الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعن مسلم أبي سعيد مولي عثمان بن عفان أن عثمان رضي الله عنه أعتق عشرين عبدًا مملوكًا، ودعا بسراويل، فشدها عليه -ولم يلبسها في جاهلية ولا إسلام- وقال:"إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم البارحة في المنام، وأبا بكر، وعمر، فقالوا لي: اصبر! فإنك تفطر عندنا القابلة"، ثم دعا بمصحف فنشره بين يديه فَقُتِلَ، وهو بين يديه (1).
وقال محمد الحافظ: "وهذا يثبت أن روح الحي تجتمع بأرواح الأموات في النوم، والذي يجمعهم في النوم يجمعهم في اليقظة، والجميع في العلم تحت سلطانه".
-
المناقشة:
ليس كلُّ مُمكنٍ يقعُ في الوجود
1 -
إن هذا الرد يلزمنا لو كنا نستدل على عدم إمكان الرؤية يقظة باستبعاد القدرة على ذلك، معاذ اللَّه! والذين ينكرون رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة بعد موته في الدنيا هم مِن أعلم الناس بقدرة الله -تَعَالَى-:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا} [فاطر: 44]، فالله -تَعَالَى- قادر على أن يجعل عباده كلَّهم مؤمنين:{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [يونس: 99]، كما أنه قادر على أن يجعل المبتدع سنيًّا ملتزمًا، ولكن هكذا شاء اللَّه عز وجل:{وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [السجدة: 13].
فمن اعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يُرى يقظة بعد موته في
(1) قال الهيثمي: "رواه عبد الله، وأبو يعلى في (الكبير)، ورجالهما ثقات". اهـ. من "مجمع الزوائد"(7/ 232).