الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في صور مشايخ الصوفية (1).
وفريق لان بعض الشيء:
- فمنهم من زعم أن المراد برؤيته كذلك يقظة القلب لا يقظة الحواس الجمسانية (2).
- ومنهم من قال إن الاجتماع بالنبي صلى الله عليه وسلم يكون في حالة بين النائم واليقظان (3).
- ومنهم من قال إن الذي يُرى هي روحه صلى الله عليه وسلم (4).
وعليه؛ فبعد أن ظهر تفرد تلك الرواية التي استدل بها القوم عن روايات الجمهور، وتلك الاحتمالات التي تأولها أهل العلم في المراد بمعناها، وتلك الإشكالات والإنكارات التي وردت على المعنى الذي قصده القوم، واضطراب مقالاتهم في كيفية نلك الرؤيا، بكل ذلك يسقط استدلالهم بها، والقاعدة المشهورة في ذلك: إذا ورد على الدليل الاحتمال بطل به الاستدلال) (5).
الدليل الثَّاني للتِّجانية:
- قال في "رماح حزب الرحيم": "إن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم داخلة تحت قدرة اللَّه -تَعَالَى- فالمنكِر لها منكِرٌ لقدرة اللَّه على ذلك، ومن أنكر قدرة اللَّه؛ فقد كفر، واللَّه سبحانه وتعالى الذي أحيا الميت ببعض البقرة:{فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا} [البقرة: 73]، والذي جعل دعاء إبراهيم سببًا
(1)"الإنسان الكامل" لعبد الكريم الجيلي (2/ 74، 75)، وانظر:"الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة" ص (149 - 171).
(2)
نقله الشعراني في "الطبقات الكبرى" عن محمد المغربي الشاذلي.
(3)
ذكره الشعراني في "الطبقات الصغرى" ص (89).
(4)
"الذخائر المحمدية" لمحمد علوي المالكي ص (259).
(5)
بنصه من: "خصائص المصطفى صلى الله عليه وسلم بين الغلو والجفاء" للدكتور الصادق بن محمد بن إبراهيم ص (191، 192).
لإحياء الطيور: {ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا} [البقرة: 260]، وجعل تعجب العُزَيْرِ سببًا لموته وموت حماره، ثم لإحيائهما بعد مئة سنة، قادر على أن يجعل رؤيته صلى الله عليه وسلم في النوم سببًا لرؤيته في اليقظة" (1). اهـ ملخصًا.
وقال محمد الحافظ التجاني (2): "وأصل الاجتماع الروحي اجتماع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء بالأنبياء عليهم السلام وهم في الدار الآخرة، وكان الكليم سيدنا موسى عليه السلام سببًا في تخفيف الصلوات عن هذه الأمة، وهو في الدار الآخرة، وصح أن سيدنا أبا بكر الصديق رضي الله عنه أنفذ وصية ثابت بن قيس بن شماس، وقد أوصى بها بعد استشهاده"(3).
فقد أخرج الحاكم في "المستدرك" عن ثابت عن أنس: "أن ثابت بن قيس جاء يوم اليمامة، وقد تحنط، ولبس أكفانه، وقد انهزم أصحابه، وقال: (اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء، وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء، فبئس ما عودتم أقرانكم، خلوا بيننا وبين أقراننا ساعة)، ثم حَمَلَ فقاتل ساعة، فقُتل، وكانت درعه قد سُرقت، فرآه رجل فيما يرى النائم، فقال: إن درعي في قِدْرٍ تحت إكافٍ (4) بمكان كذا وكذا، وأوصى بوصايا، فطُلِب الدرع، فوُجِدَ حيث قال، فأنفذوا وصيته"(5).
(1)"رماح حزب الرحيم"(1/ 205).
(2)
محمد بن عبد اللطيف بن سالم الشريف الحسني التِّجاني المصري (ت 1398 هـ) من أشهر دعاة
التجانية، ترك مؤلفات كثيرة، وكان مهتمًّا بعلوم الحديث الشريف، وقد أسس مجلة "طريق الحق"
الناطقة بلسان التجانيين سنة (1370 هـ - 1950 م).
(3)
انظر الجواب عنه في "الموافقات"(2/ 457) وما بعدها، وراجع هنا ص (69)، (85).
(4)
الإكاف: البَرْذَعة.
(5)
رواه الحاكم في "المستدرك"(3/ 235)، وقال:"صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي، وقال الهيثمي في "المجمع":"ورواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح"(9/ 322)، وانظر ص (69).