الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَلَا ريب أَنَّك تَجِد قوسا قبضتها مربعة وتجد قوسا قبضتها مُدَوَّرَة وقوسا بَين المدورة والمربعة وَأما القبضة المربعة فَهِيَ قبضات الْعَجم والتحريف لَهُم جيد والاستواء يبطل الرَّمْي بهَا وَأما القبضة المدورة فَهِيَ قبضات الْعَرَب والتحريف يبطل الرَّمْي بهَا وَأما المتوسطة فيتوسط لَهَا
وَلكُل قَوس قَبْضَة وَلكُل كف قَبْضَة فَمن كَانَت كفة كَبِيرَة فالأصلح لَهُ من القبضات الدقيقة والمتوسطة للكف الْمُتَوَسّط وَاخْتِيَار المقبض فِي الْكَفّ أَن يقبض بِجَمِيعِ كَفه وَيدخل لحم رَاحَته فِي كَفه فَإِن لحقت أَطْرَاف اصابعه لكفه فالمقبض صَغِير على الْكَفّ فَلَا يصلح لَهُ بِهِ رمي ويدخله الْعَيْب إِن رمى بِهِ وَكَذَلِكَ إِن كَانَت الْقوس غَلِيظَة المقبض على الْكَفّ
وَحكم القبضة أَن تقبض عَلَيْهَا بِجَمِيعِ كفك فَإِن بَقِي بَين أصابعك مِقْدَار عرض نصف اصبع فَهُوَ حسن فَإِن زَاد أَو نقص فَلَا خير فِيهِ
ذكر العقد ووجوهه
[أَقْوَال] النَّاس فِي العقد على الْوتر على تِسْعَة أَقسَام
أَحدهَا وَهُوَ الصَّحِيح الْجيد الْقوي أَن يعْقد ثَلَاثًا وَسِتِّينَ
الثَّانِي تِسْعَة وَسِتِّينَ وعَلى هذَيْن الْعقْدَيْنِ جَمِيع الأساورة والأكاسرة وَالْأول عِنْدهم أصح وَأثبت
الثَّالِث أَن يعْقد ثَلَاثَة وَسبعين
الرَّابِع أَن يعْقد ثَلَاثَة وَثَمَانِينَ
الْخَامِس أَن يعْقد أَرْبَعَة وَعشْرين
السَّادِس أَن يعْقد إِحْدَى وَعشْرين وعَلى هَذَا أَكثر التّرْك وَالروم لأَنهم يرْمونَ بقوس لينَة وَبِغير اصل فيعقدون كَيْفَمَا تيَسّر عَلَيْهِم
[و] السَّابِع عقد يُسمى الرديف وَهُوَ أَن يعْقد اثْنَيْنِ وَسِتِّينَ مُمكنَة ويلقي الْوُسْطَى مَعَ السبابَة على الْإِبْهَام وَهَذَا العقد جيد لجبذ الْقوس الصلبة لَكِنَّهَا بطيئة الْإِطْلَاق
الثَّامِن أَن يَجْعَل أَصَابِعه الثَّلَاثَة الْخِنْصر والبنصر وَالْوُسْطَى فِي الْوتر وَيجْعَل السبابَة ممدودة مَعَ طول السهْم ولاحظ للابهام هُنَا وَهَذَا عقد جَمِيع الصقالبة واليهم ينْسب ويصنعون للأصابع الثَّلَاث كشتبانات الذَّهَب وَالْفِضَّة والنحاس وَالْحَدِيد والقوس على هَذِه الصّفة واقفة لَا رَاقِدَة
التَّاسِع أَن يجبذ بالأربعة أَصَابِع بالسبابة وَالْوُسْطَى والخنصر والبنصر وَهُوَ مَذْهَب الْعَرَب القدماء فِي الْجَاهِلِيَّة وَمِنْهُم من [كَانَ] يجبذ بِهَذِهِ الْأَصَابِع والقوس رَاقِدَة وَيجْعَل السهْم بَين الْوُسْطَى والبنصر ويجبذون إِلَى صُدُورهمْ وَعَلَيْهَا أَكثر باديتهم
وَقَالَ بعض الْأَئِمَّة وَهَذِه العقد كلهَا خطأ إِلَّا عقدَة ثَلَاثَة وَسِتِّينَ وَرُبمَا دعت الْحَاجة والضرورة إِلَى اسْتِعْمَال بَعْضهَا لحادث حدث فِي الْإِبْهَام وَغَيرهَا فَيَنْبَغِي تعلمهَا أَو بَعْضهَا وَمن أَرَادَ الْقُوَّة والشدة والسرعة فَعَلَيهِ بِعقد ثَلَاث وَسِتِّينَ
ثمَّ من الرُّمَاة من قَالَ أكتم أظفاري كتمانا بَالغا وَأَجْعَل الْوتر من