الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَقَالَ (إِنِّي عوتبت فِي الْخَيل)
[وَهَذَا] لكرامتها عَلَيْهِ وعَلى من عاتبه فِيهَا
الثَّانِي عشر مَا رَوَاهُ النَّسَائِيّ عَن أبي ذَر قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
مَا من فرس عَرَبِيّ إِلَّا يُؤذن لَهُ عِنْد السحر بِكَلِمَات يَدْعُو بِهن اللَّهُمَّ خولتني من خولتني من بني آدم وجعلتني لَهُ فَاجْعَلْنِي من أحب أَهله وَمَاله إِلَيْهِ
المُرَاد بقوله تَعَالَى {وَالْعَادِيات ضَبْحًا}
الثَّالِث عشر أَن الله سبحانه وتعالى أقسم بِالْخَيْلِ فِي كِتَابه وَذَلِكَ يدل على شرفها وفضلها عِنْده قَالَ تَعَالَى
{وَالْعَادِيات ضَبْحًا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا} [العاديات: 1 - 3]
أقسم سُبْحَانَهُ بِالْخَيْلِ تعدو فِي سَبيله و (الضبح) صَوت فِي
أجوافها عِنْد جريها
{فالموريات قدحا} توري النَّار بحوافرها عِنْدَمَا تصك الْحِجَارَة
{فأثرن بِهِ نقعا} (النَّقْع) الْغُبَار تثيره الْخَيل عِنْد عدوها
وَالضَّمِير فِي {بِهِ} قيل يعود على الْقدح وَهُوَ ضَعِيف فَإِن الْغُبَار لَا يثار بالقدح وَقيل عَائِد على المغار الْمَدْلُول عَلَيْهِ بقوله {فالمغيرات} أَي أثرن بالمغار غبارا لِكَثْرَة جولاتها فِيهِ وَيجوز أَن يعود على المغار الَّذِي هُوَ مصدر أَي [أثرن] الْغُبَار بِسَبَب الإغارة وَيجوز أَن يعود على الْعَدو الْمَفْهُوم من لفظ {العاديات}
وَالضَّمِير فِي {وَبِه} الثَّانِيَة مثل الأولى وَقيل عَائِد على النَّقْع أَي وسطن جمعا ملتبسات بالنقع وعَلى هَذَا ف (جمع) هُنَا مجمع الْعَدو وَهَذَا قَول ابْن مَسْعُود
وَقَالَ عَليّ المُرَاد بهَا إبل الْحَاج أقسم الله سُبْحَانَهُ بهَا لعدوها فِي الْحَج الَّذِي هُوَ من سَبيله و (جمع) الَّذِي وسطن بِهِ هُوَ مُزْدَلِفَة أغرن بِهِ وَقت الصُّبْح
وَالْقَوْل الأول أرجح لوجوه
أَحدهَا أَن الْمُسْتَعْمل بالضبح إِنَّمَا هُوَ الْخَيل وَلِهَذَا قَالَ أهل اللُّغَة الضبح صَوت أنفاس الْخَيل إِذا عدت قَالَ الله تَعَالَى {وَالْعَادِيات ضَبْحًا} وَيُقَال أَيْضا ضبح الثَّعْلَب
الثَّانِي وصفهَا بِأَنَّهَا توري النَّار من الْحِجَارَة عِنْد عدوها وَهَذَا
مشهود فِي الْخَيل لقرع سنابكها فِي الْحَدِيد للصفا فيتولد قدح النَّار من بَينهمَا كَمَا يتَوَلَّد من الْحَدِيد والصوان عِنْد الْقدح
الثَّالِث أَنه وصفهَا بالإغارة وَهِي وَإِن اسْتعْملت لِلْإِبِلِ كَمَا كَانَت قُرَيْش تَقول أشرقت ثبير كَيْمَا نغير لَكِن اسْتِعْمَالهَا فِي إغارة الْغَزْو أَكثر
الرَّابِع أَنه سُبْحَانَهُ وَقت الإغارة بالصبح وَالْحجاج عِنْد الصُّبْح لَا يغيرون وَإِنَّمَا يكونُونَ بموقف مُزْدَلِفَة وقريش إِذْ ذَاك لم تكن تغير حَتَّى تطلع الشَّمْس فَلم تكن تغير بالصبح قُرَيْش وَلَا غَيرهَا من الْعَرَب
فِي الصَّحِيح عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم
أَنه كَانَ فِي الْغَزْو لَا يُغير حَتَّى يصبح فَإِذا أصبح فَإِن سمع أذانا أمسك وَإِلَّا أغار
الْخَامِس أَنه سُبْحَانَهُ عطف توَسط الْجمع بِالْفَاءِ الَّتِي هِيَ للتَّرْتِيب بعد الإغارة وَهَذَا يَقْتَضِي أَنَّهَا أغارت وَقت الصُّبْح فتوسط الْجمع بعد الإغارة وَمن الْمَعْلُوم أَن إبل الْحَاج لَهَا إغارتان إغارة فِي أول اللَّيْل إِلَى جمع وإغارة قبل طُلُوع الشَّمْس مِنْهَا إِلَى منى والإغارة الأولى قبل الصُّبْح وَلَا يُمكن الْجمع بَينهمَا وَبَين وَقت الصُّبْح وَبَين توَسط جمع وَهَذَا ظَاهر
السَّادِس أَن النَّقْع هُوَ الْغُبَار وَجمع مُزْدَلِفَة وَمَا حوله كُله صفا