الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التَّحدِيثُ وَالمُحَدَّثُونَ
الأحَادِيثُ الوَارِدَةُ في المُحَدَّثِينَ:
عَنْ أبي هُرَيْرةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "إنَهُ كَانَ فِيمَا مَضَى قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَم مُحَدَّثُونَ، وَإنَّهُ إنْ كَانَ في أمَّتي هَذَهَ مِنْهُمْ فَإنَّهُ عُمَرُ بنُ الخَطابِ"(1).
وعنه رضي الله عنه مرفوعًا: "لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يُكَلَّمون (2) من غير أن يكونوا أنبياء، فإن يَكُنْ من أمتي منهم أحد فعمر"(3).
وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: "قد كان يكون في الأمم قبلكم محدَّثون، فإن يكن في أمتي منهم أحد فإن عمر بن الخطاب منهم"(4).
معنى المحدَّث: يقَالُ للرجل الصادق الظن: مُحدَّث، بتشديد الدال المفتوحة (5).
وقال ابن وهب: (تفسير "مُحَدَّثُونَ": مُلْهَمُونَ)(6)، والملهم:"هو الذي يُلقى في نفسه الشيء، فيُخْبرُ به حَدْسًا وفراسة"(7).
(1) رواه البخاري (3689)(7/ 42 - فتح).
(2)
قيل: تكلمه الملائكة في نفسه، وإن لم ير مكلمًا في الحقيقة، فيرجع إلى الإلهام، انظر:"فتح الباري"(7/ 50).
(3)
"نفسه".
(4)
رواه مسلم (4/ 1864)(23).
(5)
"لسان العرب"(2/ 124).
(6)
"صحيح مسلم"(4/ 1864).
(7)
"لسان العرب"(2/ 134)، و"النهاية" لابن الأثير (1/ 350).
وقال سفيان بن عيينة: مُحَدَّثُونَ: مُفَهَّمون (1).
وقال ابن القيم: هو الذي يُحَدَّثُ في سِرِّه وقلبه بالشيء، فيكون كما يُحدَّث به (2).
وقيل: "هو الرجل الصادق الظن، وهو من أُلقي في رُوعه شيء مِن قِبَلِ الملأ الأعلى، فيكون كالذي حدَّثه غيره به، وبهذا جَزَمَ أبو أحمد العسكري، وقيل: من يجري الصواب على لسانه من غير قصد"(3).
ونقل النووي عن البخاري رحمه الله أن المحدَّثين "هم الذين يجري الصواب على ألسنتهم"(4).
* * *
(1)"سنن الترمذي"(5/ 622)(3693).
(2)
"مدارج السالكين"(1/ 39).
(3)
"فتح الباري"(7/ 50).
(4)
"شرح النووي لصحيح مسلم"(15/ 166).