الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بروتوكولات صهيون:
أشرنا فيما سبق إلى البروتوكولات التي تعتبر دستور الحركة الصهيونية العمليّ، ويه تمثل المبادئ الصهيونية المبعثرة مصاغة في تبويب موضوعيّ مركز، وذلك هو القدر المتيقن من أمر البروتوكولات الذي لا مجال للجدل أو الشك فيه، بعد أن ظهر تنفيذه في خطوات الصهيونية التي نفذتها بعد المؤتمر الصهيونيّ الأول، وحتى الآن، وهذه خلاصة ما جاء في البروتوكولات:
1-
إشاعة الفوضى الشاملة:
جاء في البروتوكولات الخامس: "إننا نقرأ في قاموس الأنبياء أن الله اختارنا لحكم العالم، وقد وهبنا الله العبقرية لنقوم بهذا العمل"، وقد تركزت هذه العبقرية -مع الأسف- في الافتتان في وسائل الفساد والتخريب، وفساد الحكومات والمجتمعات، وتخريب الدول والنفوس، وعلى هذا الأساس، فصَّلَت البروتوكولات المناهج العملية لتقويض الحكم القائم في شتّى الدول، وإقامة حكومة يهودية جامعة على أنقاضها:"أروع النتائج التي يمكن الحصول عليها في سبيل حكم العالم، يتحقق باستخدام العنف والتهديد لا بالمناقشات الأكاديمية"، "وإن الذي يحكم، يجب أن يلجأ إلى الحيلة والنفاق، وفي السياسة تستحيل الصفات الإنسانية من أمانة وصدق إلى رذائل تؤدي إلى سقوط الملك عن عرشه"، "يجب أن يكون شعارنا: جميع وسائل القوة والنفاق يتحتم أن يكون البطش هو المبدأ، والحيلة والنفاق هما القاعدة لدى الحكومات التي لا تريد أن تضع تاجها تحت أقدام أعوان أيّ حكم جديد، وهذا الشر هو السبيل الوحيد لبلوغ الخير، فعلينا أن لا نتردد أمام شراء الذمم والغدر والاحتيال إذا كان ذلك يخدم قضيتنا".
وتنشأ عن هذه الخطط والوسائل الصهيونية إشاعة الفوضى في العالم، والتسلل اليهوديّ من خلالها، وهذا ما تعانيه البشرية اليوم: فوضى عاتية جائحة؛ سياسية وفكرية وروحية واجتماعية واقتصادية.
2-
إثارة الفتن والوقيعة بين شعوب العالم ودوله:
كشف الحاخام عمانوئيل رابينوفتش عن خطة الصهيونية في خطابه بمؤتمر الربانيين بمدينة بودابست سنة 1954م-1373هـ، حيث
قال: "هل تذكرون حملاتنا الدعائية الناجحة عام 1930، لقد أثارت الحقد على الأمريكيين في ألمانيا، والألمانيين في أمريكا، وهذا هو ما أدى إلى نشوب الحرب العالمية الثانية، وقد شرعنا في شن حملات مماثلة في سائر أنحاء العالم، فأثرنا في روسيا موجة من الحقد ضد الولايات المتحدة، وفي نفس الوقت أثرنا في الولايات المتحدة شعورًا بالخوف والتوجس إزاء الشيوعيين، وتؤدي هذه الحملات إلى دفع الدول الصغيرة إلى تحديد موقفها، إما مع روسيا، وإما مع أمريكا".
وهذا تطبيق لما رسمته البروتوكولات صراحة، ففي البروتوكول العاشر:"يجب بث الاضطرابات بصفة مستديمة في العلاقات القائمة بين الشعوب والحكومات، وإشاعة الأعمال العدوانية والأحقاد، وحتى عذاب الجوع والحاجة والأمراض، لدرجة لا يرى معها غير اليهود مخرجًا للأرزاء التي تحل بهم سوى الالتجاء إلى أموالنا وإلى سيادتنا المطلقة".
وفي البروتوكول الحادي عشر: "غير اليهود كقطيع من الأغنام، أما نحن فإننا الذئاب، وهل تعلمون ما تفعل الأغنام إذا اقتحم الذئاب حظيرتها؟ إنها تغمض عينيها، وسندفعهم إلى ذلك".
ويتضح في البروتوكول الخامس عشر كيف يعمل الصهيونيون لتحقيق أهدافهم: "وإذا ما تولينا السلطة بما نكون قد أعددناه من انقلابات تحدث في جميع الدول في وقت واحد -بمجرد أن يعلن رسميًّا عجز حكومات تلك الدول عن حكم الشعب، وقد يمضي على ذلك وقت طويل، ربما يبلغ قرنًا- سنبذل كل جهدنا لمنع المؤامرات ضدنا".
وإعمالا لهذه التعاليم نلاحظ أن اليهود دائمًا ضالعون مع كل حركة تخريب في العالم، فقد كانوا وراء الحرب العالمية الأولى، يظاهرونها ويذكرون أوارها انتقامًا من روسيا التي تصدت لليهود وانتقمت منهم، وقد استغل اليهود تلك الحرب الضروس لفائدتهم المالية، بإقراض الدول بالربا الفاحش، وترويج تجارتهم في مواد القتال التي يحتكرونها، والقضاء على شعوب أوربا وتقويض دولها.
كما حاول اليهود استغلال الثورة البلشفية في روسيا، وفرضوا وصايتهم عليها، لتحقيق مآربهم العنصرية التي فشلوا في تحقيقها في عهد القياصرة.
وقد نجحت العناصر الصهيونية في حكومة البلاشفة في ممالأة اليهود، والتستر على ما قد يسيء إليهم ويفضح نواياهم، فلما طبعت البروتوكولات في روسيا سنة 1917 باللغة الفرنسية، صودرت هذه الطبعة رسميًّا ولم يسمح بطبعها بعد ذلك.
3-
الإرهاب الفكريّ وإفساد الرأي العام:
يشرح البروتوكول الخامس كيفية إفساد الرأي العام وبلبلة الأفكار، فيقول:"ولكي نطمئن إلى الرأي العام يجب أن نربكه تمامًا، فنسمعه من كل جانب، وبشتّى الوسائل آراء متناقضة، لدرجة يضل معها غير اليهود الطريق" ويوصي بـ: "مضاعفة الأخطاء التي ترتكب، والعادات والعواطف والقوانين الوضعية في البلاد لدرجة يتعذر معها على الناس التفكير تفكيرًا سليمًا وسط تلك الفوضى، وهكذا يكف الناس عنفهم بعضهم بعضًا، وسوف تساعدنا تلك السياسة على بَثِّ الفرقة بين جميع الأحزاب، وعلى حل الجماعات القوية، وعلى تثبيط عزيمة كل عمل فرديٍّ يمكن أن يعرقل مشروعاتنا".
وفي البروتوكول السابع: "يجب أن نقوم بالتأثير على الحكومات غير اليهودية عن طريق ما يسمونه الرأي العام الذي هيأناه عن طريق أعظم قوة، وهي الصحافة التي -فيما عدا بعض الحالات الاستثنائية التي لا قيمة لها- توجد كلها في قبضتنا".
وفي البروتوكول الثامن: "لا يتيسر إسناد المناصب الرئيسية في الحكومة إلى إخواننا اليهود، فإننا سنسند المناصب الهامة إلى أناسٍ من ذوي السمعة السيئة حتى تنشأ بينهم وبين الشعب هوة سحيقة، أو إلى أناس يمكن محاكمتهم، والزج بهم في السجون إذا ما حالوا دون تنفيذ أمرنا".
ولقد بلغ من جرأة اليهود أن استباحوا جلال العالم لإشباع حقدهم ونزواتهم، بإفساد العقول والأخلاق، والعبث بالقيم والفضائل الإنسانية؛ فابتدعوا نظرياتٍ علمية تسوغ لهم ما يبيتون من مكر وكيد، وما ينفثون من آراء هدَّامة؛ فاليهود وراء كل دعوة تستخف بالقيم الأخلاقية، وترمي إلى هدم القواعد التي يقوم عليها المجتمع الإنساني؛ فاليهوديّ: كارل ماركس، وراء الشيوعية التي تهدم قواعد الأخلاق والأديان..
واليهوديّ دركيم، وراء علم الاجتماع الذي يلحق نظام الأسرة بالأوضاع المصطنعة، ويحاول أن يبطل آثارها في تطور الفضائل والآداب، واليهوديّ سارتر، وراء الوجودية التي جنح بها إلى حيوانيةٍ تصيب الفرد والجماعة بآفات السقوط والانحلال1.
وفي البروتوكول الثاني: ".. نحن الذين هيأنا دارون وماركس ونيتشه، ولم يفتنا تقدير الآثار السيئة التي تركتها هذه النظريات في أذهان غير اليهود".
4-
إشاعة الفوضى والفساد في المجتمع:
رسم البروتوكول الأول لليهود كيف يكيدون لسائر شعوب الأرض، ويبذرون الفوضى والانحلال فيقول:"إن الشعب لدى المسيحيين أضحى متبلد الذهن تحت تأثير الخمر، كما أن الشباب قد انتابه العته لانغماسه في الفسق المبكر الذي دفعه إليه أعواننا من المدرسين والخدم والمربيات اللاتي يعملن في بيوت الأثرياء، والموظفين والنساء اللواتي يعملن في أماكن اللهو، ونساء المجتمع المزعومات اللواتي يقلدونهن في الفسق والترف".
وفي البروتوكول التاسع: "لقد أتلفنا الجيل الحاضر من غير اليهود، وأفسدنا خلقه بتلقينه المبادئ والنظريات التي نعلم أنها مبادئ ونظريات فاسدة، وعملنا على ترسيخها في ذهنه، ودون أن نعمل على تعديل القوانين القائمة فعلًا أمكننا التلاعب بها، وتفسيرها التفسير الذي لم يخطر على بال واضعيها للحصول على نتيجة فعالة".
5-
افتعال الأزمات الاقتصادية:
يُفَصِّلُ البروتوكول الثالث السلاح الاقتصاديّ الذي يستعين به اليهود على تقويض الحكومات: "وسنعمد إلى خلق أزمة اقتصادية عالمية بكافة الطرق الملتوية الممكنة، بواسطة الذهب الذي يجري بين أيدينا".
وفي البروتوكول الرابع: "يجب أن نقيم التجارة على أسس
1 العقاد: "الصهيونية العالمية".
المضاربة، ويكون نتيجة ذلك منع غير اليهود من الاحتفاظ بالثروات التي انتجتها الأرض، وعن طريق المضاربة تدخل تلك الثروات خزائننا".
ويوضح البروتوكول السادس كيف يعمل اليهود على الإضرار بالإنتاج: "وسنعمل على تقويض الإنتاج من أساسه، عن طريق نشر الفوضى بين العمال، وتحريضهم على شرب الخمر، كما أنه لابد من استخدام جميع الوسائل الممكنة لطرد الأذكياء من غير اليهود من وجه البسيطة".
6-
القضاء على الأديان:
في البروتوكول الرابع عشر: "عندما نصبح أسياد الأرض لا نسمح بقيام دين غير ديننا، من أجل ذلك يجب علينا إزالة العقائد، وإذا كانت النتيجة التي وصلنا إليها مؤقتًا قد أسفرت عن خلق الملحدين، فإن هدفنا لن يتأثر بذلك، بل يكون ذلك مثلًا للأجيال القادمة التي ستستمع إلى دين موسى، هذا الدين الذي فرض علينا مبدأه الثابت النابه وضع جميع الأمم تحت أقدامنا"..
وفي البروتوكول السابع عشر: "لقد عنينا عنايةً خاصةً بالعيب في رجال الدين غير اليهود، والحَطِّ من قدرهم في نظر الشعب، وأفلحنا كذلك في الإضرار برسالتهم التي تنحصر في تعويق أهدافنا، والوقوف في سبيلها، حتى لقد أخذ نفوذهم ينهار مع الأيام..
وإن حرية العقيدة معترف بها اليوم في كل مكان، ولا يفصلنا عن إنهيار المسيحية إلّا بضع سنوات، وسيكون القضاء على الأديان الأخرى أيسر من ذلك، ولكن الوقت لم يحن بعد لمناقشة هذه المسألة..
وسنعمل على أن يكون دور رجال الدين وتعاليمهم تافهًا، ونجعل تأثيرهم في نفوس الشعب فاترًا إلى حَدٍّ يجعل أثر تعاليمهم عكسيًّا".
ومن هنا كان الإسلام بعد المسيحية المجال الرئيسيّ الذي كرست له الصهيونية نشاطها للنيل منهما بدأب حثيث، وكانت محاربتهما هدفًا لليهود منذ أزمان سحيقة، ففي التلمود:"حيث إن المسيح كذاب، وحيث إن محمدًا اعترف به، والمعترف بالكذاب كذاب مثله، فيجب أن نقاتل الكذاب الثاني كما قاتلنا الكذاب الأول1".
1 د. محمد الزغبي: "دفائن النفسية اليهودية" ص128.