الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأول: المبدأ في أساسه
أولا: المادة
…
المبحث الأول: المبدأ في أساسه
تقوم الماركسية على أساس من المادية الجدلية؛ فالماركسية تقوم على المادة، وتؤمن بالجدل، ولنا في كلٍّ كلمة:
أولًا: المادة
في فكر ماركس -على ما كان سائدًا في القرن التاسع عشر- كانت المادة هي ما تقع عليه الحواس، ومن ثَمَّ
قامت فلسفة ماركس ونظريته على أساسٍ من ذلك التعريف الذي صار طالب المدارس الثانوية يعرف اليوم أكثر منه، وإن أضاف إليه ماركس: أن الفكر لاحق على المادة وتابع لها، ومن ثَمَّ، فقد عاد لينين ليعرف المادة بأنها الوجود الموضوعيّ خارج الذهن.
وتتابعت الاكتشافات العملية بأسرع مما تصورت الماركسية، وصارت الماركسية في حرجٍ من أمرها، واجتمع أكثر من عشرين عالمًا سنة 1963م؛ ليضعوا أسس الماركسية اللينينية، فهدموا ما قاله ماركس؛ إذ قرروا أن النشاط الذهنيّ أو الفكريّ خاصةً مميزةً للمادة، ولكنها ليست شكلًا من أشكال المادة، ثم ليقرروا:
وفي الوقت الحالي يعتبر التوحيد بين الفكر والمادة من مفاهيم المادة المنحطة، ويسجل فيلسوف ماركسيّ متحرر من الماركسية القديمة جهودها في مواجهة العلم، وبعبارةٍ أدق: عدم ملاءمتها اليوم لصيحات العصر العلمية، ويدعوها إلى أن تطور نفسها لتظل صالحة للعصر..
لكنها في الواقع إذ تطور نفسها، تكاد تنسلخ من أصلها لتصير شيئًا جديدًا، يمكن أن ينسب إلى شيء آخر سوى ماركس1.
وبعد: هل المادة هي الطاقة؟ أم صورة منها؟
وهل الحرارة والكهرباء آخر مراحل المادة؟ وأين يذهبان حين يختفيان مع الأثير؟؟ وما هو الأثير؟
أنه ليس بالشيء المادي، وإن لم يعرف بعد ما هو، لا يزال العلم يضيف كل يوم جديدًا، ولا تزال محنة الماركسية قائمةً ما استمسكت بقيام الكون على أساس من المادة، والمادة فقط2.
وهل المادة هي ما يحس فحسب، وقد أثبت العلم أن ما تقع عليه الحواس من المواد يمثل 7% وما لا تقع عليه الحواس 93% 3.
ولا تزال محنة الماركسية قائمةً وهي عاجزة عن أن تجيب.
1 ينقل الفيلسوف الفرنسيّ اندريه جارودي، عن فردريك انجلز قوله على المادية بالضرورة أن تكتسب صورة جديدة، مع كل اكتشاف هامٍّ بادي الأثر في تاريخ العلوم.
ثم يتساءل: هل حقق الماركسيون برنامج انجلز؟
ويجيب: لقد فعلوا ذلك مرة واحدة عام 1908 بكتاب لينين المادية، والتجاريبية النقدية؛ حيث قضى ثلاث سنوات من عمره يدرس أهم كتب الفيزياء المعاصرة "التحول الكبير في الاشتراكية".
2 راجع عرضًا جميلًا للأستاذين: عبد الحليم خفاجي، يوسف كمال محمد، الأول في كتابه القَيِّمِ "حوار مع الشيوعيين" والثاني في بحثه القيم "مستقبل الحضارة بين العلمانية والشيوعية والإسلام".
3 من بحثٍ لوحيد الدين خان، مُقَدَّمٌ إلى مؤتمر الفقه الإسلاميّ بالرياض في ذي القعدة 1396هـ.
4 الطور 25، 26.