الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَقد تقدم أَن عقبَة بن عَامر كَانَ يشْتَد بَين الغرضين وَهُوَ شيخ كَبِير
فصل
المفاضلة بَين ركُوب الْخَيل وَرمي النشاب
فَإِن قيل فأيما أفضل ركُوب الْخَيل أَو رمي النشاب وَأي الْمُسَابقَة أفضل
قيل قد اخْتلف فِي ذَلِك فرجحت طَائِفَة ركُوب الْخَيل قَالَ مَالك
سبق الْخَيل أحب إِلَيّ من سبق الرَّمْي
ذكره أَبُو عمر فِي التَّمْهِيد عَنهُ
وُجُوه تَفْضِيل سبق الْخَيل على الرَّمْي
وَاحْتج أَصْحَاب هَذَا القَوْل بِوُجُوه
أَحدهَا أَنه أصل الفروسية وقاعدتها
الثَّانِي أَنه يعلم الْكر والفر وَالظفر بالخصم
الثَّالِث أَن الْحَاجة إِلَى الرَّمْي فِي سَاعَة وَأما الرّكُوب فالحاجة إِلَيْهِ من أول مَا يخرج إِلَى الْقِتَال إِلَى أَن يرجع
الرَّابِع أَن الرّكُوب يعلم الْفَارِس وَالْفرس مَعًا فَهُوَ يُؤثر الْقُوَّة فِي المركوب وراكبه
الْخَامِس أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم رَاهن على فرس يُقَال لَهُ (سبْحَة) فَسبق النَّاس ذكره الإِمَام أَحْمد وَلم يحفظ عَنهُ أَن رَاهن فِي النضال
السَّادِس أَن ركُوبه صلى الله عليه وسلم كَانَ أَضْعَاف [أَضْعَاف] رميه بِمَا لَا يُحْصى
السَّابِع أَنه سُبْحَانَهُ عقد الْخَيْر بنواصي الْخَيل إِلَى يَوْم الْقِيَامَة
الثَّامِن أَنَّهَا تصلح للطلب والهرب فَهِيَ حصون ومعاقل لأَهْلهَا
التَّاسِع أَن أَهلهَا أعز من الرُّمَاة وَأَرْفَع شَأْنًا وأعلا مَكَانا وَأَهْلهَا حكام [بِهِ] على الرُّمَاة وَالرُّمَاة رعية لَهُم
الْعَاشِر أَنَّهَا كَانَت أحب الْأَشْيَاء إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بعد النِّسَاء فروى النَّسَائِيّ فِي سنَنه عَن أنس قَالَ
لم يكن شَيْء أحب إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بعد النِّسَاء من الْخَيل
الْحَادِي عشر مَا روى مَالك فِي موطئِهِ عَن يحيى بن سعيد قَالَ رئى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يمسح وَجه فرسه بردائه فَقيل لَهُ فِي ذَلِك