الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
109 - (14) باب أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة
411 -
(189)(25) حدَّثنا أَبُو بَكرِ بن أَبِي شَيبَةَ، حَدَّثَنَا يَحيَى بْنُ أَبِي بُكَيرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيرُ بْنُ مُحَمدٍ عَنْ سُهَيلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ النعْمَانِ بْنِ أَبِي عَياشٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدرِي؛ أن رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَال:"إِن أَدْنَى أَهْلِ النارِ عَذَابًا، يَنْتَعِلُ بِنَعلَينِ مِن نَارٍ، يَغْلِي دِمَاغُهُ مِنْ حَرَارَةِ نَعْلَيهِ"
ــ
109 -
(14) باب أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة
أي هذا باب معقود في ذكر الأحاديث الدالة على أخف أهل النار عذابًا يوم القيامة.
411 -
(189)(25)(حدثنا أبو بكر) عبد الله بن محمد (بن أبي شيبة) العبسي مولاهم الكوفي ثبت من العاشرة، قال (حدثنا يحيى بن أبي بكير) اسمه قيس بن اسيد العبدي من عبد القيس أبو زكريا الكوفي قاضي كِرمان ثقة من التاسعة مات سنة (209) روى عنه في (6) أبواب، قال (حدثنا زهير بن محمد) التميمي الخِرَقِي بكسر الخاء المعجمة وفتح الراء المهملة نسبة إلى قرية من قرى مَرْوَ تسمى خرق أبو المنذر الخراساني، قال البخاري: للشاميين عنه مناكير وهو ثقة ليس به بأس، وقال ابن معين: ثقة وفي رواية ضعيف، وقال في التقريب: من السابعة مات سنة (162) روى عن سهيل في الإيمان (عن سهيل بن أبي صالح) ذكوان السمان أبي يزيد المدني صدوق من السادسة مات في خلافة المنصور، روى عنه في (13) بابًا تقريبًا (عن النعمان بن أبي عياش) بتحتانية ومعجمة الأنصاري الزرقي أبي سلمة المدني ثقة من الرابعة، روى عنه في ثلاثة أبواب تقريبًا (عن أبي سعيد) سعد بن مالك بن سنان الأنصاري الخزرجي الحارثي (الخدري) الصحابي الجليل المدني، وهذا السند من سداسياته رجاله ثلاثة منهم مدنيون واثنان كوفيان وواحد خراساني (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أدنى) وأخف (أهل النار عذابًا) يوم القيامة رجل (ينتعل) ويلبس (بنعلين من نار يغلي) من غلى الشيء غليانًا بوزن رمى يقال غلت القدر إذا فارت وارتفعت بما فيها من الماء أي يفور (دماغه) أي مخ رأسه (من) شدة (حرارة نعليه) أعاذنا الله تعالى وجميع المسلمين منها.
وهذا الحديث انفرد به الإمام مسلم رحمه الله تعالى وهو بعض الحديث المذكور قبيل هذه الترجمة، والله سبحانه وتعالى أعلم، اهـ من تحفة الأشراف.
412 -
(190)(26) وحدثنا أَبُو بَكرِ بن أَبِي شَيبَةَ، حَدَّثَنَا عَفانُ، حَدَّثَنَا حَمادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النهدِي، عَنِ ابْنِ عَباس؛ أَن رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَال:"أَهْوَنُ أَهْلِ النارِ عَذَابًا أَبُو طَالِبٍ، وَهُوَ مُنْتَعِلْ بِنَغلَينِ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ".
413 -
(191)(27) وحدثنا مُحَمدُ بْنُ الْمُثَنَّى
ــ
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه بحديث ابن عباس رضي الله عنه فقال:
412 -
(190)(26)(وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) إبراهيم بن عثمان العبسي مولاهم الكوفي ثقة من العاشرة مات سنة (235) روى عنه في (16) بابًا تقريبًا، قال (حدثنا عفان) بن مسلم بن عبد الله الأنصاري مولاهم أبو عثمان البصري ثقة ثبت من كبار العاشرة مات سنة (225) روى عنه في (9) أبواب، قال (حدثنا حماد بن سلمة) بن دينار القرشي مولاهم أبو سلمة البصري ثقة عابد أثبت الناس في ثابت من كبار الثامنة مات سنة (167) روى عنه في (16) بابا، قال (حدثنا ثابت) بن أسلم البناني ثقة عابد من الرابعة مات سنة (123) روى عنه في (13) بابا (عن أبي عثمان) عبد الرحمن بن مُل (النهدي) بفتح النون وسكون الهاء نسبة إلى نهد بن زيد من قضاعة أحد أجداده الكوفي ثقة مخضرم مشهور بكنيته من كبار الثانية مات سنة (95) روى عنه في (11) بابًا تقريبًا (عن) عبد الله (بن عباس) الهاشمي المكي ثم الطائفي، وهذا السند من سداسياته رجاله ثلاثة منهم بصريون واثنان كوفيان وواحد مكي (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أهون أهل النار) وأخفهم (عذابًا) يوم القيامة (أبو طالب) عبد مناف بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم (وهو) أي والحال أن أبا طالب (منتعل) أي لابس (بنعلين يغلي منهما) أي من شدة حرارة النعلين (دماغه) أي مخ رأسه- أعاذنا الله منها-.
وهذا الحديث أعني حديث ابن عباس شارك المؤلف في روايته أحمد [1/ 290].
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه بحديث النعمان بن بشير رضي الله عنه فقال:
413 -
(191)(27)(وحدثنا محمد بن المثنى) بن عبيد بن قيس العنزي أبو موسى
وَابنُ بَشَّار (وَاللفظُ لابنِ المُثَنَّى) قَالا: حَدثنا مُحَمدُ بن جَعفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعبَةُ. قَال: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحاقَ يَقُولُ: سَمِعْتُ النعْمَانَ بْنَ بَشِيرِ يَخطُبُ وَهُوَ يَقُولُ: سَمِعتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِن أَهْوَنَ أَهلِ النارِ عَذَابا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَرَجُلٌ تُوضَعُ فِي أَخْمَصِ قَدَمَيهِ جَمْرَتَانِ، يَغلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ"
ــ
البصري ثقة ثبت من العاشرة مات سنة (252) روى عنه في (14) بابا (و) محمد (بن بشار) بن عثمان العبدي أبو بكر البصري ثقة ثبت من العاشرة مات سنة (252) روى عنه في (12) بابًا تقريبًا، وأتى بقوله (واللفظ لابن المثنى) تورعًا من الكذب على ابن بشار (قالا) أي قال كل من المحمدَين (حدثنا محمد بن جعفر) الهذلي مولاهم أبو عبد الله البصري ربيب شعبة المعروف بغُندر ثقة إلا أن فيه غفلة من التاسعة مات سنة (193) روى عنه في (6) أبواب، قال (حدثنا شعبة) بن الحجاج بن الورد العتكي مولاهم أبو بسطام البصري ثقة متقن من السابعة مات سنة (160) روى عنه في (30) بابا (قال) شعبة (سمعت أبا إسحاق) السبِيعي عمرو بن عبد الله الهمداني الكوفي ثقة عابد من الثالثة مات سنة (129) روى عنه في (11) بابًا تقريبًا، حالة كونه (يقول سمعت النعمان بن بشير) بن سعد بن ثعلبة بن خِلاس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الخزرجي أبا عبد الله المدني له ولأبويه صحبة وأمه عمرة بنت رواحة وهو أول مولود أنصاري في الهجرة له مائة وأربعة وعشرون حديثًا (124) اتفقا في خمسة وانفرد (خ) بحديث و (م) بأربعة، سكن الشام وقُتل بحمص سنة (65) خمس وستين، وهذا السند من خماسياته رجاله ثلاثة منهم بصريون وواحد كوفي وواحد مدني، حالة كونه (يخطب) ويعظ الناس (وهو) أي والحال أنه (يقول) في خطبة (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أن أهون) وأخف (أهل النار عذابًا يوم القيامة) واللام في قوله (لَرجل) لام الابتداء دخلت على خبر إن أي لَشَخْصٌ (تُوضع في أخمص) بفتحتين بينهما سكون وهو الموضع المتجافي من الأرض في وسط القدم (قدميه جمْرَتان) أي شُعْلتان (يغلي منهما) أي من شدة حرارتها (دماغه).
وهذا الحديث أعني حديث النعمان بن بشير شارك المؤلف في روايته أحمد [4/ 271 و 274] والبخاري [6561 و 6562] والترمذي [2607].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنهما فقال:
414 -
(00)(00) وحدّثنا أَبُو بَكرِ بن أَبِي شَيبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنِ الأعمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ النعمَانِ بْنِ بَشِيرٍ؛ قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِن أَهْوَنَ أَهْلِ النارِ عَذَابًا مَنْ لَهُ نَعْلانِ وَشِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ. يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ. كَمَا يَغْلِي الْمِرْجَلُ مَا يَرَى أن أَحَدًا أشد مِنْهُ عَذَابًا. وإنهُ لأَهْوَنُهُمْ عَذَابًا"
ــ
414 -
(00)(00)(وحدثنا أبو بكر) عبد الله بن محمد (بن أبي شيبة) العبسي الكوفي من (10) قال (حدثنا أبو أسامة) حماد بن أسامة الهاشمي مولاهم الكوفي ثقة من (9) مات سنة (201) روى عنه في (17) بابا (عن الأعمش) سليمان بن مهران الكاهلي مولاهم أبي محمد الكوفي ثقة من (5) روى عنه في (13) بابا (عن أبي إسحاق) عمرو بن عبد الله السبيعي الكوفي ثقة من الثالثة (عن النعمان بن بشير) الأنصاري أبي عبد الله المدني.
وهذا السند من خماسياته رجاله كلهم كوفيون إلا النعمان بن بشير فإنه مدني وغرضه بسوقه بيان متابعة الأعمش لشعبة في رواية هذا الحديث عن أبي إسحاق، وفائدتها بيان كثرة طرقه (قال) النعمان (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أهون) وأخف (أهل النار عذابًا) يوم القيامة (من له نعلان وشِرَاكان يغلي) ويفور (منهما) أي من شدة حرارتهما (دماغه كما يغلي المِرْجل) أي يغلي دماغه غليانا كغليان المرجل، والشراكان تثنية شراك والشراك بكسر الشين أحد سُيُور النعل وحبالها وهو الذي يكون على وجهها وعلى ظهر القدم، والغليان معروف وهو شدة اضطراب الماء ونحوه على النار لشدة اتقادها يقال غلت القدر تغلي غَلْيًا وغَلَيَانًا وأَغْلَيتُهَا أنا، والمرجل بكسر الميم وفتح الجيم القِدر معروف سواء كان من حديد أو نحاس أو حجارة أو خزف وهذا هو الأصح، وقال صاحب المطالع: وقيل هو القدر من النحاس يعني خاصة والأول أشهر والميم فيه زائدة، وفي هذا الحديث وما أشبهه تصريح بتفاوت عذاب أهل النار كما أن نعيم أهل الجنة متفاوت، والله أعلم.
(ما يرى) ذلك الذي له نعلان وشراكان من نار أي لا يعتقد ذلك الرجل (أن أحدًا) من أهل النار (أشد منه عذابًا وإنه) أي والحال إنه (لأهونهم) أي لأخفهم (عذابًا) يوم القيامة.
***