الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
106 - (11) باب: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإنذار عشيرته الأقربين وأنه لا ينفعهم إذا ماتوا على الشرك
398 -
(181)(17) حدثنا قُتَيبَةُ بن سَعِيد وَزُهَيرُ بن حَرْب، قَالا: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ قَال: "لَما أنْزِلَت هَذِهِ الآيَةُ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] دَعَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم قُرَيشًا، فَانججتَمَعُوا، فَعَم وَخَصَّ
ــ
106 -
(11) باب: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإنذار عشيرته الأقربين وأنه لا ينفعهم إذا ماتوا على الشرك
أي هذا باب معقود في بيان الأحاديث الواردة في أمره عز وجل نبيه بإنذار وتخويف عشيرته الأقربين من عذاب الله تعالى وأنه لا تنفعهم قرابتهم للنبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يُؤمنوا بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
(398)
- (181)(17)(حدثنا قتيبة بن سعيد) بن جميل بن طريف الثقفي مولاهم أبو رجاء البغلاني ثقة ثبت من العاشرة (وزهير بن حرب) الحرشي أبو خيثمة النسائي ثقة من العاشرة (قالا حدثنا جرير) بن عبد الحميد بن جرير بن قُرْط الضبي أبو عبد الله الكوفي ثقة من الثامنة مات سنة (188)(عن عبد الملك بن عمير) بن سويد بن جارية الفرسي نسبة إلى فَرَس له سابق اللخمي أبي عمر الكوفي ثقة فقيه تغتر حفظه ربما دلس من الثالثة مات سنة (136) ست وثلاثين ومائة وقد جاوز المائة، روى عنه في (15) بابا (عن موسى بن طلحة) بن عبيد الله بن عثمان القرشي التيمي أبي عيسى الكوفي ثقة جليل من الثانية مات سنة (103) ثلاث ومائة روى عنه في خمسة أبواب (عن أبي هريرة) عبد الرحمن بن صخر الدوسي المدني وهذا السند من خماسياته رجاله ثلاثة منهم كوفيون وواحد مدني وواحد إما بغلاني أو نسائي (قال) أبو هريرة (لما أُنزلت هذه الآية) على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي قوله تعالى:{وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)} [الشعراء: 214](دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أي نادى (قريشًا) ليجتمعوا إليه (فاجتمعوا) إليه (فعَم) أي ناداهم بصيغة العموم وفُسر بما ذكر في الحديث الآخر بقوله يا معشر قريش ويا بني كعب بن لؤي (وخص) أي ذكرهم بصيغة الخصوص كقول يا بني
فَقَال: يَا بَنِي كَعبِ بنِ لُؤَيٍّ، أَنقِذُوا أنْفُسَكُم مِنَ النارِ. وَيا بَنِي مُرة بْنِ كَعْبٍ، أَنْقِذُوا أَنفُسَكُم مِنَ النارِ. يَا بَنِي عَبْدِ شَمس، أَنقِذُوا أَنْفُسَكُم مِنَ النارِ. يَا بَنِي عَبدِ مَنَافٍ، أَنقِذُوا أَنفُسَكُمْ مِنَ النارِ. يَا بَنِي هَاشِم، أَنْقِذُوا أَنفُسَكُم مِنَ النارِ. يَا بَنِي عَبْدِ المطلِبِ، أَنقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النارِ. يَا فَاطِمَةُ، أَنْقِذِي نَفسَكِ مِنَ النارِ، فَإِني لَا أَملِكُ لَكُم مِنَ الله شَيئًا. غَيرَ أَن لَكُم رَحِمًا سَأبُلهَا بِبِلالِهَا"
ــ
عبد شمس (فقال) في ندائهم (يا بني كعب بن لوي) راجع للتعميم (أنقذوا أنفسكم) أي فكُّوا أنفسكم (من النار) الأخروية، والإنقاذُ التخليص من ورطة قال تعالى {وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا} [آل عمران: 103] (وبا بني مرة بن كعب أنقذوا) وخلصوا (أنفسكم من النار يا بني عبد شمس أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار يا فاطمة) بنت محمد صلى الله عليه وسلم (أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك) ولا أقدر (لكم من) دفع عذاب (الله) عنكم (شيئًا) من الدفع بما يريد أن يوقعه بكم في الدنيا والآخرة من المهالك والمخاوف والعذاب إن لم تمتثلوا أوامره وتجتنبوا نواهيه، والمعنى لا تَتَّكِلُوا على قرابتي فإني لا أقدر على دفع مكروه يريده الله تعالى بكم (غير أن لكم رحمًا) أي قرابة مني (سأبُلها) أي سأصلها في الدنيا بضم الباء من باب شَدَّ (بِبِلَالِهَا) أي بصلتها في الدنيا، قال النواوي: ضبطناه بفتح الباء وكسرها لغتان، وقال المجد: البلال ككتاب الماء ويثلث وكل ما يبل به الحلق ومعناه سأصلها بصلتها التي تليق بها شُبهَتْ قطيعة الرحم بالحرارة ووصلها بإطفاء الحرارة بالبرودة ومنه (بلوا أرحامكم) أي صلوها استعاروا اليبس لمعنى القطيعة قال السنوسي: وهذا هو الذي ينبغي أن يقيد بالدنيا أي لا أقدر أن أرد عنكم من عذاب الآخرة شيئًا وإنما أقدر أن أصل رحمكم بما يليق بكم والله تعالى أعلم، قال القاضي عياض: يقال بللت رحمي بلا وبَلَلًا وبِلالًا أي وصلتها، قال الهروي: البلال بالكسر جمع بلل كجمال جمع جمل وقيل لأنه من معنى قوله تعالى: {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} ورأيته للخطابي بفتح الباء كالمال. وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث الترمذي رواه في تفسير سورة الشعراء، وقال: حسن غريب من هذا الوجه، والنسائي رواه في الوصايا. اهـ تحفة.
399 -
(182)(18) وحدثنا عُبَيدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيري، حَدَّثَنَا أبُو عَوَانَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيرٍ. بِهذَا الإِسْنَادِ، وَحَدِيثُ جَرِيرٍ أَتَمُّ وَأَشْبَعُ
ــ
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
(399)
- (182)(18)(وحدثنا عبيد الله بن عمر) بن ميسرة الجُشَمي مولاهم أبو شعيب (القواريري) البصري ثقة ثبت من (10) مات سنة (235) على الأصح روى عنه في (10) أبواب تقريبًا، قال (حدثنا أبو عوانة) الوضاح بن عبد الله اليشكري الواسطي البزاز مشهور يكنيته ثقة ثبت من (7) مات سنة (176) روى عنه في (19) بابا تقريبا (عن عبد الملك بن عمير) اللخمي الكوفي، وقوله (بهذا الإسناد) متعلق بحدثنا أبو عوانة لأنه المتابع واسم الإشارة راجع إلى ما بعد شيخ المتابع يعني عن موسى بن طلحة التيمي الكوفي عن أبي هريرة المدني رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته رجاله اثنان منهم كوفيان وواحد مدني وواحد بصري وواحد واسطي، وغرضه بسوقه بيان متابعة أبي عوانة لجرير بن عبد الحميد في رواية هذا الحديث عن عبد الملك، وفائدتها بيان كثرة طرقه (و) لكن (حديث جرير) السابق (أتم) سندا من حديث أبي عوانة لأن المؤلف روى فيه عن ثقتين ثبتين قتيبة وزهير (وأشبع) أي أطول متنا من حديث أبي عوانة ولذلك جعله من الأصول، والله أعلم.
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديث أبي هريرة وذكر فيه متابعة واحدة.
***