الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْوُسْطَى من سبابتك الْيُمْنَى وَيكون موقع الْوتر النّصْف من سبابتك الْيُمْنَى فَإِذا أردْت الْإِطْلَاق فسبيله أَن تطلق بعد الْوَفَاء واستقرار النصل بَين عقدتي الْإِبْهَام مَعَ القبضة بِمِقْدَار يعدو النصل وتفرك السهْم عَن الْوتر بالإبهام من أَسْفَل الفوق وبالسبابة من فَوْقه بِحَيْثُ لَا يُصِيب شئ من إبهامه وسبابته للفوق ويزن السهْم وَيفتح وَسطه مَعَ سبابته وإبهامه فِي وَقت وَاحِد عَن الْإِطْلَاق فَإِن ذَلِك أسس الْإِطْلَاق وأسلس للسهم أَو أسْرع وأنكى من فتح سبابته وإبهامه فَقَط وَمن فتح أَصَابِعه الْخمس فِي وَقت الإفلات
فصل
فِي النكاية
قَالَ الطَّبَرِيّ قَالَ لي عبد الرَّحْمَن الْفَزارِيّ أصل الرَّمْي إِنَّمَا وضع للنكاية فَمن لَا نكاية لَهُ لَا رمي لَهُ عِنْد عُلَمَاء هَذِه الصِّنَاعَة وحذاقها من الْمُتَقَدِّمين وَكَانَ الَّذِي يَقع بِهِ الْفضل بعد بلوغهم نِهَايَة الرَّمْي والحذق شَيْئَانِ أَحدهمَا طنين الْوتر وصفاء صَوته بعد إفلاته وَالثَّانِي شدَّة نكايته فَمن صَحَّ صَوت وتره مِنْهُم وأنكى كَانَ لَهُ فضل عِنْدهم فَإِن تكافؤوا فِي طنين الْوتر وصفاء صَوته والنكاية والسرعة
والإصابة لم يبْق لأَحَدهم فضل على أَصْحَابه إِلَّا شئ وَاحِد وَهُوَ صِحَة الكشتبان وَعدم تَأْثِير الْوتر فِيهِ فَمن كَانَ عقده صَحِيحا وَسلم كشتبانة من حز وتره كَانَ أحذق الرُّمَاة وأفضلهم قَالَ وَكَانَ طَاهِر الْبَلْخِي وَأَبُو هَاشم وَإِسْحَاق وَغَيرهم من الأكابر يخفون كشاتبينهم وَلَا يظهرونها لأحد خوفًا أَن يُوجد غير سَالم من جِهَة الْوتر فَيسْقط من حد الأستاذية عِنْد نظرائه وَقَالَ وَقد بذلت جهدي فِي طلب رام لَيْسَ فِي وَجه كشتبانه أثر وَلَا عيب فَلم أَجِدهُ قَالَ الطَّبَرِيّ فَسَأَلت أستاذي أَن يريني كشتبانه فَامْتنعَ فَلم أزل ألح عَلَيْهِ حَتَّى أجابني ثمَّ أَخذه وَأَنا أرى فَرمى عَلَيْهِ ثمَّ دَفعه إِلَيّ لمعرفته فَوَجَدته مستوي الْجَرّ لَا انحراف فِيهِ وَلَا ميل سليم الْوَجْه من شعث الْوتر وَكَانَ طاقا وَاحِدًا أديما صلبا لَا حَشْو فِيهِ متوسط الغلظ وَقَالَ الْعَبَّاس الْقرشِي وَهُوَ من أكَابِر تلامذة طَاهِر إِنَّه اجْتهد أَن يرى عقد طَاهِر فَلم يقدر إِلَى أَن دخل مَعَه الْحمام فاستخرج كشتبانه من ثِيَابه فَنظر فِيهِ فَإِذا هُوَ لَا أثر فِيهِ فَعلم أَن مداراة الرَّمْي وَصِحَّته فِي الكشتبان قَالَ الطَّبَرِيّ وَقَالَ لي عبد الرَّحْمَن النكاية عشرَة أَشْيَاء تِسْعَة مِنْهَا فِي الْوَفَاء التَّام الصَّحِيح وَوَاحِد فِي الرَّامِي
وَالْوَفَاء وفاءان أَحدهمَا أَن يبلغ نصل السهْم إِلَى الْعقْدَة الأولى من الْإِبْهَام فَمن قَالَ بِهَذَا الْوَفَاء أنكر على من يجوز بالنصل هَذِه الْعقْدَة الأولى من الْإِبْهَام وَاحْتج هَؤُلَاءِ بِأَن قَالُوا النصل عَدو وَلَيْسَ للْإنْسَان أَن يدْخل الْعَدو على نَفسه
وَالْفَاء الثَّانِي بُلُوغ النصل مَا بَين العقدتين من الْإِبْهَام
وَقَالَ عبد الرَّحْمَن سمعنَا من شُيُوخنَا أَن مد وَفضل النصل فِي السهْم انفذ شبْرًا فِي الدرقة وَأَنَّهُمْ شبهوا الْوَفَاء الأول بالدخان الَّذِي يلْحق الْعَدو من النَّار الموقدة الَّتِي يرْمونَ بهَا وَالْوَفَاء الثَّانِي بِإِصَابَة النَّار نفسا لَهُم
قَالَ وَقد قَالَ قوم إِن الْوَفَاء إِلَى طرف الظفر وَضعف غَيرهم هَذَا الرَّأْي
قَالَ الطَّبَرِيّ وَفِي الرَّمْي ثَلَاث خِصَال وَاحِدَة فِي الْإِنْسَان وَأُخْرَى فِي الْقوس وَالثَّالِثَة فِي السهْم
فَأَما الَّتِي فِي الْإِنْسَان فخمسة عشر شَيْئا أَرْبَعَة فِي القفلة وَثَلَاثَة فِي القبضة وَخَمْسَة فِي الْإِطْلَاق وَوَاحِدَة فِي الْفَم وَقت الْإِطْلَاق وَاثْنَتَانِ فِي الصَّدْر
فَأَما الْأَرْبَعَة الَّتِي فِي القفلة فَهِيَ شدتها فِي نَفسهَا وَقت الْجَرّ أَشد مَا يكون بالأصابع كلهَا غير السبابَة فَإِنَّهَا تكون دونهن وَالثَّلَاثَة الْأُخَر فِي صِحَة القفلة وصحتها أَن يعْقد ثَلَاثًا وَسِتِّينَ ويكتم مَا اسْتَطَاعَ الأظافر من الْأَصَابِع الثَّلَاث الْخِنْصر والبنصر وَالْوُسْطَى حَتَّى لَا يرى
مِنْهَا شَيْء وَأَن يَجْعَل الْوتر من إبهامه دون الْجَرّ مِمَّا يَلِي أَصْلهَا مستويا لَا انحراف فِيهِ وَلَا تعويج وَيجْعَل طرف الْإِبْهَام فَوق عقدته الْوُسْطَى من إصبعه الْوُسْطَى لَا تتحرك عَنْهَا إِلَى وَقت الإفلات وَيجْعَل سبابته على لحم إبهامه بعد أَن يَرْمِي بَاطِن لحم سبابته إِلَى ظهر إبهامه على الْجُزْء الأول من السبابَة على جنب إبهامه مِمَّا يَلِي الْوتر ويعطف طرف سبابته وَيجْعَل الْجُزْء الثَّانِي من سبابته على جنب ظَاهر إبهامه مِمَّا يَلِي الفوق وَيجْعَل جَانِبي الفوق بَين الْإِبْهَام والسبابة محاذيا لما بَين الْعقْدَة الْأَخِيرَة من أصل سبابته وَبَين الْجُزْء الثَّانِي وَيحمل السبابَة عَن بدن السهْم قَلِيلا من أول جَرّه إِلَى مخرج السهْم عَن يَده
وليحذر الرَّامِي كل الحذر أَن يغمز سبابته على شَيْء من فَوق سَهْمه فِي مده وإفلاته فيتعوج سَهْمه وتكثر آفاته بعد الْإِطْلَاق
وَأما الثَّلَاثَة الْأُخَر الَّتِي فِي القبضة فواحد مِنْهَا شدتها فِي نَفسهَا وَقت الْجَرّ أبلغ مَا يكون بِجَمِيعِ الْأَصَابِع وَاثْنَانِ مِنْهَا فِي صِحَّتهَا وَهِي أَن تجْعَل متن مقبض الْقوس مَا بَين جر أصُول أصابعك الْأَرْبَعَة وَرَأسه الْأَعْلَى مَا بَين عقدتي إبهامك والأسفل على مِقْدَار عرض اصبع وَاحِدَة مِمَّا يَلِي الْكَفّ
وَأما الْخَمْسَة الَّتِي فِي الْإِطْلَاق فَثَلَاثَة مِنْهَا فِي الْإِبْهَام والسبابة وَالْوُسْطَى وَقد تقدّمت وَاثْنَانِ فِي صِحَة الْإِطْلَاق بِأَن يغمز على الْوتر بإبهامه من أَسْفَله وبالسبابة على الْوتر من فَوق الْقوس بِحَيْثُ لَا يُصِيب الْإِبْهَام وَلَا السبابَة بِشَيْء من فَوق السهْم وَلَا بدنه وَقت الإفلات
وليحذر الرَّامِي أَن يفتح وَقت إفلاته خِنْصره وبنصره فَإِن شدَّة الْكَفّ