انطلقت مظاهرة احتجاج، تعرضت لها القوات التايلاندية، سقط فيها عشرون شهيدًا، وجرح فيها المئات.
ج- قامت العصابات التايلاندية في الفترة الأخيرة بحرق إحدى قرى المسلمين في محافظة "جاها" بولاية "جالا" وتسعى العصابات البوذية إلى تشجيع هجرة البوذيين، من شمال البلاد إلى الجنوب الإسلاميّ، وإقامة مستعمرات فيها.
وبعد.. فهل نجح الغرب في حربه الفكرية لنا؟
أولًا: بالنسبة للأسلوب
حين نجح انقلاب "كمال أتاتورك" العسكريّ، واستطاع أن يحقق ما كان الغرب يبغيه، سلم الحلفاء في اتفاقية لوزان باستقلال تركيا.
ذلك أنه بإلغاء الخلافة الإسلامية في تركيا سنة 1924، تحقيق أمل بعيد للصليبية، ومن وراءها حاربت من أجله دهرًا طويلًا.
وحاول كمال أتاتورك بعد ذلك سلخ تركيا من إسلامها، بما فرضه من علمانية التعليم وعلمانية القانون، وتحرير المرأة المسلمة التركية، واختلاط بينها وبين الرجال في كل المجالات، ثم بما فرضه من إلغاء الحروف العربية، واستبدالها باللاتينية، ومن محاولته تغيير الزيّ بالقوة.
وعُدَّ ذلك كله نجاحًا، شجع الغرب بعد ذلك على مزيدٍ من الانقلابات العسكرية في المنطقة الإسلامية، بهدف إبقاء السيطرة أو القوة تابعةً له؛ لتنفذ البرنامج، أو المخطط الموضوع لإبعاد المسلمين عن دينهم، وتحقق التغيير الاجتماعي، أو ما يطلق عليه التغريب.
لكن المراقبين لمجريات الحوادث أحسوا بقصور التجربة الكمالية في تركيزها على جانب القوة، فنصحوا إلى جوارها بمحاولة تثبيت النتائج التي تصل إليها الانقلابات العسكرية، وتعميقها في الشعوب1 وحسبنا ذلك انتقادًا لانقلاب أتاتورك.
فإذا أضفنا إليه أن ما بلغه كمال أتاتورك لم يغير شيئًا من الشعب التركي، بل إنه على العكس من ذلك، زاده استمساكًا وتصميمًا، وأنه لولا ظروف تركيا الدولية، وإحاطة الأعداء بها من كل جانب، لكان للشعب من أتاتورك وغيره من الأتاتوركيين شأن آخر.
وهناك أمر لا يزال غائبًا عن أولئك الذين يجرون التغيير، إنهم يحاولون تبديل بناء ببناء، يحاولون هدم البناء القديم، وإقامة بناء جديد.
إن الانقلابات العسكرية تلجأ في وسيلتها للتغيير إلى العنف والقوة، والقانون الطبيعيّ أن كل فعل له رد فعل، مساوٍ له في القوة، ومضاد له في الاتجاه..
والقانون الطبيعيّ كذلك، أن زيادة الضغط تولد الانفجار.
ولعلهم يتغلبون على ذلك بالتغيير من حينٍ لآخر، امتصاصًا للبخار الحبيس أن يؤدي إلى الانفجار، لكن التوقيت قد يخطئهم؛ فيحدث الانفجار قبل التوقيت الذي ضربوه، وعلى نحوٍ لا يستطيعون السيطرة عليه، ولا على نتائجه.
وأخيرًا.. لقد انكشف هذا الأسلوب وتعرّى، وأساء العسكريون إلى أنفسهم، وإلى الذين يعملون لحسابهم، أساءوا أكثر مما أحسنوا.
وإذا كان الغرب بحصافته، قد أدرك فضل الأسلوب القديم، أسلوب احتلال الشعوب بالقوة العسكرية، فعليه -بحصافته- أن يدرك قبل فوات الأوان، فشل الأسلوب الجديد، أسلوب تغيير الشعوب بالقوة العسكرية عن طريق الانقلابات العسكرية.
هذا عن الأسلوب الجديد، فماذا عن الهدف الجديد..؟
1 يشير إلى هذا المعنى مورو بيرجر ص225 حين يقول: "وقد يتطلب تعميق هذا المعنى، وتحويله إلى رغبات وأذواق ومشارب تلقائية حرة، عملية تثبيت طويلة تعنيفًا، بوسائل أقل تعنيفًا وتحكمًا، وذلك بعد إشارة إلى التغيير الاجتماعي بالطريق العسكريّ، كتاب "العالم العربي اليوم" المرجع السابق، ونهدي إلى الغرب قول عصمت أينونو، وهو في مرض موته: "إنني لا أكاد أصدق ما أرى، لقد بذلنا كل ما نستطيع لانتزاع الإسلام من نفوس الأتراك، وغرس مبادئ الحضارة الغربية مكانه، فإذا بنا نفاجأ بما لم نكن نتوقعه، لقد غرسنا العلمانية فأثمرت الإسلام" المجتمع العدد 256، 21 جمادى الثانية 1395-يوليو 1975م.