الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
133 - (38)(20) باب السواك
485 -
(227)(63)(27) حدَّثنا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَعَمرٌو النَّاقِدُ وَزُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ. قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أبِي هُرَيرَةَ عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم؛ قَال: "لَولا أَنْ أَشُقَّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (وَفِي حَدِيثِ زُهَيرٍ، عَلَى أُمَّتِي)
ــ
133 -
(38)(20) باب السواك
والسواك بكسر السِّين يُجمع على سُوُكٍ ككتاب وكتب، وهو لغة: الدلك وآلته، وشرعًا: استعمال عود ونحوه في الأسنان وما حواليها لإذهاب التغير ونحوه بنيةٍ، وأركانه ثلاثة مستاك ومستاك به ومستاك فيه، وهو من الشرائع القديمة كما يدل له قوله صلى الله عليه وسلم "هذا سواكي وسواك الأنبياء من قبلي" أي من عهد إبراهيم عليه السلام لا مطلقًا لأنَّه أول من استاك، ونص بعضهم على أنَّه من خصائص هذه الأمة بالنسبة للأمم السابقة لا للأنبياء لأنَّه كان للأنبياء السابقين من عهد إبراهيم دون أممهم. اهـ بيجوري على ابن قاسم.
485 -
(227)(63)(27)(حدَّثنا قتيبة بن سعيد) بن طريف الثَّقفيُّ البغلاني من (10)(وعمرو) بن محمَّد بن بكر (الناقد) أبو عثمان البغدادي ثقة من (10)(وزهير بن حرب) بن شداد الحَرَشِيُّ أبو خثيمة النَّسائيّ، وفائدة المقارنة بيان كثرة طرقه (قالوا) أي قال كل من الثلاثة (حدَّثنا سفيان) بن عيينة الهلالي أبو محمَّد الكوفيّ ثم المكيِّ ثقة حافظ فقيه حجة وكان ربَّما دلس من الثامنة (عن أبي الزناد) عبد الله بن ذكوان الأموي مولاهم أبي عبد الرحمن المدني ثقة من الخامسة (عن الأعرج) عبد الرحمن بن هرمز الهاشمي مولاهم أبي داود المدني القارئ ثقة ثبت عالم قارئ من (3)(عن أبي هريرة) الدوسي المدني رضي الله عنه.
وهذا السند من خماسياته رجاله ثلاثة منهم مدنيون وواحد كوفي وواحد منهم إما بغلاني أو بغدادي أو نسائي.
(عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: لولا أن أشق على المؤمنين، وفي حديث زهير) وروايته (على أمتي) بدل على المؤمنين أي لولا أن أثقل عليهم من المشقة وهي
لأمرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُل صَلاةٍ"
ــ
الشدة قاله في النهاية يقال شق عليه أي ثقل أو حمله من الأمر الشديد ما يشق ويشتد عليه، والمعنى لولا خوف وقوع المشقة عليهم أو أن مصدرية في تأويل مصدر مرفوع على الابتداء والخبر محذوف وجوبًا على كلا التقديرين أي لولا خوف المشقة عليهم موجود أو لولا المشقة عليهم موجودة (لأمرتهم) أمر وجوب (بالسواك) أي باستعمال السواك لأنَّ السواك هو الآلة ويُستعمل أيضًا في الفعل أي لأمرتهم بالاستياك (عند كل صلاة) فرضًا كانت أو نفلًا ولكن خوف المشقة منعني من أمرهم بالاستياك أمر وجوب، ولكن مأمورون به أمر استحباب، قال القارئ في المرقاة: قوله (عند كل صلاة) أي عند وضوئها لما روى ابن خزيمة في صحيحه، والحاكم وقال: صحيح الإسناد، والبخاري تعليقًا في كتاب الصوم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء" ولخبر أحمد وغيره "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل طهور) فتَبَيَّن من حديث الباب أن موضع السواك عند كل صلاة، والشافعية يجمعون بين الحديثين بالسواك عند ابتداء كل منهما. اهـ تحفة الأحوذي، والحاصل أنَّه صلى الله عليه وسلم همَّ بإيجاب السواك على أمته ورأى المشقة لضعفهم وعجزهم، فقال: لولا خوف المشقة لأوجبت عليهم السواك فلفظة لولا لامتناع الثَّاني لوجود الأوَّل فإذا ثبت وجود الأوَّل وهو خوف المشقة ها هنا ثبت امتناع الثَّاني وهو وجوب السواك فبقي السواك على نَدْبِيَّتِه في حقهم فهذا يرد مذهب الظاهرية القائلين بالوجوب. اهـ بذل المجهود. وأمَّا هو صلى الله عليه وسلم فالسواك لكل صلاة كان واجبًا عليه دون أمته لأنَّه كان يُناجي ملائكة الله تعالى لأنَّ مناجاتهم يقتضي أن يبتعد عن الرائحة النتنة ولهذا كره أكل الطَّعام الذي فيه البقول النتنة، وفي هذا الحديث دليل على جواز الاجتهاد للنبي صلى الله عليه وسلم فيما لم يرد فيه نص من الله تعالى، وفيه بيان ما كان عليه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم من الرفق بأمته وفيه دليل على فضيلة السواك عند كل صلاة.
وهذا الحديث شارك المؤلف في روايته أحمد [5/ 410] والبخاري [7240] وأبو داود [46] والترمذي [22] والنَّسائيُّ [1/ 12].
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي هريرة رضي الله عنه بحديث عائشة رضي الله تعالى عنها فقال:
486 -
(228)(64)(28) حدَّثنا أَبُو كُرَيبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، حَدَّثَنَا ابْنُ بِشْرٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيحٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَال: سَأَلْتُ عَائِشَةَ. قُلْتُ: بِأَيِّ شَيءٍ كَانَ يَبْدَأُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ بَيتَهُ؟ قَالتْ: بِالسِّوَاكِ
ــ
486 -
(228)(64)(28)(حدَّثنا أبو كريب محمَّد بن العلاء) بن كريب الهمداني ثقة من (10) قال (حدَّثنا) محمَّد (بن بشر) العبدي أبو عبد الله الكوفيّ ثقة من (9) مات سنة (203)(عن مسعر) بن كدام بن ظهير الهلالي أبي سلمة الكوفيّ ثقة ثبت من (7) مات سنة (153)(عن المقدام بن شريح) بن هانئ بن يزيد الحارثي الكوفيّ، روى عن أبيه في الوضوء والفضائل وغيرهما، وقميرٍ مصغرًا امرأةِ مسروق، ويروي عنه (م عم) ومسعر والثوري وإسرائيل وشعبة والأعمش وشريك وابنه يزيد وغيرهم، وثقه أبو حاتم وأحمد والنَّسائيُّ، وقال في التقريب: ثقة من السادسة (عن أبيه) شريح بن هانئ بن يزيد الحارثي المَذْحِجِيّ أبي المقدام اليمنى نزيل الكوفة من كبار أصحاب علي بن أبي طالب، روى عن عائشة في الوضوء والدعاء وغيرهما، وعن علي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص في الفضائل، وأبي هريرة في الدعاء وغيرهم، ويروي عنه (م عم) وابنه المقدام بن شريح والقاسم بن مخيمرة والشعبي والحكم بن عتيبة، مخضرم معمر ثقة عابد قُتل مع ابن أبي بكرة بسجستان سنة ثمان وسبعين (78) عن مائة (100) سنة أو أكثر (قال) شريح (سألت عائشة) رضي الله تعالى عنها فـ (قلت: بأي شيء كان يبدأ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته؟ قالت: ) كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يبدأ (بالسواك) لأجل السلام على أهله فإن السَّلام اسم شريف فاستعمل السواك للإتيان به أو ليطيب فيه لتقبيل زوجاته. اهـ مناوي. فيكون على أطيب حالة ليكون أدعى لمحبة زوجاته له وهذا تعليم للأمة وإلا فرائحة فيه صلى الله عليه وسلم أطيب من رائحة الطَّيِّب. اهـ حفني، وخص البيت لأنَّه لا يفعله ذو المروءة بحضرة النَّاس ولا بالمسجد لما فيه من إلقاء ما يستقذر.
قال القرطبي: وهذا الحديث يدل على استحباب تعاهد السواك لما يكره من تغير رائحة الفم من الأبخرة والأطعمة وغيرها، وعلى أنَّه يُتَجَنَّب استعمال السواك في المساجد والمحافل وحضرة النَّاس، ولم يُرو عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه تسوك في المسجد ولا في محفل من النَّاس لأنَّه من باب إزالة القذر والوسخ، ولا يليق بالمساجد ولا محاضر النَّاس ولا يليق بذوي المروءات فعل ذلك في الملإِ من النَّاس، ويحتمل أن
487 -
(00)(00)(00) وحدَّثني أَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ الْعَبْدِيِّ. حَدَّثنَا عَبْدُ الرَّحْمنِ عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ المِقْدَامِ بْنِ شُرَيح، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ؛ أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا دَخَلَ بَيتَهُ بَدَأَ بالسِّوَاكِ
ــ
يكون ابتداء النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم عند دخول بيته بالسواك لأنَّه كان يبدأ بصلاة النافلة فقلما كان يتنفَّلُ في المسجد. اهـ.
قال الأبي: وقيل لأنَّ الغالب أنَّه لا يتكلم بالطريق والسكوت يُغَيِّر رائحة الفم فكان يستاك ليزيل ذلك، وفعله هذا تعليم للأمة وهو صلى الله عليه وسلم المنزّه المبرّأ أن يلحقه شيء من ذلك، فمن سكت ثم أراد أن يتكلم مع صاحبه فليستك لئلا يتأذى صاحبه برائحة فيه. والله أعلم.
وهذا الحديث شارك المؤلف في روايته أحمد [6/ 41] وأبو داود [51 و 56 و 57] والنَّسائيُّ [1/ 17]. ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها فقال:
487 -
(00)(00)(00)(وحدثني أبو بكر) محمَّد بن أحمد (بن نافع العبدي) البصري صدوق من (10) مشهور بكنيته مات سنة (240) روى عنه في (9) أبواب، قال (حدَّثنا عبد الرحمن) بن مهدي بن حسَّان الأزدي مولاهم أبو سعيد البصري الإمام العلم ثقة ثبت من (9) مات سنة (198) بالبصرة، روى عنه في (14) بابًا تقريبًا (عن سفيان) بن سعيد بن مسروق الثوري أبي عبد الله الكوفيّ ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة من (7) وكان ربَّما دلس مات سنة (161) روى عنه في (24) بابا (عن المقدام بن شريح) بن هانى بن يزيد الحارثي الكوفيّ (عن أبيه) شريح بن هانئ الكوفيّ (عن عائشة) أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها. وهذا السند من سداسياته رجاله ثلاثة منهم كوفيون واثنان بصريان وواحد مدني، وغرضه بسوقه بيان متابعة سفيان الثوري لمسعر بن كدام في رواية هذا الحديث عن المقدام بن شريح، وفائدتها بيان كثرة طرقه، وكرر متن الحديث لما فيه من بعض المخالفة للرواية الأولى (إنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك) فيه بيان فضيلة السواك في جميع الأوقات وشدة الاهتمام به وتكراره.
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أبي هريرة رضي الله عنه بحديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه فقال:
488 -
(229)(65)(29) حدَّثنا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ الْحَارِثِيُّ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيدٍ عَنْ غَيلانَ، (وَهُوَ ابْنُ جَرِيرِ الْمِعْوَليُّ) عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى؛ قَال: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَطَرَفُ السِّوَاكِ عَلَى لِسَانِهِ
ــ
488 -
(229)(65)(29)(حدَّثنا يَحْيَى بن حبيب) بن عربي (الحارثي) أبو زكرياء البصري ثقة من (10) مات سنة (248) روى عنه في (5) أبواب، قال (حدَّثنا حماد بن زيد) بن درهم الأزدي أبو إسماعيل البصري ثقة ثبت فقيه من (8) مات سنة (179) روى عنه في (14)(عن غيلان) بن جرير الأزدي المِعْوَلي، بكسر الميم وفتحها وسكون العين المهملة وفتح واوه نسبة إلى معولة بطن من الأزد البصري، روى عن أبي بردة في الوضوء والإيمان وحُرمة المؤمن، ومطرف بن الشِخِّير في الصَّلاة والصوم، وعبد الله بن معبد الرُّمَّاني في الصوم، وأبي قيس زياد بن رباح في الجهاد، ويروي عنه (ع) وحماد بن زيد ومهدي بن ميمون وشعبة وأبان العطار وأيوب السختياني وجرير بن حازم وشداد أبو طلحة الراسبي، وثَّقَه أحمد، وقال في التقريب: ثقة من الخامسة، وأتى بهو في قوله (وهو ابن جرير المعولي) إشعارًا بأن هذه النسبة من زيادته لا مما سمعه من شيخه (عن أبي بردة) عامر بن عبد الله بن قيس أبي موسى الأشعري الكوفيّ ثقة من الثَّانية، روى عنه في (4) أبواب تقريبًا (عن أبي موسى) عبد الله بن قيس الأشعري الكوفيّ الصحابي الجليل رضي الله عنه له (360) حديثًا مات سنة (50) روى عنه في (8) أبواب. وهذا السند من خماسياته رجاله ثلاثة منهم بصريون واثنان كوفيان (قال) أبو موسى (دخلت على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم نستحمله في غزوة تبوك (وطرت السواك على لسانه) والمراد بالسواك هنا الشيء المستاك به، وكان المراد به في الأحاديث المتقدمة الاستياك.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البُخاريّ في الطهارة عن أبي النُّعمان وأبو داود عن مسدد وأبي الرَّبيع، والنَّسائيُّ في الطهارة عن أحمد بن عبدة أربعتهم عن حماد بن زيد. أن تحفة.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديث أبي هريرة رضي الله عنه بحديث حذيفة رضي الله عنه فقال:
489 -
(230)(66)(30) حدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا هُشَيمْ عَنْ حُصَينٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيفَةَ قَال: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ لِيَتَهَجَّدَ، يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ
ــ
489 -
(230)(66)(30)(حدَّثنا أبو بكر) عبد الله بن محمَّد (بن أبي شيبة) العبسي الكوفيّ قال (حدَّثنا هشيم) بن بشير السلمي أبو معاوية الواسطيِّ ثقة ثبت من (7) مات سنة (183) روى عنه في (18) بابا (عن حصين) بن عبد الرحمن السلمي أبي الهذيل الكوفيّ ثقة مات سنة (136) روى عنه في (10) أبواب (عن أبي وائل) شقيق بن سلمة الأسدي الكوفيّ ثقة مخضرم مات سنة (100) روى عنه في (9) أبواب (عن حذيفة) بن اليمان العبسي أبي عبد الله الكوفيّ الصحابي الجليل صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم مات سنة (36) روى عنه في (5) أبواب (قال) حذيفة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام) من نومه في الليل واستيقظ (ليتهجد) أي ليصلِّي صلاة التهجد في الليل (يَشُوص فاه) أي يدلك فيه (بالسواك).
وقوله (إذا قام ليتهجد) أي ليصلي بالليل امتثالًا لقوله تعالى {وَمِنَ اللَّيلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ} والتهجد الصَّلاة بالليل بعد النوم، يقال هجد الرجل إذا نام وتهجد إذا خرج من الهجود وهو النوم بالصلاة كما يقال تحنث وتأثم وتحرج إذا اجتنب الحنث والإثم والحرج، وقال (ع): تهجد إذا نام وتهجد إذا قام من الليل فهي من الأضداد، قوله (يشوص فاه بالسواك) أي يدلك أسنانه وينَقِّيهَا، قال المازري: شاص وماص استاك عرضًا، وقال الهروي: شاص إذا غسل يده أوفيه وكل شيء غسلته فقد شُصْتَهُ ومُصْتَهُ، وقيل لأعرابية: اغسلي ثوبي قالت: نعم وأموصه أي أغسله ثانية برفق، وقال ابن الأعرابي: الشَّوْصُ الدَّلك والمَوْصُ الغسل، وقال وكيع: الشوص وبالطول والسواك بالعرض، وقال ابن دريد: الشوص الاستياك من سُفل إلى عُلو ومنه الشُّوصَةُ ريح يرفع القلب عن محله، وقال الداودي: يشوصه أي يُنقيه كما قال فيه "مطهرة للفم" وقال ابن حبيب: يشوص فاه أي يحكُّه، وفي الصحاح: الشوص الغسل والتنظيف، قال الأبي: هذه المقالات كلها تفسير لمدلول اللفظ لغة، وأمَّا تفسير ما في الحديث فقيل المعنى يغسله وقيل يدلكه. اهـ.
وهذا الحديث أعني حديث حذيفة شارك المؤلف في روايته البُخاريّ [245] وأبو داود [55] والنسائي [1/ 8].
490 -
(00)(00)(00) حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. أخبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ. ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيرٍ. حَدَّثَنَا أَبِي وَأَبُو مُعَاويةَ عَنِ الأَعْمَشِ. كِلاهُمَا عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيفَةَ؛ قَال: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيلِ. بِمِثْلِهِ. وَلَمْ يَقُولا: لِيَتَهَجَّدَ
ــ
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث حذيفة رضي الله عنه فقال:
490 -
(00)(00)(00)(حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم) بن راهويه الحنظلي أبو يعقوب المروزي ثقة حافظ مجتهد من (10) مات سنة (238) روى عنه في (21) بابا، قال (أخبرنا جرير) بن عبد الحميد بن قرط الضبي أبو عبد الله الكوفيّ ثقة من (8) مات سنة (188) روى عنه في (16) بابا (عن منصور) بن المعتمر بن عبد الله بن ربيعة السلمي أبي عتاب الكوفيّ ثقة ثبت من (5) مات سنة (132) روى عنه في (19) بابا (ح) أي حول المؤلف السند (و) قال (حدَّثنا) محمَّد بن عبد الله (بن نمير) الهمداني أبو عبد الرحمن الكوفيّ ثقة حافظ من (10) مات سنة (234) روى عنه في (10) أبواب، قال (حدَّثنا أبي) عبد الله بن نمير الهمداني أبو هشام الكوفيّ ثقة صاحب حديث من (9) مات سنة (199) روى عنه في (17) بابا (وأبو معاوية) محمَّد بن خازم الضَّرير التميمي الكوفيّ ثقة من (9) مات سنة (195) روى عنه في (14) بابا جميعًا (عن الأعمش) سليمان بن مهران الكاهلي مولاهم أبي محمَّد الكوفيّ ثقة حافظ قارئ ورع لكنَّه يدلس من (5) مات سنة (148) روى عنه في (13) بابا (كلاهما) أي كل من منصور وسليمان الأعمش رويا (عن أبي وائل) شقيق بن سلمة الأسدي الكوفيّ (عن حذيفة) بن اليمان الكوفيّ. وهذان السندان من خماسياته الأوَّل منهما رجاله أربعة منهم كوفيون وواحد مروزي، والثاني منهما رجاله كلهم كوفيون، وغرضه بسوقهما بيان متابعة منصور والأعمش لحصين بن عبد الرحمن في رواية هذا الحديث عن أبي وائل، وفائدتها بيان كثرة طرقه (قال) حذيفة بن اليمان (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل) وساقا أي ساق كل من منصور والأعمش الحديث السابق (بمثله) أي بمثل ما ساق حصين بن عبد الرحمن (ولم يقولا) أي لم يقل الأعمش ومنصور أي لم يذكرا في روايتهما لفظة (ليتهجد) كما ذكره حصين وهذا استثناء من المماثلة، وفي بعض النسخ (ولم يقولوا) بضمير الجمع وهو تحريف من النساخ.
491 -
(00)(00)(00) حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشارٍ. قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمنِ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ. وَحُصَينْ والأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيفَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيلِ يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ.
492 -
(231)(67)(31) حدَّثنا عَبْدُ بْنُ حُمَيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيمِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ،
ــ
ثم ذكر المؤلف المتابعة ثانيًا في حديث حذيفة رضي الله عنه فقال:
491 -
(00)(00)(00)(حدَّثنا محمَّد بن المثني) العنزي أبو موسى البصري (و) محمَّد (بن بشار) العبدي البصري (قالا حدَّثنا عبد الرحمن) بن مهدي بن حسَّان الأزدي مولاهم أبو سعيد البصري ثقة ثبت من (9) مات سنة (198) روى عنه في (14) بابا، قال (حدَّثنا سفيان) بن سعيد بن مسروق الثوري أبو عبد الله الكوفيّ ثقة من (7) روى عنه في (24) بابا (عن منصور) بن المعتمر الكوفيّ (وحصين) بن عبد الرحمن الكوفيّ (و) سليمان (الأعمش) الكوفيّ (عن أبي وائل) شقيق بن سلمة الكوفيّ (عن حذيفة) بن اليمان الكوفيّ. وهذا السند من سداسياته رجاله اثنان منهم بصريان وأربعة كوفيون، وغرضه بسوقه بيان متابعة سفيان الثوري لجرير بن عبد الحميد وهشيم بن بشير وعبد الله بن نمير وأبي معاوية في رواية هذا الحديث عن منصور وحصين والأعمش، وفائدتها بيان كثرة طرقه (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل) واستيقظ ليتهجد (يشوص فاه) أي يدلكه وينقيه (بالسواك) أي بآلة الاستياك ولم يذكر سفيان لفظة ليتهجد.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي هريرة رابعًا بحديث ابن عباس رضي الله عنهما فقال:
492 -
(231)(67)(31)(حدَّثنا عبد بن حميد) بن نصر الكسي نسبة إلى كس مدينة فيما وراء النهر ثقة من (11) مات سنة (249) روى عنه في (12) بابا، قال (حدَّثنا أبو نعيم) الفضل بن دُكين التميمي مولاهم الأحول الكوفيّ مشهور بكنيته ثقة ثبت من (9) مات سنة (219) روى عنه في (10) أبواب، قال (حدَّثنا إسماعيل بن مسلم) العبدي أبو محمَّد البصري قاضي جزيرة قيس، روى عن أبي المتوكل في الوضوء والبيوع والأشربة،
حَدَّثَنَا أبُو الْمُتَوَكِّلِ؛ أَن ابْنَ عَبَّاسٍ حَدَّثَهُ؛ أَنَّهُ بَاتَ عِندَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيلَةٍ. فَقَامَ نَبِيُّ الله صلى الله عليه وسلم مِن آخِرِ اللَّيلِ. فَخَرَجَ فَنَظَرَ فِي السَّمَاءِ. ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ فِي آلِ عِمْرَانَ: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيلِ وَالنَّهَارِ} ، حَتَّى بَلَغَ:{فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: 190، 191] ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْبَيتِ فَتَسَوَّكَ وَتَوَضأ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى،
ــ
ومحمد بن واسع في الحج، وسعيد بن مسروق في الضحايا والحسن البصري، ويروي عنه (م د س) وأبو نعيم وعبيد الله بن عبد المجيد ووكيع وابن عيينة وروح بن عبادة وابن المبارك وابن مهدي قال ابن المديني: روى نحوًا من ثلاثين حديثًا، وثقه أبو حاتم والنَّسائيُّ وأحمد ويحيى وأبو زرعة، وقال في التقريب: ثقة من السادسة (حدَّثنا أبو المتوكل) علي بن داود، ويقال: ابن دؤاد بضم الدال بعدها واو بهمزة الناجي بنون وجيم البصري من بني سامة بن لؤي، روى عن ابن عباس في الوضوء، وأبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله في البيوع، ويروي عنه (ع) وإسماعيل بن مسلم وعاصم الأحول وسليمان الربعي وبشير بن عقبة والمثنى بن سعيد وأبو بشر جعفر بن أبي وحشية وقتادة وثابت، قال ابن المديني: ثقة مشهور بكنيته له خمسة عشر حديثًا (15) وقال في التقريب: ثقة من الثالثة مات سنة (108) ثمان ومائة، وقيل قبل ذلك (أن) عبد الله (بن عباس) بن عبد المطلب الهاشمي حجر الأمة وترجمان القرآن رضي الله تعالى عنهما المدني المكيِّ الطائر، وهذا السند من خماسياته رجاله اثنان منهم بصريان وواحد طائفي وواحد كوفي وواحد كسي (حديثه) أي حدث لأبي المتوكل (أنه) أي أن ابن عباس (بات) أي نام (عند النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في بيت خالته ميمونة بنت الحارث الهلالية (ذات ليلة) أي ليلة من الليالي فلفظة ذات مقحمة ليحفظ كيفية صلاته صلى الله عليه وسلم في الليل (فقام) أي استيقظ (نبي الله صلى الله عليه وسلم من آخر الليل) أي في بعض ساعات آخر الليل (فخرج) من بيته (فنظر في السماء) ليتفكر في مخلوقاتها (ثم تلا) أي قرأ صلى الله عليه وسلم بعد الاستياك (هذه الآية) الآتية المثبتة (في) سورة (آل عمران) التي هي قوله تعالى ({إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}) وما فيهما من العجائب ({وَاخْتِلَافِ اللَّيلِ وَالنَّهَارِ}) بالمجيء والذهاب والزيادة والنقصان {لآيَاتٍ} أي لدلالات على قدرته تعالى {لِأُولِي الْأَلْبَابِ} أي لذوي العقول الكاملة أي قرأها (حتَّى بلغ) أي وصل قوله تعالى ({فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} ثم رجع إلى البيت فتسوك وتوضأ ثم قام فصلَّى)